مقتطفـــــــــــــــــاتٌ من علم الإمام
استنباطٌ جميلٌ ورائعٌ للإمام المهديّ المنتظر، ولا ينكره إلا جاهلٌ..
بسم الله الر حمن الرحيم ..
{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}
صدق الله العظيم [يوسف:108]
إذاً بصيرة القرآن هي لمحمدٍ رسول الله ولمن اتّبعه، فلماذا اتّخذتم هذا القرآن مهجوراً؟ فمن يجِركم من الله.
ولربّما يودّ عالمٌ آخر أن يقول: "فهل أنت يا من تزعم أنّك المهديّ المنتظَر أعلم من محمد رسول الله وصحابته الأخيار بهذا القرآن العظيم؟ فقد بيّنه لنا محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - عن طريق السنّة فيكفينا اتّباع السنّة وذلك لأنّ القرآن لا يعلمُ تأويله إلا الله". تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ }
صدق الله العظيم [آل عمران:7]
ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ وأقول: قال الله تعالى:
{إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (68)قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (69)}
صدق الله العظيم [يونس:68]
ولكني لم أجد في كتاب الله أنّ القرآن لا يعلمُ تأويله إلا الله؛ بل قال الله تعالى:
{وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَآ إِلاَّ الْفَاسِقُونَ}
صدق الله العظيم [البقرة:99]
وقال الله تعالى:
{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فأمّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ}
صدق الله العظيم [آل عمران:7]
إذاً ياقوم إنّما يقصد الله بقوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ}، يقصد المُتشابه وليس آيات الكتاب المحكمات البيّنات هُنّ أم الكتاب لعالمكم وجاهلكم، فلمَ تُحرفون كلام الله عن مواضعه حتى تتبعوا أهواءكم؟ أفلا تتقون؟ فمن يُجِركم من الله؟ أفلا تعلمون إنّما المُتشابه في القرآن قليلٌ بنسبة عشرة في المائة تقريباً، وتسعين في المائة من آيات الكتاب آيات محكمات هُنّ أم الكتاب جعلهنّ الله آيات بينات لعالمكم وجاهلكم حتى لا تكون لكم الحُجّة على الله؛ بل وتوجد سورٌ جميعُها محكمٌ واضحٌ بيّنٌ للعالم والجاهل، أم إنّكم لا تعلمون ما يقصد الله بقوله في سورة الإخلاص:
{قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ﴿١﴾ اللَّـهُ الصَّمَدُ ﴿٢﴾ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴿٣﴾ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴿٤﴾}
صدق الله العظيم [الإخلاص]
أم أنكم لا تعلمون ما يقصد الله بقوله تعالى:
{لَوْ أَنزلْنَا هَذَا القرآن عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22)هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمؤمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سبحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23)هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)}
صدق الله العظيم [الحشر]
ويا علماء أمّة الإسلام لمَ تخدعون أنفسكم وأمّتكم؟ فإذا كان لا يعلمُ تأويله إلا الله فلمَ تجرأتم على تفسير القرآن مُحكمه ومُتشابهه وأنتم لا تُفرّقون بين المُتشابه والمُحكم؟ ولسوف أفتيكم وأمّة المسلمين عالمهم وجاهلهم كيف تُميزون بين آيات الكتاب المُحكمات هُنّ أم الكتاب والآيات المُتشابهات، ألا وإن الأمر يسيرٌ جداً يدركه أولوا الألباب الذين يتدبرون آيات الكتاب الذين يتلونه حقّ تلاوته، تصديقاً لقول الله تعالى:
{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حقّ تِلَاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ(121)}
صدق الله العظيم [البقرة]
ولا يقصد حقّ تلاوته بالغنّة والقلقلة والتجويد كما جعلتم جلّ اهتمامكم في ذلك وذلك مبلغكم من العلم؛ بل حقّ تلاوته أي بالتدبر والتفكر في آياته. تصديقاً لقول الله تعالى:
{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ}
صدق الله العظيم [ص:29]
وأما كيف تستطيعون أن تميزوا بين آيات الكتاب المحكمات من الآيات المُتشابهات، فسبق أن ضربنا لكم على ذلك مثل في قول الله تعالى:
{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}
صدق الله العظيم [البقرة:124]
