الإمام ناصر محمد اليماني
16- 11 - 1430 هـ
04 - 11 - 2009 مـ
10: 24 مساءً
ــــــــــــــــــــــ
من الإمام إلى بني آدم في هذه الأرض ..
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قال الله تعالى: {يا بَنِي آدم لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَما أَخْرَجَ أبويكم مِنَ الجنّةِ}صدق الله العظيم [الأعراف:27].
من المهديّ المُنتظر إلى كافّة البشر.. يا أيّها النّاس اتقوا الله واتّبعوا القرآن العظيم رسالة من الله إلى النّاس كافّة لمن أراد أن يتّبع الصراط المُستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (27) لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ (28)}صدق الله العظيم [التكوير]، وإنّي الإمام المهديّ ابتعثنيِ اللهُ إليكُم لأدعُوكم إلى اتّباع هذا القرآن العَظِيم الذي اتَّخذهُ البَشَر مهجوراً، واتّبعوا غَير كِتاب الله مِن تأليفات الْبَشَر وافترائهم من الْذين يَقُولون عَلى الله ما لا يَعْلَمُون، فأضلّوا أنفسهم وأضلّوا أُمَّتَهُم.
يا أيّها النّاس استجيبوا واتّبعوا رسالة الرحمن إلى كافّة الإنس والجانّ إنّي لكم منهُ نذيرٌ مُبين، ولم يجعلني الله نبياً جديداً ولكنه اصطفاني لكم إماماً لأهدي النّاس بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الْحَميد، وأدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ربّي وربّكم ربّ الإنس والجنّ أجمعين، وما خلقكم الله عبثاً بل لحكمةٍ بالغةٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَما خَلَقْتُ الجنّ وَالانْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ (56)}صدق الله العظيم [الذاريات].
يا أيّها النّاس إنّي والله لا أخشى عليكم فتنة الشيطان المسيح الدّجال والذي سوف يقول أنه المسيح عيسى ابن مريم، ويقول أنه الله ربّ العالمين افتراءً على الله وعلى عبده المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام وعلى أمّه الصدِّيقة القدِّيسة وعلى آل عِمْران المُكرمين، وما كان للمسيح عيسى ابن مريم أن يقول للنّاس أنّه الله أو ولدُ الله فهو يعلمُ إنَّما هو عبد لله مثلُنا فاحذروا الرجل الذي سوف يقول لكم إنّهُ المسيح عيسى ويقول إنّه الله، ومن قال إنّ المسيح عيسى ابن مريم إنّه الله فقد كفرَ بالله. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابن مريم وَقَالَ الْمَسِيحُ يا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعبدوا اللَّهَ ربّي وَربّكم}صدق الله العظيم [المائدة:72].
وإنّي المهديّ المُنتظر ابتعثني الله لأحذركم من رجلٍ سوف يظهر فيقول إنّهُ الله المسيح عيسى ابن مريم، ألا والله ما كان المسيحُ عيسى ابن مريم بل هو كذّاب ولذلك يسمّى المسيحُ الكذّاب فلا تُصَدِّقوه، وما كان للمسيح عيسى ابن مريم أن يقول أنّهُ الله، وما كان للمسيح عيسى ابن مريم أن يستنكف أن يكون عبداً لله ولا جميع الملائكة المقربين. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَنْ يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ}صدق الله العظيم [النساء:172].
وإن جميع من في السموات والأرض هم عبيدٌ لله، سبحانه لم يتخذ له صاحبة منهم ولا ولداً. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَّا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَـٰنِ عَهْدًا ﴿٨٧﴾ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَـٰنُ وَلَدًا ﴿٨٨﴾ لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ﴿٨٩﴾ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأرض وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا ﴿٩٠﴾ أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدًا ﴿٩١﴾ وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَـٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا ﴿٩٢﴾ إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرض إِلَّا آتِي الرَّحْمَـٰنِ عَبْدًا ﴿٩٣﴾ لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ﴿٩٤﴾ وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَردا ﴿٩٥﴾إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَـٰنُ وُدًّا ﴿٩٦﴾ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا ﴿٩٧﴾ وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا ﴿٩٨﴾}صدق الله العظيم [مريم].
ويا أيّها النّاس إنَّما ابتعث الله محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلى النّاس كافّة لينذر النّاس أن يعبدوا الله وحده لا شريك له ويعلموا أن ليس لهم من دون الله ولي ولا شفيع فاسمعوا وأطيعوا. تصديقاً لقول الله تعالى: {ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ}صدق الله العظيم [السجدة:4].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى ربّهم لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}صدق الله العظيم [الأنعام:51].
يا أيّها النّاس ما كان لبشر أن يؤتيه الله علم الكتاب ثم يقول للنّاس أن اعبدوني من دون الله بل يدعو النّاس إلى عبادة الله وحده لا شريك له على بصيرةٍ مِن ربّه كتاب الله المُنزل إلى عباده كافّة القرآن العظيم؛ موسوعة كُتب الأنبياء والمرسلين؛ رسالة الله إلى النّاس أجمعين إن اعبدوا الله وحده لا شريك له.
يا أيّها النّاس إن الله ربّي وربّكم فاعبدوه وحده فلا يقبل الله عبادة من أشرك بعبادة ربّه أحداً معه من عبيده فلا تدعوا مع الله أحداً، واعلموا إن الله لا يقبل أعمالكم ما لم تكن لوجه الله وحده لا شريك له. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ ربّه فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ ربّه أَحَدًا}
صدق الله العظيم [الكهف:110].
يا أيّها النّاس لقد اقترب خروج المسيح الكذّاب وما كان المسيح عيسى ابن مريم بل هو الشيطان الرجيم يريد فتنتكم مواجهة كما فتن أبويكم من قبل مواجهة فأخرجهم بمكره مما كانا فيه من العيش الرغيد، وابتعثني الله لأنذركم فتنة المسيح الكذّاب الشيطان الرجيم الذي يريد فِتنَتكُم مواجهةً وأنتم ترونه كما فتن أبويكم من قبل مواجهةً وهم يرونه. وقال الله تعالى: {يا بَنِي آدم لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَما أَخْرَجَ أبويكم مِّنَ الجنّةِ يَنزِعُ عَنْهُما لِبَاسَهُما لِيُرِيَهُما سَوْءَاتِهِما إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّياطِينَ أَوْلِياء لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ}صدق الله العظيم [الأعراف:27].
