من
الإمام المهديّ خليفة الله في الأرض ناصر محمد اليماني إلى كافة أمّة
النّصارى المسيحيين في العالمين من العرب والعجم، والسلام على من اتَّبع
الهُدى من العالمين..
16-03-2010 - 11:59 PM
ويا معشر النّصارى إني المهديّ ناصر محمد اليماني أدعوكم والنّاس أجمعين إلى الدّين الإسلامي الذي بعث الله به رسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، وأدعوكم والنّاس أجمعين إلى ما دعاكم إليه رسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى: {لقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مريم وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ ربّي وَربّكم إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الجنّة وَمَأْوَاهُ النّار وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} صدق الله العظيم [المائدة:72].
وكذلك الإمام المهديّ المُنتظر يدعو كافة البشر إلى ما دعاهم إليه رسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام: {اعْبُدُوا اللَّهَ ربّي وَربّكم إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الجنّة وَمَأْوَاهُ النّار وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} صدق الله العظيم [المائدة:72].
وكذلك المهديّ المُنتظر يدعو كافة البشر إلى ما دعاهم إليه محمدٌ رسول الله عليه الصلاة والسلام وأقول ما أمره الله أن يقوله للبشر: {اعْبُدُوا اللَّهَ ربّي وَربّكم إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الجنّة وَمَأْوَاهُ النّار وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ}صدق الله العظيم.
وأدعوكم كافة البشر إلى ما دعاهم إليه رسول الله موسى وهارون عليهم الصلاة والسلام: {اعْبُدُوا اللَّهَ ربّي وَربّكم إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الجنّة وَمَأْوَاهُ النّار وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ}صدق الله العظيم.
وأنا المهديّ المُنتظر أدعو كافة البشر إلى ما دعاهم إليه كافة الرسل من أولهم إلى خاتمهم جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم،وأقول ذات قول رسل الله أجمعين: {اعْبُدُوا اللَّهَ ربّي وَربّكم إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الجنّة وَمَأْوَاهُ النّار وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} صدق الله العظيم.
ولم يجعل الله المهديّ المُنتظر نبياً جديداً ولم آتيكم بكتابٍ جديدٍ بل أدعوكم بذات دعوة كافة الأنبياء والمرسلين أن تعبدوا الله ربّي وربّكم ومن أشرك بالله فقد حبط عمله وهو في الآخرة لمن الخاسرين، ولن تجدوا المهديّ المُنتظر يحيد قيد شعرةٍ عن دعوة كافة الأنبياء والمرسلين إلى عبادة الله وحده لا شريك له. وقال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ( 25 )} صدق الله العظيم [الأنبياء].
وأنا الإمام المهديّ أفتي بالحقّ أن جميع النّصارى واليهود والمسلمين قد أشركوا بالله أنبياءه ورسله فعظّموهم بغير الحقّ إلا من رحم ربّي، ولربما يزأر على المهديّ المُنتظر أحد علماء المسلمين وكأنه ليث غضنفر فيقول: "يا أيّها المهديّ المُنتظر كيف تحكم علينا بالإشراك بالله فتجعلنا كمثل النّصارى الذين قالوا المسيح ابن الله سبحانه وكذلك اليهود قالوا عُزير ابن الله؟ فأمّا نحن المسلمين فلم نُعظِّم رسول الله محمد- صلّى الله عليه وآله وسلّم - ونشهد أن محمداً هو عبد الله ورسوله، ونشهد أن المسيح عيسى ابن مريم عبد الله ورسوله، ونشهد أن عزيراً وموسى وهارون وداوود وسليمان جميعهم أنبياء الله وعبيده ورسله، فكيف تحكم علينا بالإشراك بالله معهم فهل نستوي معهم مثلاً؟" . ومن ثم يردّ عليه المهديّ المُنتظر ناصر محمد اليماني وأقول: يا أيّها العالم المسلم الفطحول أجبني بالحقّ، فهل ترى أنه يجوز لك أن تُنافس محمداً رسول الله في حُبّ الله وقربه أم إنك ترى أنه لا يجوز لك ذلك؟ فأجبني بالحقّ إن كُنت من الصادقين. ومن ثم يزأر علينا هذا العالم المسلم سواء من الشيعة أو من السُّنة أو من أيٍّ من المذاهب الإسلاميّة فيقول: "اتقِ الله يا ناصر محمد اليماني فإنك كذّاب أشِر ولست المهديّ المنتظر، فكيف تريدني أن أشمّر لمنافسة محمد رسول الله في حُبّ الله وقربه وهو محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - سيد الأنبياء والمرسلين وخاتم النبيين ورسول ربّ العالمين بالقرآن العظيم إلى الإنس والجنّ أجمعين؟ أفلا ترى أن الله قد أضاف اسمه إليه فيقول النّاس ( لا إله إلا الله محمد رسول الله )؟ فهذا تعظيم لقدره عند ربّه أن أضاف إلى اسمه (الله) محمداً صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولذلك يقول المسلمون (لا إله إلا الله محمد رسول الله)". ومن ثم يردّ عليهم المهديّ المُنتظر وأقول: فهل جعلتم الشهادة بالحقّ حصرياً لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وفرقتم بين رسل الله؟ فإذا جعلتم شهادة الحقّ حصرياً لمحمد رسول الله بزعمكم أن الله أضاف اسمه إلى اسمه (لا إله إلا الله محمد رسول الله) إذاً ماذا كان يقول المسلمون الذين اتّبعوا رسول الله نوح صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ كانوا يقولون من أسلم منهم (أشهدُ أن لا إله إلا الله وأشهدُ أن نوح رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وكذلك الذين شهدوا بالحقّ من كافة المسلمين الذين اتبعوا دعوة الأنبياء إلى دين الله الإسلام وشهدوا لله بالوحدانيّة فعبدوا الله وحده لا شريك له.
ويا معشر المسلمين الأميين أتباع جدّي محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أشهدُ الله شهادة الحقّ اليقين أني ما ظلمتكم وأنكم إذا حصرتم التنافس على الربّ أيّهم أحبّ وأقرب حصرياً لأنبيائه ورسله من دون الصالحين فإنَّكم قد أشركتم بالله ولا فرق بينكم وبين المشركين من النّصارى واليهود ما دمتم أبيتم أن تُنافسوا محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في حُبّ الله وقربه، ولكني المهديّ المُنتظر أعلن لكافة البشر الكُفرَ المُطلق بتعظيم الأنبياء والمرسلين والمهدي المُنتظر بغير الحقّ، بل كافة الأنبياء والمرسلين والمهدي المُنتظر لسنا نحنُ إلا مُجردّ عبيد يتنافسون إلى الربّ المعبود لا نشرك بالله شيئاً ولا نُعظّم بعضنا بعضاً من دون الله بل نتنافس إلى الربّ المعبود أيّنا أحبّ وأقرب، ألا والله الذي لا إله غيره ولا معبوداً سواه ما كان لي كمسلم لله أن أذر التنافس إلى ربّي حصرياً لجدي محمد رسول الله وكافة الأنبياء في الكتاب صلّى الله عليهم وآلهم وسلم أجمعين، وما كان للمهديّ المُنتظر الحقّ من ربّكم أن يذر التنافس إلى الربّ المعبود لجبريل وملائكة الرحمن المقربين، بل أنا المهديّ المُنتظر أشهدُ الله شهادة الحقّ اليقين أنّما محمد رسول الله والمسيح عيسى ابن مريم وكافة الأنبياء والمرسلين وملائكة الرحمن المقربين ليسوا إلا عبيداً يتنافسون إلى الربّ المعبود كما أفتاكم الله كيفية عبادتهم لربهم الحقّ في محكم كتابه القرآن العظيم. وقال الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} صدق الله العظيم [الإسراء:57].
ولكنكم يا معشر علماء المسلمين وأمتهم تعظمون أنبياء الله بغير الحقّ فما دمتم تعتقدون أنه لا يجوز للصالحين أن ينافسوا الأنبياء والمرسلين إلى أقرب درجة إلى الله ربّ العالمين فقد أشركتم بالله ولا فرق بينكم وبين أهل الكتاب ما دُمتم أشركتم بالله فعظَّمتم أنبياء الله بغير الحقّ ولكني المهديّ المُنتظر أكفر بحصر التنافس إلى الربّ المعبود للأنبياء والمرسلين كفراً مُطلقاً حتى ألقى الله بقلب سليم لا يشرك بالله شيئاً، وإنما هم عباد لله أمثالكم لا يفرقون عنكم إلا بالتقوى في عبادتهم لربهم و لا يشركون بالله شيئاً لأنهم يبتغون إلى ربّهم الوسيلة ويجاهدون في سبيله أيّهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه، فإن كنتم استجبتم لدعوة كافة الأنبياء والمرسلين إلى عبادة الربّ المعبود والتنافس مع العبيد جميعاً إلى الربّ المعبود أيكم أقرب, فإن استجبتم فقد اهتديتم واتقيتم اللهَ ربّ العالمين وابتغيتم إليه الوسيلة وجاهدتم في سبيله بالدعوة إليه أيكم أحبّ وأقرب. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أيّها الَّذِينَ آمَنُوا اتقوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:35].
