الإمام ناصر محمد اليماني
17- 04 - 1431 هـ
02 - 04- 2010 مـ
10:15 مساءً
ـــــــــــــــ
من الإمام المهديّ إلى كافة العرب والعجم..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الاطهار وكافة الأنصار السابقين الأخيار في الأولين وفي الآخرين, وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
من الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلى كافة المسلمين العرب والعجم في العالم، لقد اصطفاني الله لكم قائداً للجهاد في سبيل الله لمنع الفساد في الأرض, وجعلني للناس إماماً وزادني عليكم بسطةً في العلم والجسم فلا يكون جسمي بعد موتي جيفةً قذرةً ولا عظاماً نخرةً, فما خطبكم عن التذكرة معرضين وكأنكم حُمرٌ مُستنفرة فرّت من قسورة؟ أفلا تخافون الله وعذاب الآخرة؟ فالحذر الحذر, فرّوا إلى الله الواحد القهّار وتوبوا إليه واتبعوا الذكر رسالة الله إلى كافة البشر من قبل أن يسبق الليل النّهار بسبب مرور كوكب النار؛ كوكب سقر فهو ما تسمونه بالكوكب العاشر, وأقسمُ بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أن ما تسمونه بالكوكب العاشر هو كوكب العذاب الأليم قد بيناه لكم من محكم القرآن العظيم؛ ذكر العالمين لمن شاء منهم أن يستقيم.
ويا معشر البشر، الفرار الفرار إلى الله الواحد القهّار، واتبعوا الذكر قبل أن يسبق الليل النّهار ليلة مرور كوكب النار ثم لا تجدون لكم من دون الله ولياً ولا ناصراً قد أعذر من أنذر, فكم أذكّر وكم أنذر البشر طيلة خمس سنوات وعدة أشهر والمهديّ المنتظَر يناديكم الليل والنّهار عن طريق الكمبيوتر جهاز الأخبار إلى كافة البشر وأقول:
يا معشر البشر، لقد دخلتم في عصر أشراط الساعة الكُبر؛ أدركت الشمس القمر ففروا من الله إليه واتبعوا الذكر قبل أن يسبق الليل النّهار بسبب مرور كوكب العذاب قد بيّناه لكم في محكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب خير الدواب الذين يعقلون, وأما شر الدواب فهم لا يسمعون ولا يتفكرون, ولذلك لا يبصرون الحقّ من ربّهم لانهم في ظُلمات يعمهون،ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نورٍ، فلماذا لا تتبعون النّور كتاب الله القرآن المجيد ليهديكم إلى صراط العزيز الحميد؟ وأُذكر بالقرآن من يخاف وعيد وأحذركم بأس من الله شديد وأذكركم بالقرآن المجيد, ويا عجبي الشديد فهل الأوتاد أعظم قسوة أم قلوب العبيد؟ وقال الله تعالى: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقرآن عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [الحشر:21]
فلماذا لا تخشع له قلوبكم فتدمع؟ ويا عجبي الشديد فهل الأوتاد أعظم أم قلوب العبيد! فكم أذكِّر بالقرآن من يخاف وعيد فنهديه به إلى الصراط المستقيم فاتَّبعوا القرآن العظيم قبل مرور كوكب العذاب الأليم في يوم عقيم.
ويا معشر المسلمين ومُفتيي ديارهم وخُطباء منابرهم وقادات حكوماتهم، ما غركم في الإمام المهديّ المنتظَر الذي له تنتظرون؟ فقد جاء قدره المقدور في الكتاب المسطور، وأنتم الآن في عصر الحوار من قبل الظهور بالفتح المبين على العالمين ليلة يسبق الليل النّهار؛ ليلة تبلغ القلوب من هولها الحناجر ويبيض الشعر ولن تجدوا لكم من دون الله ولياً ولا ناصراً.
