الإمام ناصر محمد اليماني
ـــــــــــــــــ
بيان الإمام المهديّ عن فتنة الماسونيّة العالميّة طلائع المسيح الكذاب..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وآله الطيبين الطاهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
ويا علماء المسلمين وأُمّتهم، أزفت الآزفة ليس لها من دون الله كاشفة، واقترب وعد الله بنصر خليفته ببأسٍ شديد من لدنه فيظهره على العالمين؛ بآيةٍ من السماء فيُظهره بها على العالمين في ليلةٍ وهم صاغرون، وصار عُمر دعوة الإمام المهديّ في عامها السادس وهو يدعو العالمين إلى الإيمان بكتاب الله القرآن العظيم واتّباعه والاحتكام إليه فكان أول كافرٍ بدعوة الاحتكام إلى كتاب الله وإتّباعه هُم المسلمون المؤمنون بكتاب الله القرآن العظيم إلّا قليلاً من أولي الألباب! وسبب كُفر ممّن أظهرهم الله على دعوة المهديّ المنتظَر من العالمين هو عدم تصديق المسلمين بدعوة المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني فيحسبوه رجُلاً بِهِ جنّة أو اعتراه مسّ شيطانٍ رجيمٍ ولم يقيموا لهُ وزناً، وما أُريد قوله إلى كافة علماء المسلمين وأُمّتهم هو: فهل هُم حقاً لا يزالوا مسلمين مؤمنين بما أنزل الله على محمد في القرآن العظيم؟ أم لم يبقَ من الإسلام إلّا اسمه ومن القرآن إلّا رسمه المحفوظ بين أيديهم؟ فإن كان جوابكم هو قولكم: "بل نحنُ مسلمون لربّ العالمين ومُؤمنون بما تنزّل على محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في القرآن العظيم"، ومن ثُمّ يردُّ عليهم الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: فأجيبوا الدعوة إلى الاحتكام إلى كتاب الله واتّباعه إن كنتم صادقين .
ويا علماء أُمّة الإسلام لا تُعرضوا عن دعوة الإمام ناصر محمد اليماني على كُلّ الأحوال، سواءً يكون ناصر محمد اليماني على الحقّ أم من الضالين المُضلين، وعلى كُلّ الأحوال فقد وجب عليكم الاستجابة للحوار حتى يتبيّن لكم شأن ناصر محمد اليماني، فهل هو حقاً المهديّ المنتظَر خليفة الله المُصطفى من ربّ العالمين؟ فإن تبيّن لكم أنه ذو عِلم لما علّمه الله فلا يجتمع النور والظُلمات فاستجيبوا لداعي الحقّ واتّبعوه فعزروه فتنصروه قبل أن ينصره الله بعذابٍ شديد بآية الدُخان المُبين فيغشى الناس مِنهُ عذابٌ أليم، وإن كان ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مُبين فسوف تُنقذون المسلمين من أن يضللهم ناصر محمد اليماني لو كان على ضلالٍ مُبين، فقد وجب عليكم الذود عن حياض الدين.
ويا أُمّة الإسلام فلا نزال نُشهدكم على علمائكم وعلى أنفسكم وأُشهدُ الله عليكم وكفى بالله شهيداً، فإني لا أقول لكم إني نبيٌ جديد؛ بل أشهدُ بما تشهدون أن خاتم الأنبياء والمرسلين هو محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ مَّا كَانَ محمد أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴿٤٠﴾ } صدق الله العظيم [الأحزاب]
والسؤال الذي يطرح نفسه للعقل والمنطق: فما دام الإمام المهديّ لم يجعله الله نبياً جديداً بكتابٍ جديدٍ فأصبح من المنطق أن يُحاجكم المهديّ المنتظَر بما تنزّل على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم بسُلطان العِلم من مُحكم القرآن العظيم إن كان هو الإمام المهديّ الحقّ من ربّ العالمين، فقد جعل الله بُرهان الصدق هو سُلطان العِلم من ربّ العالمين، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الحقّ فَهُم مُّعْرِضُونَ } صدق الله العظيم [الأنبياء:24]
ويا علماء المسلمين وأُمّتهم، إنكم تعلمون أن دعوة الإمام المهديّ إذا حضر فلا بد أن يدعو المسلمين والنّصارى والناس أجمعين. والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل من المعقول أن يُحاجِج المهديّ المنتظَر أُمّة البشر من كتاب بحار الأنوار أو كتاب البُخاري ومسلم حتى ولو كان فيهم شيءٌ من الحقّ؟ ولكن الله لم يجعل كتاب بحار الأنوار ولا كتاب البُخاري ومسلم حُجّته على البشر؛ بل حُجّة الله على محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - والأُمّيّين والناس أجمعين هو كتاب الذكر القرآن العظيم الذي أمر الله رسوله ومن تبعهُ أن يعتصموا به فيتّبعوه ويكفروا بما خالف لمُحكمه، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مستقِيمٍ ﴿٤٣﴾ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤﴾ } صدق الله العظيم [الزخرف]
إذاً أمر الاستمساك بكتاب الله القرآن العظيم صدر من الله إلى نبيّه ومن آمن به من قومه. والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل وجدتم أمر ناصر محمد اليماني هو ذاته أمر الله إليكم أن تستمسكوا بكتاب الله القرآن العظيم وتكفروا بما خالف لمُحكم كتاب الله القرآن العظيم؟ ولن تجدوا ناصر محمد اليماني يكفُر بالتوراة ولا بالإنجيل ولا بالسُنة النّبويّة، وإنما آمركم أن ما وجدتم أنه خالف لمُحكم كتاب الله فاكفروا به سواءً يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُنة النّبويّة، وذلك لأن الله لم يعدكم بحفظهم من التحريف والتزييف في التوراة والإنجيل. وقال الله تعالى: { فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ ﴿٧٩﴾ } صدق الله العظيم [البقرة]