بمعنى أن الله يأمركم أن تكونوا ضمن العبيد المُتنافسين إلى الربّ المعبود أيّهم أقرب فتعبدون الله كما يعبده الأنبياء والمرسلون المتنافسون إلى ربّهم أيّهم أقرب. تصديقاً لقول الله تعالى: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ ربّك كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].
فهل تعلمون ما يقصد الله تعالى بقوله: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ}؟ وذلك لأنكم ترجون شفاعتهم لكم بين يدي الله وتركتم التنافس إلى الله لهم حصرياً من دون الصالحين فأنتم تدعونهم من دون الله ما دمتم تريدون أن يشفعوا لكم بين يدي الله، ولذلك قال الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} صدق الله العظيم [الإسراء:56-57].
وقال تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّـهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ له إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ﴿٥﴾وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [الأحقاف].
فانظروا لقول الله تعالى: {وَإِذَا حُشِرَ النّاس كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} صدق الله العظيم، وذلك لأنه لا يعلم الأنبياءُ المُكرمون أنكم جعلتم الله حصرياً لهم وحدهم من دون الصالحين وترجون شفاعتهم بين يدي الله الذي هو أرحم بكم من عباده سبحانه وتعالى علواً كبيراً فتعالوا لننظر ردّ الأنبياء والمرسلين والأئمة المُكرمين للذين عظَّموهم بغير الحقّ فبالغوا فيهم بغير الحقّ من بعد موتهم فهم لا يعلمون ماذا فعل المسلمون من بعدهم. وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾هُنَالِكَ تَبْلُو كلّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّـهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٣٠﴾}الله العظيم [يونس].
وأما آخرون فيعبدون الملائكة الذين كذبوا عليهم أنهم من عباد الله المُكرمين وما كانوا ملائكة الرحمن بل من طغاة الجنّ المردة الشياطين وما كانوا من ملائكة الرحمن المقربين. وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الجنّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [سبأ:41].
وأما أصحاب الأصنام فقد علموا أنهم لم يكونوا يعبدون شيئاً إلا صنماً صنعوه بأيديهم. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ (69) الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (70) إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ (71) فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النّار يُسْجَرُونَ (72) ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (73) مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُواْ مِنْ قَبْلُ شيئاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ (74) ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الأرض بِغَيْرِ الحقّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ (75) ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالدّين فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (76) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فأمّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (77) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بالحقّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78)} صدق الله العظيم [غافر].
وأما طائفة من البشر فهم يعبدون الشيطان وهم يعلمون فهم ليسوا ضالين بغير قصد منهم بل يعلمون أنهم على ضلال مبين أولئك عبدة الطاغوت، وهم يعلمون أنه الملك هاروت وقبيله ماروت وذريتهم يأجوج ومأجوج فأولئك المغضوب عليهم في الكتاب يتم حشرهم هم وما يعبدون من دون الله وأزواجهم من إناث الشياطين إلى نار جهنم جميعاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ(23)} صدق الله العظيم [الصافات].
وقال الله تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (68) ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كلّ شِيعَةٍ أيّهم أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا (69) ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا(70)} صدق الله العظيم [مريم].
أولئك هم أولى بنار جهنم صلياً لأنهم يعبدون الطاغوت فاتخذوه من دون الله ولياً وهم يعلمون أنه الشيطان الرجيم عدو الله ورسله ويعبدون إناث الشياطين ويجامعوهن فأنجبن فصيلةً من مأجوج و آبائهم من البشر و أمهاتهم من إناث الشياطين أولئك شياطين البشر بينكم فهم يعلمون ما يفعلون وإني لم أظلمهم شيئاً. وقال الله تعالى: {إنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (117) لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118) وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا 120) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا (121)} صدق الله العظيم [النساء].
