وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ..

Asma Arc 0 تعليق 3:40 ص

وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ..



ابو محمد الكعبي01-30-2010, 02:22 PM
بيان منقول عن الإمام ناصر محمد اليماني
اقتباس :
اقدم البيعه لله ولرسوله
وللامام ناصر محمد علئ نصرته والقتال في سبيل الله ولنصرت ماجاء به
حتئ النصر او الشهاده والله شاهد علئ صدق بيعتي وعهدي


بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

سلام الله عليكم أخي محمد وكافة الأنصار السابقين الأخيار، إنما بيان الدعوة للجهاد في سبيل الله كان أيام العدوان على غزة والمسلمون يتفرجون كيف كان يصنع أعداء الله بإخوانهم بالقنابل الفوسفورية فيحرقونهم وهم ينظرون، وإنما أمرنا بالجهاد في سبيل الله للدفاع عن أنفسنا وإخواننا المؤمنين من اعتداء الذين يحاربون المسلمين في دينهم فيقاتلونهم بسبب إسلامهم وعبادتهم لربّهم الله وحده ولذلك أذن الله لنا بالجهاد فقط للدفاع عن أنفسنا وليس لنُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين تصديقاً لقول الله تعالى:

{ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴿
٣٩﴾ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّـهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّـهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿٤٠﴾ }
صدق الله العظيم [الحج]

إذاً، الله أمرنا بقتال من كان يقاتلنا في ديننا، ولذلك أمرنا بالدفاع عن أنفسنا وبيوتنا وأعراضنا وأرضنا، أو من يريد أن يمنع دعوتنا ويطفئ نور الله، فلم يأمرنا الله إلا بقتال من يقاتلنا وذلك ناموس القتال في سبيل الله فقد أمرنا الله بقتاله ولم يأمرنا بالاعتداء على الكفار الذين لا يحاربون المسلمين في دينهم. تصديقاً لقول الله تعالى:

{وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ(190) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنْ الْقَتْلِ وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ(191) فَإِنْ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(192) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ(193)}

صدق الله العظيم [البقرة]

فانظر لقول الله تعالى:
{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، أي فإن انتهوا عن قتالنا فأمرنا الله أن نكفّ عن قتالهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِنْ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم.

ولكن بعض المُجاهدين يظن أن الله أمرنا بقتال الناس حتى يكونوا مؤمنين بسبب فهمه الخاطئ لقول الله تعالى:
{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ} صدق الله العظيم، وذلك الفهم الخاطئ سبب ضلال كثير من المجاهدين فهم لا يعلمون كيف أصول الجهاد، وإنما القتال حتى لا يفتن الكافرين من آمن بالله ولذلك أمرنا الله بالدفاع عن أنفسنا وديننا ولم يأمرنا الله أن نُكره الناس بالدخول في ديننا حتى يكونوا مؤمنين كرهاً تصديقاً لقول الله تعالى:
{أفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}
[يونس :99]

وتصديقاً لقول الله تعالى:
{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(256)}
صدق الله العظيم [البقرة]

و تصديقاً لقول الله تعالى:

{وَقُلْ الحقّ مِنْ ربّكم فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا(29)}

صدق الله العظيم [الكهف]

فلا تتمنى حبيبي في الله أن تقتل أحداً من الكافرين؛ بل تمنى إنقاذه من كُفره بربه، وأمرنا الله أن لا نُعاملهم بمُعاملة العداوة والبغضاء بسبب كُفرهم؛ بل بالعكس فإذا أردنا أن نفوز بمحبة الله فلنفعل ما أمرنا الله به أن نعامل الكافرين بالمعاملة الحسنة وأمرنا الله أن نبرهم و نقسط إليهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}
صدق الله العظيم [الممتحنه:8]

وإنما بعث الله النبيّ الأميّ العربي وقومه العرب رحمةً للعالمين، فإذا عاملنا الكفار بمعاملة الدين بالبر والتقوى ولم نعتدِ عليهم فسوف يدخل دين الله إلى قلوبهم فتقبله عقولهم فتخبت له قلوبهم فيشهدوا أن دين الإسلام هو دين الرحمة من ربّ العالمين الذي يمنع الإنسان عن ظلم أخيه الإنسان حتى ولو لم يكن على ملَّته، فإذاً المسلم لا يحقد عليه ولا يكرهه ويعامل الكافرين بمُعاملة المسلمين؛ فالدين المُعاملة سواء بين المسلمين لبعضهم بعضاً أو بين الكافرين فلا فرق شيئاً، وبالمُعاملة الحسنة للكافرين بمُعاملة الدين فسوف يحبون هذا الدين فيقتنعون أنه دين الله البر الرحيم، ولكن حين يرى الكافرون أننا نشغف لقتالهم وهم لم يقاتلونا ونريد أن نسفك دماءهم ونأخذ أموالهم ونسبي نساءهم بحجة كفرهم فسوف يكرهون دين الإسلام فلا يدخلون فيه ومن فعل ذلك فقد ظلم نفسه ظُلماً عظيماً؛ فقد جعل الله حُرمة للكافر كما حُرمة للمؤمن نساءه وماله وعرضه حرام عليه كحرمة الاعتداء على المؤمنين؛ بل جعل الله للمؤمنين السُلطان فقط على الذين يقاتلونهم في دينهم فقط.

فكونوا رحمة للبشر يا معشر الأنصار للمهدي المنتظر، فهل تظنون أن المهديّ المنتظَر يهدي البشر بالسيف بالقهر! كلا ثم كلا ونعوذُ بالله أن نكون من الجاهلين، وما جعل الله خُلفاءه في الأرض مُفسدين سفاكين لدماء العالمين، كلا وربي؛ بل المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم جعله الله خليفته في الأرض يحكم بين الناس بالعدل بمُحكم الذكر ويبر مسلمهم والكافر ويقسط إليهم جميعاً فيمنع الإنسان عن ظُلم أخيه الإنسان فيشعر البشر أنهُ أخوهم المهديّ المنتظَر سواء مسلمهم والكافر فجميعهم إخوان المهديّ المنتظَر في الدم من حواء وآدم فنزيدهم إخوة في الدين ذلكم دين الرحمة للعالمين، فكونوا فضل الله على الأمَّة ليكشف بكم الغُمَّة، واعلموا أن دينكم هو دين الرحمة للعالمين. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}
صدق الله العظيم [الأنبياء:107]

وما جعل الله الإمام المهدي ناصر محمد مُبتدعاً؛ بل مُتبعاً لجدي محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أدعو الناس بالقرآن المجيد إلى صراط الله العزيز الحميد، وأمر الله خليفته ناصر محمد بما أمر به محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن أعبد الله وحده لا شريك له وأدعو الناس إلى عبادة رب العباد و أن أبين لهم هذا القرآن فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فعليها تصديقاً لقول الله تعالى:

{إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمسلِمِينَ (91) وَأَنْ أَتْلُوَ القرآن فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ (92) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا ربّك بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}

صدق الله العظيم [النمل:91]

فأدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له كما يعبده أنبياؤه ورسله والمهديّ المنتظَر فجميعنا مُتنافسون في حُب الله وقربه فمن كان يحب الله فليتبعنا فيكون معنا من ضمن العبيد المُتنافسين إلى الربّ المعبود فلا نأمر الناس أن يعظمونا بغير الحقّ لأنهم إن يعظمونا فيعتقدوا أنه لا يجوز لهم منافسة الأنبياء والمرسلين والمهديّ المنتظَر في حُب الله وقربه كوننا من عباده المُكرمين فمن فعل ذلك فقد أشرك بالله سبحانه فلم يحصر الله التكريم على الأنبياء والمرسلين والمهديّ المنتظَر وإنما كرمنا الله لأننا نعبده وحده لا شريك له مُتنافسون إلى الربّ المعبود أينا أحبّ وأقرب فمن اتبعنا من عباد الله فانضمّ إلينا ليكون ضمن العبيد المُتنافسين إلى الربّ المعبود أيهم أقرب فقد صار من أتقى العبيد فيجعله الله من المُكرمين تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَا أيّها النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}
صدق الله العظيم [الحجرات:13]

إذاً التكريم لم يجعله الله حصرياً على الأنبياء والمرسلين؛ بل لكافة عبيده المُتقين المُتنافسين إلى الربّ المعبود فأولئك هم عبيد الله المُتقون المُكرمون الذين يعبدون الله وحده لا شريك له فلا يتخذ بعضهم بعضاً أرباباً من دون الله؛ بل يعبدون الله كما يعبده الأنبياء والمرسلون والمهدي المنتظر، فلا ينبغي لنا أن نقول للناس يا أيّها الناس بما أننا عباد الله المُكرمون فلا ينبغي لكم أن تتمنوا أن تكونوا أحبّ منا إلى الله وأقرب! بل نحن لسنا إلا بشراً مثلكم عبيداً لله كما أنتم عبيد لله ولذلك فإن لكم الحقّ في ربّكم المعبود مثل الحقّ الذي لأنبيائه ورسله والمهديّ المنتظَر في ربّهم فلا ينبغي أن تُميّزونا عنكم بغير الحقّ؛ بل كونوا مثلنا ربانيين عبيداً للرحمن مُتنافسين جميعاً إلى الربّ المعبود أينا أحبّ إلى الله وأقرب مخلصين لهُ الدين، فهذا هو منطق دعوة كافة الذين آتاهم الله الكتاب والحكم والنّبوّة. تصديقاً لقول الله تعالى:

{مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ}

صدق الله العظيم [آل عمران:79]

ولكن للأسف بدَّل الناسُ قولاً غير الذي قيل لهم فعظَّموا أنبياءه ورُسله والمهديّ المنتظَر من دون الله الربّ المعبود فجعلونا فقط عبيده المُكرمين وذلك لأنهم لا يتقون! أفلا يعلمون إنما كّرمنا الله لأننا من المُتقين؟ ومن يُهن الله فما له من مُكرم، ولا يهين الله إلا الذين لم يتقوا ربّهم فيعبدوه وحده لا شريك له، فلماذا لا تريدون أن تكونوا من عبيد الله المُكرمين، وتأبون إلا أن تكونوا مُشركين؟ ألم يفتِكم الله في محكم كتابه أنه لا فرق في كتاب الله بين العبيد من البشر فجميعهم عبيد الله الواحد القهار، فمن أراد ان يكون من عبيد الله المُكرمين فليكن من المُتقين الذين يعبدون الله ولا يشركون به شيئاً، فأولئك هم المتقون المُكرمون. تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَا أيّها النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}
صدق الله العظيم [الحجرات:13]

ولكن الذين لا يعلمون حصروا التكريم على الأنبياء والرسل فقط من دون الصالحين فكانوا سبب الإشراك للمؤمنين. وقال الله تعالى:
{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ}
صدق الله العظيم [يوسف:106]

وخلاصة هذا البيان الحقّ للقرآن أقول لكافة الإنس والجانّ من كان يدعي حُبّ الرحمن فلكل دعوى بُرهان فليكن ضمن العبيد المُتنافسين إلى الربّ المعبود، فمن عظّم عبداً إلى الربّ المعبود فجعله حداً للتنافس من دون الله فإني أشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين بين يدي الله في الدنيا ويوم يقوم الناس لربّ العالمين إنهُ لمن المُؤمنين المُشركين بربّ العالمين، ألم يقُل لكم جميع الأنبياء والمرسلين من أولهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ ربّه فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ ربّه أَحَدًا}
[الكهف:110]

{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏}
صدق الله العظيم [آل عمران:31]

فهل تجدون فرقاً شيئاً بين قول الله ورسوله والمهديّ المنتظَر الذي يحاجكم بآيات الكتاب المحكمات البيّنات لعالمكم وجاهلكم؟ فما تنتظرون من المهديّ المنتظَر أن يحاجكم بغير آيات كتاب الله القرآن العظيم؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
{تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بالحقّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ}
صدق الله العظيم [الجاثيه:6]

أخو المؤمنين المتقين الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
___________________________



الفقير الى الله02-19-2010, 02:45 PM
من ارشيف البيانات للامام المهدي ناصر محمد اليماني

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة i only seek the truth
السلام على من اتبع الهدى , فأن كنت اماما مهديا بأمر الله سبحانه , ناصرا لرسول الله صلى الله عليه و سلم . فلن يستطيع احد قتلك الا بامر الله . هل هذا صحيح ؟ و ان لم يكن بمقدره احد ان يؤذيك , فلماذا لا تخرج الى الشوارع و البلدان , و الى الناس و الحكومات , تدعوهم الى الحق ان كنت على حق ؟ لماذا تجلس خلف حاسوبك انت ومن معك ان كنت لا تصاب بأذى الا بأمر الله سبحانه و تعالى ؟ ارجو من الاخوه الصبر معي , و ارجو من شيخكم ان يجيب جوابا مباشرا , دون الاطاله كي يبين الحق من الباطل , لاني قد رأيت انه في معظم اجاباتك انك تجيب باطاله كي تخلط الاوراق على السائل , اتمنى ان يكون عندكم الحق , و ان يهديكم الله . و السلام عليكم .
http://smartvisions.eu/media/imamraya.jpg
http://smartvisions.eu/media/imam-naser-muhamed.jpg

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي خاتم الأنبياء والمرسلين وآله الطيبين الطاهرين، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أخي السائل؛ عليك أن تعلم أن ظهور المهديّ المنتظَر للبشر جهرةً هو من بعد التصديق عند البيت العتيق للمُبايعة الجهرية على الحقّ، وما فعلت ذلك عن أمري.