وكلمة التشابه هي في قول الله تعالى {الظَّالِمِينَ}، فهل يقصد ظُلم الخطيئة أم يقصد ظُلم الشرك في القلب؟ فإذا كان يقصد ظُلم الخطيئة فهذا يعني أن جميع الأنبياء والأئمة معصومون من الخطيئة! ولكنّ الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً، فكيف لكم أن تعلموا هل في هذه الآية تشابه أم أنها محكمة؟ فالأمر يسير عليكم لو كنتم تعقلون، فارجعوا إلى قصص الأنبياء والمرسلين وتدبروا هل قط وجدتم لأحدهم أخطاء؟ فإذا لم تجدوا أن أحدهم أخطأ فقد تبيّن لكم أن قول الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، خالية من كلمات التشابه، أما إذا وجدتم أنّ المرسلين قد يتعرضون لظلم الخطيئة فقد أصبحت الآية فيها كلمات متشابهة، وتعالوا للتطبيق للتصديق، فهل نجد أن الله يفتينا في آية أخرى أنّ المرسلين يتعرضون لظلم الخطيئة؟ وتجدون الفتوى في قول الله تعالى:
{يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمرسَلُونَ (10)إِلَّا مَن ظَلَمَ ثمّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فإني غَفُورٌ رَّحِيمٌ (11)}
صدق الله العظيم [النمل]
إذاً يا قوم، إنّ المرسلين مُعرَّضون لظُلم الخطيئة وربّي غفورٌ رحيمٌ لمن تاب وأناب كما أخطأ نبي الله موسى فارتكب ظُلم الخطيئة بقتل نفس تعصباً مع الذي هو من شيعته في ساعة غضبٍ، ولما أدرك موسى أنه ظلم نفسه بخطيئة القتل. قال تعالى:
{قَالَ ربّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}
صدق الله العظيم [القصص:16]
وذلك تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمرسَلُونَ (10)إِلَّا مَن ظَلَمَ ثمّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فإني غَفُورٌ رَّحِيمٌ (11)}
صدق الله العظيم [النمل]
ولو يتدبر الباحثون عن الحقّ كيف اختلف علماء الشيعة وعلماء السنّة في هذه المسألة فكل منهم جاء ببرهانه من القرآن، فأمّا الشيعة فقالوا إنّ الأنبياء والأئمة معصومون من ظُلم الخطيئة وجاءوا بالبرهان على عقيدتهم من مُتشابه القرآن. قال تعالى:
{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}
صدق الله العظيم [البقرة:124]
وأمّا أهل السنّة فاستدلوا بقتل موسى لنفسٍ فظلم نفسه فتاب وأناب وجاؤوا بالبرهان من القرآن في قول الله تعالى:
{قَالَ ربّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}
صدق الله العظيم [القصص:16]
وعجز أهل السنّة في إقناع الشيعة وعجز الشيعة في إقناع السنّة ولكن ناصر محمد اليماني سوف يُلجم ألسنة الشيعة والسنّة بالحقّ حتى لا يجدوا إلا أن يسلّموا تسليماً لما قضيت بينهم بالحقّ أو يكفروا بالقرآن العظيم. وأما سرّ إلجامي للشيعة وذلك لأني أخذت الآية التي يحاجون بها النّاس وبيَّنت أنّ فيها من كلمات التشابه وأنه يقصد ظُلم الشرك ولا يقصد ظُلم الخطيئة، وذلك لأن الشرك ظلمٌ عظيمٌ. تصديقاً لقول الله تعالى:
{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}
صدق الله العظيم [الأنعام:82]
أي أن قلوبهم سليمة من ظُلم الشرك بالله. تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴿٨٩﴾}
صدق الله العظيم [الشعراء]
تصديقاً لقول الله تعالى:
{ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }
صدق الله العظيم [لقمان:13]
تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا}
صدق الله العظيم [النساء:116]
ولذلك لا ينبغي أن يكون الأنبياء والأئمة من المشركين بالله؛ بل يُطهّر الله قلوبهم من ذلك تطهيراً حتى يدعون النّاس إلى كلمة التوحيد فيخرجون النّاس من الظُلمات إلى النّور، وتبيّن لكم الآن البيان الحقّ لقول الله تعالى:
{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}
صدق الله العظيم[البقرة:124]
وتبيّن لكم أنه يقصد ظُلم الشرك وليس ظُلم الخطيئة.
ويا معشر الأنصار، أرجو من الله أن لا تملّوا كثرة التكرار والتفصيل المستمر لعله يحدث لهم ذكراً، وتجدوني أكرر هذه النقطة لكون هذه العقيدة هي السبب في مبالغة الشيعة في الأئمة أنهم معصومون من الخطأ ويحاجون النّاس بقول الله تعالى:
{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}
صدق الله العظيم [البقرة:124]
أخوكم المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني.