يا أيّها النّاس اتقوا ربّكم الذي خلقكم ولا تشركون بالله شيئاً إنّي لكم منه نذيرٌ مبينٌ، وأُشهدُ الله ربّ العالمين أن كلّ ما في السماوات والأرض ليسوا إلا عبيداً فذروا عبادتهم جميعاً واعبدوا الله وحده لا شريك له فقد ضلّت كثيرٌ من الأمم وما آمن بالله إلا قليلٌ من عباده، وللأسف إن أكثر هؤلاء المؤمنين مُشركون بالله إلا قليلاً من عباد الله المُكرمين وسبب شرك المؤمنين بالله هو تعظيمهم لأنبياء الله ورسله حتى جعلوا الله حصرياً للأنبياء والمرسلين من دون الصالحين فتركوا التنافس مع العبيد إلى الربّ المعبود. وقال الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يوسف: 106].
ويا أيّها النّاس إني الإمام المهديّ المُنتظر ولعنة الله على الكاذبين، اصطفاني الله ربّ العالمين وحده لا شريك له ولا يشرك في حكمه أحداً وما كان لكم أن تصطفوا خليفة الله من دونه لو كنتم تعلمون، وأُشهدُ الله شهادة الحقّ اليقين أني الإمام المهديّ المُستجيب لكافة دعوة الأنبياء والمرسلين وناصر دعوتهم أجمعين، وأنا الإمام المهديّ من شيعة رسول الله موسى وعيسى ومحمد رسول الله عليهم جميعاً أفضل الصلاة والتسليم، وأنا الإمام المهديّ من شيعة كافة الأنبياء والمرسلين أجمعين ولو لم أكن في عصرهم وذلك لأني ناصرَ دعوتَهم فأدعو إلى ما يدعون إليه إلى عبادة الله وحده لا شريك، لا أشرك بالله شيئاً بل أعبدُ ما يعبدون كما كان رسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام من شيعة رسول الله نوح وهو ليس في عصره. وقال الله تعالى: {سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (80)إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (81)إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (82) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (83)وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (84)إِذْ جَاءَ ربّه بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (85)إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (86)أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (87)فَمَا ظَنُّكُم بِربّ العالمين (88)} صدق الله العظيم [الصافات].
فنحن نعبد إلهاً واحداً لا إله غيره ولا معبوداً سواه، الله ربّ العالمين ربّ السماوات والأرض إن كنتم موقنين، فاسمعوا وأطيعوا واعبدوا الله وحده وتنافسوا على حُبّه وقربه إن كنتم تحبون الله فتنافسوا إلى الله أيّكم أقرب وكونوا ضمن عبيده المُتنافسين من الأنبياء والصالحين المُكرمين والمهدي المُنتظر الإمام المبين الذي أتاه الله علم الكتاب ليعلمكم ما لم تكونوا تعلمون، فإن صدقتم بشأني وأطعتم أمري ومن ثم تعظمون المهديّ المُنتظر فتعتقدون أنه لا يجوز لكم أن تنافسوا خليفة الله في حُبّ الله وقربه فقد تركتم الله لي وحدي أعبده وأشركتم بالله ولن أغني عنكم من الله شيئاً ثم يُعذبكم الله عذاباً نُكرا فتصلون سعيراً ولن تجدوا لكم من دون الله ولياً ولا نصيراً.
فما خطبكم يا معشر المؤمنين أفكلما بعث الله لكم رسولاً فإمّا أن تُكذبوا دعوته إلى عبادة الله وحده له وإما تصدقوهم فتعظّمونَهم من بعد موتهم فتبالغوا فيهم بغير الحقّ فترجون شفاعتهم بين يدي الله؟ وكفرتم أن الله هو أرحم الرحمين!! فمن ذا الذي هو أرحم بكم من الله حتى ترجون شفاعتهم بين يدي من هو أرحم بعباده من عبيده أجمعين، الله أرحم الراحمين أفلا تتقون !!
ويا معشر النّصارى إن تولى المسلمون عن دعوة المهديّ المُنتظر فكونوا من الذين قال الله عنهم: {يَا أيّها الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [المائدة:54].
