إلى الصرخي الحسني،

Asma Arc 0 تعليق 6:16 ص
الإمام ناصر محمد اليماني
02 - 05 - 1430 هـ
27 - 04 - 2009 مـ
09:51 مساءً
________


إلى الصرخي الحسني، صدقت وبالحقّ نطقت، وأولئك هم المنافقون الذين يؤمنون بالقرآن العظيم ظاهر الأمر ولا يتجاوز حناجرهم إلى قلوبهم؛ بل يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم؛ ذلك لأنهم ينطقون بالإيمان ويبطنون الكفر والمكر لأنهم أولياء الشياطين. وقال الله تعالى في شأنهم:
{وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14)}
صدق الله العظيم [البقرة]

أولئك قوم لا يتجاوز القرآن حناجرهم برغم أنهم شهدوا بين يدي محمد رسول الله بالوحدانية وشهدوا له بالرسالة الحقّ من ربّه، ولكن لم يتجاوز ذلك حناجرهم لأنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أعلم بِمَا يَكْتُمُونَ}
صدق الله العظيم [آل عمران:167]

أولئك هم المنافقون الذي يظهرون الإيمان بالله وبرسوله وبكتابه ظاهر الأمر واتخذوا إيمانهم جُنّة ليصدوا عن سبيل الله بأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كذباً كما أفتاكم الله في شأنهم. وقال الله تعالى:
{إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (3) وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كلّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ (5) سَوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (6) هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ (7) يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ ربّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ (10) وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11)}
صدق الله العظيم [المنافقون]

أولئك هم المنافقون الذين لا يتجاوز القرآن حناجرهم ويظهرون الإيمان به ويبطنون الكفر ويصدون عن مُحكم القرآن العظيم بأحاديثٍ في السُّنة مُفتراةٍ التي تخالف لما أنزل الله في آيات أمِّ الكتاب في القرآن العظيم. وقال الله تعالى:
{وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ}
صدق الله العظيم [النساء:81]

ولذلك نجدهم يصدّون عن القرآن العظيم صدوداً شديداً برغم أنهم يؤمنون بالقرآن ظاهر الأمر وإنما اتّخذوا ذلك جُنّة ليحسب الناس أنهم مؤمنون، أولئك هم المنافقون في كلّ زمانٍ ومكانٍ.

فتعال لننظر حُكم الله فيهم وفي السامعين لهم من الذين في قلوبهم مرض فيتبعونهم لئن لم ينتهوا عن ذلك المنافقون والسمّاعون لهم فيتوبون إلى الله متاباً. وقال الله تعالى:

{لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَ‌ضٌ وَالْمُرْ‌جِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِ‌يَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُ‌ونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا ﴿
٦٠﴾ مَّلْعُونِينَ ۖ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا ﴿٦١﴾ سُنَّةَ اللَّـهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّـهِ تَبْدِيلًا ﴿٦٢﴾}
صدق الله العظيم [الأحزاب]

إذاً المنافقون هم الذين يصدّون عمّا أنزل الله فيصدّون عن الذي يدعو إلى الاحتكام إليه:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (62) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا (63) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا (64)}
صدق الله العظيم [النساء]

وكذلك المهدي المنتظر يقول لمعشر المنافقين الذين يصدون عنه صدوداً: اتقوا الله وتوبوا إلى الله متاباً، فأنتم تعلمون علم اليقين أن الإمام المهدي هو ناصر محمد اليماني فتصدون عن الدعوة عمّا أنزل الله بسبب يأسكم من رحمة الله كما يئس الكفار من أصحاب القبور، وتريدون أن يكون الناس معكم سواء في نار جهنم، وذلك ظنكم الذي ظننتم بربكم أنه أراده لكم، ومن الذي أفتاكم إن الله لن يغفر لكم لو تتوبون إلى الله متاباً؟ ألم يقل الله تعالى:
{وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا (64)}
صدق الله العظيم [النساء:64]

فلمَ اليأس من رحمة الله؟ وإني أدعو جميع شياطين الجنّ والإنس إلى رحمة الله، وأفتيهم بالحقّ إن رحمة الله وسعت كلّ شيء إلا من أبى رحمة ربه الذي وسع كلّ شيء رحمة وعلماً، فاستجيبوا لنداء الله الشامل إلى كافة الذين أسرفوا على أنفسهم من عباده أجمعين فوعدهم الله أن يغفر لهم ذنوبهم جميعاً فيتوب عليهم مهما كانت ذنوبهم شرط التوبة والإنابة والإتباع لما أنزل الله.

وأنتم تعلمون أن ناصر محمد اليماني ليس من المنافقين وأنهُ يدعو المسلمين والنّصارى واليهود إلى الاحتكام إلى ما أنزل الله في مُحكم القرآن العظيم لنُعلمهم بحُكم الله بينهم بالحقّ في جميع ما كانوا فيه يختلفون.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
الداعي للاحتكام إلى كتاب الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.


تعليقات فيسبوك
0 تعليقات بلوجر

0 التعليقات لــ "إلى الصرخي الحسني،"