استنباطٌ جميلٌ ورائعٌ للإمام المهديّ المنتظر، ولا ينكره إلا جاهلٌ..
بسم الله الر حمن الرحيم ..
{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}
صدق الله العظيم [يوسف:108]
إذاً بصيرة القرآن هي لمحمدٍ رسول الله ولمن اتّبعه، فلماذا اتّخذتم هذا القرآن مهجوراً؟ فمن يجِركم من الله.
ولربّما يودّ عالمٌ آخر أن يقول: "فهل أنت يا من تزعم أنّك المهديّ المنتظَر أعلم من محمد رسول الله وصحابته الأخيار بهذا القرآن العظيم؟ فقد بيّنه لنا محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - عن طريق السنّة فيكفينا اتّباع السنّة وذلك لأنّ القرآن لا يعلمُ تأويله إلا الله". تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ }
صدق الله العظيم [آل عمران:7]
ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ وأقول: قال الله تعالى:
{إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (68)قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (69)}
صدق الله العظيم [يونس:68]
ولكني لم أجد في كتاب الله أنّ القرآن لا يعلمُ تأويله إلا الله؛ بل قال الله تعالى:
{وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَآ إِلاَّ الْفَاسِقُونَ}
صدق الله العظيم [البقرة:99]
وقال الله تعالى:
{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فأمّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ}
صدق الله العظيم [آل عمران:7]
إذاً ياقوم إنّما يقصد الله بقوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ}، يقصد المُتشابه وليس آيات الكتاب المحكمات البيّنات هُنّ أم الكتاب لعالمكم وجاهلكم، فلمَ تُحرفون كلام الله عن مواضعه حتى تتبعوا أهواءكم؟ أفلا تتقون؟ فمن يُجِركم من الله؟ أفلا تعلمون إنّما المُتشابه في القرآن قليلٌ بنسبة عشرة في المائة تقريباً، وتسعين في المائة من آيات الكتاب آيات محكمات هُنّ أم الكتاب جعلهنّ الله آيات بينات لعالمكم وجاهلكم حتى لا تكون لكم الحُجّة على الله؛ بل وتوجد سورٌ جميعُها محكمٌ واضحٌ بيّنٌ للعالم والجاهل، أم إنّكم لا تعلمون ما يقصد الله بقوله في سورة الإخلاص:
{قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ﴿١﴾ اللَّـهُ الصَّمَدُ ﴿٢﴾ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴿٣﴾ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴿٤﴾}
صدق الله العظيم [الإخلاص]
أم أنكم لا تعلمون ما يقصد الله بقوله تعالى:
{لَوْ أَنزلْنَا هَذَا القرآن عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22)هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمؤمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سبحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23)هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)}
صدق الله العظيم [الحشر]
ويا علماء أمّة الإسلام لمَ تخدعون أنفسكم وأمّتكم؟ فإذا كان لا يعلمُ تأويله إلا الله فلمَ تجرأتم على تفسير القرآن مُحكمه ومُتشابهه وأنتم لا تُفرّقون بين المُتشابه والمُحكم؟ ولسوف أفتيكم وأمّة المسلمين عالمهم وجاهلهم كيف تُميزون بين آيات الكتاب المُحكمات هُنّ أم الكتاب والآيات المُتشابهات، ألا وإن الأمر يسيرٌ جداً يدركه أولوا الألباب الذين يتدبرون آيات الكتاب الذين يتلونه حقّ تلاوته، تصديقاً لقول الله تعالى:
{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حقّ تِلَاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ(121)}
صدق الله العظيم [البقرة]
ولا يقصد حقّ تلاوته بالغنّة والقلقلة والتجويد كما جعلتم جلّ اهتمامكم في ذلك وذلك مبلغكم من العلم؛ بل حقّ تلاوته أي بالتدبر والتفكر في آياته. تصديقاً لقول الله تعالى:
{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ}
صدق الله العظيم [ص:29]
وأما كيف تستطيعون أن تميزوا بين آيات الكتاب المحكمات من الآيات المُتشابهات، فسبق أن ضربنا لكم على ذلك مثل في قول الله تعالى:
{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}
صدق الله العظيم [البقرة:124]