ويا أيّها النّاس إنني والله لا أخشى عليكم فتنته بقدر ما أخشى عليكم فتنة اليهود والنّصارى والمسلمين المعرضين عن كتاب الله القرآن العظيم، وسبق أن حاورنا أحد الكافرين على الماسنجر وقال: "يا من تزعم أنك تدعو النّاس باتّباع القرآن العظيم فتحاورهم حصرياً من القرآن فتنذرهم عذاباً قادماً من ربّهم إن لم يتبعوا القرآن، فلو كنت من الصادقين وبأنك تُحاورهُم من القرآن لما كذبك المسلمون لأنّهم يؤمنون جميعاً بالقرآن" . وكان المُترجم بيني وبينه جهاز الكمبيوتر فقط. انتهى..
وتلك حُجّة هي على المسلمين المعرضين عن الدعوة إلى اتّباع القرآن العظيم ولم يجعلها الله حُجّة على المهديّ المُنتظر الذي يتبع القرآن العظيم ويدعو النّاس إلى اتّباعه فيأخذون بمحكمه.
ويا أيّها النّاس أقسمُ بالله العظيم لا أعلم بقريةٍ واحدةٍ في هذه الأرض لا يزالون على كتاب الله إلا وجمعوا بين الحقّ والباطل، ولذلك تجدون عذاب الله يشمل قرى البشر جميعاً ليجعله آية التّصديق بالحقّ لاتّباع هذا القرآن العظيم الذي أعرض عنه اليهود والنّصارى والمسلمين والنّاس أجمعين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ أَو مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا}صدق الله العظيم [الإسراء:58].
وأشهدُ لله أنهُ حقاً جعله في الكتاب مسطوراً فعلَّمكم الله إنّكم سوف ترون عذاب الله بعد أربعة أشهر من يوم النّحر في حجة الوداع. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَسِيحُواْ فِي الأرض أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ إنّكم غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَأَنَّ اللّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ}صدق الله العظيم [التوبة:2].
يا أيّها النّاس فِرّوا من الله إليه، فِرّوا من الله إليه، فِرّوا من الله إليه، ألا والله لا منجى ولا ملجأ لكم من بأس الله إلا الفرار إلى أحضان ربّكم الله ربّ العالمين تائبين مُنيبين إليه فتقولون: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}صدق الله العظيم [الأعراف:23].
يا أيّها النّاس فِرّوا من الله إليه واشهدوا له بالوحدانيّة واكفروا بالشفاعة بين يديه، واعلموا أن ليس لكم من دون الله وليٌ ينفعكم ولا شفيعٌ لكم من ذنوبِكُم بل تشفعُ لكم أعمالكُم الصالحة الخالصة لوجهِ الله الكريم.
يا أيّها النّاس اتقوا الله فإنه قادم إليكم عذابُ يومٍ عقيمٍ، ألا والله إنّ عذاب اليوم العقيم هو قبل قيام السّاعة بل هو من أشراطها. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السّاعة بَغْتَةً أَوْ يأتيهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (55)}صدق الله العظيم [الحج:55].
ويا أيّها النّاس، والله الذي لا إله غيره إنّ سبب العذاب الشامل لقرى البشر هو بسبب إعراضهم عن القرآن ذي الذكر إلى كافّة البشر، وللأسف لم أجدهم سيؤمِنون جميعاً برسالة ربّهم حتى يأتيهُم عذاب يومٍ عقيم، ألا وإنه عذابٌ يأتيهم ليجعلهُ آية التّصديق لاتّباع هذا القرآن العظيم الذي أرسل الله به خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلى النّاس كافّة فأعرضوا عن ذِكر ربّهم، ولذلك سوف يعذِّب الله كافّة قرى البشر ويُهلك أخرى آية التّصديق من ربّهم ليتّبعوا هذا القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
وللأسف لم أجد النّاس سوف يتّبعون هذا القرآن العظيم حتى وصول الآية. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السّاعة بَغْتَةً أَوْ يأتيهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (55)}صدق الله العظيم. فأمّا الكُفار فهم في شكٍ من ذكر ربّهم إليهم القرآن العظيم، وأما اليهود فَمِنْهُم من يصدّ عنه صدوداً لأنّه يعلمُ أنّ القرآن المجيد يهدي النّاس إلى صراط العزيز الحميد، وأما النّصارى فأضَلَّهُم اليهود بتحريف الإنجيل، وأما المسلمين فهم بآيات ربّهم لا يوقنون ومهما كانت مُحكمةٌ واضحة فلن يتّبعوها إذا ما خالفت لما بين أيديهم من الروايات المُفتراة من قِبل شياطين البشر من اليهود في السنّة النبويّة، ألا والله لو يحاجّهم المهديّ المُنتظر بألف آية مُحكمةٍ في الكتاب لأولي الألباب وكانت الآيات جميعاً مُخالفة لما بين يدي أهل السُّنة والجماعة أو لِما بين يدي الشيعة الاثني عشر لَما اتّبعوا الذِكر وسوف يستمسكون بهذهِ الرواية ويعرضون عن هذه الألف الآية المُحكمة من آيات أمّ الكتاب في مُحكم القرآن العظيم، وليس كفراً مِنهُم بهذا القرآن العظيم ولكنهم بآيات الله لا يوقنون، ولن تجدونهم يكذّبونني ولم تجدونهم يصدقونني وذلك لأنّهم بآيات الله لا يوقنون، ويا سبحان الله العظيم ألم يقل الله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:2]. أي أنه جعله باللغة العَرَبِيَّة لعلكم تفهموه فتعقلوه، أفرأيتم لو كلمكم أحدٌ بلغتكم ألستم ستفهمون كلامه؟ فكيف تُعرضون عنه يا معشر العرب؟ فويلٌ لكم من شرٍّ قد اقترب! أفلا تتقون؟
ولربما يودّ أن يقاطعني أحد فطاحلة علماء المسلمين فيقول: "ومن الذي أعرض عن هذا القرآن العظيم؟ بل نحن به مستمسكون". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: فهل تعتقد بعذاب يشمل كافّة قرى البشر قبل يوم القيامة؟ فإذا بي لا أجده لا يعتقد من ذلك شيئاً فيقول: "إنَّما العذاب الشامل يحدث بسبب قيام الساعة، وهذا ما يعتقده جميع المسلمين ولا يوجد في عقائدهم عذابٌ يشمل الكُفار والمسلمين قبل يوم القيامة، ولو كان كذلك لوجدناه في السيرة النبويّة الحقّ" . ومن ثم يردّ عليه المهديّ المُنتظر وأقول: قال الله تعالى: {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾}صدق الله العظيم [الإسراء].
