إمامي الحبيب ما قولكم في عبد الملك الحوثي
وفيمن يفتخرون بأنهم من آل البيت ويتعالون على الناس؟
من الإمام المهدي إلى عبد الملك الحوثي وإلى جميع من يقولون أنهم من آل البيت في كلِّ مكان في العالمين السلام على المتقين منكم أجمعين ولا سلامُ الله على من يسفكون دماء المسلمين ثم يزعمون أنّهم من آل البيت، وسلامُ الله على علماء الأمّة الصالحين الذين لا يخافون في الله لومة لائم ولا يسعون لرضوان الحاكم بغضب الربّ, وسلامُ الله على جميع المسلمين من سَلِمَ الناس من لسانه وشره، وسلامٌ على المرسلين, والحمدُ لله ربّ العالمين، وقال الله تعالى:
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}
صدق الله العظيم [النحل:44]
ألا وإنما السُّنة النّبويّة هي البيان الْحَقّ للقرآن, ولذلك لا ينبغي لقول محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في سُنّة البيان أن يُخالف لقول الله في مُحكم القرآن وإنما جاءت سُنة البيان لتفصيل آيات في القرآن, وكذلك الإمام المهدي الْحَقّ يؤتيه الله البيان الْحَقّ للقرآن، وحتماً تجدون البيان الْحَقّ للقرآن يتفق مع كثيرٍ من الأحاديث النّبويّة الْحَقّ ويُخالف كلمات الإدراج الزائدة في الأحاديث الْحَقّ ويخالف الإدراج الزائد فيها من الباطل ويخالف لأحاديث الطاغوت المُفتراة جُملةً وتفصيلاً التي جاءت من عند غير الله على لسان أوليائه من شياطين البشر ليصدوكم عن الصراط المستقيم.
ويا معشر علماء أمّة الإسلام؛ لقد بدأ الدين بنزول القرآن وكان غريباً بادئ الأمر؛ حتى تبيَّن لمن آمن به أنه الْحَقّ فاتبعه ولكنه سوف يعود غريباً على المسلمين وكأن الإمام المهدي جاءهم بدينٍ جديدٍ وما جاءهم الإمام المهدي بدينٍ جديدٍ ولكنهُ الْحَقّ من ربّهم، ولكن نظراً لأنهم لم يعودوا يتبعوا قرآنه كما كان يتبعه محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - والتابعين له، بل أصبح كثير من المسلمين يتبعون أحاديثاً تُخالف قرآنه وما أكثرها! ولا أعلمُ لكم بسبيلٍ للنجاة من عذاب الله حتى تتبعوا القرآن وبيانه من مُحكم القرآن، ولكن محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لم يكُن مأموراً أن يأتيهم بالبرهان لصحة البيان من القرآن لأن القرآن تمَّ تنزيله على محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ومن أنكر بيانه على لسان رسوله فقد أنكر قرآنه، وأما المهديّ المنتظَر فلم يتنزل عليه كتابٌ جديدٌ لأن خاتم الأنبياء والمرسلين هو محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولكن المهديّ المنتظَر يأتيكم بالبيان الْحَقّ من ذات القرآن وذلك لأنه كتابٌ مثاني يُفسِّر بعضه بعضاً. تصديقاً لقول الله تعالى:
{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ ربّهم ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}
صدق الله العظيم [الزمر:23]
ويا أمّة الإسلام يا حُجاج بيت الله الحرام، لقد تلقينا الأمر ذاته للمرة الرابعة بالرؤيا الْحَقّ على لسان جدي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فأمرني بما أمره الله من قبلي في قول الله تعالى:
{وَقُلِ الْحَقّ مِنْ ربّكم ۖ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا}
صدق الله العظيم [الكهف:29]
انتهى الأمر الذي يخص المهديّ المنتظَر في الرؤيا الحقّ, ولم تأتِ الرؤيا بوحي جديدٍ وإنما تكرار الأمر إلى المهديّ المنتظَر أن يحاجّ بالقرآن وتحذير للذين يتبعون ما خالف القرآن ويحسبون أنهم مُهتدون.