وبالنسبة للناس فإن الذي على الحقّ ويدعو إلى الحقّ كان حقاً على الله أن ينصره فيدافع عنهُ. تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ}
صدق الله العظيم [الحج:38]

مالم يرجو المؤمن الشهادة في سبيل الله، ولكن الذي يريدون الشهادة في سبيل الله يحبون الجنة فهم لها مستعجلون، أفلا يعلمون أن بقاءهم على قيد الحياة حتى يُشاركوا في إعلاء كلمة الله حتى يتحقق الهدف فتكون كلمة الله هي العُليا هو خير لهم ولأمتهم ذلك لأن موتهم خسارة على الإسلام والمسلمين؛ بل هو خير لهم من أن يتمنوا الشهادة من بادئ الأمر، وذلك لأن الهدف لم يتحقق حتى إذا تحقق الهدف فصارت كلمة الحقّ هي العليا في العالمين ومن ثم يموتون على أسِّرَتِهم فإنهُ فاز فوزاً عظيماً وسوف يدخله الله الجنّة فور موته فيجد أن أجره عند الله هو أعظم من الذي تمنى الشهادة من بادئ الأمر قبل أن يتحقق في حياته إعلاء كلمة الله، أفلا يعلم انَّ أجره وقع على الله ما دام في سبيل الله فيدخله جنته فور موته وليس شرطاً أن يقتل في سبيل الله؟ وقال الله تعالى:
{وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ}
صدق الله العظيم [النساء:100]

ما دامت هجرته إلى الله وحياته من أجل الله، فلا ينبغي للمؤمن أن يحب الحياة والبقاء فيها إلا من أجل الله وليس مفتوناً بحب الدُنيا، وكذلك أريد من كافة أنصاري أن لا يتمنوا الشهادة في سبيل الله إلا من بعد تحقيق الهدف فيهدي الله بهم البشر ويبلغون البيان الحقّ للذكر ويتمنون أن يكونوا سبب الخير للبشر وليس سبب المصيبة لأن قتلهم مصيبة على من قتلهم وسوف يدخله الله النار فور موته ويدخل من قُتل منهم فور موته جنته، ولكن الله لم يأمرنا بقتال الناس حتى يكونوا مؤمنين؛ بل نحن دُعاة مهديين إلى الصراط المستقيم نطمح في تحقيق السلام العالمي بين شعوب البشر ورفع الظلم عن المسلم والكافر ونتبع ما أمرنا الله في مُحكم كتابه أن نبر الكافرين الذين لا يقاتلوننا في ديننا ونقسط فيهم ونكرمهم ونحترمهم ونقول لهم قولاً كريماً ونُخالقهم الأخلاق الحسنة فنُعامل الكافرين كما نُعامل إخواننا المؤمنين ثم ننال بمحبة الله إن فعلنا إن الله لا يخلف الميعاد. تصديقاً لقول الله تعالى:
{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}
صدق الله العظيم [الممتحنه:8]

فلم يأمرنا الله أن نُعلن العداء على الكافرين؛ بل أمرنا الله أن نبرهم ونقسط إليهم إن أردنا أن ننال بحُب الله وقربه ونعيم رضوان نفسه، فما بالكم يا معشر المؤمنين تتمنوا أن تُقاتلوا الكافرين حتى يحقق الله لكم ما ترجون؟ أفلا تجعلون نظرتكم كبيرة؟ فهل خلقكم الله من أجل الجنة وذلك مبلغكم من العلم التفكير في الجنة والحور العين؟ بل قولوا:
" اللهم لا تبلوَنا بقتال الناس برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم إن هُداهم لهو أحبّ إلينا من أن نُقتلهم أو يقتلونا، اللهم فحقق لنا هُدى الناس وليس سفك دمائهم أو يسفكوا دماءنا، وإن أعتدوا علينا و أجبرونا على قتالهم فحقق لنا ما وعدتنا وأنصرنا عليهم نصراً عزيزاً مُقتدراً إنك لا تخلف الميعاد".

ولكنكم للأسف يا معشر المؤمنين تتمنون الشر للناس أن يقتلوكم لكي تدخلوا الجنة فتسببتم في مصيبةٍ لهم فأدخلهم الله النار وأدخلكم الجنة؛ بل هم في النار سواء قتلتموهم أو قتلوكم إذا أنتم لا تفكرون إلا في الجنة.

ويا معشر المؤمنين، أفلا أدلكم على نعيمٍ هو أعظمُ من جنة النّعيم؟ وهو أن تسعوا إلى تحقيق نعيم رضوان نفس الله على عباده، أفلا تعلمون أنهم حين يقتلونكم فيدخلكم الله جنته فور قتلكم ولكن والله الذي لا إله غيره ولا معبوداً سواه ما حققتم السعادة في نفس ربّكم وأنكم جلبتم إلى نفس الله الحسرة على عباده الكافرين! وقد علمكم بذلك في محكم كتابه وقال الله تعالى:
{وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُكُم مَّعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ﴿١٩﴾ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ﴿٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢٤﴾ إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧﴾ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾}
صدق الله العظيم [يس]

فانظروا يا أحباب قلبي المسلمين وتدبروا وتفكروا كيف إن الله أدخل عبده المقتول في سبيله فور موته جنته، وقال الرجل الذي قتله قومه لأنه يدعوهم إلى اتباع المرسلين وعبادة الله وحده لا شريك له ثم قاموا بقتله:
{وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ﴿٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢٤﴾ إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم، فانظروا لقول الرجل بعد أن أدخله الله جنته فور قتله: {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم.

فسوف تجدون أن الرجل سعيدٌ جداً لأن الله أكرمه فنعمه فأدخله جنته بغير حسابٍ، ولكن هل كذلك ربّه سعيد في نفسه كسعادة هذا الرجل؟ كلا وربّي إن ربّي حزين وليس سعيد بسبب كفر عباده بالحقّ من ربّهم فيهلكهم فيدخلهم ناره من غير ظُلم وقال الله تعالى:
{﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧﴾ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم.

