حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو ربّ العرش العظيم..

Asma Arc 0 تعليق 3:34 م
الإمام ناصر محمد اليماني
09 - 10 - 1429 هـ
10 - 10 - 2008 مـ
09:03 مساءً
ــــــــــــــــــــ



حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو ربّ العرش العظيم..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وآله الطيبين الطاهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..
يا معشر علماء المسلمين والباحثين عن الحقّ أجمعين حقيق لا أقول على الله غير الحقّ، فإن كنتم تريدون الحقّ فإني أنا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين أدعوكم إلى الاستمساك بكتاب الله وسنّة رسوله محمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلم، وأفتيكم بأن ما خالف لمحكم القرآن من السنّة فإنّه من عند غير الله افتراءً على الله ورسوله.

وأقسم بالله ربّ العالمين أنني لا أريدكم أن تكونوا ساذجين فتصدقون من يدّعي المهديّة ما لم تجدونه مُستمسكاً بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، وسوف أضع سؤالين أحدهما يخُصّ القرآن والآخر يخُصّ السنّة النبويّة:
ســ 1 - هل وعدكم الله بحفظ القرآن العظيم من التحريف إلى يوم الدين؟ وماهي الحكمة من حفظ القرآن من التحريف؟

ســ 2 - وهل وعدكم الله بحفظ الأحاديث السنيّة من التحريف والتزييف؟ فأيهم وجدناه محفوظاً من التحريف فقد جعله الله هو المرجع للآخر الذي لم يعدكم الله بحفظه من التحريف.

وإليكم الجواب الحقّ على السؤال الأول:
يا معشر علماء الأمّة وجميع الباحثين عن الحقيقة، هل تُكذِّبون قول الله تعالى:
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} صدق الله العظيم [الحجر:9].

فإذا كنتم جميعاً مُصدقين بهذه الآية المُحكمة في القرآن العظيم إذاً ماهي الحكمة من حفظ القرآن من التحريف؟ إذاً لا بُدّ أنّ السنّة النبويّة ليست محفوظة من التحريف لذلك حفظ الله القرآن من التحريف لكي يكون هو المرجع لما اختلفتم فيه من السنّة النبويّة .

ومن ثم نأتي بالإجابة على السؤال الثاني والذي يخصّ الأحاديث السنيّة هل هي محفوظة من التحريف؟ وإليكم الجواب الحقّ. قال الله تعالى:
{وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً(81)أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القرآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اختلافا كَثِيرًا82)وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً(83)} صدق الله العظيم [النساء].

فبالله عليكم أليس ما جاء في هذه الآيات محكمٌ وواضحٌ وجليّ وحكمٌ بالحقّ من الله ربّ العالمين؟ فإذا تدبرتم ما جاء فيهن سوف تجدون الفتوى من الله في عدة أمور ذات أهمية كُبرى وهي:
أولاً: يفتيكم الله بأنّ السنّة النبويّة ليست محفوظة من التحريف ومن ثم أمركم أن تجعلوا القرآن هو المرجع فإذا كان الحديث النّبويّ من عند غير الله فإنّكم سوف تجدون بينه وبين مُحكم القرآن اختلافاً كثيراً، وهذه الفتوى من الله واضحة وجليّة في قول الله تعالى:
{وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً(81)أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القرآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اختلافا كَثِيرًا} صدق الله العظيم.

ومن ثم نعلم علم اليقين بأن السنّة من عند الله كما القرآن من عند الله غير إن الله لم يعدكم بحفظ الأحاديث السنيّة من التزييف والتحريف، ومن ثم ننتقل إلى السنّة النبويّة الحقّ لننظر أي الأحاديث تتفق مع ما جاء في هذه الآية، وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:
[ ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ومن ثم أخبركم محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلم - بأن السنّة ليست محفوظةً من التحريف وأمركم أن تجعلوا القرآن هو المرجع لما اختلفتم فيه من الأحاديث السنيّة. وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:
[ ما تشابه مع القرآن فهو مني ] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

بمعنى أنه ما خالف من الأحاديث لمحكم القرآن العظيم فهو ليس منه عليه الصلاة والسلام، وما تشابه مع محكم القرآن فهو منه، وما لم يتشابه مع محكم القرآن إلا إنه لا يخالفه فكذلك منه عليه الصلاة والسلام.