ويا أيها الناس، إنّي أُشهِدُ الله وكفى بالله شهيداً أني أدعوكم أجمعين إلى الاعتصام بكتاب الله القرآن العظيم رسالة الله المحفوظة من التحريف إلى الناس كافة لمن شاء منهم أن يتخذ سبيل الصراط المستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ}
صدق الله العظيم [الكهف:29]
وأشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أني الإمام المهدي أهديكم بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد وأُذكّر بالقرآن من يخافُ وعيد، ألا والله لا أستطيع هُداكم ما لم تؤمنوا بهذا القرآن العظيم فإن أبيتم فلا حُجة بيننا وبينكم غير كتاب الله العزيز المحفوظ من تحريف الباطل فلا يأتيه من بين يديه في عصر التنزيل لتحريفه ولا من خلفه من بعد ممات المرسل إليه خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم, ولكن الله حفظ للناس كتابه العزيز من تحريف الباطل إلى يوم الدين ليجعله الله حُجته على العالمين ليحفظ لهم طريق الهُدى الْحَقّ إلى الصراط المستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)}
صدق الله العظيم [فصلت]
وجعله الله البُرهان المُبين للداعي إلى صراط العزيز الحميد, وأمركم الله أن تعتصموا بحبل الله يا معشر المسلمين فتتبعوا آيات الكتاب البينات ولا تفرقوا. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}
صدق الله العظيم [آل عمران:103]
و لربّما يودّ أحد الإخوان العلماء أن يُقاطعني فيقول: "وما هو حبل الله الذي أمرنا الله أن نعتصم به وحده والكفر بما خالفه, فقد تفرق علماء الأمّة من قبلنا إلى شيع ٍ وأحزابٍ ونحن حذونا حذوهم وكلّ طائفةٍ يزعمون أنهُم هم الطائفة الناجية؛ أفلا تُفتِنا ما هو حبل الله الذي أمرنا أن نعتصم به وحده فلا نتفرق؟". ثمّ يردّ عليهم الإمام المهدي بالبُرهان المُبين وأقول: ألا إن حبل النّجاة الذي أمركم الله أن تعتصموا به فإنهُ بُرهان الداعية على الناس إلى صراط العزيز الحميد؛ إنهُ حُجة الله على الداعية وحُجة الداعية على الناس قد جعلهُ الله البُرهان للداعية إلى صراط الرحمن؛ إنه القرآن العظيم من اعتصم بمُحكمه ونبذ ما خالفه فقد اهتدى إلى صراط العزيز الحميد, ومن ابتغى الهُدى في سواه وأبى الاعتصام بحبل الله فقد غوى وهوى وكأنما خرَّ من السماء فتخطَفَه الطير أو تهوي به الريح إلى مكانٍ سحيقٍ في نار جهنم أسفل الأراضين السبع، فمن أراد الاعتصام بالحقّ فإن المهديّ المنتظَر لا يأمركم أن تعتصموا بالمهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني, فما يدريكم أنه المهديّ المنتظَر أم كذاب أشر ما لم يدعُكم للاعتصام بحبل الله القرآن العظيم ثُم يُهيمن عليكم بسُلطان العلم من مُحكم القرآن حتى لا يحاجُّه عالمُكم ولا جاهلكم إلا غلبه بالبرهان المُبين لدعوة الْحَقّ القرآن العظيم حبل الله للنجاة من الضلال؛ من اعتصم به فقد اهتدى إلى صراطٍ مستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن ربّكم وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا}
صدق الله العظيم [النساء:174]
ولربّما يودّ أن يُقاطعني أحد علماء طائفة القرآن فيقول: "الحمدُ لله فنحنُ القرآنيون اعتصمنا بحبل النّجاة والهُدى, فنحن النّاجون ونحنُ المٌهتدون ونحنُ الصافون ونحنُ المسبحون", ثمّ يردّ عليهم الإمام المهدي وأفتيهم بالحقّ: بل ضللتم وأضللتم عن الصراط المستقيم لأنكم تتبعون قرآنه وتذرون بيانه، وسبب ضلالكم عن الهُدى هو أنكم تفسرون آيات الكتاب التي لا تزال بحاجة للتفصيل من ذات الكتاب اجتهاداً منكم كما ترون ظاهر الآية ولكن الآية إما أن تكون مُتشابهة ظاهرها يختلف عن بيانها أو تكون من الآيات التي لا تزال بحاجة للمزيد من التفصيل من كتاب القول الثقيل، ولم يجعل الله المهديّ المنتظَر من طائفة القرآنيين من الذين يفسرون القرآن اجتهاداً منهم من ذات أنفسهم بغير سُلطانٍ من الرحمن.