يا معشر المعرضين عن الذكر؛ القرآن العربي المُبين حجّة الله عليكم حتى لا تكون لكم الحجّة بين يدي ربّكم يا معشر العرب. تصديقاً لقول الله تعالى:{وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) أَن تَقُولُواْ إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن ربّكم وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ (157)} صدق الله العظيم [الأنعام]
ويا معشر المسلمين المعرضين عن الدعوة إلى اتباع القرآن العظيم, فهل أنتم مؤمنون بالقرآن العظيم أم إنكم مجرمون وبه كافرون؟ أم لم يأمركم الله أن تتبعوه؟ أم إن الإمام المهديّ قد افترى على الله بقوله تعالى:{وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) أَن تَقُولُواْ إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن ربّكم وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ(157)}؟ صدق الله العظيم [الأنعام]
أم إنّكم لا تعلمون بيان هذه الآيات المحكمات البيّنات لعالمكم وجاهلكم الذي جاء فيهنّ الأمر إليكم أن تتبعوا كتاب الله القرآن العظيم ولم تفقهوا أمر الله إليكم:{وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155)}؟ صدق الله العظيم [الأنعام]
ألا وإن اتباع القرآن هو أن تكفروا بما خالف لمحكمه وتعتصموا بحبل الله المتين كتاب من الله المُبين أم أنكم لا تفقهون أمر الله إليكم في محكم كتابه:{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}؟ صدق الله العظيم [آل عمران:103]
أم إنكم لا تعلمون ما هو حبل الله الذي أمركم الله أن تعتصموا به وتكفروا بما خالف لمحكمه؟ إنه القرآن العظيم البُرهان المُبين من ربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن ربّكم وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مستقيما (175)} صدق الله العظيم [النساء]
أم إنكم لا تعلمون ما يقصد بالبرهان؟ وذلك لأن الله جعله البُرهان من الله للداعي إلى سبيل ربه، فجعله الله البصيرة للداعي إلى سبيله، فجعله الله بُرهان الصدق من ربّ العالمين, ولذلك قال الله تعالى:{قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [النمل:64]
وبما أن القرآن هو البرهان للعالم على طالب العلم وعلى الناس جميعاً، ولذلك قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن ربّكم وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مستقيما (175)} صدق الله العظيم [النساء]
ويا إخواني المسلمين؛ إني والله العظيم أخشى عليكم عذاب يومٍ عقيمٍ وأنا لكم ناصح أمين, فما غرّكم بالإمام المهديّ المنتظَر الذي يدعوكم إلى اتباع كتاب الله القرآن العظيم وسُنَّة رسوله الحقّ؟ وإنما أنكر من السُّنة ما جاء مُخالفاً لمحكم كتاب الله في القرآن العظيم, وذلك لأن ما خالف لمحكم كتاب الله من أحاديث السُّنة فاعلموا أنها سنّة شيطانٍ رجيمٍ وليس من سنّة نبيّه الكريم، فكيف يقول غير الذي يقوله الله لكم في محكم كتاب المحفوظ من التحريف، أفلا تعقلون؟ بل ما كان من عند غير الله من الأحاديث في السُّنة فسوف تجدون بينها وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً جملةً وتفصيلاً, وذلك لأن الحقّ والباطل نقيضان مختلفان, فهل تستوي الظلمات والنّور والأعمى والبصير؟ وما أنت بمسمع من في القبور, فهل أنتم أموات غير أحياء؟! فكأن المهديّ المنتظَر ينادي أمواتاً في المقابر ولن يسمع نداء المهديّ المنتظَر الأصمُ الأبكمُ إذا أدبر فلو يُنادي أحدكم أصماً أبكماً من ورائه حين يدبر فهل ترونه يمسه النداء، فهل أنتم كذلك؟ ولذلك لا تسمعون داعي المهديّ المنتظَر. وقال الله تعالى: {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الحقّ الْمُبِينِ(79) إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى ولا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80) وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مسلمونَ (81) وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الأرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ(82)} صدق الله العظيم [النمل]
أم أنكم لم تعودوا مسلمين، ولذلك تعرضون عن آيات الكتاب البيّنات الذي يحاجكم بها الإمام المُبين؟ وقال الله تعالى: {إِن تُسْمِعُ إِلا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مسلمونَ (81)}صدق الله العظيم [النمل]
ولذلك لم يبقَ من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه المحفوظ بين أيديكم وأنتم عنه معرضون, فما خطبكم, وماذا دهاكم يا معشر مُفتيي الديار وخُطباء المنابر المعرضين عن دعوة المهديّ المنتظَر بالاحتكام إلى الذكر؟! فكيف تكونون أول كافرٍ من البشر بدعوة المهديّ المنتظَر بالاحتكام إلى الذكر واتباعه؟ فكيف لا يُعذبكم الله عذاباً نُكراً ليلة يسبق الليل النّهار؛ ليلة تبلغ قلوبكم الحناجر ولن تجدوا لكم من دون الله ولياً ولا ناصراً يا مُفتيي الديار وخُطباء المنابر وكافة البشر المعرضين عن الذكر المحفوظ من التحريف حجّة الله على البشر والبرهان من الرحمن للمهديّ المنتظَر في آخر الزمان. وقد جاء الزمان الأخير ودخل البشر في عصر أشراط الساعة الكُبر، ومنها بعث المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني فلا أتغنى لكم بالشعر ولا مُستعرض بالنثر؛ بل نبيّن لكم البيان الحقّ للذكر وآتيكم بالسلطان من محكم القرآن آيات بيّنات لا يُعرض عن أمر الله فيها إلا من كان فاسقاً من البشر. تصديقاً لقول الله تعالى: {الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن ربّهم وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ (7) وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ (14) اللّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ وَيَمدهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ (16) مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ (18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاء فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ ربّكم الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (22) وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25) إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الحقّ مِن ربّهم وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ (26) الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27)} صدق الله العظيم [البقرة]
ويا معشر المسلمين لا خيار لكم, فإما أن تتخذوا القرار للدفاع عن بيت الله المعظم المسجد الأقصى أو يعذبكم الله مع الكفرين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} صدق الله العظيم [الأنفال:25]
وإني أشهدُ الله الواحد القهّار وكافة الأنصار السابقين الأخيار وكفى بالله شهيداً أني المهديّ المنتظَر خليفة الله على العالمين جئتكم بقدر مقدور في الكتاب المسطور في عصر فساد اليهود الأخير، وجعلني الله للناس إماماً وقائداً حكيم فأهديهم بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد.