ولكن يا معشر علماء الأمّة، إنّما أمركم الله ورسوله بالرجوع إلى مُحكم القرآن والذي لا يحتاج إلى تأويلٍ لتجعلوا أحكام الله في آياته المحكمات اللواتي هُنّ الحكم، فإن وجدتم أيَّ حديثٍ خالفَ حكمه لحكم الله في إحداهن فستعلمون بأن هذا الحديث المُخالف لمحكم القرآن من عند غير الله، ومن ثم تستمسكون بحكم الله وتنبذون الحكم المخالف في السنّة لأنّه من عند غير الله، وهنا تكونون قد اعتصمتم بحبل الله جميعاً ولن تتفرقوا وذلك لأنكم استمسكتم بآيات أمّ الكتاب في القرآن العظيم، ولكن أعداء الله كذلك يضعون أحاديثاً مُفتراة تتشابه مع الآيات المُتشابهات واللاتي لا يزلن بحاجةٍ للتأويل فيجعلون الحديث المُفترى يتشابه مع ظاهر هذه الآية المُتشابهة في القرآن العظيم، ومن ثم فإنّ الذين في قلوبهم زيغٌ عن الآيات المحكمات في القرآن حتماً سوف يتّبعون المتشابه من القرآن مع حديث الفتنة الموضوع فيزعمون إنّه جاء تأويلاً لها فهم يبتغون تأويله بهذا الحديث المُفترى.

ولكن كيف نعلم أنّ هذا الحديث مُفترًى ولم يأتِ تأويلاً لهذه الآية التي لا تزال بحاجةٍ إلى تأويل؟ ذلك إذا وجدنا هذا الحديث جاء مُخالفاً لآيةٍ مُحكمةٍ في القرآن العظيم من أمّ الكتاب ومن ثم تشابه مع آيةٍ أخرى في ظاهرها وهي لا تزال أي هذه الآية بحاجةٍ للتأويل، فأني أحذركم بأن هذا الحديث الذي تشابه مع آيةٍ لا تزال بحاجةٍ للتأويل ومن ثم جاء مخالفاً لآيةٍ مُحكمة في القرآن العظيم بأنّ هذا حديثُ فتنةٍ موضوعٍ، وذلك التحذير من ربّ العالمين في قول الله تعالى:
{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيات مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أمّ الكتاب وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].

إذاً يا معشر علماء الأمّة، إنّ الذين يتّبعون المُتشابه من القرآن ويذرون المحكم أمّ الكتاب إنّما يريدون أن يتبعوا أحاديث الفتنة في السنّة وأعجبهم من القرآن ما تشابه معهنّ، ولكن في قلوبهم زيغٌ عن الآيات المحكمات في القرآن واللاتي ليست بحاجةٍ للتأويل فكيف يتبعون أحاديث الفتنة ويقولون إنّما جاءت بياناً لتلك الآيات التي تشابهت أحاديثُ الفتنة معهن فيزعمون بأن هذه الأحاديث جاءت تأويلاً لهذه الآيات والتي لا تزال بحاجةٍ للتأويل برغم أن حديث التأويل هذا جاء مخالفاً لآيةٍ محكمةٍ، ومن ثم يتركون المحكم ويتبعون المتشابه الذي لا يزال بحاجةٍ للتأويل فيزعمون أنّ هذا الحديث جاء تأويلاً لها، فهم يبغون تأويله بهذه الأحاديث برغم أنها جاءت مخالفة للآية المحكمة؟ فكيف يأتي التأويل لآية من القرآن فيكون حديث التأويل مُخالف لمحكم القرآن؟ وذلك المقصود في قوله تعالى:
{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيات مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أمّ الكتاب وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم.

إذاً يا معشر علماء الأمّة، حين أدعوكم إلى الرجوع إلى القرآن فعليكم الالتزام بما يأتي:

أن يتم التطبيق للأحاديث المُخْتَلِفِينَ عليها مع الآيات المحكمات في القرآن العظيم ولأنّهنّ المرجع لذا لم يجعلهنّ الله بحاجةٍ للتأويل لأنهنّ المرجع فيما اختلفتم فيه، وليس المهم أن تتشابه الأحاديث مع المحكم وليس هذا شرطاً بل المهم أن لا يُخالف الحديث لإحداهن شيئاً.