فبالله عليك أليست لغة هذه الآيات قرآن عربّي مُبين يحذر كافّة قرى البشر من عذاب يومٍ عقيم قبل قيام الساعة؟ وقال الله تعالى: {وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السّاعة بَغْتَةً أَوْ يأتيهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ ( 55 )}صدق الله العظيم [الحج:55].
ومن ثم أكَّدَ الله للبشر وقوع عذاب اليوم العقيم قبل قيام السّاعة لا شك ولا ريب ليجعله آية التّصديق من ربّهم ليتبعوا هذا القرآن العظيم. وقال الله تعالى: {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾}صدق الله العظيم [الإسراء].
وقال الله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يأتي ربّك أَوْ يأتي بَعْضُ آيات ربّك يَوْمَ يأتي بَعْضُ آيات ربّك لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمانُهَا لَمْ تَكُنْ آمنت مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ}صدق الله العظيم [الأنعام:158].
ولربما يودّ أن يقاطعني هذا العالم الفطحول الذي غرق في بحر الروايات التي تسعون في المائة منها كذِباً فيقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني إنَّما ذلك عذاب السّاعة فانظر لقول الله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يأتي ربّك أَوْ يأتي بَعْضُ آيات ربّك يَوْمَ يأتي بَعْضُ آيات ربّك لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمانُهَا لَمْ تَكُنْ آمنت مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ} صدق الله العظيم، بمعنى أنّه العذاب النّهائي".
ثم يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: إنّي أراك أيّها العالم الفطحول استدَلّيت بقول الله تعالى: {لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمانُهَا لَمْ تَكُنْ آمنت مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ} صدق الله العظيم، ولذلك تقول ما دام لا ينفع نفساً إيمانها ما لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً إذاً هذا عذاب الساعة، وذلك لأنّك اتّبعت أمر الشيطان الذي يأمركم بتأويل القرآن بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً أفلا تعقلون؟ وهل تقوم السّاعة على المؤمنين؟ بل لا تقوم السّاعة إلا على أشرار خلق الله ولا يوجد في الأرض مؤمن بالله ربّ العالمين، وأما البيان الحقّ لقول الله تعالى: {لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمانُهَا لَمْ تَكُنْ آمنت مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ} صدق الله العظيم، تلك سُنّة الله في الذين خلوا في الكتاب بأنهُم حين يُكذبون بِرسول ربّهم فلا يتّبعون كتاب الله إليهم ومن ثم سيُعذبهُم الله وينجّي الذين يتّبعون كِتاب ربّهم برغم أنهم حين يرون العذاب كانوا يؤمنون برسول ربّهم وبكتابه المنزل إليهم ويعترفون أنهم كانوا ظالمين لأنفسهم بتكذيب رسول ربّهم وعدم اتّباع كتابه، فلم يكن ينفعهم إيمانهم ما لم يكونوا قد آمنوا بالله واتّبعوا كتاب ربّهم قبل نزول العذاب عليهم من ربّهم. وقال الله تعالى: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفلا تَعْقِلُونَ (10) وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشأنا بَعْدَهَا قَوْماً آَخَرِينَ (11) فَلَما أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (12) لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13) قَالُوا يا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14) فَما زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ (15) وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالأرض وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ (16)} صدق الله العظيم [الأنبياء].
ويا أمّة الإسلام، والله الذي لا إله غيره لا تتبعون الحقّ حتى تنسوا الروايات التي بين أيديكم عن أسلافكم، فقد أضلّكم علماؤكم عن سواء السبيل بسبب تفسيرهم لكلام الله بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً، وأعوذُ بالله أن أكون كمثل عُلمائكم الذين اتّبعوا أمر الشيطان وعصوا أمر الرحمن.
ولربما يزأر على المهديّ المُنتظر أحد علماء الشيعة أو السنّة والجماعة وكأنّه ليث غضنفر وهو مُعرض عن الذكر فيقول: "احترم نفسك يا من تزعم أنك المهديّ المُنتظر فتقول على علماء المسلمين أنهم أطاعوا أمر الشيطان وعصوا أمر الرحمن، فكيف تكون المهديّ المُنتظر وأنت تفتري علينا نحن علماء الأمّة المُرشدين للبشر في جميع الأقطار؟ بل نحن أنوار على المنابر في بيوت الله لتذكير البشر" . ومن ثم يردّ عليه المهديّ المُنتظر وأقول: فبئس الذكر ذِكركم وبئس الوعظ وعظكم وبئس العلم عِلمكم إلا قليلاً، وأقسمُ بمن رفع السبع الشداد وثبّت الأرض بِالأوتاد إنّكم قد اتّبعتم أمر الشيطان الذي أمركُم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون، وعصيتم أمر الرحمن الذي أمركُم وحرّم عليكم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون، فأعرضتم عن أمر الرحمن واتّبعتُم أمر الشيطان، وفسرتُم القرآن من ذات أنفُسِكُم بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً، ولذلك اتّبعتم متشابهه وأعرضتم عن مُحكمه الذي لا يحتاج لتأويل وهو الحقّ المُحكم من ربّكم، ولكن في قلوبكم زيغ عن الحقّ الأبلج في الآيات المُحكمات، وأمركم الله أن تتبعوا آيات الكتاب المُحكمات البينات لِعالمكُم وجاهِلكُم، وأما الآيات المتشابهات فلم يأمركم إلا بالإيمان بها فقط بل تردّون علم تأويلها للذي لا يعلم بتأويل المتشابه سواه الله ربّ العالمين ويُعلّم بِهنّ من يشاء من عباده، فبالله عليكم ألم نُحاجكم بِالآيات المُحكمات ولكِنّكُم تذرونها وراء ظُهوركم ثم تُحاجوني بالآيات المتشابهات، ومن ثم آتيكم بتأويلها الحقّ فأخرس ألسنتكُم ومن ثم تصمتون يا معشر علماء الأمّة الذين حاورني كثيرٌ منكم حتى إذا وجدوني قد هيمنتُ عليهم بالآيات المُحكمات ثم هيمنتُ عليهم بسلطان علم المتشابه من القرآن فإذا هم يصمتون فيقولون: فهل هذا هو المهديّ المُنتظر أم شيطان أشر، ولا يزالون في ريبهم يتردّدون كمثل الكافرين حتى يرون العذاب الأليم، ولكن الحمدُ لله الذي جعل من أنصار المهديّ المُنتظر في ذات البشر وهي عقولهم، ولكنهم عصوا عقولهم التي لا تعمى، وذلك لأن سبب صمت علماء المسلمين هي أن عقولهم لا تخالف دعوة المهديّ المُنتظر وتقول لهم إنّكم أنتم الظالِمون ولكنهم لا يوقنون بحكم عقولهم بينهم وبين المهديّ المُنتظر كما لم يوقن قوم إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - بحكم الطرف الثالث الذي حكم بين رسول الله إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - وبين قومه، غير أن نبي الله إبراهيم لم يعلم بهذا الحكم الحقّ ولكن قومه علموا بالحكم بينهم وبين إبراهيم ولكنهم لم يستجيبوا للحكم الحقّ.