وبما أن الله قد بعثني ملِكاً عليكم وقائداً لكم من أولي الأمر منكم فآمركم بطاعتي جميعاً, فاني آمركم يا معشر قادة المسلمين ومُفتيي ديارهم وخطباء منابرهم بالإعلان لكافة المسلمين للاستعداد للجهاد في سبيل الله لمنع الفساد في الأرض والدفاع عن المسجد الأقصى بيت الله المعظم, فأطيعوا أمري يا معشر قادة المسلمين وملوكهم ومُفتيي ديارهم وخُطباء منابرهم, واعترفوا بخليفة الله عليكم الذي جعله الله إماماً لكم فزاده بسطةً في العلم عليكم؛ على كافة مُفتيي دياركم وخُطباء منابركم فلا يحاجوني من كتاب الله القرآن العظيم إلا هيمنت عليهم بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم, وإذا لم أفعل فلا طاعة لي عليكم وذلك لأني أفتيكم أن الله قد زادني عليكم بسطة في العلم وجعلني حكماً بينكم فيما كنتم فيه تختلفون في دينكم, فأعلمكم بحكم الله بينكم, وإنما آتيكم بحكم الله من محكم كتابه. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ} صدق الله العظيم [الرعد:37]
وقال الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ} صدق الله العظيم [المائدة:48]
وقال الله تعالى: {كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن ربّكم وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ (3)} صدق الله العظيم [الأعراف]
وقال الله تعالى: {وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) أَن تَقُولُواْ إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن ربّكم وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ (157)} صدق الله العظيم [الأنعام ]
وقال الله تعالى: {إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ} صدق الله العظيم [يس:11]
ويا أمة الإسلام؛ يا حُجاج بيت الله الحرام؛ إني الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم وقد خاب من افترى على الله كذباً, فلم يجعلني الله من المُفترين ولا من المهديّين الذين تتخبطهم مسوس الشياطين فتجدوهم يقولون على الله ما لا يعلمون، ولذلك لن تجدوا أنه يقبل علمهم العقل والمنطق وغير مُقنع لأولي الألباب، وسوف يلجمهم جميعاً أقل علماء الأمَّة علماً, ولكن الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم سوف يلجم بالحقّ كافة علماء الأمَّة, فتجدوه يهيمن عليهم بسلطان العلم البيّن لعالمكم وجاهلكم، ألا وإن الفرق لعظيمٌ بين الحقّ والباطل كالفرق بين الظُلمات والنّور؛ أم إنكم لا تستطيعون أن تفرقوا بين الحمير والبعير! ولكن الفرق عظيمٌ واضحٌ جليٌ للمُتقين, أفلا تبصرون؟ فهل تريدون مهديّاً منتظراً يفتري على الله بغير الحقّ فيزيدكم عمًى على عماكم وضلال إلى ضلالكم؟ أم تريدون مهديّاً منتظراً متعصباً إلى أحدِ مذاهبكم فيزيدكم تفرقاً إلى تفرقكم؟ أم تريدون مهديّاً منتظراً يؤيِّدكم على ما أنتم عليه من الضلال فيتبع أهواءكم؟ أم تريدون مهديّاً منتظراً يأتي مُتبعاً لأمر الشيطان فيقول على الله ما لا يعلم مثلكم؟ أم تريدون مهديّاً منتظراً يظهر لكم عند البيت العتيق من قبل الحوار والتصديق كما فعل جُهيمان وأنتم تعلمون؟ فما خطبكم يا قوم وماذا دهاكم, فلمَ لا تستطيعون أن تُفرقوا بين المهديّين المفترين أو الممسوسين الذين يقولون على الله ما لا يعلمون وبين الإمام المهديّ الحقّ من ربّ العالمين؟ وإنما أعظكم بواحدةٍ, فإما أن يكون ناصر محمد اليماني مجنوناً أو ليس به جِنّة لأنه المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم من أعقل البشر, ولذلك يدعوكم إلى استخدام العقل إن كنتم تعقلون, فإن أبيتم فاعلموا أن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فإنا نحن العاقلون وأنتم لا تعقلون, وأما كيف نستطيع أن نميز بين العاقل والذي لا يعقل, فذلك بكل يسر وسهولة فانظروا من الذي يتبع آيات الكتاب المحكمات البيّنات لعالمكم وجاهلكم, فمن وجدتم يتبع ما أنزل الله من الحقّ في محكم كتابه, فأولئك هم العاقلون. تصديقاً لقول الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [ص:29]
