الفتوى في مَنْ يكون المهديّ المنتظَر الحقّ خليفة الله ربّ العالمين..

Asma Arc 0 تعليق 12:42 ص
الإمام ناصر محمد اليماني
04 - 04 - 1430 هـ
31 - 03 - 2009 مـ
12:05 صباحـاً
_________



الفتوى في مَنْ يكون المهديّ المنتظَر الحقّ خليفة الله ربّ العالمين..


بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين النّبي الأميّ الأمين وآله الطيبين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..

من الإمام المهدي إلى كافة المسلمين والنّصارى واليهود أجمعين والنّاس كافة، والسلام على من اتّبع الهُدى، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في الأولين وفي الأخرين، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

ويا معشر المسلمين، إني أفتيكم بالحقّ في شأن الإمام المهدي الذي له تنتظرون إنه لم يجعله الله نبياً ولا رسولاً إن كنتم معي في هذه العقيدة الحقّ أن خاتم الأنبياء والمرسلين هو محمد النّبي الأمي الأمين صلوات الله عليه وآله الطيبين والتابعين للحقّ من النّاس أجمعين، فإن كنتم تريدون الحقّ فالحقّ أقول أن الإمام المهدي إنما يجعله الله حكماً بين المسلمين والنّصارى واليهود فيما كانوا فيه يختلفون، ولكن يا قوم إذا كان الإمام المهدي لا ينبغي له أن يأتي بكتابٍ جديدٍ فماذا ترون المرجعيّة الحقّ التي يستنبط منها أحكامه التي لا يستطيع أن يطعن فيها أحدٌ من المسلمين أو اليهود أو النّصارى؟ فلا بُدَّ له أن يأتي بالأحكام من كتاب جعله الله المُهيمن على التّوراة والإنجيل وتنطبق عليه الشروط التالية:

1 - أن يكون محفوظاً من التحريف والتزييف.

2 - أن يكون فيه ذكر الكُتب المُنزلة من قبله أجمعين.

3 - أن يكون رسالة من الله شاملة إلى كافة العالمين منذ تنزيله إلى يوم الدين.

4 - أن يجعله الله المُهيمن على كافة الكتب من قبله أجمعين ليكون مرجعاً لها، وما خالف لمُحكمه منها فهو باطلٌ.

5 - أن يكون هو خاتم الكُتب المُنزلة من ربّ العالمين إلى الإنس والجنّ أجمعين، فيكون الكتاب الشامل للأمّة.

وجعل الله هذا الكتاب هو حُجّة الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ على المسلمين والنّصارى واليهود، وبما أنّ الإمام المهديّ المنتظَر لم يجعله الله نبياً ولا رسولاً وإنما يبتعثه الله حكماً بالحقّ بين المسلمين والنّصارى واليهود والنّاس أجمعين، فيحكمُ عدلاً ويقول فصلاً وما هو بالهزل، فيجعل النّاس بإذن الله أمَّة واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ فيهديهم بهذا الكتاب إلى الصراط المستقيم. ومن ادّعى المهديّة ولم يؤتِه الله البيان الحقّ لكتابه المحفوظ القرآن العظيم المُهيمن على الكتب السماوية فلن يستطيع أن يحكمَ بين المسلمين والنّصارى واليهود فيما كانوا فيه يختلفون فيما بينهم أو فيما بين الثلاثة الطوائف، ذلك إن لكلِّ دعوى برهانٌ وليس هذرٌ بكلام بغير علمٍ ولا سلطانٍ، ومن ظن نفسه أنه المهديّ المنتظَر ولم يؤيده الله بعلم الكتاب المُهيمن على كافة الكتب السماوية فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم إنه هو السميعُ العليم، وبما أني أشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهدُ أن محمد عبده ورسوله وأشهدُ أني الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين فلكلّ دعوى برهان وأدعو كافة المسلمين المختلفين والنّصارى واليهود إلى الاحتكام إلى مُحكم القرآن العظيم الذي تنطبق عليه كافة هذه الشروط أعلاه، ونعيد تنزيلها مع البرهان:
1 - أن يكون محفوظاً من التحريف والتزييف. والبرهان على حفظه من التحريف هو قول الله تعالى:
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)}
صدق الله العظيم [الحجر]