ولربما يودّ أحد علماء الأمّة أن يقاطعني فيقول: "ومن هم هؤلاء الحكّام الذين حكموا بين رسول الله إبراهيم وقومه؟". ثم يردّ عليه المهديّ المُنتظر وأقول: {فَقَالُوا إنّكم أنتم الظَّالِمُونَ}صدق الله العظيم [الأنبياء:64].
فانظر أيّها العالم من هُم الذين حكموا بين رسول الله إبراهيم وقومه وقالوا لقوم إبراهيم:{فَقَالُوا إنّكم أنتم الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم، وسوف تجد أن هذا الحُكم الحقّ صدر من عقول قوم إبراهيم فتوى إلى أنفسهم حين رجعوا إلى أنفسهم بالتفكير فقالت عقولُهم لأنفسهم: إنّكم أنتم الظالمون. وكُل واحد من قوم إبراهيم تلقّى الفتوى من عقله حين جعلهم إبراهيم يتفكرون بعقولهم وقال: {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ (51) إِذْ قَالَ لأبِيهِ وَقَوْمِهِ ما هَذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أنتم لَهَا عَاكِفُونَ (52) قَالُوا وَجَدْنَا آباءنَا لَهَا عَابِدِينَ (53) قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أنتم وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ (54) قَالُوا أَجِئْتَنَا بالحقّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللاعِبِينَ (55) قَالَ بَل ربّكم ربّ السَّماوَاتِ وَالأرض الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ (56) وَتَاللَّهِ لأكِيدَنَّ أصنامكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57) فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلا كَبِيراً لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النّاس لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61) قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَى أنفسهم فَقَالُوا إنّكم أنتم الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ ما هَؤُلاء يَنطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ما لا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَّكُمْ وَلِما تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفلا تَعْقِلُونَ (67)}صدق الله العظيم [الأنبياء].
فانظروا لقول الله تعالى {فَرَجَعُوا إِلَى أنفسهم فَقَالُوا إنّكم أنتم الظَّالِمُونَ}صدق الله العظيم، أي أنهم رجعوا إلى أنفسهم بالتفكير ثم جاءتهم الفتوى من عقولهم إلى أنفسهم {فَرَجَعُوا إِلَى أنفسهم فَقَالُوا إنّكم أنتم الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم، وذلك لأن الأبصار هي حقاً لا تعمى عن الحقّ ولكن ليس لها سلطان على الإنسان ولكنها مُستشار أمين لا يخون صاحبه ولا ربّه أبداً. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأبصار وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}صدق الله العظيم [الحج:46].
فانظروا إلى عقول قوم إبراهيم المجرمين فهل عميت عُقولهم عن الحقّ؟ كلا وربّي أنها أفتتهم أنهم هم الظّالِمُونَ والحقّ مع رسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَرَجَعُوا إِلَى أنفسهم فَقَالُوا إنّكم أنتم الظَّالِمُونَ}صدق الله العظيم. فَمن هُم الذين قالوا {إنّكم أنتم الظَّالِمُونَ}؟ ألا وإنها عقول قوم إبراهيم حين رجعوا إلى أنفسهم بالتفكير برهة في شأن الأصنام فأفتتهُم عقولهم بالحقّ ولكنهم لم يتبعوا عقولهم بسبب عدم يقينهم بفتوى عقولهم وقالوا: إنّ آباءهم هم أعلم وأحكم فنحن على أثارهم مهتدون. فلم يتّبعوا فتوى عقولهم كما لم يتبع كثيرٌ من المسلمين ممن أظهرهم الله على بيانات ناصر محمد اليماني فرضخت للحقّ عقولهم ولكنهم رفضوا فتوى عقولهم وقالوا: أرجلٌ واحدٌ منا نتّبِعه ونذر كثيراً من الأئمة وعُلماء الأمّة!! هيهات هيهات.. ألا لعنة الله على من أعرض عن كتاب الله بعدما تبين لهُ الحقّ من ربّه، فانظروا لقول نبي الله إبراهيم لقومه: {فَرَجَعُوا إِلَى أنفسهم فَقَالُوا إنّكم أنتم الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ ما هَؤُلاء يَنطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ما لا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَّكُمْ وَلِما تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفلا تَعْقِلُونَ (67)}صدق الله العظيم [الأنبياء].
وقوله: {أَفلا تَعْقِلُونَ (67)} صدق الله العظيم، وكذلك المهديّ المُنتظر يقول: ذروا ما وجدتم عليه أسلافكم واتّبعوني أهدِكم صِراطاً مُستقيماً، وإياكم أن تتّبعوني في شيء يخالف للعقل والمنطق فترفضه عقولكم، وهيهات هيهات.. فهل حجة الله عليكم إلا العقل والمنطق {أَفلا تَعْقِلُونَ (67)} صدق الله العظيم.
ويا أمّة الإسلام لا تأمنوا مكر الله وفِرّوا إلى الله جميعاً فأنيبوا إليه حتى يهدي قلوبكم إلى الحقّ من بعد فتوى عقولكم بالحقّ في شأن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ولن تجدوها تُعارض بيانات ناصر محمد اليماني لأنّها لا تعمى الأبصار عن الحقّ ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
خليفة الله وعبده؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
16- 11 - 1430 هـ
04 - 11 - 2009 مـ
10: 24 مساءً
ــــــــــــــــــــــ
من الإمام إلى بني آدم في هذه الأرض ..