وأما الذين تجدوهم يعرضون عن محكم ما أنزل الله ويأبَوا الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فاعلموا أن أولئك قومٌ لا يعقلون وحتماً سوف يقولون: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم [المُلك:10]
ويا قوم والله الذي لا إله غيره إنكم معرضون عن فضل الله عليكم ورحمته ومنّه وكرمه، فقد مَنّ الله عليكم أن بعث في أمتكم هذه المهديّ المنتظَر خليفة الله المنتظَر الذي انتظرته كثيراً من الأمم الأولى وبعثني الله بقدر مقدور في الكتاب المسطور.
ويا علماء الأمَّة وأمّتهم، لو تعلمون كم أخفي عليكم ما يدور في الرؤيا الحقّ بيني وبين جدّي, ولكني أعرض عن ذكر كثيرٍ منها، وهل تدرون لماذا؟ وذلك نظراً للتشابه الكبير بين منطقي ومنطق جدّي في الرؤيا؛ بل حتى في النثر لذلك أكتم عنكم كثيراً منها .
وآخر رؤيا ليلة أمس؛ قال لي فيها عليه الصلاة والسلام :
[يا أيها المهديّ المنتظَر اصبر وصابر وحاجّ البشر بالذكر حجّة الله ورسوله والمهديّ المنتظَر فإن أعرضوا عن اتباع الذكر المحفوظ من تحريف شياطين البشر فسوف يظهر الله خليفته المهديّ المنتظَر بحوله وقوته؛ إن ذلك على الله يسير في ليلة تبلغُ من هولها القلوب الحناجر]
انتهت الرؤيا الحقّ.
ولكني أخفي من الرؤيا الكثير, والسبب هو تشابه كلمات النثر بين منطقي ومنطق جدّي لحكمةٍ من الله, ولولا ذلك لكتبتهم لكم جميعاً ولكني لم أكتب منهنّ إلا قليلاً, ولم أتلقَ عتاباً في ذلك، وذلك لأن الله لم يجعل عليكم الحجّة في عدم تصديق رؤيا المهديّ المنتظَر وإنما هي مُبشرات ومواعظ؛ بل جعل الحجّة عليكم في عدم اتباع الذِّكر, ومن ثم يعذبكم عذاباً نُكراً يا معشر المعرضين عن الذكر العظيم ولا تزالون في مِرية من الذكر يا معشر البشر ولسوف يزيل الريبة من قلوبكم كوكب العذاب الذي يشمل بأسه كافة قُرى البشر مسلمهم والكافر في ذلك اليوم العقيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ}
صدق الله العظيم [الحج:55]
فانظروا كيف أنه سوف يُزيل الريبة من قلوبكم فتؤمنوا به جميعاً في ذلك اليوم العقيم الذي يرتقب له المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12)} صدق الله العظيم [الدخان]
أفلا ترون كيف أنه أزال الريبة من قلوبكم بكتاب الله فآمنتم به فقلتم: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ} فذلك هو عذاب اليوم العقيم الذي سوف يزيل الريبة من قلوبكم في الحقّ من ربكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ} صدق الله العظيم [الحج:55]
ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد علماء المسلمين أو من أمّتهم فيقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني, ولكننا نحن المسلمون لن يُعذبنا الله ما دام العذاب هو بسبب الكفر بالكتاب, وذلك لأننا نحن المسلمون بالقرآن العظيم مؤمنون", ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: إذاً فلماذا تعرضون عن الدعوة إلى الاحتكام إلى كتاب الله واتِّباعه فلبئس ما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين, وذلك لأنّكم اتّبعتم ملّة طائفةٍ من أهل الكتاب حتى ردّوكم من بعد إيمانكم كافرين فقلتم كمثل قولهم سمعنا وعصينا, وقال الله تعالى: {قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:93]
وسلامٌ على المرسلين, والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيِ.