إذا يا معشر المؤمنين يا من تحبون الله الحُبّ الأعظم من جنته ومن الحور العين ومن كُل شيء، فكيف تهنَؤون بالجنة والحور العين وربكم ليس سعيد في نفسه، أفلا ترون ما يقول في نفسه من بعد أن يهلك عباده الكافرين بسبب الاعتداء عليكم فيدخلكم جنته؟ فإذا أنتم فرحين بما آتاكم الله من فضله وتستبشرون بالذين لم يلحقوا بكم من خلفكم أن لا خوفٌ عليكم ولا أنتم تحزنون، ولكن الله حزين في نفسه، فهل حققتم السعادة في نفس الله؟ فوالله الذي لا إله غيره ولا معبوداً سواه إن كنتم تريدون أن تحققوا السعادة في نفس الله فلا تتمنوا قتال الكافرين لتسفكوا دماءهم ويسفكوا دماءكم، وإن أُجبرتم فاثبتوا واعلموا أن الله ناصركم عليهم إن الله لا يخلف الميعاد، ولكني أرى سفك الدماء هو أمنيتكم من أجل الجنة ولكنكم حتى ولو كنتم على الحقّ فلن تتحقق السعادة في نفس حبيبكم الله ربّ العالمين حتى تهدوا عباده فيدخلهم في رحمته معكم ومن ثم تتحقق السعادة في نفس الله، إن كُنتم تحبون الله فلا تتمنوا أن يقتلكم الكافرون لتفوزوا بالشهادة، ولا تتمنوا قتل الكافرين فإن ذلك لا يجلب إلى نفس الله السعادة حتى ولو كنتم على الحقّ.

وما أريد قوله لكم هو أن لا تتمنوا أن تقتلوا الكافرين ولا تتمنوا أن يقتلوكم فإن ابتليتم فاثبتوا، ولكني أراكم تتمنون ذلك وتعيشون من أجل ذلك فيريد أحدكم أن يقتل في سبيل الله وسوف يحقق الله له ذلك، وأصدق الله يصدقك، ولكن أفلا تسألون عن حال ربّكم سُبحانه؟ فهل هو فرح في نفسه بما حدث؟ كلا وربي، وقد أفتاكم الخبير بحال الرحمن من محكم القرآن وعلمتكم أنه ليس فرحاً بذلك برغم أنه راضٍ عنكم ولكنه ليس فرحاً في نفسه بما حدث أن أهلك عباده الكافرين بسببكم وفاءٍ لما وعدكم إن الله لا يخلف الميعاد، فإذا تدبرتم في هذه الآيات المحكمات سوف تجدون أن ما أقول له لكم أنه الحقّ، وسوف تجدون حالكم بالضبط كحال ذلك الرجل الذي قتله قومه فأدخله الله جنته فور قتله فجعله ملكاً كريماً من البشر أحياءً عند ربّهم يُرزقون فرحين بما آتاهم من فضله كما تعلمون ذلك في محكم الكتاب، ولكنكم لا تسألون عن حال الله فهل هو كحالكم فرح مسرور أم إنَّه حزينٌ وغضبانٌ ومُتحسرٌ على عباده الكافرين الذين أهلكهم من شدة غيرته على عبده المؤمن حبيب الرحمن الذي قال لقومه:

{ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ﴿
٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢٤﴾ إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧﴾ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾}
صدق الله العظيم [يس]

فإذا تدبرتم وتفكرتم فسوف تجدوا أن هذا الرجل فرح مسرور وكذلك جميع الشهداء في سبيل الله فرحين. وقال الله تعالى:

{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ ربّهم يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ(171)}

صدق الله العظيم [آل عمران:169]

فهذا حالكم بعد أن يدخلكم جنته فيصدقكم ما وعدكم إن الله لا يخلف الميعاد، ولكن تعالوا لننظر حال الله في نفسه فهل نجده فرحاً مسروراً؟ وللأسف لم أجده في الكتاب فرحاً مسروراً؛ بل مُتحسرٌ وحزينٌ و يقول:

{يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿
٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾}
صدق الله العظيم [يس]

إذاً يا أحباب الله، إن ربّي لن يكون سعيداً ومسروراً في نفسه حتى يجعل الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ فيدخلهم في رحمته جميعاً ثم يكون ربّي فرحاً مسروراً في نفسه، وعليه فإني أشهدكم وأشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أني الإمام المهدي قد حرّمت على نفسي جنّة ربّي حتى يتحقق لي النّعيم الأعظم من جنته وهو أن يكون من أحببتُ راضياً في نفسه وليس مُتحسراً على عباده، فكيف يتحقق ذلك مالم يهدِ الله بالمهديّ المنتظَر أهل الأرض جميعاً فيجعلهم أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ فيتحقق النّعيم الأعظم من جنته أن يكون الله راضياً في نفسه وليس مُتحسراً على عباده الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدُنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعاً فيهديهم الله بالمهديّ المنتظَر فيحقق له هدفه الذي يحيا من أجل تحقيقه وذلك هو سرّ المهديّ المنتظَر الذي يهدي الله من أجله أهل الأرض جميعاً فيجعلهم أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَوْ شَاء ربّك لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً}
[يونس:99]

{قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ}
[الأنعام:149]

{وَلَوْ شَآءَ اللـه لَجَعَلَكُمْ اُمَّةً وَاحِدَةً}
[النحل:93]

{وَلَوْ شَآءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ}
[النحل:9]

{وَلَوْ شَآءَ اللـه لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى}
[الأنعام:35]

{وَلَوْ شِئْنَا لأَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا}
[السجدة:13]

{وَلَوْ أَنَّ قُرءَاناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأْسِ الَّذِينَ ءَامَنُوا أَن لَوْ يَشَآءُ اللـه لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِن دَارِهِمْ حَتى يَأْتِيَ وَعْدُ اللـه إِنَّ اللـه لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ}

صدق الله العظيم [الرعد:31]

اللهم إني إليك أبتهل أن لا تهلكهم بقارعةٍ لكي تظهر عبدك ولكن اهدهم إلى الصراط المستقيم، إنك على كُل شيءٍ قدير برحمتك يا أرحم الراحمين، وذلك ما أرجوه من ربّي إن ربّي سميع الدُعاء.

فكونوا رحمةً للعالمين يا أنصار المهديّ المنتظَر، واعلموا إنما ابتعث الله جدي مُحمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - رحمة للعالمين.

ويا معشر المسلمين أقسمُ بالله العظيم الغفور الرحيم ذو العرش العظيم من يحيي العظام وهي رميم أني الإمام المهديّ المنتظَر خليفة الله ربّ العالمين عبد النّعيم الأعظم ناصر محمد اليمانيّ ولم يجعل الله حُجتي عليكم في القسم ولا في الاسم ولكن في العلم لعلكم تتقون .