وأنا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم لا أنكر من الأحاديث السنيّة الواردة إلا ما جاء مُخالفاً لأمّ الكتاب في آياته المحكمات، وهذه هي القاعدة والأساس لدعوة الرجوع إلى القرآن العظيم.
ولكن الذين في قلوبهم زيغٌ عن آيات القرآن المحكمات فسوف ينبذه وراء ظهره فيتبع المتشابه من القرآن مع أحاديث الفتنة الموضوعة برغم أن هذا الحديث جاء مُخالفاً لآيةٍ مُحكمةٍ في نفس وذات الموضوع فصيحةٍ وصريحةٍ غير أنّه تشابه مع آيةٍ أخرى في ظاهرها وهي لا تزال بحاجةٍ للتأويل ولا يعلم تأويلها إلا الله والراسخون في العلم الذين يؤتيهم الله علم الكتاب.

ويا معشر علماء الأمّة والباحثين عن الحقيقة، إنّ منكم من يقول لي: "اتقِ الله يا ناصر اليماني فلا تضلّ المسلمين عن الصراط المستقيم" . ومن ثم أردّ عليه وأقول له: من تراه يتقي الله ؟ أليس هو الذي يدعو المسلمين للرجوع إلى كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ التي لا تُخالف لمحكم القرآن العظيم؟ ومن ثم تقولون لي اتقِ الله! فهل ترون الحقّ باطلاً والباطل حقّاً ومن ثم تُجادلونني بما خالف لمحكم القرآن العظيم؟ مالكم كيف تحكمون؟ وأقسم بالله العظيم بأني أمقت مقتاً كبيراً الذين يجادلون في دين الله بغير علمٍ ولا هُدًى ولا كتاب منير؛ بل مقتُ الله أكبر من مقتي لهم أنا وأوليائي، وسوف يجد أوليائي ذلك في أنفسهم بأنهم حقاً يمقتون الذين يرونهم يُجادلونني بغير علمٍ. وذلك تصديقاً لقول الله تعالى:
{الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيات اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا} صدق الله العظيم [غافر:35].

وأما الذين يُجادلونني في الشفاعة فأني لم أقُل بأني سوف أشفع لهم عند ربّ العالمين، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، فلن يجرؤ أحدٌ على الشفاعة بين يدي الله ولا أحدٌ من خلق الله أجمعين، وإنّما أحاجّ ربّي في نعيمي وهو أن يكون الله راضياً في نفسه، وحرّمت الجنّة على نفسي حتى يكون الله راضياً في نفسه، وكيف يكون الله راضياً في نفسه ما لم يُدخل النّاس في رحمته؟ وهنا تأتي الشفاعة من الله فتشفع رحمته في ذاته من غضبه، ومن ثم يقول الله للنفس المطمئنة أن ترجع إلى ربّها راضيّة مرضيّة وأن تدخل في عباده، فيدخلون جنّته جميعاً وذلك لكي يحقق لعبده نعيمه الأعظم وهو أن يكون الله راضياً في نفسه، ولا ينبغي لي أن أتقدم وأقول: يا رب شفعني في أبي أو أمي أو إخوتي أو النّاس جميعاً، فإن فعلتُ لكُنت أوّل من يُلقى بي في نار جهنّم يوم القيامة، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، وذلك لأنّي أعلم بأن الله هو أرحم بعباده من عبده وهو أرحم الراحمين وحسرته على عباده أعظم من حسرة عبده عليهم.
أرأيتم لو أنّ أحداً يُلقى به في نار جهنّم وأمّه وأبوه ينظران إليه، فمن ترونه أشدّ حسرة هل حسرة الأبّ أم حسرة الأمّ؟ فأنتم تعلمون بأنّها حسرة الأمّ على ولدها الذي يُعذّب أمامها ويصرخ في نار جهنّم، فما بالكم بحسرة من هو أرحم بعبده من الأمّ بولدها؟ إنّه الله أرحم الراحمين إن كنتم تؤمنون بأرحم الراحمين، وما قدره حقّ قدره الذين يلتمسون الشفاعة ممن هم أدنى رحمةً من الله، ولم أقل بأني سوف أشفع لكم قاتلكم الله، أنى تؤفكون!

أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.


تعليقات فيسبوك
0 تعليقات بلوجر

0 التعليقات لــ " حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو ربّ العرش العظيم.."