17- 04 - 1431 هـ
02 - 04- 2010 مـ
10:15 مساءً
ـــــــــــــــ
من الإمام المهديّ إلى كافة العرب والعجم..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الاطهار وكافة الأنصار السابقين الأخيار في الأولين وفي الآخرين, وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
من الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلى كافة المسلمين العرب والعجم في العالم، لقد اصطفاني الله لكم قائداً للجهاد في سبيل الله لمنع الفساد في الأرض, وجعلني للناس إماماً وزادني عليكم بسطةً في العلم والجسم فلا يكون جسمي بعد موتي جيفةً قذرةً ولا عظاماً نخرةً, فما خطبكم عن التذكرة معرضين وكأنكم حُمرٌ مُستنفرة فرّت من قسورة؟ أفلا تخافون الله وعذاب الآخرة؟ فالحذر الحذر, فرّوا إلى الله الواحد القهّار وتوبوا إليه واتبعوا الذكر رسالة الله إلى كافة البشر من قبل أن يسبق الليل النّهار بسبب مرور كوكب النار؛ كوكب سقر فهو ما تسمونه بالكوكب العاشر, وأقسمُ بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أن ما تسمونه بالكوكب العاشر هو كوكب العذاب الأليم قد بيناه لكم من محكم القرآن العظيم؛ ذكر العالمين لمن شاء منهم أن يستقيم.
ويا معشر البشر، الفرار الفرار إلى الله الواحد القهّار، واتبعوا الذكر قبل أن يسبق الليل النّهار ليلة مرور كوكب النار ثم لا تجدون لكم من دون الله ولياً ولا ناصراً قد أعذر من أنذر, فكم أذكّر وكم أنذر البشر طيلة خمس سنوات وعدة أشهر والمهديّ المنتظَر يناديكم الليل والنّهار عن طريق الكمبيوتر جهاز الأخبار إلى كافة البشر وأقول:
يا معشر البشر، لقد دخلتم في عصر أشراط الساعة الكُبر؛ أدركت الشمس القمر ففروا من الله إليه واتبعوا الذكر قبل أن يسبق الليل النّهار بسبب مرور كوكب العذاب قد بيّناه لكم في محكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب خير الدواب الذين يعقلون, وأما شر الدواب فهم لا يسمعون ولا يتفكرون, ولذلك لا يبصرون الحقّ من ربّهم لانهم في ظُلمات يعمهون،ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نورٍ، فلماذا لا تتبعون النّور كتاب الله القرآن المجيد ليهديكم إلى صراط العزيز الحميد؟ وأُذكر بالقرآن من يخاف وعيد وأحذركم بأس من الله شديد وأذكركم بالقرآن المجيد, ويا عجبي الشديد فهل الأوتاد أعظم قسوة أم قلوب العبيد؟ وقال الله تعالى: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقرآن عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [الحشر:21]
فلماذا لا تخشع له قلوبكم فتدمع؟ ويا عجبي الشديد فهل الأوتاد أعظم أم قلوب العبيد! فكم أذكِّر بالقرآن من يخاف وعيد فنهديه به إلى الصراط المستقيم فاتَّبعوا القرآن العظيم قبل مرور كوكب العذاب الأليم في يوم عقيم.
ويا معشر المسلمين ومُفتيي ديارهم وخُطباء منابرهم وقادات حكوماتهم، ما غركم في الإمام المهديّ المنتظَر الذي له تنتظرون؟ فقد جاء قدره المقدور في الكتاب المسطور، وأنتم الآن في عصر الحوار من قبل الظهور بالفتح المبين على العالمين ليلة يسبق الليل النّهار؛ ليلة تبلغ القلوب من هولها الحناجر ويبيض الشعر ولن تجدوا لكم من دون الله ولياً ولا ناصراً.