ولكن المهديّ المنتظَر الْحَقّ من ربّكم لا يجرؤ أن يُفسر القرآن اجتهاداً منه من رأسي من ذات نفسي؛ بل آتيكم بسلطان البيان من ذات القرآن، وذلك لأن القرآن قد جاء فيه البيان لو كنتم تعلمون، ولذلك لن تجدوا المهديّ المنتظَر يفسر القرآن اجتهاداً منه فليس هذا هو الاجتهاد، بل الاجتهاد هو:
البحث عن البيان في ذات القرآن العظيم حتى يؤتيك الله سُلطان البيان من ذات القرآن ومن بعد أن يتبين لك الْحَقّ من ربك بالعلم المُلجم لأي عالم يُخالف حُجتك ومن ثم تدعو علماء الأمّة والناس أجمعين إلى الله على بصيرةٍ من ربّك حتى تجعلهم بين خيارين إما أن يصدقوا فيتبعوا أو يعرضوا عن القرآن العظيم ويبتغوا الهدى في سواه, ومن ابتغى الهُدى في سواه أضلهُ الله.
ولكني أراكم تفسرون القرآن حسب هواكم وكذلك الشيعة الاثني عشر الذين يزعمون أنهم هم أنصار المهديّ المنتظَر حتى إذا جاءهم بالبيان الْحَقّ للذكر مُخالفاً لأهوائهم فإذا هم عن الْحَقّ مُعرضون أو اتخذوا بين ذلك سبيلاً فلا كذَّبوا ولا صدقوا. وكذلك أهل السُّنة يظنون أنهم هم أنصار المهديّ المنتظَر حتى إذا جاءهم بالبيان الْحَقّ للذكر مُخالفاً لأهوائهم ومُلجماً لعقولهم فما كان قول قومٍ منهم إلا أن قالوا: "إن المهديّ المنتظَر لا يقول أنهُ المهدي المنتظر؛ بل نحن نعلمهُ ونقول لهُ إنهُ هو المهديّ المنتظَر فنُكرِهُهُ على البيعة وهو صاغر"! ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر ويقول: فهل أنتم تؤمنون أن المهديّ المنتظَر خليفة الله في الأرض سوف يملأ الأرض عدلاً بين الأمم كما مُلئت جوراً وظُلماً؟ ومن ثم يقول أهل السنة: "اللهم نعم"، ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر وأقول: فهل ترون يا معشر الشيعة والسنة أنهُ بالعقل والمنطق أنهُ يحق لكم أنتم أن تصطفوا خليفة الله في الأرض؟ فهل أنتم أعلمُ أم الله يعلمُ حيث يجعل قرآنهُ وبيانه؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا في كلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123) وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ (124) فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (125)}
صدق الله العظيم [الأنعام]
أم إنكم لا تعلمون من هو المقصود بقول الله تعالى:
{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122)}؟ صدق الله العظيم، فذلك هو الإمام المهدي الْحَقّ من ربّكم يصلحه الله من بعد غفلة فيمده بنور البيان الْحَقّ للقرآن ويظهره الله عليكم إن أعرضتم في ليلة واحدة وأنتم صاغرون, وهل تدرون لماذا يظهره الله عليكم في ليلة وأنتم صاغرون إن أبيتم طاعته؟ وذلك لأنه خليفة الله عليكم وما كان لكم ولا لملائكة الرحمن المُقربين الخيرة من الأمر في شأن خليفة الله بل شأن خليفة الله يختص به الله وحده من دون خلقه سُبحانه وتعالى علواً كبيراً ولم يكُن له شريك في الملك فيكون له الْحَقّ في الاختيار لخليفة الله ولا يشرك في حُكمه أحداً. تصديقاً لقول الله تعالى:
{مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا}
صدق الله العظيم [الكهف:26]
وتصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
صدق الله العظيم [آل عمران:26]
فمن الذي آتى الملك خليفة الله آدم, ومن الذي نزعه منه من غير ظُلم؟ إنه الله مالك المُلك الذي يؤتي مُلكه من يشاء وينزع الملك ممن يشاء سواء يكون الخليفة الأصغر أو الأكبر, فالأمر كُله لله وحده ولا يحق حتى للأنبياء أن يصطفوا خليفة ربهم؛ بل الله هو الذي يختار لهم إمامهم من بينهم فيزيده عليهم بسطة في العلم ليجعله البُرهان للإمامة والقيادة.
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247)}
صدق الله العظيم [البقرة:247]
ويا معشر آل البيت الهاشمي القرشي في كلِّ مكانٍ من ذا الذي أفتاكم أن لكم المُلك على العالمين في كلّ زمانٍ ومكانٍ من دون الناس؟ وترون أنكم أحقّ بالمُلك من كافة البشر على العالمين! وإنكم لكاذبون يا من تزعمون بذلك؛ بل أراكم تُقاتلون الناس فتسفكون دماء المسلمين بحُجة أنكم أحقّ بالمُلك من غيركم وإنكم لكاذبون، إلا من اصطفى الله من آل البيت إماماً كريماً يدعو إلى الْحَقّ ويهدي إلى صراطٍ مُستقيم بالبيان الْحَقّ للقرآن العظيم فيُهيمنوا على كافة علماء الأمّة في عصرهم في كلّ زمانٍ ومكانٍ ليحكموا بين علماء الأمّة فيما كانوا فيه يختلفون فيوحدوا شمل الأمّة فيقودوا المسلمين للجهاد في سبيل الله بالحقّ على الأسس الْحَقّ فيأمرون بالمعروف وينهون عن المُنكر فأولئك هُم الخُلفاء الراشدون؛ أولوا الأمر من آل البيت الذين أمر الله المسلمين بطاعتهم من بعد رسوله من آل بيته من الذين يؤتيهم الله التأويل الْحَقّ لكتابه. تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}
صدق الله العظيم [النساء:59]
أولئك هم أولوا الأمر منكم من بعد رسوله من آل بيته الذين إذا اختلفتم في الأحاديث النّبويّة ثم رديتم الحُكم بينكم إلى أولي الأمر منكم من آل بيت الرسول من الذين آتاهم الله البيان الْحَقّ للقرآن ثم يستنبط لكم حُكم الله بالحقّ من محكم كتابه فيهيمن عليكم بسُلطان العلم فذلك من أولي الأمر من آل بيت محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إن وجد في عالمكم, فاعلموا أن الله اصطفاه عليكم وجعله إماماً لكم وأمركم بطاعته كما أمركم بطاعة محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولكني أرى كثيراً من آل البيت يزعمون أن الله قد اصطفاهم على العالمين فآتاهم ملكوته من دون العالمين ويزعمون أن الله قد أمر الناس بطاعتهم كما أمر المؤمنين بطاعة رسوله وإنكم لكاذبون يا من تزعمون بذلك وتُنازعون الناس في ملكهم فتسفكون دماءً للوصول إلى كُرسيّ الحُكم بحُجة أنكم أحقّ بالملك منهم وترون أنه لا يحقّ لهم أن يجعلهم الله مُلوكاً عليكم حتى كرهكم كثيرٌ من الناس وكرّهتم الناس في آل بيت محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الْحَقّ.