2 - أن يكون فيه ذكر الكُتب المُنزلة من قبله أجمعين. والبرهان على أنه توجد في القرآن ذكر أمّ الكتب السماويّة المُنزلة من قبل هو قول الله تعالى:
{أَمْ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِي وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الحقّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ(24)}
صدق الله العظيم [الأنبياء]

وبما أن القرآن العظيم جعل الله فيه الذكر الذي ابتعث الله به رسُله إلى الأمم الأولين والآخرين. لذلك قال الله تعالى:
{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بالحقّ}
صدق الله العظيم [الأعراف:53]

فانظروا لقول الأمم
{قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بالحقّ} صدق الله العظيم، ولكنه يتكلم الله عن تأويل كتابه القرآن العظيم {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بالحقّ} صدق الله العظيم! ومن ثمّ تعلمون البيان الحقّ لقول الله تعالى {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِي وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الحقّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ}
صدق الله العظيم [الأنبياء:24]

وبما أن القرآن العظيم هو موسوعة كافة كتب الأنبياء والمرسلين فقد جعله الله المُهيمن على التّوراة والإنجيل. وقال الله تعالى:
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الحقّ لكلِّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}
صدق الله العظيم [المائدة:48]

فهل تعلمون البيان الحقّ لقول الله تعالى
{وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الحقّ}؟ أي أن كتاب الله القرآن العظيم جعله الله المرجع الحقّ للكتب المُنزلة من قبله التّوراة والإنجيل، وقد جاء القرآن ليحكم بين أهل الكتاب فيما كانوا فيه يختلفون. وقال الله تعالى:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثمّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم معرضون (23)}
صدق الله العظيم [آل عمران]

ولكني الإمام المهديّ المنتظَر أقول: يا رب إن المسلمين كفروا أن يكون القرآن هو المرجع الحقّ حتى للسنة النّبويّة كما أعرض النّصارى واليهود حين دُعوا إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم فيما كانوا فيه يختلفون كما أخبرتنا في قولك الحق:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثمّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم معرضون (23)}
صدق الله العظيم [آل عمران]

وها هم المسلمون يناديهم الإمام المهدي بين يديهم عبر طاولة الحوار العالميّة فيدعوهم إلى الرجوع إلى المرجعيّة الحقّ كتاب الله القرآن العظيم فيما كانوا فيه يختلفون، وقالوا: "لا يعلمُ تأويله إلا الله، وحسبنا ما وجدنا عليه آباءنا من قبل". وسواء يتفق مع محكم الكتاب أو يخالفه فهو لديهم سواء، غير أنه يعجبهم ما وافق بعض ما لديهم من الأحاديث فيستشهدون به إضافة للحديث النّبوي، ولكن عندما تأتي آية مُحكمة تخالف ما لديهم، فعند ذلك يقولون: "لا يعلمُ تأويله إلا الله". افتراءً على الله ورسوله. ولم يقُل الله إنه لا يعلم تأويل القرآن إلا الله بل جعله يتكون من قسمين اثنين:

آيات مُحكمات بيّنات جعلهن الله أمّ الكتاب وأخرى مُتشابهات، ومن ثمّ تكلم الله عن المُتشابه أن لا يعلمُ تأويله إلا الله، فكيف تفترون على الله الكذب وأنتم تعلمون، أفلا تتقون؟
وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيات مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أمّ الكتاب وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كلّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ (7) رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (8) رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النّاس لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (9)} صدق الله العظيم [آل عمران]

أفلا ترون إنما أفتاكم عن الآيات المُتشابهات والتي ظاهرهنّ غير باطنهنّ ولا تزال بحاجة إلى تأويل؟ فتلك هي الآيات المُتشابهات التي لا يعلمُ تأويلهن إلا الله. أما الآيات المُحكمات أمّ الكتاب فمن كان في قلبه زيغ فسوف ينبذهن وراء ظهره ويتبع المُتشابه في ظاهره مع أحاديث الفتنة الموضوعة، ولكنه يريد أن يأتي بالبرهان لهذا الحديث ومنه ما هو موضوع وهو لا يعلم، وكذلك يبتغي تأويل هذه الآية التي لا تزال بحاجة للتأويل وظاهرها غير باطنها فيتبع ظاهرها المُتشابه مع حديث الفتنة الموضوع، ولكن في قلبه زيغٌ عن المُحكم من آيات أمّ الكتاب الواضحات البينات وجعلهن الله حُجتي عليكم آيات القرآن المُحكمات أمّ الكتاب، فتدبروا سلطان علمي تجدوه من آيات القرآن المحكمات الواضحات البينات أدعو أهل التّوراة وأهل الإنجيل وجميع المسلمين إلى الاحتكام إلى مُحكم القرآن العظيم كما دعاهم إليه من قبلي محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلى الاحتكام إلى مُحكم القرآن العظيم فيما كانوا فيه يختلفون. وقال الله تعالى:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثمّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم معرضون (23)}
صدق الله العظيم [آل عمران]