وكلمة التشابه هي في قول الله تعالى {الظَّالِمِينَ}، فهل يقصد ظُلم الخطيئة أم يقصد ظُلم الشرك في القلب؟ فإذا كان يقصد ظُلم الخطيئة فهذا يعني أن جميع الأنبياء والأئمة معصومون من الخطيئة! ولكنّ الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً، فكيف لكم أن تعلموا هل في هذه الآية تشابه أم أنها محكمة؟ فالأمر يسير عليكم لو كنتم تعقلون، فارجعوا إلى قصص الأنبياء والمرسلين وتدبروا هل قط وجدتم لأحدهم أخطاء؟ فإذا لم تجدوا أن أحدهم أخطأ فقد تبيّن لكم أن قول الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، خالية من كلمات التشابه، أما إذا وجدتم أنّ المرسلين قد يتعرضون لظلم الخطيئة فقد أصبحت الآية فيها كلمات متشابهة، وتعالوا للتطبيق للتصديق، فهل نجد أن الله يفتينا في آية أخرى أنّ المرسلين يتعرضون لظلم الخطيئة؟ وتجدون الفتوى في قول الله تعالى:
{يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمرسَلُونَ (10)إِلَّا مَن ظَلَمَ ثمّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فإني غَفُورٌ رَّحِيمٌ (11)}
صدق الله العظيم [النمل]
إذاً يا قوم، إنّ المرسلين مُعرَّضون لظُلم الخطيئة وربّي غفورٌ رحيمٌ لمن تاب وأناب كما أخطأ نبي الله موسى فارتكب ظُلم الخطيئة بقتل نفس تعصباً مع الذي هو من شيعته في ساعة غضبٍ، ولما أدرك موسى أنه ظلم نفسه بخطيئة القتل. قال تعالى:
{قَالَ ربّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}
صدق الله العظيم [القصص:16]
وذلك تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمرسَلُونَ (10)إِلَّا مَن ظَلَمَ ثمّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فإني غَفُورٌ رَّحِيمٌ (11)}
صدق الله العظيم [النمل]
ولو يتدبر الباحثون عن الحقّ كيف اختلف علماء الشيعة وعلماء السنّة في هذه المسألة فكل منهم جاء ببرهانه من القرآن، فأمّا الشيعة فقالوا إنّ الأنبياء والأئمة معصومون من ظُلم الخطيئة وجاءوا بالبرهان على عقيدتهم من مُتشابه القرآن. قال تعالى:
{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}
صدق الله العظيم [البقرة:124]
وأمّا أهل السنّة فاستدلوا بقتل موسى لنفسٍ فظلم نفسه فتاب وأناب وجاؤوا بالبرهان من القرآن في قول الله تعالى:
{قَالَ ربّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}
صدق الله العظيم [القصص:16]
وعجز أهل السنّة في إقناع الشيعة وعجز الشيعة في إقناع السنّة ولكن ناصر محمد اليماني سوف يُلجم ألسنة الشيعة والسنّة بالحقّ حتى لا يجدوا إلا أن يسلّموا تسليماً لما قضيت بينهم بالحقّ أو يكفروا بالقرآن العظيم. وأما سرّ إلجامي للشيعة وذلك لأني أخذت الآية التي يحاجون بها النّاس وبيَّنت أنّ فيها من كلمات التشابه وأنه يقصد ظُلم الشرك ولا يقصد ظُلم الخطيئة، وذلك لأن الشرك ظلمٌ عظيمٌ. تصديقاً لقول الله تعالى:
{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}
صدق الله العظيم [الأنعام:82]
أي أن قلوبهم سليمة من ظُلم الشرك بالله. تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴿٨٩﴾}
صدق الله العظيم [الشعراء]
تصديقاً لقول الله تعالى:
{ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }
صدق الله العظيم [لقمان:13]
تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا}
صدق الله العظيم [النساء:116]
ولذلك لا ينبغي أن يكون الأنبياء والأئمة من المشركين بالله؛ بل يُطهّر الله قلوبهم من ذلك تطهيراً حتى يدعون النّاس إلى كلمة التوحيد فيخرجون النّاس من الظُلمات إلى النّور، وتبيّن لكم الآن البيان الحقّ لقول الله تعالى:
{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}
صدق الله العظيم[البقرة:124]
وتبيّن لكم أنه يقصد ظُلم الشرك وليس ظُلم الخطيئة.
ويا معشر الأنصار، أرجو من الله أن لا تملّوا كثرة التكرار والتفصيل المستمر لعله يحدث لهم ذكراً، وتجدوني أكرر هذه النقطة لكون هذه العقيدة هي السبب في مبالغة الشيعة في الأئمة أنهم معصومون من الخطأ ويحاجون النّاس بقول الله تعالى:
{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}
صدق الله العظيم [البقرة:124]
أخوكم المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني.
https://www.mahdi-alumma.com/showthread.php?1348-%D9%85%D9%82%D8%AA%D8%B7%D9%81%D8%A7%D8%AA%D9%8C-%D9%85%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D9%85