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قال الله تعالى: {يا بَنِي آدم لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَما أَخْرَجَ أبويكم مِنَ الجنّةِ}صدق الله العظيم [الأعراف:27].
من المهديّ المُنتظر إلى كافّة البشر.. يا أيّها النّاس اتقوا الله واتّبعوا القرآن العظيم رسالة من الله إلى النّاس كافّة لمن أراد أن يتّبع الصراط المُستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (27) لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ (28)}صدق الله العظيم [التكوير]، وإنّي الإمام المهديّ ابتعثنيِ اللهُ إليكُم لأدعُوكم إلى اتّباع هذا القرآن العَظِيم الذي اتَّخذهُ البَشَر مهجوراً، واتّبعوا غَير كِتاب الله مِن تأليفات الْبَشَر وافترائهم من الْذين يَقُولون عَلى الله ما لا يَعْلَمُون، فأضلّوا أنفسهم وأضلّوا أُمَّتَهُم.
يا أيّها النّاس استجيبوا واتّبعوا رسالة الرحمن إلى كافّة الإنس والجانّ إنّي لكم منهُ نذيرٌ مُبين، ولم يجعلني الله نبياً جديداً ولكنه اصطفاني لكم إماماً لأهدي النّاس بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الْحَميد، وأدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ربّي وربّكم ربّ الإنس والجنّ أجمعين، وما خلقكم الله عبثاً بل لحكمةٍ بالغةٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَما خَلَقْتُ الجنّ وَالانْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ (56)}صدق الله العظيم [الذاريات].
يا أيّها النّاس إنّي والله لا أخشى عليكم فتنة الشيطان المسيح الدّجال والذي سوف يقول أنه المسيح عيسى ابن مريم، ويقول أنه الله ربّ العالمين افتراءً على الله وعلى عبده المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام وعلى أمّه الصدِّيقة القدِّيسة وعلى آل عِمْران المُكرمين، وما كان للمسيح عيسى ابن مريم أن يقول للنّاس أنّه الله أو ولدُ الله فهو يعلمُ إنَّما هو عبد لله مثلُنا فاحذروا الرجل الذي سوف يقول لكم إنّهُ المسيح عيسى ويقول إنّه الله، ومن قال إنّ المسيح عيسى ابن مريم إنّه الله فقد كفرَ بالله. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابن مريم وَقَالَ الْمَسِيحُ يا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعبدوا اللَّهَ ربّي وَربّكم}صدق الله العظيم [المائدة:72].
وإنّي المهديّ المُنتظر ابتعثني الله لأحذركم من رجلٍ سوف يظهر فيقول إنّهُ الله المسيح عيسى ابن مريم، ألا والله ما كان المسيحُ عيسى ابن مريم بل هو كذّاب ولذلك يسمّى المسيحُ الكذّاب فلا تُصَدِّقوه، وما كان للمسيح عيسى ابن مريم أن يقول أنّهُ الله، وما كان للمسيح عيسى ابن مريم أن يستنكف أن يكون عبداً لله ولا جميع الملائكة المقربين. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَنْ يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ}صدق الله العظيم [النساء:172].
وإن جميع من في السموات والأرض هم عبيدٌ لله، سبحانه لم يتخذ له صاحبة منهم ولا ولداً. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَّا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَـٰنِ عَهْدًا ﴿٨٧﴾ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَـٰنُ وَلَدًا ﴿٨٨﴾ لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ﴿٨٩﴾ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأرض وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا ﴿٩٠﴾ أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدًا ﴿٩١﴾ وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَـٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا ﴿٩٢﴾ إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرض إِلَّا آتِي الرَّحْمَـٰنِ عَبْدًا ﴿٩٣﴾ لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ﴿٩٤﴾ وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَردا ﴿٩٥﴾إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَـٰنُ وُدًّا ﴿٩٦﴾ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا ﴿٩٧﴾ وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا ﴿٩٨﴾}صدق الله العظيم [مريم].
ويا أيّها النّاس إنَّما ابتعث الله محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلى النّاس كافّة لينذر النّاس أن يعبدوا الله وحده لا شريك له ويعلموا أن ليس لهم من دون الله ولي ولا شفيع فاسمعوا وأطيعوا. تصديقاً لقول الله تعالى: {ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ}صدق الله العظيم [السجدة:4].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى ربّهم لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}صدق الله العظيم [الأنعام:51].
يا أيّها النّاس ما كان لبشر أن يؤتيه الله علم الكتاب ثم يقول للنّاس أن اعبدوني من دون الله بل يدعو النّاس إلى عبادة الله وحده لا شريك له على بصيرةٍ مِن ربّه كتاب الله المُنزل إلى عباده كافّة القرآن العظيم؛ موسوعة كُتب الأنبياء والمرسلين؛ رسالة الله إلى النّاس أجمعين إن اعبدوا الله وحده لا شريك له.
يا أيّها النّاس إن الله ربّي وربّكم فاعبدوه وحده فلا يقبل الله عبادة من أشرك بعبادة ربّه أحداً معه من عبيده فلا تدعوا مع الله أحداً، واعلموا إن الله لا يقبل أعمالكم ما لم تكن لوجه الله وحده لا شريك له. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ ربّه فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ ربّه أَحَدًا}
صدق الله العظيم [الكهف:110].
يا أيّها النّاس لقد اقترب خروج المسيح الكذّاب وما كان المسيح عيسى ابن مريم بل هو الشيطان الرجيم يريد فتنتكم مواجهة كما فتن أبويكم من قبل مواجهة فأخرجهم بمكره مما كانا فيه من العيش الرغيد، وابتعثني الله لأنذركم فتنة المسيح الكذّاب الشيطان الرجيم الذي يريد فِتنَتكُم مواجهةً وأنتم ترونه كما فتن أبويكم من قبل مواجهةً وهم يرونه. وقال الله تعالى: {يا بَنِي آدم لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَما أَخْرَجَ أبويكم مِّنَ الجنّةِ يَنزِعُ عَنْهُما لِبَاسَهُما لِيُرِيَهُما سَوْءَاتِهِما إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّياطِينَ أَوْلِياء لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ}صدق الله العظيم [الأعراف:27].