ألا والله الذي لا إله غيره ولا معبود سواه ما خص الله بالملك آل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم, وما عسانا أن نكون نحن آل البيت إلا عبيداً لله مثلنا كمثل الناس الآخرين لا فرق شيئاً بيننا وبين عباد الله من الناس أجمعين إلا بتقوى الله، ولا ولن يُغني عنّا نسبنا إلى بيت رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إذا لم تكونوا من المُتقين لربّ العالمين، والنسب الْحَقّ في الكتاب هو نسب التقوى عند الله في الكتاب للناس جميعاً. تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}
صدق الله العظيم [الحجرات:13]
ولكني أرى أقواماً من آل البيت لا يزوجون الصالحين من المسلمين لأنهم يرون أن لهم فخراً على الناس وأن معدنهم معدن الماس ومعدن الناس النحاس, وإنكم لكاذبون وكسبتم العداوة والبغضاء لكم في قلوب الناس بسبب كبركم على الناس بغير الْحَقّ وإن الله لا يُحب المستكبرين.
وأنا المهديّ المنتظَر الإمام الثاني عشر من آل البيت المُطهر, ولم يأمر الله الناس في مُحكم كتابه و لم يفرض عليهم أن يطيعوا من آل البيت إلا من اصطفاه الله للناس إماماً كريماً فيزيده الله عليهم بسطةً في علم البيان الْحَقّ للقرآن فيهديهم بالكتاب إلى الصراط المستقيم, ولم يورّث لنا نحن آل بيت محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - المُلك؛ بل أورثنا الكتاب ولجميع المسلمين.
فمن آل البيت سابق بالخيرات كمثل المهدي المنتظر، ومنهم مُقتصد ولم يؤتِه الله علم الكتاب ليجعله حكماً وحاكماً ولم يُنازع الناس في مُلكهم، ومنهم ظالمٌ لنفسه مُبين يضل المسلمين ويقاتل الناس ليس من أجل الدين، بل طمعاً في عرش الملك ويرون أنهم أحق بالملك من جميع المسلمين, ثم نرد على الضّال المُضّل منهم ونقول: فهل آتاك الله المُلك على الناس فاصطفاك لهم ملكاً وإماماً وقائداً كريما؟ قال الله تعالى:
{قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
صدق الله العظيم [البقرة:111]
و أحكمُ بين المختلفين بالحقّ, ونقول: إن الملك لله وليس لآل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم, فلا تسفكوا دماء المسلمين بحُجة أنكم أحقّ بالملك على الناس؛ سُبحان الله العظيم له الملك وحده وهو يؤتي مُلكه من يشاء! فمن قال أيها الناس إني من آل بيت رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - قد ابتعثني الله لكم إماماً وآتاني الملك عليكم بالحقّ فأيدني بالبرهان المُبين فزادني عليكم بسطةً في العلم وأيدني بالحُجة الداحضة، فلا ولن تجدوا عالماً واحداً سواء يكون من آل بيت رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أو من عباد الله الآخرين فلن تجدوا أن أحداً يُهيمن على الإمام المُصطفى بعلمٍ أهدى من علمه الْحَقّ من ربّه ولا كافة علماء العالم في عصره، فلا يُحاجوه من الكتاب إلا هيمن عليهم بسُلطان العلم فأولئك من الذين أمركم الله بطاعتهم أمراً مفروضاً إن وُجِدوا فيكم, فأولئك من الذين أمركم الله بطاعتهم في محكم كتابه من بعد محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولم يأمر الله المسلمين بطاعة آل بيت محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلا من اصطفاه الله لهم إماماً فزاده الله عليهم بسطة في العلم على كافة علماء أمته في عصره, فذلك قد بعثه الله لكم ملِكاً كريماً وأمركم بطاعته كما أمر كم بطاعة محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر. تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}