أفلا تعلمون أنه يأتي للمُكرمين من اسمين اثنين في الكتاب، فأنتم تعلمون أن نبي الله إسرائيل أنه ذاته نبي الله يعقوب عليه الصلاة والسلام وآله المُكرمين والتابعين للحقّ من بني إسرائيل، وأنتم تعلمون أن نبي الله أحمد هو ذاته نبي الله مُحمد خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وعليهم أجمعين وعلى آلهم الطيبين الطاهرين وعلى التابعين للحقّ إلى يوم الدين..

أخوكم في الدم من حواء وآدم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
__________________



ابو محمد الكعبي02-22-2010, 09:54 AM
رد الإمام المهدي إلى الموحد من يزعم أنهُ مجاهد
منقول من قسم البيانات

الإمام ناصر محمد اليماني
08 - 03 - 1431 هـ
22 - 02 - 2010 مـ
02:25 صباحاً
__________



ردّ الإمام المهدي إلى الموحد من يزعم أنّه مجاهد..


بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله وأوليائه من آل بيته والمسلمين, وسلامٌ على المرسلين, والحمد لله ربّ العالمين..

ويا أيّها الموحد، ما خطبك تحاجني بآياتٍ لا تزال بحاجة للتفصيل وتذر الآيات المحكمات البيّنات لعالمكم وجاهلكم؟ فانظر لدليلك على قتل الكفار والبراءة منهم فتأتي بقول الله تعالى:

{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4)}

صدق الله العظيم [الممتحنة]

وهل تدري ما سبب العداوة والبغضاء؟ وذلك لأن قوم إبراهيم قد أعلنوا الحرب على رسول الله إبراهيم - صلّى الله عليه وآله وسلّم - نُصرةً لآلهتهم، وقال الله تعالى:

{قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67) قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70)}

صدق الله العظيم [الأنبياء]

فانظر لقول الله تعالى:

{وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70)}

صدق الله العظيم [الأنبياء]

ولذلك أعلن إبراهيم العداوة والبغضاء بينه وبين قومه من بعد أن استكبروا وأرادوا به كيداً، فأيَّده الله بآيةٍ وأمر النار أن تكون برداً وسلاماً على إبراهيم، وما زداهم ذلك إلا كفراً وقالوا إن هذا لساحر كبير فكيف لم تحرقه النار؟ وزادهم ذلك كفراً ولذلك أعلن العداوة والبغضاء هو ومن آمن معه على قومهم الذين أعلنوا عداوتهم لرسول الله إبراهيم ويريدون أن ينصروا آلهتهم.

فاتق الله يا رجل، فما بعث الله محمداً رسول الله لقتل الناس بل لدعوتهم، ولم يأمره الله إلا بقتال من قاتل المسلمين ومنع دعوتهم أو فتن المؤمنين والفتنة أشد من القتل، أما الذين لم يعتدوا عليكم فادعوهم في كل مكانٍ بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلوهم بالتي هي أحسن وليس بالرصاص والانفجارات والعمليات الانتحارية، بل أنتم حطب جهنم إن لم تتوبوا إلى الله الواحد القهار، فلا بد أن تعلموا كيف أسس الجهاد في سبيل الله وقد جعله الله واضحاً وجلياً في الكتاب في قول الله تعالى:

{وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنْ الْقَتْلِ وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191) فَإِنْ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (192) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193)}

صدق الله العظيم، [البقرة]

فانظر لقول الله تعالى:

{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193)}

صدق الله العظيم [البقرة]

فهل تعلم البيان الحقّ لقول الله تعالى:

{فَإِنْ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193)}

صدق الله العظيم [البقرة]

أي: فإن انتهوا عن قتالكم لفتنة المؤمنين فلا عدوان إلا على الظالمين، أي لا تقاتلوا إلا من يقاتلكم في الدين ويفتن المؤمنين، وذلك لأن الله لم يأمر بالاعتداء على الكافرين الذين لم يحاربونا في ديننا ولم يمنعوا دعوتنا إلى سبيل الله فلا عدوان إلا على الظالمين المعتدين علينا؛ بل أمرنا الله أن نبر الكافرين ونقسط إليهم، إن الله يحب المُقسطين. تصديقاً لقول الله تعالى:

{لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8)}

صدق الله العظيم [الممتحنة]

فلماذا تعرضون عن الآيات المحكمات إن كنتم تريدون الحقّ يا أيّها الموحد؟ يا من شوهتم بدين الإسلام فجعلتمونا قتلةً مجرمين في نظر العالمين فزدتم الدين تشويهاً كما يشوهه اليهود في نظر العالمين ويقولون لهم أن المسلمين قتلة مُجرمون سفاكون لدماء الناس، ومن ثم جاء أسامة ومن معه مصدقاً لافتراء اليهود، وتقومون بقتل الكفار بحجة كفرهم حتى صدق الناس ما افتراه اليهود على المسلمين، بل أنتم أضْرَرْتُم الدين ولم تنفعوه وضللتم عن الصراط المستقيم، فتوبوا إلى الله واعلموا أن الله غفور.

ويا أيّها الموحد، كيف تعرض عن قول الله تعالى:

{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)}

صدق الله العظيم [البقرة]

وقال الله تعالى:

{وَقُلْ الحقّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مرتَفَقًا (29)}

صدق الله العظيم [الكهف]

وقال الله تعالى:

{نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقرآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45)}

صدق الله العظيم [ق]

وقال الله تعالى:
{إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (19)}
صدق الله العظيم [المزمل]

فلماذا تعرضون عن الآيات المحكمات البينات لعالمكم وجاهلكم؟ ولم أجدك تذكر شيئاً منها بل تحاجج بآيات لا تزال بحاجة للتفصيل كمثل إعلان إبراهيم ومن معه بالبراءة لقومهم والعداوة والبغضاء، وإنما ذلك بعد أن أعلنوا العداوة لإبراهيم عليه الصلاة والسلام ومن آمن معه؛ بل ألقوه في النار؛ بل أرادوا به كيداً, فكيف لا يعلن العداوة عليهم؟ ولكنكم نسيتم قول خليل الله إبراهيم، وقال الله تعالى:

{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ ربّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ (35) ربّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36)}

صدق الله العظيم [إبراهيم]