وأبشركم بعبد الله ورسوله المُكرم المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وعلى أمه وآل عمران وسلّم تسليماً كثيراً، فإنه لدينا في اليمن في تابوت السكينة وما قتله اليهود وما صلبوه ولكنكم لا تعلمون بل توفى الله روحه ورفعه إليه وطهر جسده من الذين كفروا وأيَّده بروح القدس والملائكة وجعلوا جسمه في تابوت السكينة وإنا لصادقون، وقد تمت إضافته إلى أصحاب الكهف وذلك الرقيم المضاف إلى أصحاب الكهف ليكونوا من آيات الله عجباً، وإنّما الرقيم هو رسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وعلى أمّه وآل عمران وسلم تسليماً كثيراً، وحقيقة جسد المسيح عيسى ابن مريم توجد في حقائق الآيات العشر الأولى من سورة الكهف في القرآن الكريم، وما لكم به من علم يا معشر النّصارى فما قتلوه اليهود وما صلبوه. وقال الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم {الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ﴿١﴾قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ﴿٢﴾مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا﴿٣﴾وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّـهُ وَلَدًا ﴿٤﴾مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ ۚ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚإِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ﴿٥﴾فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴿٦﴾إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴿٧﴾وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا ﴿٨﴾أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الكهف].
ويا معشر النّصارى إني أنذركم ببأس من الله شديد فلا تقولوا اتّخذ الله ولداً وما لكم به من علم ولا لآبائكم فما قتلوه اليهود وما صلبوه بل توفاه الله ورفع إليه روحه وطهر جسده من الذين كفروا ولم يمسوه بسوء فذلك هو الرقيم المُضاف لأصحاب الكهف ليكون معهم من آيات الله عجباً لكم من أنفسكم وسوف يبعثه الله فصدقوه يا معشر النّصارى والمسلمين يعصمكم الله من المسيح الكذّاب الذي يريد أن يقول أنه المسيح عيسى ويقول أنه الله ربّ العالمين وما كان للمسيح عيسى ابن مريم أن يقول ما ليس له بحقٍ وكما كلم النّاس في المهد يكلم النّاس كهلاً بالحقّ ويدعوهم إلى ما دعاهم إليه المهديّ المُنتظر فنحن ننطق بمنطق واحدٍ موحدٍ لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا معبوداً سواه؛ كلمة سواء بين جميع الأنبياء والمرسلين والمهدي المُنتظر والمسيح عيسى ابن مريم عليهم الصلاة والسلام، وسوف يقول لكم ما قاله للذين من قبلكم:
{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۖ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّـهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ الجنّة وَمَأْوَاهُ النّار ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ﴿٧٢﴾}
صدق الله العظيم [المائدة]
فمن كذب بدعوة المسيح عيسى ابن مريم- صلّى الله عليه وآله وسلّم - فقد كذب بدعوة محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ومن كذب بدعوة المهديّ المُنتظر فقد كذب بدعوة محمد رسول الله والمسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليهم وعلى من تبعهم من جاء ربّه بقلب سليم من الشرك بالله ربّ العالمين.
وإنما المسيح عيسى ابن مريم ومحمد رسول الله والمهدي المُنتظر جميعنا عبيد لله مثلكم فلا تبالغوا في دينكم بغير الحقّ ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالاً بعيداً، والله على ما أقول وكيلٌ وشهيدٌ.
وأما البأس الشديد الذي أنذر منه الذين قالوا اتّخذ الله ولداً فقد جاء أمده البعيد واقترب كوكب العذاب سقر لواحةً للبشر من عصر إلى آخر.
ويا معشر النّصارى أقسمُ بالله الواحدُ القهار الذي خلق الجان من مارج من نار وخلق الإنسان من صلصال كالفخار الذي يدرك الأبصار ولا تدركه الأبصار الذي أعد النّار للكفار والجنّة للأبرار أن ما يسمونه الكوكب العاشر نيبيرو أنه حقّ على الواقع الحقيقي لا شك ولا ريب فيه شيئاً، يأتي للأرض من أطرافها فينقصها من البشر بعد كلّ أمدٍ بعيدٍ من عصرٍ إلى آخر، ولكنه هذه المرة سيقترب أكثر من ذي قبل لكي يحدث معه شرط من أشراط السّاعة الكُبَر فيسبق الليل النّهار بسبب مرور كوكب النّار، فاحذروا بأس الله الشديد يا معشر الذين قالوا اتّخذ الله ولداً، وإني المهديّ المُنتظر المؤمن بكتاب التّوراة وكتاب الإنجيل والقرآن العظيم وإنما أدعوكم إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم لكونه محفوظ من التحريف والتزييف أفلا ترون أنه نسخةٌ واحدة في العالمين!؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا له لَحَافِظُونَ} صدق الله العظيم [الحجر: 9].