صدق الله العظيم [النساء:59]
فهل تعلمون بالمقصود من قول الله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}؟ صدق الله العظيم، أي فما اختلفتم فيه يا علماء المسلمين فردّوه إلى الله بالاحتكام إلى ما جاء به رسوله فيستنبط لكم منه الحكم الْحَقّ أولوا الأمر منكم إن وُجِدوا، فيهدوكم بكتاب الله إلى الصراط المستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القرآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا}
صدق الله العظيم [النساء]
ويا عبد الملك الحوثي وأتباعه؛ إني آمرك أن تكفّ عن سفك دماء المسلمين، فلا حاجة لي برضوانك ولا برضوان علي عبد الله صالح! ولم يجعلني الله بآسفك ولا بآسف علي عبد الله صالح! وأنطق بالحقّ لمن أراد أن يتبع الْحَقّ منكم ومن الناس أجمعين، فلم يأمرنا الله نحن آل البيت أن نُقاتل الناس على المُلك بحجة أننا أحقّ بالملك من المسلمين من غير آل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم, وها هو الإمام المهديّ المنتظَر قد حضر في قدره المقدور في الكتاب المسطور في عصر الحوار من قبل الظهور ولم يأمرني الله بأن أقاتل المسلمين، لا عالماً ولا حاكماً بل أنطق بالعلم لمن أراد الهدى من قادة العالم والناس أجمعين, وأقول:
أيها الناس إني خليفة الله عليكم بالحقّ اصطفاني الله عليكم ملكاً وإماماً كريماً وأهديكم بالقرآن العظيم إلى الصراط المستقيم فأيدني بالبرهان للخلافة عليكم بالحقّ فزادني على كافة عُلمائكم على مُختلف دياناتكم ومذاهبكم وشيعكم بسطة في العلم.
فإذا وجدتم المدعو ناصر محمد اليماني حقاً جعله الله مُهيمناً بالحقّ على كافة علماء الأمّة كفارس على جواده في ميدان الفروسية يصول ويجول و يقول هل من مُبارزٍ؟ فإن بارزه أحد هزمه وكذلك الإمام المهدي يدعو كافة علماء الأمّة إلى طاولة الحوار العالمية (موقع الإمام ناصر محمد اليماني) وكتاب الله في يميني وسنة رسوله الْحَقّ في يساري، ولن تجدوا عالماً من علماء الأمّة يُحاج ناصر محمد اليماني إلا ألجمه بالحقّ وهيمن عليه بسُلطان العلم وإنّا لصادقون, فإن وجدتم أني حقاً لا أُبالغُ بغير الْحَقّ وأني حقاً لا يحاجني عالم بالقرآن العظيم إلا هيمنت عليه بسلطان مُبين، فعند ذلك فقد أقمت عليكم الحُجة بالحقّ على عالمكم و جاهلكم لتعلموا أني الإمام المهدي خليفة الله عليكم من أولي الأمر منكم من آل بيت رسول الله المُكرمين من الأئمة الذين أمركم الله بطاعتهم ولم يأمركم الله بطاعة ناصر محمد اليماني ولا غيره من بني هاشم ما لم يُهيمن عليكم بسُلطان العلم المُلجم من القرآن المُحكم فعند ذلك يعلم أهل العلم أن هذا الداعية قد ابتعثه الله إمام الأمّة ليكشف الغُمة فيزيل به الظُلمة فيخرج الناس من الظُلمات إلى النور.