فاتقوا الله يا رجل، فأين حلمكم وأين رحمتكم بالعالمين؟ فهل بعث الله نبيه إلا رحمةً للعالمين؟ وهل قط وجدتم محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - اعتدى على قوم لم يحاربونه في الدين؟ بل كان يقاتل الذين يقاتلونه في الدين ويفتنون المؤمنين الذين اتبعوه، فاتقوا الله، ولم ننهَكم عن القوم الذين يقاتلونكم في دينكم، ولكن لا تزر وازرةٌ وزر أخرى فتقومون بقتل أمريكيّ لم يقاتلكم في دينكم بحجة أنه أمريكيّ فتقولون وأمريكا تحارب الدين والمسلمين، ولكن الله لم يأمركم بقتل أمريكيّ لم يقاتلكم في دينكم، فهل أحل الله لكم قتل ابن القاتل إذا لم تستطيعوا الوصول إلى أبيه الذي هو القاتل ومن ثم تقوموا بقتل ابنه؟ فهل أحل الله لكم ذلك؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، فلا تزر وازرة وزر أخرى، فاتقوا الله أيّها الموحد واعلموا أن الله لم يأمركم بقتال من لم يقاتلكم في دينكم، ومن قتل كافراً بحُجة كفره فكأنما قتل الناس جميعاً؛ وزر ذلك في مُحكم الذكر في قول الله تعالى:

{مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي ٱلأرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَـٰهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسلنَا بِٱلّبَيّنَـٰتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مّنْهُمْ بَعْدَ ذٰلِكَ فِى ٱلأرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32)}

صدق الله العظيم [المائدة]

وقال الله تعالى:

{قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِٱلْوٰلِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلَـٰدَكُمْ مّنْ إمْلَـٰقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلْفَوٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِى حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلْحَقّ ذٰلِكُمْ وَصَّـٰكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151)}

صدق الله العظيم [الأنعام]

وقال الله تعالى:

{وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِى حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلحَقّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيّهِ سلطَـٰناً فَلاَ يُسْرِف فّى ٱلْقَتْلِ أنّه كَانَ مَنْصُورًا (33)}

صدق الله العظيم [الإسراء]

وقال الله تعالى:

{وَٱلَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهَا ءاخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِى حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلْحَقّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68) يُضَـٰعَفْ لَهُ ٱلْعَذَابُ يَوْمَ ٱلْقِيـٰمَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (69)}

صدق الله العظيم [الفرقان]

فانظروا لقول الله تعالى:
{ٱلنَّفْسَ} سواء يكون مسلماً أم كافراً فلم يحل الله قتل النفس التي حرم الله إلا بالحقّ، وفصل الله لكم آياته تفصيلاً.

ويا أيّها الموحد, أبلغ اُسامة بن لادن من الإمام المهدي السلام، وأني أدعوه ليكون ضيفاً علينا مكرماً في طاولة الحوار العالمية، فإن للجهاد في سبيل الله أسساً لا تحيطون بها علماً وأضلكم بعض المُتشابه وبعض الآيات التي لا تزال بحاجة للبيان من ذات القرآن، فاتقوا الله واتبعوني أهدكم صراطاً سوياً.

ولكني الإمام المهدي لا أقاتل الناس حتى يكونوا مؤمنين، غير أني سوف آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر فيما يخصّ ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، أما فيما يخصّ الرحمن فإنهم لم يظلموا الله؛ بل ظلموا أنفسهم وحسابهم على ربّهم، وما علينا إلا دعوتهم إلى سبيل الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (40)}
صدق الله العظيم [الرعد]

فما خطبكم لا تنهجون نهج محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ ولكني الإمام المهدي لا أكفر ببعض الكتاب مثلكم، وذلك لأني أراكم تعرضون عن الآيات المحكمات البينات وتحاجني بآيات لا تزال بحاجة للتفصيل من ذات الكتاب.
اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد..

وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
________________




الإمام ناصر محمد اليماني
15 - 03 - 1431 هـ
01 - 03 - 2010 مـ
10:34 مساءً
ـــــــــــــــــــــــ



بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وآله الطيبين الطاهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين, وسلامٌ على المرسلين, والحمد لله ربّ العالمين..

وما يلي اقتباس من بيان الضيف الموحد بما يلي:

فسؤال موجه للزعيم الذي ابتدع واغتر وغير ومد ونص وعكر وفكر وقدر فأولى لك و أولى وما الله بغافل عما يصنعه الظالمون أم لكم شركاء في العبادة لغير الله أم لكم عزة بغير عزة الله أم عرفتم الله غير الذي جاء به رسول الله السيد النّبيّ الهاشمي محمد بن عبد الله وبمخافته تجعلون أنفسكم مسلمين..
إن أنتم إلا في بعد عن ما أراد الله به أن يوصل وتقطعونه وأنتم تعلمون كم من آية فسرتموها على حسب هواكم وكم من حديث لنبي الله بدلتموه وكم من أقوال وسنن وأحكام غيرتموها وأخذتكم العزة بالإثم إذ قيل لكم اتقوا الله لا تتقون إن أنتم إلا في مرية من أمركم وما أنتم بموقنين بما أتيناكم قل اعملوا فسيرى الله عملكم والمؤمنون. .. إذ لما تحذفون ذلك البيان ثم لما لم يرد عليها صاحب الأمر ؟
ولم يرد علي هو فكلما كتبت موضوعاً تأتوني بعلوم ما أنزل الله بها من سلطان وما جاء بها رسول الله وما سمعنا بها من قبل من نبي الله محمد بن عبد الله إن هذه إلا علامات ظهور الساعة وإني وبهذه الفتنة الكبيرة التي فيها البدعة التي ما أنزل الله بها ولا رسوله من سلطان إن هي إلا علوم استنبطها من تلقاء ذات نفسه ففسر بها الآيات حسب زعمه أنه صاحب علم الكتاب برغم من أن هناك كثيراً من التفسير ما يخالف الحقّ ويظهر أنه يوافق وهو مخالف في واقعه إنا لله وإن إليه راجعون، وبالله التوفيق.


انتهى الاقتباس.

ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهدي، ويقول: فهل ترى ناصر محمد اليماني كونه يدعو المسلمين وأهل الكتاب والناس أجمعين إلى كلمةٍ سواءٍ بيننا أن لا نعبد إلا الله وحده لا شريك له ولذلك ترى ناصر محمد اليماني من الظالمين الضالين؟ ولكنك جعلت اسمك في موقعنا (المُوحد)، فلماذا تخالف اسمك وترى ناصر محمد اليماني من الظالمين؟ أم إن ناصر محمد اليماني لا يدعو إلى كلمة التوحيد سواء بين العالمين والناس أجمعين ومُطبق الدعوة الحقّ التي جاء بها جميع المرسلين من ربّ العالمين؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أنّه لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)}
صدق الله العظيم [الأنبياء]

فلماذا حكمت على ناصر محمد اليماني أنه لمن الظالمين؟ سامحك الله أخي الكريم وغفر الله لي ولك ولجميع المؤمنين، وكذلك تفتي أن ناصر محمد اليماني يفسر القرآن على هواه، ثمّ يردّ عليك الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: إن المتهم بريء حتى تثبت إدانته بالبرهان المبين، ولذلك فالمطلوب منك أن تأتينا بالبرهان المبين لإثبات هذا الافتراء على الإمام ناصر محمد اليماني الذي يأتيكم بالبيان للقرآن من ذات القرآن وليس مجرد تفسيرٍ بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً. فاسمع لما سوف أقوله لك أيّها الموحد: أقسمُ بربي الله الذي لا إله غيره ولا معبود سواه لو اجتمع كافة علماء المسلمين والنّصارى واليهود في طاولة الحوار هذه ليحاوروا ناصر محمد اليماني من القرآن إلا هيمن عليهم الإمام ناصر محمد اليماني بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم بإذن الرحمن الذي يعلمني البيان الحقّ للقرآن بوحيّ التّفهيم من الربّ إلى القلب وليس وسوسة شيطانٍ رجيمٍ، وذلك لأني آتيكم بالبرهان من ذات القرآن وليس من رأسي من ذات نفسي من غير علمٍ من الرحمن فتلك هي وسوسة الشيطان عديمة العلم والسلطان فلا تكن من الجاهلين.

ولسوف أفتيك وجميع المسلمين في الجهاد في سبيل الله ربّ العالمين, وإنا لصادقون بما يلي:

1 - الجهاد في سبيل الله بالدعوة إلى الله، ولم يأمرنا الله أن نجبر الناس حتى يكونوا مؤمنين؛ بل علينا الدعوة والبلاغ وعلى الله الحساب. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (40)}
صدق الله العظيم [الرعد]

2 - الجهاد في سبيل الله بتطبيق حدود ما أنزل الله في محكم كتابه، ولم يجعل الله لهم الخيرة في ذلك، ومن يتعدَّ حدود الله فقد ظلم نفسه؛ بل يتم تطبيق حدود الله على المسلم والكافر على حد سواء لكي تمنع ظلم الإنسان لأخيه الإنسان وينتهي ظُلم العباد للعباد، وهذا النوع من الجهاد في سبيل الله لا يلومكم الله عليه إلا إذا مكنكم في الأرض، تصديقاً لقول الله تعالى:
{الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41)}
صدق الله العظيم [الحج]

ولكن للأسف نظراً لجهل المسلمين عن أُسس الجهاد في سبيل الله شوهوا بدينهم في نظر العالمين إضافة إلى تشويه اليهود للإسلام في نظر العالمين، وحسبي الله ونعم الوكيل.

ويا أيّها الموحد؛ هل تريد الإمام المهدي أن يعلن الحرب على الكافرين الذين لم يحاربونا في ديننا؟ وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين، فكيف أطيعك وأعصي أمر الله في مُحكم كتابه:
{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ (8)}
صدق الله العظيم [الممتحنة]

ويا أخي الكريم الموحد، هداك الله وغفر الله لك وللإمام المهدي ولجميع المسلمين، إنما الجهاد في سبيل الله نوعان اثنان كما أفتينا في أعلى هذا البيان بالحقّ بما يلي:
1 - الجهاد في سبيل الله بالدعوة إلى الله على بصيرةٍ من الله القرآن العظيم، فنُجاهد الناس بالقرآن العظيم جهاداً كبيراً ليلاً ونهاراً، تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَلَا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52)}
صدق الله العظيم [الفرقان]

وتصديقاً لقول الله تعالى:

{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ على بصيرةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)}

صدق الله العظيم [يوسف]

وذلك علّهم يهتدون وليس علينا إلا البلاغ به، فنُبين لهم ما أنزل الله إليهم لعلهم يتقون. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)}
صدق الله العظيم [النحل]

وتصديقاً لقول الله تعالى:
{فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26) إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (27) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28)}
صدق الله العظيم [التكوير]

وهذا النوع من الجهاد لا ينبغي له أن يكون بحدِّ السيف، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ ربّك بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ ربّك هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128)}
صدق الله العظيم [النحل]

وهل تدرون لماذا لم يأمرنا الله أن نُكره الناس جبرياً حتى يكونوا مؤمنين بحد السيف؟ وذلك لأنه لن يتقبل منهم الإيمان حتى يكونوا مخلصين لربهم من قلوبهم فيقيموا الصلاة لوجه الله وليس إيمانهم وصلاتهم خشية من أحد أبداً؛ بل خشية من ربّ العالمين، تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنَّمَا يَعْمر مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ}
صدق الله العظيم [التوبة:18]

وذلك لأنهم إذا كان إيمانهم وصلاتهم خشية من المسلمين فلن يتقبل الله منهم إيمانهم ولا صلاتهم ولا زكاتهم، لأنهم بالله كافرون باطن الأمر فأصبح مثلهم كمثل المُنافقين لن يتقبل الله منهم لأنهم يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، وقال الله تعالى:
{قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ (53) وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ ٱلصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ (54)}
صدق الله العظيم [التوبة]

إذاً لا ينفع أن نُكره الناس على الإيمان بالرحمن، لأنهم لو آمنوا خشية من المسلمين وأقاموا الصلاة فلن يقبل الله عبادتهم، ولذلك لم يأمر الله المُجاهدين في سبيل الله أن يُكرِهوا الناس حتى يكونوا مُؤمنين؛ بل أمرنا الله أن نقنع قلوبهم بدين الله الحقّ بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ونبين لهم هذا الدين الذي جاء رحمة للعالمين، ولم يأمرنا بسفك دمائهم ولا ظُلمهم ولا نهب أموالهم وقتلهم وسبي نسائهم وأولادهم إلا من يُحاربوننا في ديننا ويخرجونا من ديارنا، أولئك أمرنا الله بقتالهم وقتلهم ووعدنا بالنصر عليهم ثم أحلّ الله لنا أموالهم وأولادهم ونساءهم غنيمة لنا, وذلك لأنهم اعتدوا علينا وقاتلونا في ديننا فهنا نستجيب لأمر الله في محكم كتابه في قول الله تعالى:
{وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190)}
صدق الله العظيم [البقرة]

وهذا الجهاد واجب حتى من قبل التمكين إذا قاتلكم الكافرون وأرادوا أن ينهوا دعوتكم إلى الله، أما ما بعد التمكين في الأرض فهنا فرض الله عليكم أن تطبقوا حدود الله بين العالمين فتقتلون من قتل نفساً بغير حقٍّ سواء يكون القاتل مسلماً أم كافراً، فحدود الله لا فرق فيها بين المسلم والكافر؛ بل يتم تطبيقها على المسلم والكافر على حد سواء.