ولذلك يجده النّاس نسخةً واحدةً في العالمين لم تتغير فيه كلمةٌ واحدةٌ، أليست هذه آية التّصديق على الواقع الحقيقي لقول الله تعالى {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا له لَحَافِظُونَ}صدق الله العظيم؟ فما كان يدري محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن البشر لن يغيِّروا في كتاب الله القرآن العظيم شيئاً لولا أنه مُنزل من ربّ العالمين علام الغيوب الذي وعد بحفظه من التحريف والتزييف إلى يوم الدّين؟ ومرت عليه أكثر من ألف وأربعمائة سنة ولم تتغير فيه كلمةٌ واحدةٌ وتلك معجرة للقرآن العظيم أن محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - تلقاه من لدُن حكيمُ عليم وجعل الله القرآن رسالةً شاملةً للإنس والجنّ أجمعين وموسوعةً كُتب الأنبياء والمرسلين والمرجع للتوراة والإنجيل والسُّنة النبويّة، فما خالف لمحكم القرآن العظيم في التّوراة أو في الإنجيل أو في السُّنة النبويّة فاعلموا أنه من عند غير الله من تحريف وتزييف الشياطين من البشر تنفيذاً لأمر الطاغوت الأكبر الشيطان الرجيم الملك هاروت وكان من الجنّ ففسق عن أمر ربّه وقبيله ماروت الذي كان من الملائكة وصار بشراً سوياً وجعله الله خليفة من بعد آدم وآتاه الآيات وانسلخ منها واتبع هواه فأتبعه إليه الشيطان، فلا يفتنكم الشيطان وقبيله فإنهم يرونكم من حيث لا ترونهم، فهم في أرض الأنام حيث كان أبويكم حواء وآدم فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام والحب ذو العصف والريحان؛ من تحت أقدامكم باطن أرضكم؛ في نفق الأرض؛ فيه آياتٌ بيناتٌ وجنّات وريحان وأعنابٌ ورُمان؛ فيها خيراتٌ حسان؛ قصورها من الفضة وأبواب قصورها من الذهب، وهي جنّة لله باطن أرضكم، وربّها الله وليس المسيح الكذّاب، وهي أرض بابل في الكتاب ولا تحيطون بها علماً، وهي أرض الأنام التي خلق الله فيها حواء وآدم التي قال الله عنها في مُحكم الكتاب:
{وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ﴿١٠﴾ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ﴿١١﴾وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ ﴿١٢﴾ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴿١٣﴾}
صدق الله العظيم [الرحمن]
وهي جنّة لله وليست جنّة الله التي في السماء، بل جنّة لله من تحت الثرى تُشبع الإنسان حبّةٌ واحدةٌ من عناقيد أعنابها لكبر حجمها وطيب مذاقها؛ فيها آيات عجباً ولذلك قال الله تعالى لنبيه صلّى الله عليه وآله وسلّم: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ المرسلين (34) وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأرض أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35) إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36) وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ ربّه قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37)} صدق الله العظيم [الأنعام].
وهل تعلمون لماذا قال الله تعالى: {وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأرض أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ} صدق الله العظيم[ الأنعام ]؟ وذلك لأن لله جنّةً في الأرض وجنًّة في السماء عند سدرة المُنتهى ولم يجعل الله خليفته آدم خليفة عليه الصلاة والسلام في جنّة المأوى عند سدرة المُنتهى بل خليفة الله في أرض الأنام وهي جنّة لله من تحت الثرى ولها مشرقين من جهتين مُتقابلتين، وأبعد مسافة في الأرض هي بين المشرقين وذلك لأن الشمس تشرق عليها من البوابتين وذلك لأن الأرض مفتوحة من الأطراف ومجوفة، ولذلك قال الله تعالى: {وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأرض} صدق الله العظيم، وذلك لكي يأتيهم بآيات منها من أعنابها ونخلها ورمانها فيرونها آيات عجباً لم يروها قط في حياتهم.