يا معشر المعرضين عن الذكر؛ القرآن العربي المُبين حجّة الله عليكم حتى لا تكون لكم الحجّة بين يدي ربّكم يا معشر العرب. تصديقاً لقول الله تعالى:{وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) أَن تَقُولُواْ إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن ربّكم وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ (157)} صدق الله العظيم [الأنعام]
ويا معشر المسلمين المعرضين عن الدعوة إلى اتباع القرآن العظيم, فهل أنتم مؤمنون بالقرآن العظيم أم إنكم مجرمون وبه كافرون؟ أم لم يأمركم الله أن تتبعوه؟ أم إن الإمام المهديّ قد افترى على الله بقوله تعالى:{وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) أَن تَقُولُواْ إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن ربّكم وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ(157)}؟ صدق الله العظيم [الأنعام]
أم إنّكم لا تعلمون بيان هذه الآيات المحكمات البيّنات لعالمكم وجاهلكم الذي جاء فيهنّ الأمر إليكم أن تتبعوا كتاب الله القرآن العظيم ولم تفقهوا أمر الله إليكم:{وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155)}؟ صدق الله العظيم [الأنعام]
ألا وإن اتباع القرآن هو أن تكفروا بما خالف لمحكمه وتعتصموا بحبل الله المتين كتاب من الله المُبين أم أنكم لا تفقهون أمر الله إليكم في محكم كتابه:{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}؟ صدق الله العظيم [آل عمران:103]
أم إنكم لا تعلمون ما هو حبل الله الذي أمركم الله أن تعتصموا به وتكفروا بما خالف لمحكمه؟ إنه القرآن العظيم البُرهان المُبين من ربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن ربّكم وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مستقيما (175)} صدق الله العظيم [النساء]
أم إنكم لا تعلمون ما يقصد بالبرهان؟ وذلك لأن الله جعله البُرهان من الله للداعي إلى سبيل ربه، فجعله الله البصيرة للداعي إلى سبيله، فجعله الله بُرهان الصدق من ربّ العالمين, ولذلك قال الله تعالى:{قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [النمل:64]
وبما أن القرآن هو البرهان للعالم على طالب العلم وعلى الناس جميعاً، ولذلك قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن ربّكم وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مستقيما (175)} صدق الله العظيم [النساء]
ويا إخواني المسلمين؛ إني والله العظيم أخشى عليكم عذاب يومٍ عقيمٍ وأنا لكم ناصح أمين, فما غرّكم بالإمام المهديّ المنتظَر الذي يدعوكم إلى اتباع كتاب الله القرآن العظيم وسُنَّة رسوله الحقّ؟ وإنما أنكر من السُّنة ما جاء مُخالفاً لمحكم كتاب الله في القرآن العظيم, وذلك لأن ما خالف لمحكم كتاب الله من أحاديث السُّنة فاعلموا أنها سنّة شيطانٍ رجيمٍ وليس من سنّة نبيّه الكريم، فكيف يقول غير الذي يقوله الله لكم في محكم كتاب المحفوظ من التحريف، أفلا تعقلون؟ بل ما كان من عند غير الله من الأحاديث في السُّنة فسوف تجدون بينها وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً جملةً وتفصيلاً, وذلك لأن الحقّ والباطل نقيضان مختلفان, فهل تستوي الظلمات والنّور والأعمى والبصير؟ وما أنت بمسمع من في القبور, فهل أنتم أموات غير أحياء؟! فكأن المهديّ المنتظَر ينادي أمواتاً في المقابر ولن يسمع نداء المهديّ المنتظَر الأصمُ الأبكمُ إذا أدبر فلو يُنادي أحدكم أصماً أبكماً من ورائه حين يدبر فهل ترونه يمسه النداء، فهل أنتم كذلك؟ ولذلك لا تسمعون داعي المهديّ المنتظَر. وقال الله تعالى: {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الحقّ الْمُبِينِ(79) إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى ولا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80) وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مسلمونَ (81) وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الأرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ(82)} صدق الله العظيم [النمل]
أم أنكم لم تعودوا مسلمين، ولذلك تعرضون عن آيات الكتاب البيّنات الذي يحاجكم بها الإمام المُبين؟ وقال الله تعالى: {إِن تُسْمِعُ إِلا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مسلمونَ (81)}صدق الله العظيم [النمل]
ولذلك لم يبقَ من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه المحفوظ بين أيديكم وأنتم عنه معرضون, فما خطبكم, وماذا دهاكم يا معشر مُفتيي الديار وخُطباء المنابر المعرضين عن دعوة المهديّ المنتظَر بالاحتكام إلى الذكر؟! فكيف تكونون أول كافرٍ من البشر بدعوة المهديّ المنتظَر بالاحتكام إلى الذكر واتباعه؟ فكيف لا يُعذبكم الله عذاباً نُكراً ليلة يسبق الليل النّهار؛ ليلة تبلغ قلوبكم الحناجر ولن تجدوا لكم من دون الله ولياً ولا ناصراً يا مُفتيي الديار وخُطباء المنابر وكافة البشر المعرضين عن الذكر المحفوظ من التحريف حجّة الله على البشر والبرهان من الرحمن للمهديّ المنتظَر في آخر الزمان. وقد جاء الزمان الأخير ودخل البشر في عصر أشراط الساعة الكُبر، ومنها بعث المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني فلا أتغنى لكم بالشعر ولا مُستعرض بالنثر؛ بل نبيّن لكم البيان الحقّ للذكر وآتيكم بالسلطان من محكم القرآن آيات بيّنات لا يُعرض عن أمر الله فيها إلا من كان فاسقاً من البشر. تصديقاً لقول الله تعالى: {الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن ربّهم وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ (7) وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ (14) اللّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ وَيَمدهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ (16) مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ (18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاء فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ ربّكم الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (22) وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25) إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الحقّ مِن ربّهم وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ (26) الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27)} صدق الله العظيم [البقرة]
ويا معشر المسلمين لا خيار لكم, فإما أن تتخذوا القرار للدفاع عن بيت الله المعظم المسجد الأقصى أو يعذبكم الله مع الكفرين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} صدق الله العظيم [الأنفال:25]
وإني أشهدُ الله الواحد القهّار وكافة الأنصار السابقين الأخيار وكفى بالله شهيداً أني المهديّ المنتظَر خليفة الله على العالمين جئتكم بقدر مقدور في الكتاب المسطور في عصر فساد اليهود الأخير، وجعلني الله للناس إماماً وقائداً حكيم فأهديهم بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد.