والسؤال الذي يطرح نفسه: لو أن مسلماً قتل كافراً بغير الحقّ فهل يجب تطبيق حد الله على المسلم بالقتل؟ والجواب من محكم الكتاب، قال الله تعالى:
{مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}
صدق الله العظيم [المائدة:32]

بل سوف يحكم الإمام المهدي بحكم الله بالحقّ بقتل المسلم الذي قتل الكافر بغير نفس ولم يعتدِ عليه؛ بل يزعم أنه قتله بحُجة كفره، فمن فعل ذلك فوزره في الكتاب فكأنما قتل الناس جميعاً مسلمهم والكافر، وكذلك لو أن كافراً قتل مسلماً فسوف نطبق على الكافر حد الله بالحقّ فنحكم بقتله عظةً وعبرةً للمُفسدين في الأرض، ونقيم حدود الله على المُفسدين في الأرض في محكم كتابه على المسلم والكافر على حد سواء من غير تفريق، وذلك لكي نمنع ظُلم الإنسان لأخيه الإنسان، وإنما له الحُرية في الإيمان بالرحمن, ولم يأمرنا الله أن نكره الناس حتى يكونوا مؤمنين. تصديقاً لقول الله تعالى:

{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)}

صدق الله العظيم [البقرة]

ولكن هل معنى ذلك أننا نترك المُفسدين في الأرض الذين يعتدون على الناس أن يفعلوا ما يشاءون من بعد التمكين؟ هيهات هيهات، وقال الله تعالى:
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بالحقّ إِذْ قَرَّبَا قربَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِى مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ ربّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّى أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِى وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِى سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31) مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِى إِسْرَائِيلَ أنّه مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسلنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32) إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (34) يَا أيّها الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (35)}
صدق الله العظيم [المائدة]

ويا معشر المجاهدين، لم يحل الله لكم قتل نفسٍ بغير نفسٍ بحُجة كفرها بالله، ومن فعل ذلك فكأنما قتل الناس جميعاً مسلمهم وكافرهم، فاتقوا الله واتبعوا خليفة الله الإمام المهدي، فلم يجعلني الله مفسداً في الأرض ولا أسفك الدماء إلا بالحقّ، وعلمني ربّي بأسس الجهاد في سبيل الله، ولكنكم لا تفرقون بين الجهاد في سبيل الله بالدعوة إليه وبين الجهاد في سبيل الله بتطبيق حدود الله؛ بل تخلطون بين الاثنين، ولكن في أحدهما لم يأمركم الله أن تجبروا الناس على الإيمان بالرحمن؛ بل عليكم البلاغ وعلى الله الحساب.

وأما الجهاد في سبيل الله لمنع الفساد في الأرض فهو بالقوة ويكون مفروضاً عليكم من بعد التمكين في الأرض، أمركم الله أن تأمروا بالمعروف وتنهون عن المُنكر لكي تمنعوا ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان، تصديقاً لقول الله تعالى:

{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمرونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110)}

صدق الله العظيم [آل عمران]

وتصديقاً لقول الله تعالى:

{الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41)}

صدق الله العظيم [الحج]

فهل فهمتم الخبر ودعوة المهديّ المنتظَر الحقّ ناصر محمد اليماني؟

يا أيّها الموحد اتق الله، فإنك تقول أنه تأخذنا العزة بالإثم وتصفنا بالبُهتان المبين، ولكني الإمام المهدي أقول لك: لو أنك هيمنت على ناصر محمد اليماني في نقطة ما فأخذتني العزة بالإثم ولم أعترف بها فعند ذلك صدقت، ولكنك تتهمنا بغير الحقّ وتقول عني زوراً وبهتاناً عظيماً.

ويا أخي الكريم؛ بل أنت اتقِ الله وتدبر دعوة ناصر محمد اليماني جميعاً في كافة البيانات حتى تعلم هل ناصر محمد اليماني يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ على بصيرةٍ من ربّه؟ ومن ثمّ احكم علينا من بعد أن تسمع القول في البيان المبين، وكن من أولي الألباب الذين قال الله عنهم في محكم الكتاب:

{قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمبينُ (15) لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16) وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18) أَفَمَنْ حقّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (19)}

صدق الله العظيم [الزمر]

فلم يأمرنا الله أخي الكريم أن نجبر الناس أن يعبدوا ربّهم؛ بل علينا البلاغ وعلى الله الحساب، فتذكر قول الله تعالى:
{قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمبينُ (15)}
صدق الله العظيم [الزمر]

فما خطبكم لا تفقهون دعوة الإمام المهدي الحقّ من ربكم بالرغم أني أفصّل لكم القرآن تفصيلاً فآتيكم بالسلطان من مُحكم القرآن؟ ومن ثم تتهمني أني أقول البيان بالظنّ وتصفني أيّها الموحد أني أفسر القرآن على هواي! وأعوذُ بالله مما وصفتني به، وأعوذُ بالله أن أقول على الله مالم أعلم، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين.
وسلامٌ على المرسلين, والحمد لله ربّ العالمين..

وأما بالنسبة للدعوة إلى تحقيق رضوان الله في نفسه على عباده, فرضوان الله عليك جزء من رضوان الله في نفسه، ولن يكون الله راضياً في نفسه حتى يدخل عباده في رحمته، ولكنك تفرق بين رضوان الله عليك ورضوان الله في نفسه سبحانه، ومن ثم أقول لك: أليس رضوان الله عليك يعني أن الله راضٍ في نفسه على الموحد؟ فما خطبك تحاجني في تحقيق رضوان الله على عباده أيّها الموحد؟ فهل تجهل حقيقة اسم الله الأعظم الذي جعله حقيقة لرضوان نفسه على عباده فيجدونه نعيماً أكبر من نعيم الجنة؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)}
صدق الله العظيم [التوبة]

ويا أخي الكريم، فهل تعلم أن الحكمة من خلق العبيد إلا ليعبدوا نعيم رضوان ربّهم عليهم؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ (56)}
صدق الله العظيم [الذاريات]

الداعي إلى الصراط المستقيم على بصيرةٍ من ربّه الموحد الحقّ؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

https://www.mahdi-alumma.com/showthread.php?1093-%D9%85%D9%80%D9%88%D8%A7%D9%82%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D9%80%D9%80%D8%A7%D9%85-%D8%AA%D8%AC%D9%80%D8%A7%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B6%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D9%8A%D9%80%D9%80%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%28-%D9%85%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%86%D9%82%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%8A%D9%85-%29
تعليقات فيسبوك
0 تعليقات بلوجر

0 التعليقات لــ "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ.."