أفلا ترون يا معشر علماء الإسلام إن الله جعل كتابه القرآن هو المرجع لأهل التّوراة والإنجيل للحُكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون تصديقاً لقول الله تعالى، فهل تريدون أن تعرضوا عن كتاب الله القرآن العظيم المرجعيّة الحقّ للمسلمين والنّصارى واليهود فأعرضتم عن المرجع الحقّ من ربّكم كما أعرضَ عنه اليهود والنّصارى من قبل إلا من رحم ربي. أفلا تعقلون؟

فهل تبين لكم الآن لماذا استحققتم عذاب الله كما استحقه اليهود والنّصارى المعرضون عن كتاب الله القرآن العظيم؟ أفلا ترون أنكم أصبحتم مثلهم؟ وها هو الإمام الحقّ مهديّكم إلى الحقّ يُناديكم إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم فأحكمُ بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، فإذا أنتم عن الحقّ معرضون.

ويصدٌ عن الحقّ علم الجهاد من معشر يهود، ويا علم الجهاد وأوليائه، أقسمُ بمن رفع السبع الشداد وثبّت الأرض بالأوتاد وأهلكَ ثموداً وعاد وأغرق الفراعنة الشداد إن لم تكفوا عن الصدّ عن الحقّ من ربّ العالمين في موقع الإمام ناصر محمد اليماني ليجعلكم الله عبرة لمن يعتبر، فيمسخكم إلى خنازير وبئس المصير. فقد صبرت عليكم كثيراً وعفوت عنكم ورفعنا الحَجْبَ مرةً تلو الأخرى لعلكم تتقون، ولا تزال تجزئ المهديّ المنتظَر إلى ألف مهدي ولا أعلم بمهدي لتمكر ضد الحقّ بالمهديين الذين اعترتهم مسوس الشياطين فيوسوسون لهم أن يقولوا على الله مالا يعلمون، ويفتري كلّ منهم أنه المهديّ المنتظَر وأنت تؤيدهم على ادّعاءهم! لعنة الله عليك لعناً كبيراً، أو لعنة الله على ناصر محمد اليماني إن لم يكُن هو الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين للناس أجمعين ليجعلهم أمة واحدة، ولا أعلمُ أن الله يبعث ألف مهدياً منتظراً يأتي آخر الزمان غير واحدٍ فقط وهو خاتم خُلفاء الله أجمعين، ويؤيده الله بالبيان الحقّ للمرجعيّة العُظمى القرآن العظيم المرجع الحقّ للمسلمين من الأمّيين أو المسلمين من النّصارى أو المسلمين من اليهود الذين أسلموا لله ويسلمون تسليماً لمرجعيّة الحقّ كتاب الله القرآن العظيم، ومن أعرض عن المرجع الحقّ القرآن العظيم سواء من الأميين أتباع النّبي الأمّي أو من النّصارى أتباع نبي الله عيسى أو من اليهود أتباع نبي الله موسى ومن ثمّ يعرض عن الاحتكام إلى مُحكم القرآن العظيم فإني أشهدُ عليه بالكفر بين يدي الله ربّ العالمين وألعنه لعناً كبيراً وأتبرأُ منه كما تبرأ الله منهم ورسوله، ولعنة الله على من أنكر آيات القرآن المُحكمات ثمّ لم يأتِ بالبديل الذي هو خير من علمي لعنةً كُبرى لعنة تزن ملكوت السماوات والأرض حتى لا يتجرأ على إنكار أمري والتكذيب بالمهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين إلا من يكفر بمُحكم القرآن العظيم، وهل أجادلكم إلا بآياته المُحكمات البينات التي جعلهن الله أمّ الكتاب في القرآن العظيم؟ ولكنكم اتّبعتم فريقاً من الذين أوتوا الكتاب فردّوكم من بعد إيمانكم كافرين. تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}
صدق الله العظيم [آل عمران:100]