وبما أن الله قد بعثني ملِكاً عليكم وقائداً لكم من أولي الأمر منكم فآمركم بطاعتي جميعاً, فاني آمركم يا معشر قادة المسلمين ومُفتيي ديارهم وخطباء منابرهم بالإعلان لكافة المسلمين للاستعداد للجهاد في سبيل الله لمنع الفساد في الأرض والدفاع عن المسجد الأقصى بيت الله المعظم, فأطيعوا أمري يا معشر قادة المسلمين وملوكهم ومُفتيي ديارهم وخُطباء منابرهم, واعترفوا بخليفة الله عليكم الذي جعله الله إماماً لكم فزاده بسطةً في العلم عليكم؛ على كافة مُفتيي دياركم وخُطباء منابركم فلا يحاجوني من كتاب الله القرآن العظيم إلا هيمنت عليهم بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم, وإذا لم أفعل فلا طاعة لي عليكم وذلك لأني أفتيكم أن الله قد زادني عليكم بسطة في العلم وجعلني حكماً بينكم فيما كنتم فيه تختلفون في دينكم, فأعلمكم بحكم الله بينكم, وإنما آتيكم بحكم الله من محكم كتابه. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ} صدق الله العظيم [الرعد:37]
وقال الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ} صدق الله العظيم [المائدة:48]
وقال الله تعالى: {كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن ربّكم وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ (3)} صدق الله العظيم [الأعراف]
وقال الله تعالى: {وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) أَن تَقُولُواْ إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن ربّكم وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ (157)} صدق الله العظيم [الأنعام ]
وقال الله تعالى: {إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ} صدق الله العظيم [يس:11]
ويا أمة الإسلام؛ يا حُجاج بيت الله الحرام؛ إني الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم وقد خاب من افترى على الله كذباً, فلم يجعلني الله من المُفترين ولا من المهديّين الذين تتخبطهم مسوس الشياطين فتجدوهم يقولون على الله ما لا يعلمون، ولذلك لن تجدوا أنه يقبل علمهم العقل والمنطق وغير مُقنع لأولي الألباب، وسوف يلجمهم جميعاً أقل علماء الأمَّة علماً, ولكن الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم سوف يلجم بالحقّ كافة علماء الأمَّة, فتجدوه يهيمن عليهم بسلطان العلم البيّن لعالمكم وجاهلكم، ألا وإن الفرق لعظيمٌ بين الحقّ والباطل كالفرق بين الظُلمات والنّور؛ أم إنكم لا تستطيعون أن تفرقوا بين الحمير والبعير! ولكن الفرق عظيمٌ واضحٌ جليٌ للمُتقين, أفلا تبصرون؟ فهل تريدون مهديّاً منتظراً يفتري على الله بغير الحقّ فيزيدكم عمًى على عماكم وضلال إلى ضلالكم؟ أم تريدون مهديّاً منتظراً متعصباً إلى أحدِ مذاهبكم فيزيدكم تفرقاً إلى تفرقكم؟ أم تريدون مهديّاً منتظراً يؤيِّدكم على ما أنتم عليه من الضلال فيتبع أهواءكم؟ أم تريدون مهديّاً منتظراً يأتي مُتبعاً لأمر الشيطان فيقول على الله ما لا يعلم مثلكم؟ أم تريدون مهديّاً منتظراً يظهر لكم عند البيت العتيق من قبل الحوار والتصديق كما فعل جُهيمان وأنتم تعلمون؟ فما خطبكم يا قوم وماذا دهاكم, فلمَ لا تستطيعون أن تُفرقوا بين المهديّين المفترين أو الممسوسين الذين يقولون على الله ما لا يعلمون وبين الإمام المهديّ الحقّ من ربّ العالمين؟ وإنما أعظكم بواحدةٍ, فإما أن يكون ناصر محمد اليماني مجنوناً أو ليس به جِنّة لأنه المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم من أعقل البشر, ولذلك يدعوكم إلى استخدام العقل إن كنتم تعقلون, فإن أبيتم فاعلموا أن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فإنا نحن العاقلون وأنتم لا تعقلون, وأما كيف نستطيع أن نميز بين العاقل والذي لا يعقل, فذلك بكل يسر وسهولة فانظروا من الذي يتبع آيات الكتاب المحكمات البيّنات لعالمكم وجاهلكم, فمن وجدتم يتبع ما أنزل الله من الحقّ في محكم كتابه, فأولئك هم العاقلون. تصديقاً لقول الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [ص:29]