ويا أيّها النّاس إنني والله لا أخشى عليكم فتنته بقدر ما أخشى عليكم فتنة اليهود والنّصارى والمسلمين المعرضين عن كتاب الله القرآن العظيم، وسبق أن حاورنا أحد الكافرين على الماسنجر وقال: "يا من تزعم أنك تدعو النّاس باتّباع القرآن العظيم فتحاورهم حصرياً من القرآن فتنذرهم عذاباً قادماً من ربّهم إن لم يتبعوا القرآن، فلو كنت من الصادقين وبأنك تُحاورهُم من القرآن لما كذبك المسلمون لأنّهم يؤمنون جميعاً بالقرآن" . وكان المُترجم بيني وبينه جهاز الكمبيوتر فقط. انتهى..
وتلك حُجّة هي على المسلمين المعرضين عن الدعوة إلى اتّباع القرآن العظيم ولم يجعلها الله حُجّة على المهديّ المُنتظر الذي يتبع القرآن العظيم ويدعو النّاس إلى اتّباعه فيأخذون بمحكمه.
ويا أيّها النّاس أقسمُ بالله العظيم لا أعلم بقريةٍ واحدةٍ في هذه الأرض لا يزالون على كتاب الله إلا وجمعوا بين الحقّ والباطل، ولذلك تجدون عذاب الله يشمل قرى البشر جميعاً ليجعله آية التّصديق بالحقّ لاتّباع هذا القرآن العظيم الذي أعرض عنه اليهود والنّصارى والمسلمين والنّاس أجمعين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ أَو مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا}صدق الله العظيم [الإسراء:58].
وأشهدُ لله أنهُ حقاً جعله في الكتاب مسطوراً فعلَّمكم الله إنّكم سوف ترون عذاب الله بعد أربعة أشهر من يوم النّحر في حجة الوداع. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَسِيحُواْ فِي الأرض أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ إنّكم غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَأَنَّ اللّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ}صدق الله العظيم [التوبة:2].
يا أيّها النّاس فِرّوا من الله إليه، فِرّوا من الله إليه، فِرّوا من الله إليه، ألا والله لا منجى ولا ملجأ لكم من بأس الله إلا الفرار إلى أحضان ربّكم الله ربّ العالمين تائبين مُنيبين إليه فتقولون: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}صدق الله العظيم [الأعراف:23].
يا أيّها النّاس فِرّوا من الله إليه واشهدوا له بالوحدانيّة واكفروا بالشفاعة بين يديه، واعلموا أن ليس لكم من دون الله وليٌ ينفعكم ولا شفيعٌ لكم من ذنوبِكُم بل تشفعُ لكم أعمالكُم الصالحة الخالصة لوجهِ الله الكريم.
يا أيّها النّاس اتقوا الله فإنه قادم إليكم عذابُ يومٍ عقيمٍ، ألا والله إنّ عذاب اليوم العقيم هو قبل قيام السّاعة بل هو من أشراطها. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السّاعة بَغْتَةً أَوْ يأتيهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (55)}صدق الله العظيم [الحج:55].
ويا أيّها النّاس، والله الذي لا إله غيره إنّ سبب العذاب الشامل لقرى البشر هو بسبب إعراضهم عن القرآن ذي الذكر إلى كافّة البشر، وللأسف لم أجدهم سيؤمِنون جميعاً برسالة ربّهم حتى يأتيهُم عذاب يومٍ عقيم، ألا وإنه عذابٌ يأتيهم ليجعلهُ آية التّصديق لاتّباع هذا القرآن العظيم الذي أرسل الله به خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلى النّاس كافّة فأعرضوا عن ذِكر ربّهم، ولذلك سوف يعذِّب الله كافّة قرى البشر ويُهلك أخرى آية التّصديق من ربّهم ليتّبعوا هذا القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
وللأسف لم أجد النّاس سوف يتّبعون هذا القرآن العظيم حتى وصول الآية. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السّاعة بَغْتَةً أَوْ يأتيهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (55)}صدق الله العظيم. فأمّا الكُفار فهم في شكٍ من ذكر ربّهم إليهم القرآن العظيم، وأما اليهود فَمِنْهُم من يصدّ عنه صدوداً لأنّه يعلمُ أنّ القرآن المجيد يهدي النّاس إلى صراط العزيز الحميد، وأما النّصارى فأضَلَّهُم اليهود بتحريف الإنجيل، وأما المسلمين فهم بآيات ربّهم لا يوقنون ومهما كانت مُحكمةٌ واضحة فلن يتّبعوها إذا ما خالفت لما بين أيديهم من الروايات المُفتراة من قِبل شياطين البشر من اليهود في السنّة النبويّة، ألا والله لو يحاجّهم المهديّ المُنتظر بألف آية مُحكمةٍ في الكتاب لأولي الألباب وكانت الآيات جميعاً مُخالفة لما بين يدي أهل السُّنة والجماعة أو لِما بين يدي الشيعة الاثني عشر لَما اتّبعوا الذِكر وسوف يستمسكون بهذهِ الرواية ويعرضون عن هذه الألف الآية المُحكمة من آيات أمّ الكتاب في مُحكم القرآن العظيم، وليس كفراً مِنهُم بهذا القرآن العظيم ولكنهم بآيات الله لا يوقنون، ولن تجدونهم يكذّبونني ولم تجدونهم يصدقونني وذلك لأنّهم بآيات الله لا يوقنون، ويا سبحان الله العظيم ألم يقل الله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:2]. أي أنه جعله باللغة العَرَبِيَّة لعلكم تفهموه فتعقلوه، أفرأيتم لو كلمكم أحدٌ بلغتكم ألستم ستفهمون كلامه؟ فكيف تُعرضون عنه يا معشر العرب؟ فويلٌ لكم من شرٍّ قد اقترب! أفلا تتقون؟
ولربما يودّ أن يقاطعني أحد فطاحلة علماء المسلمين فيقول: "ومن الذي أعرض عن هذا القرآن العظيم؟ بل نحن به مستمسكون". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: فهل تعتقد بعذاب يشمل كافّة قرى البشر قبل يوم القيامة؟ فإذا بي لا أجده لا يعتقد من ذلك شيئاً فيقول: "إنَّما العذاب الشامل يحدث بسبب قيام الساعة، وهذا ما يعتقده جميع المسلمين ولا يوجد في عقائدهم عذابٌ يشمل الكُفار والمسلمين قبل يوم القيامة، ولو كان كذلك لوجدناه في السيرة النبويّة الحقّ" . ومن ثم يردّ عليه المهديّ المُنتظر وأقول: قال الله تعالى: {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾}صدق الله العظيم [الإسراء].