ولربّما يودّ أن يُقاطعني أحقدُ علماء المسلمين فيقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني لا يجوز لك أن تصف علماء المسلمين بالكفر وتفتي أنهُ أصبح مَثَلُهُم كَمَثَلِ المعرضين عن القرآن العظيم من اليهود والنّصارى الذي يدعوهم إليه محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثمّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم معرضون (23)}
صدق الله العظيم [آل عمران]. "

ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ خليفة الله ناصر محمد اليماني وأقول: ألستُ أدعوكم طوال أربع سنوات أو تزيد إلى الرجوع إلى كتاب الله فأبيتم أن يكون القرآن العظيم المرجع للسنة النّبويّة واتبعتم ما يُخالفه في التّوراة أو في الإنجيل أو في الأحاديث النّبويّة المفتراة الموضوعة؟ أليس هذا كفرٌ عظيم ومقتٌ كبيرٌ أن تنكروا أن يكون القرآن هو المرجع حتى للسنة النّبويّة برغم أن القرآن العظيم هو المرجع لكافة الكتب السماوية أجمعين؟ أفلا ترون كم تحقّرون من شأن كتاب الله القرآن العظيم وجعلتم جُلَّ اهتمامكم باللغة والقلقة والمدّ والتجويد وأعرضتم عن أمر الله بالتدبر والتفكر في كتاب الله كما أمركم في مُحكم كتابه في قول الله تعالى:
{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)}
صدق الله العظيم [ص]

ويا معشر الشيعة والسُّنة إني الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين خليفة الله، فكيف تصطفون خليفة الله؟! لعنة الله على من افترى على الله كذباً لعناً كبيراً، فإن قلتم يا معشر الشيعة والسُّنة أنه يحق لكم أن تصطفوا خليفة الله؛ قُل هاتوا بُرهانكم إن كنتم صادقين. فلنحتكم إلى كتاب الله القرآن العظيم، وأقسمُ بالله العلي العظيم إذا احتكمنا إلى القرآن العظيم في عقيدتكم الباطل أننا سوف نجد الحكم الحقّ في القرآن العظيم يفتيكم أنه ليس لملائكة الله المقربين من الأمر شيئاً في اصطفاء خليفة الله. وقال الله تعالى:
{وَإِذْ قَالَ رَ‌بُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْ‌ضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ وَعَلَّمَ آدَمَ الاسماءَ كُلَّهَا ثمّ عَرَ‌ضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾}
صدق الله العظيم [البقرة]

فهل أنتم أعلم من ملائكة الرحمن؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين. ولكني آتيكم بالبرهان من آيات القرآن المُحكمات بأن الله هو من يصطفي خليفته على المسلمين ويزيده بسطة في العلم ليكون برهان القيادة والإمامة، ولا يحق حتى للأنبياء أن يصطفوا خليفة الله من دونه. وقال الله تعالى:
{وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزاده بسطةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}
صدق الله العظيم [البقرة:247]

وهذا هو الناموس في الكتاب في شأن خليفة الله أن الله مالك المُلك هو الذي يصطفيه ويزيده بسطة في العلم على كافة علماء الأمّة المُستخلف عليهم:
{قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزاده بسطةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم

وكذلك يصطفي الله عبده الإمام المهديّ المنتظَر خليفة الله في الأرض على العالمين ناصر محمد اليماني، فزاده بسطةً في العلم على كافة علماء المسلمين والنّصارى واليهود. وأدعوهم جميعاً إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم لمن كان يؤمن بالله وبالقرآن العظيم الذي ابتعث الله به خاتم الأنبياء والمرسلين النّبي الأمّي الأمين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فإن كفر اليهود والنّصارى والمسلمون بدعوة الإمام المهدي بالاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم وقالوا حسبنا ما وجدنا عليه أسلافنا الأولون فسوف يحكمُ الله بيننا بالحقّ وهو أسرعُ الحاسبين، ألا لعنة الله على المعرضين عن مُحكم كتاب الله في القرآن العظيم الذي فصّل لهم الحقّ في آياته المُحكمات تفصيلاً، وجعلهن أمّ الكتاب لا يزيغ عنهن إلا من في قلبه زيغ عن الحقّ المبين، وحفظه من التحريف ليكون حجة الله عليهم وحجة رسوله وحجة المهديّ المنتظَر خليفة الله على العالمين، فما الذي تريدونني أن أحاجكم به يا معشر المسلمين؟ اتقوا الله فسوف تهلكون أنفسكم وأمّتكم بسبب الاعراض عن دعوة الحقّ من ربّكم بالاحتكام إلى حُكم الله بينكم في القرآن العظيم.

وأقسمُ بمن خلق الجانّ من مارجٍ من نارٍ وخلق الإنسان من صلصالٍ كالفخار الذي يُدرك الأبصار ولا تُدركه الأبصار الله الواحد القهار أن كوكب العذب سوف يكون ظله على أرضكم في عصري وعصركم وجيلي وجيلكم فمن يصرف عنكم عذاب الله إذا استمرَرتم عن الاعراض؟ من يصرفه؟ من يصرفه؟ من يصرفه عنكم إن كذبتم بدعوة الاحتكام إلى حُكمه الحقّ بمُحكم القرآن العظيم؟ فمن يصرفه عنكم إن كذبتم بحُكمُ ربكم؟ فكيف لا يعذبكم الله يا معشر المسلمين مع الكفار المعرضين عن القرآن العظيم؟ وإن قلتم: "فكيف يعذبنا الله ونحن نؤمن بالقرآن العظيم المحفوظ من التحريف من ربّ العالمين؟". ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: إذاً أجيبوا داعي الله إن كنتم صادقين بالرجوع إلى مُحكم القرآن العظيم في جميع ما كنتم فيه تختلفون.

ولربّما يودّ أحد المسلمين أن يقول: "فكيف تريدنا أن نُصدق بدعوتك وأنت تخاطبنا عبر الأنترنت العالمية؟" ومن ثمّ أردّ عليكم وأقول: أقسمُ بالله الواحد القهار أني أخاطبكم عن طريق الأنترنت العالميّة بأمر من الله الواحد القهار ولا حُجّة بيني وبينكم إلا الاحتكام إلى مُحكم القرآن العظيم، وليس مكتوب على جبيني المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر فقد رأيتم صورتي؛ بل حُجّة المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم هي الدعوة إلى مُحكم القرآن العظيم، فإن توليتم فسوف يظهرني الله عليكم وعلى اليهود والنّصارى والنّاس أجمعين ببأس شديد من لدنه بكوكب العذاب كوكب سقر، فيهلك الله به من يشاء ويصرفه عن من يشاء، فسحقاً لقوم يؤمنون بالقرآن العظيم ثمّ يأمرهم إيمانهم أن يعرضوا عن الدعوة الحقّ للإمام المهدي الذي يدعوهم إلى الاحتكام إلى مُحكم القرآن العظيم فإذا هم عن الحقّ معرضون، فبئس ما يأمركم إيمانكم به، ولعنة الله على المُستكبرين الذي يخفون البيانات الحقّ للقرآن العظيم المُرسلة إلى مواقعهم، فويل لهم من عذاب يوم عقيم أليم عظيم، وأحذرهم تحذيراً مباشراً من آيات الذكر الحكيم بقول الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْـزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالهدى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ}
صدق الله العظيم [البقرة:159]

وأدعوكم يا معشر علماء المسلمين واليهود والنّصارى إلى طاولة الحوار العالميّة لكلِّ البشر طاولة المهديّ المنتظَر للحوار:
(موقع الإمام ناصر محمد اليماني)

ولسوف أدعو بهذه الدعوة، ومن ربّي أرجوها وأرجو من الله بحقّ لا إله إلا هو وبحقّ رحمته التي كتب على نفسه وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسه أن يلعن الذين يؤمنون في أنفسهم أن الإمام المهديّ المنتظَر هو حقاً ناصر محمد اليماني ومن ثمّ يصدون عن دعوة الحقّ من ربّهم صدوداً شديداً لعناً كبيراً فيُحقق الله وعده الحقّ بالتصديق بالتهديد والوعيد لهم في مُحكم القرآن العظيم في قول الله تعالى:

{مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (46) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آَمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (47)}

صدق الله العظيم [النساء]

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
الداعي إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.


تعليقات فيسبوك
0 تعليقات بلوجر

0 التعليقات لــ "الفتوى في مَنْ يكون المهديّ المنتظَر الحقّ خليفة الله ربّ العالمين.."