وأما الذين تجدوهم يعرضون عن محكم ما أنزل الله ويأبَوا الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فاعلموا أن أولئك قومٌ لا يعقلون وحتماً سوف يقولون: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم [المُلك:10]
ويا قوم والله الذي لا إله غيره إنكم معرضون عن فضل الله عليكم ورحمته ومنّه وكرمه، فقد مَنّ الله عليكم أن بعث في أمتكم هذه المهديّ المنتظَر خليفة الله المنتظَر الذي انتظرته كثيراً من الأمم الأولى وبعثني الله بقدر مقدور في الكتاب المسطور.
ويا علماء الأمَّة وأمّتهم، لو تعلمون كم أخفي عليكم ما يدور في الرؤيا الحقّ بيني وبين جدّي, ولكني أعرض عن ذكر كثيرٍ منها، وهل تدرون لماذا؟ وذلك نظراً للتشابه الكبير بين منطقي ومنطق جدّي في الرؤيا؛ بل حتى في النثر لذلك أكتم عنكم كثيراً منها .
وآخر رؤيا ليلة أمس؛ قال لي فيها عليه الصلاة والسلام :
[يا أيها المهديّ المنتظَر اصبر وصابر وحاجّ البشر بالذكر حجّة الله ورسوله والمهديّ المنتظَر فإن أعرضوا عن اتباع الذكر المحفوظ من تحريف شياطين البشر فسوف يظهر الله خليفته المهديّ المنتظَر بحوله وقوته؛ إن ذلك على الله يسير في ليلة تبلغُ من هولها القلوب الحناجر]
انتهت الرؤيا الحقّ.
ولكني أخفي من الرؤيا الكثير, والسبب هو تشابه كلمات النثر بين منطقي ومنطق جدّي لحكمةٍ من الله, ولولا ذلك لكتبتهم لكم جميعاً ولكني لم أكتب منهنّ إلا قليلاً, ولم أتلقَ عتاباً في ذلك، وذلك لأن الله لم يجعل عليكم الحجّة في عدم تصديق رؤيا المهديّ المنتظَر وإنما هي مُبشرات ومواعظ؛ بل جعل الحجّة عليكم في عدم اتباع الذِّكر, ومن ثم يعذبكم عذاباً نُكراً يا معشر المعرضين عن الذكر العظيم ولا تزالون في مِرية من الذكر يا معشر البشر ولسوف يزيل الريبة من قلوبكم كوكب العذاب الذي يشمل بأسه كافة قُرى البشر مسلمهم والكافر في ذلك اليوم العقيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ}
صدق الله العظيم [الحج:55]
فانظروا كيف أنه سوف يُزيل الريبة من قلوبكم فتؤمنوا به جميعاً في ذلك اليوم العقيم الذي يرتقب له المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12)} صدق الله العظيم [الدخان]
أفلا ترون كيف أنه أزال الريبة من قلوبكم بكتاب الله فآمنتم به فقلتم: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ} فذلك هو عذاب اليوم العقيم الذي سوف يزيل الريبة من قلوبكم في الحقّ من ربكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ} صدق الله العظيم [الحج:55]
ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد علماء المسلمين أو من أمّتهم فيقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني, ولكننا نحن المسلمون لن يُعذبنا الله ما دام العذاب هو بسبب الكفر بالكتاب, وذلك لأننا نحن المسلمون بالقرآن العظيم مؤمنون", ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: إذاً فلماذا تعرضون عن الدعوة إلى الاحتكام إلى كتاب الله واتِّباعه فلبئس ما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين, وذلك لأنّكم اتّبعتم ملّة طائفةٍ من أهل الكتاب حتى ردّوكم من بعد إيمانكم كافرين فقلتم كمثل قولهم سمعنا وعصينا, وقال الله تعالى: {قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:93]
وسلامٌ على المرسلين, والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيِ.