الإمام ناصر محمد اليماني
02 - 04 - 1431 هـ
18 - 03 - 2010 مـ
01:21 صباحاً
ــــــــــــــــــــ
الإمام ناصر محمد اليماني.. يدعو إلى سبيل الله على بصيرة من ربّه..
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
{ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ } [البقرة:32]
{ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ } [آل عمران:193]
{ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } [البقرة:236]
{ رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ } [آل عمران:8]
{ رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً } [الكهف:10]
{ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا } [الفرقان:74]
صدق الله الــعظيم
ويا إيهاب؛ تدبر الحقّ والقول الصواب وقد علَّمكم الله بكثيرٍ من الدُّعاء في مُحكم الكتاب، وكُن من أولي الألباب من خير الدّواب الذين يعقلون، وهل اهتدى إلى الحقّ من كافّة الأمم إلا أولوا الالباب الذين يستخدمون عقولهم ولا يتّبعون الذين من قبلهم الاتّباع الأعمى؟ بل يستمعون القول ويتدبرونه بعقولهم التي أنعم الله بها عليهم ومن ثم بصَّرهم الله أنه الحقّ من ربّهم إن كان هو الحقّ من ربّهم. وقال الله تعالى:
{ فَبَشِّرْ عِبَادِي الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَابِ } صدق الله العظيم [الزمر:18]
وأمّا أّشَرّ الدّواب فهم الذين لا يستخدمون عقولهم وأولئك قومٌ لا يعقلون، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَابِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلْبُكْمُ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ } صدق الله العظيم [الأنفال:22]
وأولئك هم أصحاب النّار من كافّة الأمم، ولذلك قالوا: { وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) } صدق الله العظيم [الملك:10]
فهل تدري يا إيهاب كيف اهتدى أولو الألباب فصدّقوا البيان الحقّ للكتاب؟ وذلك لأنهم استخدموا عقولَهم فتدبَّروا دعوة الإمام ناصر محمد اليماني فوجدوا ما يلي:
إن الإمام ناصر محمد اليماني يقول إنَّه يدعو إلى سبيل الله على بصيرة من ربّه، ومن ثمّ تدبروا ما هي البصيرة التي يُحاج النّاس بها ناصر محمد اليماني فوجدوها آيات مُحكمات من آيات أمّ الكتاب في القرآن العظيم لا يزيغ عنها إلا من كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ المحكم للعالم والجاهل يدركها كلُّ إنسانٍ عاقلٍ، ومن ثم أخذتهم الدهشة لماذا لم يعترف علماء الأمّة بعدُ بشأن الإمام ناصر محمد اليماني؟ ومن ثم رجعوا إلى حُجّة كثيرٍ من الذين يحاجّون ناصر محمد اليماني فوجدوا أنهم يحّاجون برواياتٍ تختلف من الآيات المحكمات جملةً وتفصيلاً، ومن ثم أدركوا إن حُجّة ناصر محمد اليماني هي الحقّ، وكيف لا تكون هي الحقّ وهو يحاجُّ النّاس بآيات محكمات هُنّ أمّ الكتاب؟ ومن ثم قالوا: فمالنا لا نتبع الحقّ فلا نكون إمّعات وقد جعل الله لنا عقولاً وسوف يسألنا عنها لو لم نتبع الحقّ الذي من عند الله لا شك ولا ريب آيات بينات مُحكمات هُنّ أمّ الكتاب؟ ومن ثم قالوا: أليس المنطق أن نعقل الآن فنتبع الحقّ الذي جاء من عند الله على لسان رسوله في مُحكم القرآن العظيم بدل أن نقول يوم يقوم النّاس لربّ العالمين:
{ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ } صدق الله العظيم [الملك:10]
ومن ثم قالوا: نعوذُ بالله أن نكون من أشرِّ الدّواب الذين لا يعقلون كمثل المُعرضين عن آياتٍ محكماتٍ بيّناتٍ هُنّ أمّ الكتاب لا يزيغ عنهنّ إلا من كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ، ومن ثم قرروا أن يتّبعوا الحقّ من ربّهم الذي أقرَّته عقولُهم أنه الحقّ من ربّهم واطمأنت إليه قلوبُهم، ومن ثم زادهم الله هُدًى إلى هُداهم وأتمَّ لهم نورَهم فأيقنوا بآيات التي يحاجُّ بها الإمام ناصر محمد اليماني، فلماذا لا تكون منهم يا إيهاب؟ وتذكر قول الله تعالى:
{ وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَآ إِلاَّ الْفَاسِقُونَ } صدق الله العظيم [البقرة:99]
ولكن الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ ويريدون اتّباع الفتنة الموضوعة وهم يعلمون فمهما كانت حُجّة الإمام ناصر محمد اليماني آيات بيِّنات فسوف يقولون لا يعلم تأويله إلا الله، أو كأنهم لا يعلمون بها فيجعلون كتاب الله وراء ظهورهم فأولئك مثلهم كمثل اليهود لأنّهم اتّبعوا ملَّتهم وهم لا يعلمون. وقال الله تعالى:
{ وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ } صدق الله العظيم [البقرة:101]
ولذلك تجد المسلمين الذين اتّبعوا ملّتهم أعرضوا مثلهم عن الدعوة إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، وقال الله تعالى:
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وهُم مُعرضون } صدق الله العظيم [آل عمران:23]
وبما أنكم اتَّبعتم ملّتهم ولذلك أعرضتم عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله كما أعرضوا فبأي حديثٍ تريدوني أحاجُّكم به يا إيهاب من بعد آياتٍ محكماتٍ هُنَّ أمّ الكتاب؟ برغم أني لا أكذِّب بالأحاديث والروايات في السُّنة النّبويّة الحقّ التي لا تُخالف الآيات المحكمات حتى ولو لم يكن لهنّ برهانٌ في محكم القرآن إذا صدّق الحديث أو الرواية العقل والمنطق فأعتبرهُنَّ من أحاديث الحكمة وذلك لأن الله يؤتي رُسله الكتاب والحكمة، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا } صدق الله العظيم [النساء:113]
ولكن هل من الحكمة أن يأتي حديثٌ أو روايةٌ تخالف لمحكم الكتاب فأتَّبعها؟ وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين، فلا نزال نُحاجّكم بآياتٍ محكماتٍ بيِّناتٍ هُنّ أمّ الكتاب ونقول لكم: ما كان ينبغي لكم أن تصطفوا خليفة الله من دونه حتى يبعثه الله إليكم فيُعَّرفكم على نفسه أنه هو المهدي المنتظر الحقّ المبعوث من ربّكم ويفتيكم بأنّ الله زاده عليكم بسطةً في العلم على كافّة علماء المسلمين واليهود والنّصارى ليجعل النّاس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيم، تصديقاً لقول الله تعالى: { أَفَلَمْ يَيْأَسِ الذين آمنوا أَن لَّوْ يَشَآءُ الله لَهَدَى النّاس جَمِيعاً } صدق الله العظيم [الرعد:31]
ويا أخي إيهاب؛ بالله عليكم فهل تنتظرون المهدي المنتظر الحقّ من ربّكم أن يُحاجَّكم بروايات ويترك القرآن العظيم الذي جعله الله حُجّته على العالمين؟ تصديقاً لقول الله تعالى: { تَبَارَكَ الذِي نَزلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا } صدق الله العظيم [الفرقان:1]
وتصديقاً لقول الله تعالى: { إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ } صدق الله العظيم [التكوير:28]
ولذلك حفظه الله من التحريف ليكون الحُجة على العالمين بالحق، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكر وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } صدق الله العظيم [الحجر:9]
وذلك حتى يجعل الحُجّة على محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ومن ثم يجعله الله الحجّة على قومه من بعد التبليغ ليبلِّغوا به العالمين، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ } صدق الله العظيم [الزخرف:44]
ولذلك جعل الله رسوله شاهداً على قومه بأنه بلَّغهم رسالة ربّهم إليهم ومن ثم يأتي بقومه الأمّة الوسط شهداء على النّاس بأنهم بلَّغوهم رسالة ربّهم إليهم. وقال الله تعالى: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النّاس وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً } صدق الله العظيم [البقرة:143]
ولكن الذين يقولون على الله ما لا يعلمون قالوا: "إنّما الأمّة الوسط شهداء على أمَمِ الأنبياء أنهم بلَّغوهم برسالة ربّهم". ويا سبحان ربي! ولم يجعل الله ناموس الشهادة كما يفترون، وذلك لأنّ أمّة محمدٍ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لم يكونوا موجودين في عصر الأمم الأولى حتى يشهدوا أنَّ رسل الله بلَّغوا أقوامهم رسالة ربّهم، وإنما علَّمهم الله ما بال القرون الأولى في محكم كتابه لعلهم يعتبرون من الذين كذبوا برسل ربّهم وليس ليتَّخذهم شهداء على أقوامٍ لم تشاهدهم الأقوام الأولى وكذلك هم لم يشاهدوهم فكيف يأتي الله بأمّة محمدٍ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - شهداء على الأمم الأولى ورسل الله إليهم ؟ ولكن أمّة محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كانوا غائبين فكيف يُسأل الغائب عن الشهادة؟ بل كفى بالله شهيداً ولن يسأل الأمّة الوسط شيئاً إلا عن أنفسهم ونبيّهم. وقال الله تعالى:
{ فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (7) } صدق الله العظيم [الأعراف:6]
ولكن الذين يقولون على الله ما لا يعلمون قد توّهوكم عن التبليغ للعالمين برسالة ربّكم وما جاء فيها، أفلا تعلمون إنما القرآن العظيم رسالة من الله إلى الإنس والجنّ ليجعله الحُجّة عليهم بالحقّ لو كنتم تتقون؟ وقال تعالى: { وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الجنّ يَسْتَمِعُونَ القرآن فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ ﴿29﴾ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الحقّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مستقيم ﴿30﴾ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿31﴾ } صدق الله العظيم [الأحقاف:31]
ولذلك قال الله تعالى: { قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الجنّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالجنّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً (5) وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الجنّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً (6) وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً (7) وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً (9) وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ ربّهم رَشَداً (10) وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَباً (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْساً وَلَا رَهَقاً (13) } صدق الله العظيم [الجنّ]
ولكن للأسف يا إيهاب فإنَّ الإمام المهدي يشكو إلى ربّه ما شكاه إليه من قبل الرسول بالكتاب جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. وقال الله تعالى:
{ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا القرآن مَهْجُورًا } صدق الله العظيم [الفرقان:30]
وإن قال للإمام المهدي علماءُ المسلمين قال الله تعالى: { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ } صدق الله العظيم [آل عمران:7]
ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهدي المنتظر الحقّ من ربّهم وأقول، قال الله تعالى:
{ وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَآ إِلاَّ الْفَاسِقُونَ } صدق الله العظيم [البقرة:99]
وأمّا هذه الآية التي تحاجُّوني بها: { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ } صدق الله العظيم، فإنها لا تخصّ الآيات المحكمات في شيء أبداً، بل يقصد الآيات المُتشابهات وهنَّ بنسبة عشرة في المئة أو أقل من ذلك ولكن الإمام المهدي يحاجّكم بآيات الكتاب المحكمات البيّنات هُنَّ أمّ الكتاب وما يكفر بها إلا الفاسقون، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَآ إِلاَّ الْفَاسِقُونَ } صدق الله العظيم [البقرة:99]
وقال الله تعالى: { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أمّ الكتاب وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فأمّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كلّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ } صدق الله العظيم [آل عمران:7]
ويا إيهاب، نصيحتي لك أن تكون من أولي الألباب المتبعين لآيات أمّ الكتاب فهنَّ أمّ الكتاب وأساس هذا الدين الحنيف، إني لكم لمِنَ الناصحين.
ويا أخي الكريم، فما بالكم على الإمام المهدي ناصر محمد اليماني فمنكم من يصفه وأتباعه بالباطل كما وصفوا جدّي محمد رسول الله وصحابته بالباطل برغم أنهم يحاجّون النّاس بهذا القرآن العظيم. وقال الله تعالى:
{ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا القرآن مِن كلّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُبْطِلُونَ } صدق الله العظيم [الروم:58]
ويا سُبحان ربي! وكأنّ المعرضين عن القرآن العظيم تواصوا بهذا الجواب، فهل تَروننا قد أجرمنا لأننا نُنكر ونكذّب ما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم؟ فكيف نكذّب كلام الله ونتّبع ما يخالف لمحكم كلام الله في الروايات التي تأتي مخالفةً لآيات الكتاب المحكمات؟ هيهات هيهات، فكيف يهتدي من صدق بما يخالف لمحكم القرآن العظيم؟ وقال الله تعالى:
{ تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بالحقّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) } صدق الله العظيم [الجاثية]
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
02 - 04 - 1431 هـ
18 - 03 - 2010 مـ
01:21 صباحاً
ــــــــــــــــــــ
الإمام ناصر محمد اليماني.. يدعو إلى سبيل الله على بصيرة من ربّه..
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
{ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ } [البقرة:32]
{ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ } [آل عمران:193]
{ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } [البقرة:236]
{ رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ } [آل عمران:8]
{ رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً } [الكهف:10]
{ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا } [الفرقان:74]
صدق الله الــعظيم
ويا إيهاب؛ تدبر الحقّ والقول الصواب وقد علَّمكم الله بكثيرٍ من الدُّعاء في مُحكم الكتاب، وكُن من أولي الألباب من خير الدّواب الذين يعقلون، وهل اهتدى إلى الحقّ من كافّة الأمم إلا أولوا الالباب الذين يستخدمون عقولهم ولا يتّبعون الذين من قبلهم الاتّباع الأعمى؟ بل يستمعون القول ويتدبرونه بعقولهم التي أنعم الله بها عليهم ومن ثم بصَّرهم الله أنه الحقّ من ربّهم إن كان هو الحقّ من ربّهم. وقال الله تعالى:
{ فَبَشِّرْ عِبَادِي الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَابِ } صدق الله العظيم [الزمر:18]
وأمّا أّشَرّ الدّواب فهم الذين لا يستخدمون عقولهم وأولئك قومٌ لا يعقلون، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَابِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلْبُكْمُ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ } صدق الله العظيم [الأنفال:22]
وأولئك هم أصحاب النّار من كافّة الأمم، ولذلك قالوا: { وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) } صدق الله العظيم [الملك:10]
فهل تدري يا إيهاب كيف اهتدى أولو الألباب فصدّقوا البيان الحقّ للكتاب؟ وذلك لأنهم استخدموا عقولَهم فتدبَّروا دعوة الإمام ناصر محمد اليماني فوجدوا ما يلي:
إن الإمام ناصر محمد اليماني يقول إنَّه يدعو إلى سبيل الله على بصيرة من ربّه، ومن ثمّ تدبروا ما هي البصيرة التي يُحاج النّاس بها ناصر محمد اليماني فوجدوها آيات مُحكمات من آيات أمّ الكتاب في القرآن العظيم لا يزيغ عنها إلا من كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ المحكم للعالم والجاهل يدركها كلُّ إنسانٍ عاقلٍ، ومن ثم أخذتهم الدهشة لماذا لم يعترف علماء الأمّة بعدُ بشأن الإمام ناصر محمد اليماني؟ ومن ثم رجعوا إلى حُجّة كثيرٍ من الذين يحاجّون ناصر محمد اليماني فوجدوا أنهم يحّاجون برواياتٍ تختلف من الآيات المحكمات جملةً وتفصيلاً، ومن ثم أدركوا إن حُجّة ناصر محمد اليماني هي الحقّ، وكيف لا تكون هي الحقّ وهو يحاجُّ النّاس بآيات محكمات هُنّ أمّ الكتاب؟ ومن ثم قالوا: فمالنا لا نتبع الحقّ فلا نكون إمّعات وقد جعل الله لنا عقولاً وسوف يسألنا عنها لو لم نتبع الحقّ الذي من عند الله لا شك ولا ريب آيات بينات مُحكمات هُنّ أمّ الكتاب؟ ومن ثم قالوا: أليس المنطق أن نعقل الآن فنتبع الحقّ الذي جاء من عند الله على لسان رسوله في مُحكم القرآن العظيم بدل أن نقول يوم يقوم النّاس لربّ العالمين:
{ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ } صدق الله العظيم [الملك:10]
ومن ثم قالوا: نعوذُ بالله أن نكون من أشرِّ الدّواب الذين لا يعقلون كمثل المُعرضين عن آياتٍ محكماتٍ بيّناتٍ هُنّ أمّ الكتاب لا يزيغ عنهنّ إلا من كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ، ومن ثم قرروا أن يتّبعوا الحقّ من ربّهم الذي أقرَّته عقولُهم أنه الحقّ من ربّهم واطمأنت إليه قلوبُهم، ومن ثم زادهم الله هُدًى إلى هُداهم وأتمَّ لهم نورَهم فأيقنوا بآيات التي يحاجُّ بها الإمام ناصر محمد اليماني، فلماذا لا تكون منهم يا إيهاب؟ وتذكر قول الله تعالى:
{ وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَآ إِلاَّ الْفَاسِقُونَ } صدق الله العظيم [البقرة:99]
ولكن الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ ويريدون اتّباع الفتنة الموضوعة وهم يعلمون فمهما كانت حُجّة الإمام ناصر محمد اليماني آيات بيِّنات فسوف يقولون لا يعلم تأويله إلا الله، أو كأنهم لا يعلمون بها فيجعلون كتاب الله وراء ظهورهم فأولئك مثلهم كمثل اليهود لأنّهم اتّبعوا ملَّتهم وهم لا يعلمون. وقال الله تعالى:
{ وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ } صدق الله العظيم [البقرة:101]
ولذلك تجد المسلمين الذين اتّبعوا ملّتهم أعرضوا مثلهم عن الدعوة إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، وقال الله تعالى:
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وهُم مُعرضون } صدق الله العظيم [آل عمران:23]
وبما أنكم اتَّبعتم ملّتهم ولذلك أعرضتم عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله كما أعرضوا فبأي حديثٍ تريدوني أحاجُّكم به يا إيهاب من بعد آياتٍ محكماتٍ هُنَّ أمّ الكتاب؟ برغم أني لا أكذِّب بالأحاديث والروايات في السُّنة النّبويّة الحقّ التي لا تُخالف الآيات المحكمات حتى ولو لم يكن لهنّ برهانٌ في محكم القرآن إذا صدّق الحديث أو الرواية العقل والمنطق فأعتبرهُنَّ من أحاديث الحكمة وذلك لأن الله يؤتي رُسله الكتاب والحكمة، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا } صدق الله العظيم [النساء:113]
ولكن هل من الحكمة أن يأتي حديثٌ أو روايةٌ تخالف لمحكم الكتاب فأتَّبعها؟ وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين، فلا نزال نُحاجّكم بآياتٍ محكماتٍ بيِّناتٍ هُنّ أمّ الكتاب ونقول لكم: ما كان ينبغي لكم أن تصطفوا خليفة الله من دونه حتى يبعثه الله إليكم فيُعَّرفكم على نفسه أنه هو المهدي المنتظر الحقّ المبعوث من ربّكم ويفتيكم بأنّ الله زاده عليكم بسطةً في العلم على كافّة علماء المسلمين واليهود والنّصارى ليجعل النّاس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيم، تصديقاً لقول الله تعالى: { أَفَلَمْ يَيْأَسِ الذين آمنوا أَن لَّوْ يَشَآءُ الله لَهَدَى النّاس جَمِيعاً } صدق الله العظيم [الرعد:31]
ويا أخي إيهاب؛ بالله عليكم فهل تنتظرون المهدي المنتظر الحقّ من ربّكم أن يُحاجَّكم بروايات ويترك القرآن العظيم الذي جعله الله حُجّته على العالمين؟ تصديقاً لقول الله تعالى: { تَبَارَكَ الذِي نَزلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا } صدق الله العظيم [الفرقان:1]
وتصديقاً لقول الله تعالى: { إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ } صدق الله العظيم [التكوير:28]
ولذلك حفظه الله من التحريف ليكون الحُجة على العالمين بالحق، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكر وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } صدق الله العظيم [الحجر:9]
وذلك حتى يجعل الحُجّة على محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ومن ثم يجعله الله الحجّة على قومه من بعد التبليغ ليبلِّغوا به العالمين، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ } صدق الله العظيم [الزخرف:44]
ولذلك جعل الله رسوله شاهداً على قومه بأنه بلَّغهم رسالة ربّهم إليهم ومن ثم يأتي بقومه الأمّة الوسط شهداء على النّاس بأنهم بلَّغوهم رسالة ربّهم إليهم. وقال الله تعالى: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النّاس وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً } صدق الله العظيم [البقرة:143]
ولكن الذين يقولون على الله ما لا يعلمون قالوا: "إنّما الأمّة الوسط شهداء على أمَمِ الأنبياء أنهم بلَّغوهم برسالة ربّهم". ويا سبحان ربي! ولم يجعل الله ناموس الشهادة كما يفترون، وذلك لأنّ أمّة محمدٍ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لم يكونوا موجودين في عصر الأمم الأولى حتى يشهدوا أنَّ رسل الله بلَّغوا أقوامهم رسالة ربّهم، وإنما علَّمهم الله ما بال القرون الأولى في محكم كتابه لعلهم يعتبرون من الذين كذبوا برسل ربّهم وليس ليتَّخذهم شهداء على أقوامٍ لم تشاهدهم الأقوام الأولى وكذلك هم لم يشاهدوهم فكيف يأتي الله بأمّة محمدٍ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - شهداء على الأمم الأولى ورسل الله إليهم ؟ ولكن أمّة محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كانوا غائبين فكيف يُسأل الغائب عن الشهادة؟ بل كفى بالله شهيداً ولن يسأل الأمّة الوسط شيئاً إلا عن أنفسهم ونبيّهم. وقال الله تعالى:
{ فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (7) } صدق الله العظيم [الأعراف:6]
ولكن الذين يقولون على الله ما لا يعلمون قد توّهوكم عن التبليغ للعالمين برسالة ربّكم وما جاء فيها، أفلا تعلمون إنما القرآن العظيم رسالة من الله إلى الإنس والجنّ ليجعله الحُجّة عليهم بالحقّ لو كنتم تتقون؟ وقال تعالى: { وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الجنّ يَسْتَمِعُونَ القرآن فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ ﴿29﴾ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الحقّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مستقيم ﴿30﴾ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿31﴾ } صدق الله العظيم [الأحقاف:31]
ولذلك قال الله تعالى: { قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الجنّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالجنّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً (5) وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الجنّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً (6) وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً (7) وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً (9) وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ ربّهم رَشَداً (10) وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَباً (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْساً وَلَا رَهَقاً (13) } صدق الله العظيم [الجنّ]
ولكن للأسف يا إيهاب فإنَّ الإمام المهدي يشكو إلى ربّه ما شكاه إليه من قبل الرسول بالكتاب جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. وقال الله تعالى:
{ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا القرآن مَهْجُورًا } صدق الله العظيم [الفرقان:30]
وإن قال للإمام المهدي علماءُ المسلمين قال الله تعالى: { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ } صدق الله العظيم [آل عمران:7]
ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهدي المنتظر الحقّ من ربّهم وأقول، قال الله تعالى:
{ وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَآ إِلاَّ الْفَاسِقُونَ } صدق الله العظيم [البقرة:99]
وأمّا هذه الآية التي تحاجُّوني بها: { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ } صدق الله العظيم، فإنها لا تخصّ الآيات المحكمات في شيء أبداً، بل يقصد الآيات المُتشابهات وهنَّ بنسبة عشرة في المئة أو أقل من ذلك ولكن الإمام المهدي يحاجّكم بآيات الكتاب المحكمات البيّنات هُنَّ أمّ الكتاب وما يكفر بها إلا الفاسقون، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَآ إِلاَّ الْفَاسِقُونَ } صدق الله العظيم [البقرة:99]
وقال الله تعالى: { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أمّ الكتاب وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فأمّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كلّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ } صدق الله العظيم [آل عمران:7]
ويا إيهاب، نصيحتي لك أن تكون من أولي الألباب المتبعين لآيات أمّ الكتاب فهنَّ أمّ الكتاب وأساس هذا الدين الحنيف، إني لكم لمِنَ الناصحين.
ويا أخي الكريم، فما بالكم على الإمام المهدي ناصر محمد اليماني فمنكم من يصفه وأتباعه بالباطل كما وصفوا جدّي محمد رسول الله وصحابته بالباطل برغم أنهم يحاجّون النّاس بهذا القرآن العظيم. وقال الله تعالى:
{ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا القرآن مِن كلّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُبْطِلُونَ } صدق الله العظيم [الروم:58]
ويا سُبحان ربي! وكأنّ المعرضين عن القرآن العظيم تواصوا بهذا الجواب، فهل تَروننا قد أجرمنا لأننا نُنكر ونكذّب ما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم؟ فكيف نكذّب كلام الله ونتّبع ما يخالف لمحكم كلام الله في الروايات التي تأتي مخالفةً لآيات الكتاب المحكمات؟ هيهات هيهات، فكيف يهتدي من صدق بما يخالف لمحكم القرآن العظيم؟ وقال الله تعالى:
{ تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بالحقّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) } صدق الله العظيم [الجاثية]
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.