إذاً فقد أفتاكم الله عن المُجرمين الذين يفترون على الله في التوراة والإنجيل ويقول هو من عند الله وما هو من عند الله. وقال الله تعالى: { ذَٰلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ﴿٥٨﴾ إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٥٩﴾ الحقّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُن مِّنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿٦٠﴾ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴿٦١﴾ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الحقّ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٦٢﴾ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ ﴿٦٣﴾ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مسلمونَ ﴿٦٤﴾ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنجِيلُ إِلَّا مِن بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٦٥﴾ هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿٦٦﴾ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمَاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٦٧﴾ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٦٨﴾ وَدَّت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿٦٩﴾ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ ﴿٧٠﴾ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الحقّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الحقّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٧١﴾ وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿٧٢﴾ وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَىٰ هُدَى اللَّهِ أَن يُؤْتَىٰ أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٧٣﴾ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿٧٤﴾ وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَّا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٧٥﴾ بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَىٰ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ﴿٧٦﴾ إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٧٧﴾ وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٧٨﴾ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كنتمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كنتمْ تَدْرُسُونَ ﴿٧٩﴾ وَلَا يَأْمركُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمركُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مسلمونَ ﴿٨٠﴾ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ﴿٨١﴾ فَمَن تَوَلَّىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٨٢﴾ أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴿٨٣﴾ قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مسلمونَ ﴿٨٤﴾ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٨٥﴾ كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٦﴾ أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٨٩﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ ﴿٩٠﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَىٰ بِهِ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ ﴿٩١﴾ لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴿٩٢﴾ } صدق الله العظيم [آل عمران]
فانظروا لقول الله تعالى: { وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٧٨﴾ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كنتمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كنتمْ تَدْرُسُونَ ﴿٧٩﴾ وَلَا يَأْمركُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا ۗ أَيَأْمركُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مسلمونَ ﴿٨٠﴾ } صدق الله العظيم
ويا أُمّة الإسلام لقد أخرجوكم الماسونيّة العالميّة طلائع المسيح الكذاب من النور إلى الظُلمات لأنهم يعلمون أنّهم إذا جعلوكم تُشركون بالله فسوف تكونوا معهم سواءً في نار جهنم، ولذلك جعلوكم تُعظّمون أنبياءكم فتعتقدون أن الوسيلة إلى الله هي حصرياً للأنبياء من دون الصالحين فأشركتم بالله وأضّلوكم عن سواء السبيل، ولذلك فلو يقول الإمام المهديّ لعلماء النّصارى: فهل تعتقدون أنه يحقّ لكم أن تُنافسوا رسول الله المسيح عيسى ابن مريم في حُب الله وقربه؟ فحتماً سوف يُنكرون على المهديّ المنتظَر هذا القول ويحسبوه زوراً وبُهتاناً كبيراً فيقول: "فكيف يحقّ لأتباع رسول الله المسيح عيسى ابن مريم - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن يُنافسوه في حُب الله وقربه لأنه أولى بالله من أتباعه لأنه ولد الله؟". ومن ثُمّ يردُّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: سبحان ربّي وتعالى علوّاً كبيراً عما يُشركون.
وكذلك لو يقول الإمام المهديّ لأحد علماء المسلمين على مُختلف فرقهم وطوائفهم: فهل تعتقدون أنه ينبغي لكم أن تُنافسوا محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في حُب الله وقربه فتبتغوا إليه الوسيلة فتُنافسوه في حُب الله وقربه؟ ومن ثُمّ يُجيب على الإمام المهديّ كافة علماء المسلمين على مُختلف فرقهم وطوائفهم برغم اختلافهم إلّا أنّهم سوف يتّفقون على إجابةٍ واحدةٍ موحّدة جميعاً فيقولون: "مهلاً مهلاً يا من يزعم أنه المهديّ المُنتظر؛ بل الوسيلة إلى الله هي حصرياً للأنبياء من دون الصالحين، وبما أن محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم هو أفضل الأنبياء والمرسلين فحتماً يفوز بالوسيلة الأقرب إلى الله ولا نزال ندعو له بالوسيلة عند إقامة كُلِّ صلاة، فكيف ينبغي لنا نحن الأُمّيّين أتباع محمد رسول الله صلى الله عليه وآله أن نبتغي إلى الله الوسيلة أيّنا يفوز بها فيكون الأحب والأقرب إلى الله؟! هيهات هيهات؛ بل نبيّنا هو الأولى بالوسيلة إلى الله". ومن ثُمّ يردُّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: ويا سبحان ربّي فبرغم اختلافكم إلى شيعٍ وأحزابٍ وكُلّ حزبٍ بما لديهم فرحون إلّا أنكم اتّفقتم على عقيدة الشرك بالله فجعلتم الوسيلة إلى الله حصرياً للأنبياء من دون الصالحين، فأعرضتم عن قول الله تعالى في مُحكم كتابه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥﴾ } صدق الله العظيم [المائدة]
وأمركم الله أن تهتدوا بهدي أنبيائه ورُسله فجميعهم متنافسون إلى ربّهم فيبتغون إليه الوسيلة أيّهم أقرب، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ } صدق الله العظيم [الإسراء:57]
فلما لا تهتدون بهدي الأنبياء والمرسلين فتنّضموا إلى العبيد الذين هداهم الله من العالمين؟ فجميعهم يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيّهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه؛ أفلا تتقون؟! فتذكروا قول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥﴾ } صدق الله العظيم
ويا معشر من آمن بالله، إني الإمام المهديّ أدعوكم إلى كلمةٍ سواءٍ بيني وبينكم إلى لا إله إلّا الله وحده لا شريك له فتلك كلمةٌ سواء بيني وبينكم، فلكم من الحقّ في الله ما للإمام المهديّ ولكافة الأنبياء والمرسلين فلا فرق بيننا وبينكم فنحن لسنا إلّا عبيدٌ لله أمثالكم ولذلك فلكم الحقّ في الله ما للأنبياء والمهديّ المنتظَر، فاستجيبوا إلى عبادة الله وحده لا شريك له وتنافسوا على حُبه وقربه فاتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة أيّكم أقرب، فلمَ تجعلوها حصرياً للأنبياء والمهديّ المنتظَر من دون الصالحين فيعذبكم الله عذاباً نُكراً؟ فو الله أنكم قد أشركتم بالله وأنتم لا تعلمون بسبب تعظيم الأنبياء والمرسلين فتركتم الله حصرياً لهم من دونكم فأصبحتم من الذين لا يؤمنون بالله إلّا وهم به مشركون عبادَه المُقرّبين. وقال الله تعالى: { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾ } صدق الله العظيم [يوسف]
ويا معشر من آمن بالله؛ يا من حصرتم الوسيلة إلى الله للأنبياء من دون الصالحين، فأين أنتم من أمر الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥﴾ } صدق الله العظيم. وقال الله تعالى: { أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾ } صدق الله العظيم [الإسراء]
فهل ترون فرق في الوسيلة في قول الله تعالى: { وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ } صدق الله العظيم
وفي قول الله تعالى:{ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ } صدق الله العظيم، وذلك الذين لا يؤمنون بالله إلّا وهم مُشركون حتماً سوف يُفرّقون بين الوسيلة في الآيتين، سبحان ربي! أليست الوسيلة إليه { وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ } وكذلك قوله { يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ } صدق الله العظيم؟
فكيف السبيل لإنقاذكم وإخراجكم من عبادة العبيد إلى عبادة ربّ العبيد ربّي وربُّكم الله الذي لا إله غيره؟! فكيف يكون على ضلالٍ مبينٍ من يدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له مُخلصين وفي حُبه وقربه مُتنافسين إلى يوم الدين؟ فلا يزال صاحب الدرجة العالية عبدٌ مجهول فلم يُفتِكم الله ورسوله فلا يزال عبداً مجهولاً، والحكمة من ذلك لكي يتم تنافُس جميع العبيد من الجنّ والإنس والملائكة إلى الربّ المعبود أيّهم أقرب. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا } صدق الله العظيم [الإسراء:57]
فما خطبكم لا ترجون لله وقاراً؟ فاتقوا الله الواحد القهّار واستجيبوا دعوة المهديّ المنتظَر، وإن أبيتم فاشهدوا أني من عبيد الله المُتنافسين في حُب الله وقربه. ولربّما يودّ أحد علماء المسلمين أن يقاطعني ويقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني فنحن علماء المسلمين عبيد لله مُتنافسون في حُب الله وقربه." ومن ثُمّ يردُّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني: فهل تُنافسون كافة عبيد الله أم تُعظّمون آخرين منهم فتعتقدون أنه لا ينبغي لكم مُنافستهم في حُب الله وقربه؟ فإن كان الجواب: "نعم نُنافس كافة عبيد الله في حُب الله وقربه إلّا الأنبياء والمرسلين فهم أولى بالله من الصالحين"، ومن ثُمّ يردُّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: فذلك هو الإشراك بالله ومن يُشرك بالله فقد ظلم نفسه وإن الشرك لظلمٌ عظيم.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخو عبيد الله المُخلصين الذين لا يُشركون به شيئاً الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــ
بيان الإمام المهديّ عن فتنة الماسونيّة العالميّة طلائع المسيح الكذاب..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وآله الطيبين الطاهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
ويا علماء المسلمين وأُمّتهم، أزفت الآزفة ليس لها من دون الله كاشفة، واقترب وعد الله بنصر خليفته ببأسٍ شديد من لدنه فيظهره على العالمين؛ بآيةٍ من السماء فيُظهره بها على العالمين في ليلةٍ وهم صاغرون، وصار عُمر دعوة الإمام المهديّ في عامها السادس وهو يدعو العالمين إلى الإيمان بكتاب الله القرآن العظيم واتّباعه والاحتكام إليه فكان أول كافرٍ بدعوة الاحتكام إلى كتاب الله وإتّباعه هُم المسلمون المؤمنون بكتاب الله القرآن العظيم إلّا قليلاً من أولي الألباب! وسبب كُفر ممّن أظهرهم الله على دعوة المهديّ المنتظَر من العالمين هو عدم تصديق المسلمين بدعوة المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني فيحسبوه رجُلاً بِهِ جنّة أو اعتراه مسّ شيطانٍ رجيمٍ ولم يقيموا لهُ وزناً، وما أُريد قوله إلى كافة علماء المسلمين وأُمّتهم هو: فهل هُم حقاً لا يزالوا مسلمين مؤمنين بما أنزل الله على محمد في القرآن العظيم؟ أم لم يبقَ من الإسلام إلّا اسمه ومن القرآن إلّا رسمه المحفوظ بين أيديهم؟ فإن كان جوابكم هو قولكم: "بل نحنُ مسلمون لربّ العالمين ومُؤمنون بما تنزّل على محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في القرآن العظيم"، ومن ثُمّ يردُّ عليهم الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: فأجيبوا الدعوة إلى الاحتكام إلى كتاب الله واتّباعه إن كنتم صادقين .
