حكم الميسر والخمر والشعر الغنائيّ ..

Asma Arc 0 تعليق 2:46 م
الإمام ناصر محمد اليماني
28 - 08 - 1428 هـ
11 - 09 - 2007 مـ
10:05 مساءً
ــــــــــــــــــــ



حكم الميسر والخمر والشعر الغنائيّ ..


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، والصلاة والسلام على محمدٍ رسول الله وآله وجميع المرسلين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين، وبعد..

أخي الكريم بالنسبة للغناء فيعود إلى كلمات الشعر للمُغني فإن كانت في الغزل فتلك تكون سبباً في فتنة كثير من الفتيات ووقوعهن في الهوى ثم إلى الفاحشة والعياذ بالله بسبب شريط غناءٍ لقصائد غزليّة وكلمات تهزّ العاطفة فيكون مفعولها عند بعض الفتيات وكأنّها سحرٌ حيث يهديها أحد الشباب شريطاً فيقول: "إن كلّ ما في هذا الشريط يُعبّر عمّا في قلبي تجاهك". ومن ثم تصغي إليه فتتبعه فيغويها بسبب كلمات الشعر، وأهل شعر الغزل يتبعهم الغاوون من الشباب والشابات. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كلّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226)}
صدق الله العظيم [الشعراء]

فهم يُبالغون في الثناء للنساء والنساء فتنتهن في الثناء وصدق الشاعر الذي يقول:
خدعـوها بـقولهم حــسـنــاءُ === والـغـواني يـغرهـن الـثــنـاء
نــظرة فـابـتسامة فـــســـلام === فـــكــلام فــمـوعـد فــلـــقـاء
فاتقوا الله في قلوب العـذارى === فـالـعـذارى قـلوبــهـن هـواء


وبناء على ما تورثه أشرطة الغناء من فتنة للفتيات فهي محرَّمة وضررها أكبر من نفعها على النّاس بل أصبحت أشرطة الغزل في العالم بما يقارب تسعين في المائة وهي وسيلة من وسائل الفتنة، ولرب فتاة كان سبب فتنتها أن أُهدي إليها شريط غزل ولرب هُدًى كان بسبب شريطٍ لعالم دينٍ.

والشعر خيره خير وشره شر، أما بالنسبة للموسيقى بلا كلمات الغزل فلا أحرّمها ولا أحلّلها، وإنما الفتنة في الشعر وفي صوت المُغني أو المُغنية بشعر الغزل الذي يؤزّ العواطف أزَّاً عند أهل الهوى فتصرف قلبه إلى من يحبّ ثم ينطلق للقاء من يحب إن استطاع إليه سبيلاً، وخصوصاً إذا كان هذا الشريط له ذكريات خاصة فتهيج الأشجان بعد خمود البركان وكما يقول شاعر الغزل:
( فهَيَّجَ أشجان كان القلبُ ناسيها )

فنظراً لضعف الإنسان أمام عاصفة العاطفة فإن أسباب الفتنة محرمة لأنها خطوات الشّيطان كالنظرة وشعر الغزل وخلو الرجل بالمرأة والقنوات الفضائية الماجنة وغيرها من أسباب الفتنة محرّمة وليس ذلك تشديداً بل تخفيفاً.

تصديقاً لقول الله تعالى:

{وَاللَّـهُ يريد أَن يَتُوبَ عليكم وَيُرِيدُ الَّذِينَ يتّبعون الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) يريد اللَّـهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا (28)}

صدق الله العظيم [النساء]

أما ما دون ذلك من الموسيقى والغناء فلا أُحرِّمُه ولا أُحلِّلُه بمعنى إني أسكت عنه كما سكت الذين من قبلي، ومعنى السكوت عنها لأنها من الأشياء التي سكت الله عنها فلم تأتِنى فتوى في شأنها في كتاب الله ولا سنّة رسوله، ولكن إذا بحثنا عن الأفضل فسوف تجد الاستماع إلى قرآن أو شريط لعالم خيراً من شريط الموسيقى:
{وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ}
صدق الله العظيم [الكهف:24]

باستثناء ما كان غناءاً فيه ذكر الله وتسبيحه فذلك شريط خير وغناء كريم، وسبب تكريمه ذكر الله فيه والتسبيح له كمثل هذه البيوت الشعرية من شعر ناصر محمد اليماني من قبل أربعة عشر سنة تقريباً قبل أن يأتيني الله العلم في القرآن وقلت أبياتاً من الشعر مُخاطباً فيها ربّي، وهي:

لا عــند ربـــاً أحــد واحــد هو الصـمـدا === ولــم يـــكُــن والـــداً أو كــــان مــولدا
ولـــم يـكن فـي الـوجـود كـفؤاً له أحـدا === قــبل الـوجــودا فــربّي كــان مــوجـــدا
وأسـتغفره في القصائد لـيس لي قـصدا === إذا تــعدى الــحـدودا غــير مــقــصـودا
تـعــلم بــمــا تـــحــتويه نــية الــعـبــدا === لي نية طـــــامحه والـــرزق مــحـدودا
طـــامـع لـــقُربا لــمن وجـهي له سجدا === يـاحــي قـــيوم دايـــم وانـت مـعـــبودا
ذكـــرك نــــعــيمي نعيم أكبر من الخلدا === رضــوان نــفســك نعـيما غير محـدودا
يــدي بـــيدك وأنـت الــقصد والــسندا === عــبدك دعــاء ليك يا من أنت مـحمودا
للـعبد مغـلول يـــدا فـــقـطـع الــــمــددا === ولا تــجـودا عــــلى مـن ليس له جـودا
بـــالــقـلب إيــــمان بــك يــالله لي زادا === لا زدتـــني بــالــــــبلايا زاد تـــشـديـدا
والـــحمدُ لك حـــمد دايـم عـاصر الأبدا === من قلب مـخلص في الحالين مـحمـودا
وحـــب لـــناس بــالــخيرات والــمـدى === مــن كــف خـلاق جـوده غـير محـدودا
وامـشي مـع النّاس بالإصلاح والسدا === وأطــفئ نـيار الــفـتن لا كنت مـسنـودا
وأنـــصـــر الله والـــطـاغــوت بــــاهدا === بــــالـيد والــــقـول لا بالـــقلب مـكنودا
هـذه صفاتي صــــفات الأب والـــجــدا === ومــن يــكـــذب حـــقيقـه كان مـنقـودا
لا بُـــد مــــرقاء لأمـــالي ولـلـمـــجــدا === بـــإذن ربّي أحــقــق كلّ مـا ريـــدا
مـــا راد ربّي فــــلا ردا لـــــمــا رادا === ومـا نـــريــدُ بـــــــما لا راد مـــردودا
مــــيئـس مــن الله لاما نا ادخـل اللحدا === والـــضن بـــــالله كالإيـــمـان مـعـقودا
واخـــتـم صـــلاتي ولا يُحصى لها عدا === على محمدٍ رسـول الله مـشـهودا


وهذه الكلمات الشعرية تسبيح وتقديس لربّي لي فيها أجرٌ، والغزل وزر.

أما بالنسبة للخمر والميسر، فهن من المحرمات لأنهن رجسٌ تُساعد على إنجاح عمل الشّيطان لتحقيق مصائب أكبر، فأمّا القمار فينزغ بينهما فيقتتلان وقد يقتل بعضهم بعضاً بسبب أكل أموال بعضهم بعضاً بالباطل، وأما الخمر فيثير الشهوة للفاحشة ويُذهب العقل وقد يتصرف تصرفاً يندم عليه طيلة العمر.
وأما قوله تعالى:
{ فَاجْتَنِبُوهُ }[المائدة:90]، أي اِجتناب الحانات التي تكون مقهى للسكارى وأصحاب الميسر وهو القمار وذلك حتى لا يرتكبوا ما حرّم الله عليهم، وسبب تحريمها لأن ضررها على المجتمع أكبر من نفعها ورجسٌ من عمل الشيطان، والرجسُ يُخبث القلب؛ وجه الإنسان الباطن، إذا صلُح باطنه صلُح ظاهره وإذا خبُث باطنهُ خبُث ظاهره.

وأما بالنسبة لمولد الرسول، فجميع أعياد الميلاد ما أنزل الله بها من سلطان ولو كان عيد نزول القرآن ليذكروا ما نزل عليهم من آيات الفرقان، وذلك حتى لا يدخلوا في تعظيم أنبيائهم ثم يبالغون ثم يشركون بسبب تعظيمهم المُبالغ لأنبيائهم.

أخوكم الإمام ناصر اليماني.


تعليقات فيسبوك
0 تعليقات بلوجر

0 التعليقات لــ "حكم الميسر والخمر والشعر الغنائيّ .."