فبالله عليك أليست لغة هذه الآيات قرآن عربّي مُبين يحذر كافّة قرى البشر من عذاب يومٍ عقيم قبل قيام الساعة؟ وقال الله تعالى: {وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السّاعة بَغْتَةً أَوْ يأتيهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ ( 55 )}صدق الله العظيم [الحج:55].
ومن ثم أكَّدَ الله للبشر وقوع عذاب اليوم العقيم قبل قيام السّاعة لا شك ولا ريب ليجعله آية التّصديق من ربّهم ليتبعوا هذا القرآن العظيم. وقال الله تعالى: {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾}صدق الله العظيم [الإسراء].
وقال الله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يأتي ربّك أَوْ يأتي بَعْضُ آيات ربّك يَوْمَ يأتي بَعْضُ آيات ربّك لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمانُهَا لَمْ تَكُنْ آمنت مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ}صدق الله العظيم [الأنعام:158].
ولربما يودّ أن يقاطعني هذا العالم الفطحول الذي غرق في بحر الروايات التي تسعون في المائة منها كذِباً فيقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني إنَّما ذلك عذاب السّاعة فانظر لقول الله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يأتي ربّك أَوْ يأتي بَعْضُ آيات ربّك يَوْمَ يأتي بَعْضُ آيات ربّك لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمانُهَا لَمْ تَكُنْ آمنت مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ} صدق الله العظيم، بمعنى أنّه العذاب النّهائي".
ثم يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: إنّي أراك أيّها العالم الفطحول استدَلّيت بقول الله تعالى: {لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمانُهَا لَمْ تَكُنْ آمنت مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ} صدق الله العظيم، ولذلك تقول ما دام لا ينفع نفساً إيمانها ما لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً إذاً هذا عذاب الساعة، وذلك لأنّك اتّبعت أمر الشيطان الذي يأمركم بتأويل القرآن بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً أفلا تعقلون؟ وهل تقوم السّاعة على المؤمنين؟ بل لا تقوم السّاعة إلا على أشرار خلق الله ولا يوجد في الأرض مؤمن بالله ربّ العالمين، وأما البيان الحقّ لقول الله تعالى: {لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمانُهَا لَمْ تَكُنْ آمنت مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ} صدق الله العظيم، تلك سُنّة الله في الذين خلوا في الكتاب بأنهُم حين يُكذبون بِرسول ربّهم فلا يتّبعون كتاب الله إليهم ومن ثم سيُعذبهُم الله وينجّي الذين يتّبعون كِتاب ربّهم برغم أنهم حين يرون العذاب كانوا يؤمنون برسول ربّهم وبكتابه المنزل إليهم ويعترفون أنهم كانوا ظالمين لأنفسهم بتكذيب رسول ربّهم وعدم اتّباع كتابه، فلم يكن ينفعهم إيمانهم ما لم يكونوا قد آمنوا بالله واتّبعوا كتاب ربّهم قبل نزول العذاب عليهم من ربّهم. وقال الله تعالى: {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفلا تَعْقِلُونَ (10) وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشأنا بَعْدَهَا قَوْماً آَخَرِينَ (11) فَلَما أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (12) لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13) قَالُوا يا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14) فَما زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ (15) وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالأرض وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ (16)} صدق الله العظيم [الأنبياء].
ويا أمّة الإسلام، والله الذي لا إله غيره لا تتبعون الحقّ حتى تنسوا الروايات التي بين أيديكم عن أسلافكم، فقد أضلّكم علماؤكم عن سواء السبيل بسبب تفسيرهم لكلام الله بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً، وأعوذُ بالله أن أكون كمثل عُلمائكم الذين اتّبعوا أمر الشيطان وعصوا أمر الرحمن.
ولربما يزأر على المهديّ المُنتظر أحد علماء الشيعة أو السنّة والجماعة وكأنّه ليث غضنفر وهو مُعرض عن الذكر فيقول: "احترم نفسك يا من تزعم أنك المهديّ المُنتظر فتقول على علماء المسلمين أنهم أطاعوا أمر الشيطان وعصوا أمر الرحمن، فكيف تكون المهديّ المُنتظر وأنت تفتري علينا نحن علماء الأمّة المُرشدين للبشر في جميع الأقطار؟ بل نحن أنوار على المنابر في بيوت الله لتذكير البشر" . ومن ثم يردّ عليه المهديّ المُنتظر وأقول: فبئس الذكر ذِكركم وبئس الوعظ وعظكم وبئس العلم عِلمكم إلا قليلاً، وأقسمُ بمن رفع السبع الشداد وثبّت الأرض بِالأوتاد إنّكم قد اتّبعتم أمر الشيطان الذي أمركُم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون، وعصيتم أمر الرحمن الذي أمركُم وحرّم عليكم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون، فأعرضتم عن أمر الرحمن واتّبعتُم أمر الشيطان، وفسرتُم القرآن من ذات أنفُسِكُم بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً، ولذلك اتّبعتم متشابهه وأعرضتم عن مُحكمه الذي لا يحتاج لتأويل وهو الحقّ المُحكم من ربّكم، ولكن في قلوبكم زيغ عن الحقّ الأبلج في الآيات المُحكمات، وأمركم الله أن تتبعوا آيات الكتاب المُحكمات البينات لِعالمكُم وجاهِلكُم، وأما الآيات المتشابهات فلم يأمركم إلا بالإيمان بها فقط بل تردّون علم تأويلها للذي لا يعلم بتأويل المتشابه سواه الله ربّ العالمين ويُعلّم بِهنّ من يشاء من عباده، فبالله عليكم ألم نُحاجكم بِالآيات المُحكمات ولكِنّكُم تذرونها وراء ظُهوركم ثم تُحاجوني بالآيات المتشابهات، ومن ثم آتيكم بتأويلها الحقّ فأخرس ألسنتكُم ومن ثم تصمتون يا معشر علماء الأمّة الذين حاورني كثيرٌ منكم حتى إذا وجدوني قد هيمنتُ عليهم بالآيات المُحكمات ثم هيمنتُ عليهم بسلطان علم المتشابه من القرآن فإذا هم يصمتون فيقولون: فهل هذا هو المهديّ المُنتظر أم شيطان أشر، ولا يزالون في ريبهم يتردّدون كمثل الكافرين حتى يرون العذاب الأليم، ولكن الحمدُ لله الذي جعل من أنصار المهديّ المُنتظر في ذات البشر وهي عقولهم، ولكنهم عصوا عقولهم التي لا تعمى، وذلك لأن سبب صمت علماء المسلمين هي أن عقولهم لا تخالف دعوة المهديّ المُنتظر وتقول لهم إنّكم أنتم الظالِمون ولكنهم لا يوقنون بحكم عقولهم بينهم وبين المهديّ المُنتظر كما لم يوقن قوم إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - بحكم الطرف الثالث الذي حكم بين رسول الله إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - وبين قومه، غير أن نبي الله إبراهيم لم يعلم بهذا الحكم الحقّ ولكن قومه علموا بالحكم بينهم وبين إبراهيم ولكنهم لم يستجيبوا للحكم الحقّ.
ولربما يودّ أحد علماء الأمّة أن يقاطعني فيقول: "ومن هم هؤلاء الحكّام الذين حكموا بين رسول الله إبراهيم وقومه؟". ثم يردّ عليه المهديّ المُنتظر وأقول: {فَقَالُوا إنّكم أنتم الظَّالِمُونَ}صدق الله العظيم [الأنبياء:64].
فانظر أيّها العالم من هُم الذين حكموا بين رسول الله إبراهيم وقومه وقالوا لقوم إبراهيم:{فَقَالُوا إنّكم أنتم الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم، وسوف تجد أن هذا الحُكم الحقّ صدر من عقول قوم إبراهيم فتوى إلى أنفسهم حين رجعوا إلى أنفسهم بالتفكير فقالت عقولُهم لأنفسهم: إنّكم أنتم الظالمون. وكُل واحد من قوم إبراهيم تلقّى الفتوى من عقله حين جعلهم إبراهيم يتفكرون بعقولهم وقال: {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ (51) إِذْ قَالَ لأبِيهِ وَقَوْمِهِ ما هَذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أنتم لَهَا عَاكِفُونَ (52) قَالُوا وَجَدْنَا آباءنَا لَهَا عَابِدِينَ (53) قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أنتم وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ (54) قَالُوا أَجِئْتَنَا بالحقّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللاعِبِينَ (55) قَالَ بَل ربّكم ربّ السَّماوَاتِ وَالأرض الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ (56) وَتَاللَّهِ لأكِيدَنَّ أصنامكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57) فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلا كَبِيراً لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النّاس لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61) قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَى أنفسهم فَقَالُوا إنّكم أنتم الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ ما هَؤُلاء يَنطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ما لا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَّكُمْ وَلِما تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفلا تَعْقِلُونَ (67)}صدق الله العظيم [الأنبياء].
فانظروا لقول الله تعالى {فَرَجَعُوا إِلَى أنفسهم فَقَالُوا إنّكم أنتم الظَّالِمُونَ}صدق الله العظيم، أي أنهم رجعوا إلى أنفسهم بالتفكير ثم جاءتهم الفتوى من عقولهم إلى أنفسهم {فَرَجَعُوا إِلَى أنفسهم فَقَالُوا إنّكم أنتم الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم، وذلك لأن الأبصار هي حقاً لا تعمى عن الحقّ ولكن ليس لها سلطان على الإنسان ولكنها مُستشار أمين لا يخون صاحبه ولا ربّه أبداً. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأبصار وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}صدق الله العظيم [الحج:46].
فانظروا إلى عقول قوم إبراهيم المجرمين فهل عميت عُقولهم عن الحقّ؟ كلا وربّي أنها أفتتهم أنهم هم الظّالِمُونَ والحقّ مع رسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَرَجَعُوا إِلَى أنفسهم فَقَالُوا إنّكم أنتم الظَّالِمُونَ}صدق الله العظيم. فَمن هُم الذين قالوا {إنّكم أنتم الظَّالِمُونَ}؟ ألا وإنها عقول قوم إبراهيم حين رجعوا إلى أنفسهم بالتفكير برهة في شأن الأصنام فأفتتهُم عقولهم بالحقّ ولكنهم لم يتبعوا عقولهم بسبب عدم يقينهم بفتوى عقولهم وقالوا: إنّ آباءهم هم أعلم وأحكم فنحن على أثارهم مهتدون. فلم يتّبعوا فتوى عقولهم كما لم يتبع كثيرٌ من المسلمين ممن أظهرهم الله على بيانات ناصر محمد اليماني فرضخت للحقّ عقولهم ولكنهم رفضوا فتوى عقولهم وقالوا: أرجلٌ واحدٌ منا نتّبِعه ونذر كثيراً من الأئمة وعُلماء الأمّة!! هيهات هيهات.. ألا لعنة الله على من أعرض عن كتاب الله بعدما تبين لهُ الحقّ من ربّه، فانظروا لقول نبي الله إبراهيم لقومه: {فَرَجَعُوا إِلَى أنفسهم فَقَالُوا إنّكم أنتم الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ ما هَؤُلاء يَنطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ما لا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَّكُمْ وَلِما تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفلا تَعْقِلُونَ (67)}صدق الله العظيم [الأنبياء].
وقوله: {أَفلا تَعْقِلُونَ (67)} صدق الله العظيم، وكذلك المهديّ المُنتظر يقول: ذروا ما وجدتم عليه أسلافكم واتّبعوني أهدِكم صِراطاً مُستقيماً، وإياكم أن تتّبعوني في شيء يخالف للعقل والمنطق فترفضه عقولكم، وهيهات هيهات.. فهل حجة الله عليكم إلا العقل والمنطق {أَفلا تَعْقِلُونَ (67)} صدق الله العظيم.
ويا أمّة الإسلام لا تأمنوا مكر الله وفِرّوا إلى الله جميعاً فأنيبوا إليه حتى يهدي قلوبكم إلى الحقّ من بعد فتوى عقولكم بالحقّ في شأن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ولن تجدوها تُعارض بيانات ناصر محمد اليماني لأنّها لا تعمى الأبصار عن الحقّ ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
خليفة الله وعبده؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.