ويا علماء أُمّة الإسلام لا تُعرضوا عن دعوة الإمام ناصر محمد اليماني على كُلّ الأحوال، سواءً يكون ناصر محمد اليماني على الحقّ أم من الضالين المُضلين، وعلى كُلّ الأحوال فقد وجب عليكم الاستجابة للحوار حتى يتبيّن لكم شأن ناصر محمد اليماني، فهل هو حقاً المهديّ المنتظَر خليفة الله المُصطفى من ربّ العالمين؟ فإن تبيّن لكم أنه ذو عِلم لما علّمه الله فلا يجتمع النور والظُلمات فاستجيبوا لداعي الحقّ واتّبعوه فعزروه فتنصروه قبل أن ينصره الله بعذابٍ شديد بآية الدُخان المُبين فيغشى الناس مِنهُ عذابٌ أليم، وإن كان ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مُبين فسوف تُنقذون المسلمين من أن يضللهم ناصر محمد اليماني لو كان على ضلالٍ مُبين، فقد وجب عليكم الذود عن حياض الدين.
ويا أُمّة الإسلام فلا نزال نُشهدكم على علمائكم وعلى أنفسكم وأُشهدُ الله عليكم وكفى بالله شهيداً، فإني لا أقول لكم إني نبيٌ جديد؛ بل أشهدُ بما تشهدون أن خاتم الأنبياء والمرسلين هو محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ مَّا كَانَ محمد أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴿٤٠﴾ } صدق الله العظيم [الأحزاب]
والسؤال الذي يطرح نفسه للعقل والمنطق: فما دام الإمام المهديّ لم يجعله الله نبياً جديداً بكتابٍ جديدٍ فأصبح من المنطق أن يُحاجكم المهديّ المنتظَر بما تنزّل على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم بسُلطان العِلم من مُحكم القرآن العظيم إن كان هو الإمام المهديّ الحقّ من ربّ العالمين، فقد جعل الله بُرهان الصدق هو سُلطان العِلم من ربّ العالمين، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الحقّ فَهُم مُّعْرِضُونَ } صدق الله العظيم [الأنبياء:24]
ويا علماء المسلمين وأُمّتهم، إنكم تعلمون أن دعوة الإمام المهديّ إذا حضر فلا بد أن يدعو المسلمين والنّصارى والناس أجمعين. والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل من المعقول أن يُحاجِج المهديّ المنتظَر أُمّة البشر من كتاب بحار الأنوار أو كتاب البُخاري ومسلم حتى ولو كان فيهم شيءٌ من الحقّ؟ ولكن الله لم يجعل كتاب بحار الأنوار ولا كتاب البُخاري ومسلم حُجّته على البشر؛ بل حُجّة الله على محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - والأُمّيّين والناس أجمعين هو كتاب الذكر القرآن العظيم الذي أمر الله رسوله ومن تبعهُ أن يعتصموا به فيتّبعوه ويكفروا بما خالف لمُحكمه، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مستقِيمٍ ﴿٤٣﴾ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤﴾ } صدق الله العظيم [الزخرف]
إذاً أمر الاستمساك بكتاب الله القرآن العظيم صدر من الله إلى نبيّه ومن آمن به من قومه. والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل وجدتم أمر ناصر محمد اليماني هو ذاته أمر الله إليكم أن تستمسكوا بكتاب الله القرآن العظيم وتكفروا بما خالف لمُحكم كتاب الله القرآن العظيم؟ ولن تجدوا ناصر محمد اليماني يكفُر بالتوراة ولا بالإنجيل ولا بالسُنة النّبويّة، وإنما آمركم أن ما وجدتم أنه خالف لمُحكم كتاب الله فاكفروا به سواءً يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُنة النّبويّة، وذلك لأن الله لم يعدكم بحفظهم من التحريف والتزييف في التوراة والإنجيل. وقال الله تعالى: { فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ ﴿٧٩﴾ } صدق الله العظيم [البقرة]
إذاً فقد أفتاكم الله عن المُجرمين الذين يفترون على الله في التوراة والإنجيل ويقول هو من عند الله وما هو من عند الله. وقال الله تعالى: { ذَٰلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ﴿٥٨﴾ إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٥٩﴾ الحقّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُن مِّنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿٦٠﴾ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴿٦١﴾ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الحقّ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٦٢﴾ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ ﴿٦٣﴾ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مسلمونَ ﴿٦٤﴾ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنجِيلُ إِلَّا مِن بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٦٥﴾ هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿٦٦﴾ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمَاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٦٧﴾ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٦٨﴾ وَدَّت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿٦٩﴾ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ ﴿٧٠﴾ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الحقّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الحقّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٧١﴾ وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿٧٢﴾ وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَىٰ هُدَى اللَّهِ أَن يُؤْتَىٰ أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٧٣﴾ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿٧٤﴾ وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَّا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٧٥﴾ بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَىٰ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ﴿٧٦﴾ إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٧٧﴾ وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٧٨﴾ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كنتمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كنتمْ تَدْرُسُونَ ﴿٧٩﴾ وَلَا يَأْمركُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمركُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مسلمونَ ﴿٨٠﴾ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ﴿٨١﴾ فَمَن تَوَلَّىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٨٢﴾ أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴿٨٣﴾ قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مسلمونَ ﴿٨٤﴾ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٨٥﴾ كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٦﴾ أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٨٩﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ ﴿٩٠﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَىٰ بِهِ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ ﴿٩١﴾ لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴿٩٢﴾ } صدق الله العظيم [آل عمران]
فانظروا لقول الله تعالى: { وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٧٨﴾ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كنتمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كنتمْ تَدْرُسُونَ ﴿٧٩﴾ وَلَا يَأْمركُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا ۗ أَيَأْمركُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مسلمونَ ﴿٨٠﴾ } صدق الله العظيم
ويا أُمّة الإسلام لقد أخرجوكم الماسونيّة العالميّة طلائع المسيح الكذاب من النور إلى الظُلمات لأنهم يعلمون أنّهم إذا جعلوكم تُشركون بالله فسوف تكونوا معهم سواءً في نار جهنم، ولذلك جعلوكم تُعظّمون أنبياءكم فتعتقدون أن الوسيلة إلى الله هي حصرياً للأنبياء من دون الصالحين فأشركتم بالله وأضّلوكم عن سواء السبيل، ولذلك فلو يقول الإمام المهديّ لعلماء النّصارى: فهل تعتقدون أنه يحقّ لكم أن تُنافسوا رسول الله المسيح عيسى ابن مريم في حُب الله وقربه؟ فحتماً سوف يُنكرون على المهديّ المنتظَر هذا القول ويحسبوه زوراً وبُهتاناً كبيراً فيقول: "فكيف يحقّ لأتباع رسول الله المسيح عيسى ابن مريم - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن يُنافسوه في حُب الله وقربه لأنه أولى بالله من أتباعه لأنه ولد الله؟". ومن ثُمّ يردُّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: سبحان ربّي وتعالى علوّاً كبيراً عما يُشركون.
وكذلك لو يقول الإمام المهديّ لأحد علماء المسلمين على مُختلف فرقهم وطوائفهم: فهل تعتقدون أنه ينبغي لكم أن تُنافسوا محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في حُب الله وقربه فتبتغوا إليه الوسيلة فتُنافسوه في حُب الله وقربه؟ ومن ثُمّ يُجيب على الإمام المهديّ كافة علماء المسلمين على مُختلف فرقهم وطوائفهم برغم اختلافهم إلّا أنّهم سوف يتّفقون على إجابةٍ واحدةٍ موحّدة جميعاً فيقولون: "مهلاً مهلاً يا من يزعم أنه المهديّ المُنتظر؛ بل الوسيلة إلى الله هي حصرياً للأنبياء من دون الصالحين، وبما أن محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم هو أفضل الأنبياء والمرسلين فحتماً يفوز بالوسيلة الأقرب إلى الله ولا نزال ندعو له بالوسيلة عند إقامة كُلِّ صلاة، فكيف ينبغي لنا نحن الأُمّيّين أتباع محمد رسول الله صلى الله عليه وآله أن نبتغي إلى الله الوسيلة أيّنا يفوز بها فيكون الأحب والأقرب إلى الله؟! هيهات هيهات؛ بل نبيّنا هو الأولى بالوسيلة إلى الله". ومن ثُمّ يردُّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: ويا سبحان ربّي فبرغم اختلافكم إلى شيعٍ وأحزابٍ وكُلّ حزبٍ بما لديهم فرحون إلّا أنكم اتّفقتم على عقيدة الشرك بالله فجعلتم الوسيلة إلى الله حصرياً للأنبياء من دون الصالحين، فأعرضتم عن قول الله تعالى في مُحكم كتابه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥﴾ } صدق الله العظيم [المائدة]