والشمس تشرق عليها من البوابتين وليس في آن واحد، بل تشرق عليها من البوابة الجنوبيّة فتخترق أشعة الشمس باطنها حتى تنفذ أشعتها من البوابة الشمالية, فهل تدرون لماذا؟ وذلك لأن الله مهدها تمهيداً وفرشها بالخضرة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالأرض فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ} صدق الله العظيم [الذاريات:48].
فإذا وقف أحدكم في البوابة الشماليّة فسوف يرى الشمس في مشرقها الأقصى بالبوابة الجنوبيّة نظراً لاستوائها فلا يحجب الشمس عنه عوج فيها ولا أمتا فهي مُستوية من المشرق الجنوبي إلى المشرق الشمالي، وأبعد مسافة في هذه الأرض هي بين البوابتين، ولذلك تمنى الإنسان أن بينه وبين قرينه الشيطان بعد المشرقين. وقال الله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ} صدق الله العظيم [الزخرف:38].
وذلك لأن الشمس تشرق على أرض الأنام من جهتين مُتقابلتين فإذا غابت عنها عن البوابة الجنوبيّة فإنها تشرق عليها في نفس اللحظة من البوابة التي تُقابلها، والقوم الذين فيها لم يجعل الله لهم من دونها ستراً لأنها إذا غربت عليهم من البوابة الجنوبيّة أشرقت عليهم في نفس اللحظة من البوابة التي تُقابلها في النّفق الأرضي ألا وإن الأرض ذات نفق عظيم فيها من آيات الله عجباً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأرض أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ} صدق الله العظيم [الأنعام:35].
ولم يُكلم الله رسوله إلا بالحقّ أن لله جنّة في السماء وجنّة في النّفق الأرضي من تحت الثرى وجميعهن لله وحده. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرض وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى} صدق الله العظيم [طه:6].
ولذلك قال الله تعالى: {وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأرض} صدق الله العظيم، وذلك لأن أرضكم ذات تجويفٍ نفقي يخترق الأرض مُمتداً في باطنها ونافذاً إلى أطرافها شمالاً وجنوباً، وتشرق الشمس عليها من البوابة الجنوبيّة فتغرب عن البوابة الجنوبيّة ومن ثم تشرق عليها في نفس اللحظة من البوابة الشماليّة، وبما أنها أرض نفقية ممهدة مستوية ولذلك تجدون أشعة الشمس تخترق باطن أرضكم حتى تنفذ من البوابة التي تُقابلها كما تُشاهدون هذه الصورة الحقّ على الواقع الحقيقي. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأرض} صدق الله العظيم، كما ترون الحقّ بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي تصديقاً لآيات الكتاب ذكرى لأولي الألباب:
وأنا الإمام المهديّ أدعو علماء النّصارى للحوار بموقع المهديّ المُنتظر (موقع الإمام ناصر محمد اليماني) ضيوفاً مُكرمين في طاولة الحوار العالمية (موقع الإمام ناصر محمد اليماني) للإحتكام إلى التّوراة والإنجيل والقرآن إلا ما خالف لمحكم القرآن في التّوراة أو في الإنجيل، فإني أشهد الله وكفى بالله شهيداً أني أكفر به مُقدماً لأن ما خالف لمحكم القرآن العظيم سواء يكون في التّوراة أو في الإنجيل أو في السُّنة النبويّة لدى المسلمين فإنه من تحريف وتزييف الشيطان الرجيم عن طريق أوليائه من شياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكُفر وذلك لتعلموا أن المهديّ المُنتظر لا يكفر بالتّوراة والإنجيل ولا بسنة محمد رسول الله الحقّ وإنما أكفر بما خالف لمحكم القرآن العظيم سواء يكون في التّوراة أو في الإنجيل أو في السنة النبويّة، وَسَلامٌ عَلَى المرسلين، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ربّ الْعَالَمِينَ.
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار من مُختلف المذاهب الإسلاميّة الذين أعلنوا انضمامهم تحت أهدى الرايات على الإطلاق راية الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إني آمركم جميعاً أن ترسلوا بياني هذا إلى كافة مواقع المسيحيين النّصارى وبشّروهم بقدوم رسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وعلى أمّه وآل عمران وسلّم تسليماً كثيراً، ألا وإن المسيح عيسى ابن مريم ضيفٌ كريمٌ عليكم يا معشر الشعب اليماني فإنه لديكم في تابوت السكينة ولسوف تعلمون إنّا لصادقون..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.