وأمركم الله أن تهتدوا بهدي أنبيائه ورُسله فجميعهم متنافسون إلى ربّهم فيبتغون إليه الوسيلة أيّهم أقرب، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ } صدق الله العظيم [الإسراء:57]
فلما لا تهتدون بهدي الأنبياء والمرسلين فتنّضموا إلى العبيد الذين هداهم الله من العالمين؟ فجميعهم يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيّهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه؛ أفلا تتقون؟! فتذكروا قول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥﴾ } صدق الله العظيم
ويا معشر من آمن بالله، إني الإمام المهديّ أدعوكم إلى كلمةٍ سواءٍ بيني وبينكم إلى لا إله إلّا الله وحده لا شريك له فتلك كلمةٌ سواء بيني وبينكم، فلكم من الحقّ في الله ما للإمام المهديّ ولكافة الأنبياء والمرسلين فلا فرق بيننا وبينكم فنحن لسنا إلّا عبيدٌ لله أمثالكم ولذلك فلكم الحقّ في الله ما للأنبياء والمهديّ المنتظَر، فاستجيبوا إلى عبادة الله وحده لا شريك له وتنافسوا على حُبه وقربه فاتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة أيّكم أقرب، فلمَ تجعلوها حصرياً للأنبياء والمهديّ المنتظَر من دون الصالحين فيعذبكم الله عذاباً نُكراً؟ فو الله أنكم قد أشركتم بالله وأنتم لا تعلمون بسبب تعظيم الأنبياء والمرسلين فتركتم الله حصرياً لهم من دونكم فأصبحتم من الذين لا يؤمنون بالله إلّا وهم به مشركون عبادَه المُقرّبين. وقال الله تعالى: { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾ } صدق الله العظيم [يوسف]
ويا معشر من آمن بالله؛ يا من حصرتم الوسيلة إلى الله للأنبياء من دون الصالحين، فأين أنتم من أمر الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥﴾ } صدق الله العظيم. وقال الله تعالى: { أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾ } صدق الله العظيم [الإسراء]
فهل ترون فرق في الوسيلة في قول الله تعالى: { وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ } صدق الله العظيم
وفي قول الله تعالى:{ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ } صدق الله العظيم، وذلك الذين لا يؤمنون بالله إلّا وهم مُشركون حتماً سوف يُفرّقون بين الوسيلة في الآيتين، سبحان ربي! أليست الوسيلة إليه { وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ } وكذلك قوله { يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ } صدق الله العظيم؟
فكيف السبيل لإنقاذكم وإخراجكم من عبادة العبيد إلى عبادة ربّ العبيد ربّي وربُّكم الله الذي لا إله غيره؟! فكيف يكون على ضلالٍ مبينٍ من يدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له مُخلصين وفي حُبه وقربه مُتنافسين إلى يوم الدين؟ فلا يزال صاحب الدرجة العالية عبدٌ مجهول فلم يُفتِكم الله ورسوله فلا يزال عبداً مجهولاً، والحكمة من ذلك لكي يتم تنافُس جميع العبيد من الجنّ والإنس والملائكة إلى الربّ المعبود أيّهم أقرب. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا } صدق الله العظيم [الإسراء:57]
فما خطبكم لا ترجون لله وقاراً؟ فاتقوا الله الواحد القهّار واستجيبوا دعوة المهديّ المنتظَر، وإن أبيتم فاشهدوا أني من عبيد الله المُتنافسين في حُب الله وقربه. ولربّما يودّ أحد علماء المسلمين أن يقاطعني ويقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني فنحن علماء المسلمين عبيد لله مُتنافسون في حُب الله وقربه." ومن ثُمّ يردُّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني: فهل تُنافسون كافة عبيد الله أم تُعظّمون آخرين منهم فتعتقدون أنه لا ينبغي لكم مُنافستهم في حُب الله وقربه؟ فإن كان الجواب: "نعم نُنافس كافة عبيد الله في حُب الله وقربه إلّا الأنبياء والمرسلين فهم أولى بالله من الصالحين"، ومن ثُمّ يردُّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: فذلك هو الإشراك بالله ومن يُشرك بالله فقد ظلم نفسه وإن الشرك لظلمٌ عظيم.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخو عبيد الله المُخلصين الذين لا يُشركون به شيئاً الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
https://www.mahdi-alumma.com/showthread.php?1498-%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%AF%D9%8A%D9%91-%D8%B9%D9%86-%D9%81%D8%AA%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B3%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%91%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%91%D8%A9-%D8%B7%D9%84%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B0%D8%A7%D8%A8