فإن كُنت منهم يا عبد الملك الحوثي فعليك الحضور إلى طاولة الحوار للحوار بالعلم حصرياً من القرآن العظيم، فإذا فعلت فقد أثبت أنك من الأئمة المُصطفين من أهل البيت وعلمنا أن الله أمرنا بطاعتك وإذا لم تفعل ولن تفعل فاعلم أن الله شديدُ العقاب، فإن استمرَرْت في سفك دماء المسلمين وأظهرني الله بالاعتراف بالحقّ وأنت لا تزال في ضلالك القديم وتسفك دماء المسلمين اليمانيين! فأقسمُ بالله العظيم لتجدن الإمام المهدي أشدَّ بأساً وأشدَّ تنكيلاً لئن تم تسليم الحُكم إلينا طوعاً, ولم يأمر الله المهديّ المنتظَر أن يتسلم الحُكم بسفك قطرة دم مُسلم، وأنت سفكت نهراً من دماء المسلمين اليمانيين فمن يُنجيك من عذاب الله يا عبد الملك الحوثي ومن اتبعك فإنهم من الضالين ضلوا عن الصراط المستقيم.
أفلا تعلم يا عبد الملك الحوثي أن هدم بيت الله المُعظم أهون عند الله العظيم من سفك دماء مُسلم بغير الْحَقّ! فما تُريد من المُلك؟ يا رجل اتق ِالله، فو الله الذي لا إله غيره ولا معبود سواه أن المهديّ المنتظَر لولا أنهُ يريد أن يحكم العالم بما أنزل الله ليتم الله بعبده نوره ولو كره المُجرمون ظهوره، ما تمنيت أن أصعد على عرش ٍ أبداً ولتمنيت الموت الليلة قبل الغد أن يأخذني وأنا على الصراط المستقيم عاجلاً غير آجل لولا أني أريد البقاء في الحياة من أجل الله حتى يتمّ الله بعبده نوره ولو كره المُجرمون ظُهوره لأنه لا حاجة لنا بملكوت هذه الحياة الفانية ولكنّني مُجبر على قبول أمانة الخلافة الراشدة حتى أحكم العالم بما أنزل الله، فآمر بالمعروف وأنهى عن المُنكر مؤمنٌ بالله وبكتاب الله وبخاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وكافة المرسلين من ربّهم ولا أُفرق بين أحد من رُسله وأنا من المسلمين، ولا أظلم ولا أسفك دماء مُسلم ولا دماء كافرٍ بحُجة عدم الإسلام فلا إكراه في الدين ولم يأمرنا الله أن نُكرِه الناس حتى يكونوا مؤمنين. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ}
صدق الله العظيم [يونس:99]
وذلك لأنه لا إكراه في الدين يا معشر الذين يشوهون دين الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)}
[البقرة]
{وَقُلْ الْحَقّ مِنْ ربّكم فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29)}
[الكهف]
{فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ(21)لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ(22)إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ(23)فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ(24)إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ(25)ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ(26)}
[الغاشية]
{فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتْ الذِّكْرَى(9)سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى(10)وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى(11)الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى(12) ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا(13)قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى(14)وَذَكَرَ اسْمَ ربّه فَصَلَّى(15)بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا(16)وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17)}
[الأعلى]
{نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقرآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ(45)}
[ق]
{إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى ربّه سَبِيلًا(19)}
[المزمل]
وعليكم أن تعلموا أن الحديث الموضوع المُخالف لكافة أوامر الله في محكم كتابه أنه موضوع مُفترًى لتشويه الدين والمسلمين كمثل هذا الحديث الموضوع في صحيح البخاري ومُسلم:
2786 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري حدثنا سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه وحسابه على الله رواه عمر وابن عمر عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم.
صحيح البخاري ج 3 ص 1077
_______________
ومن ثم نرد على المُفترين ونقول: وهل من لم يقل لا إله إلا الله محمد رسول الله, فهل أحل الله لكم دمه وماله وعرضه؟ ألا والله ما أمركم بذلك إلا الشيطان الرجيم, ولذلك جاء مُخالفاً لأمر الله في مُحكم القرآن العظيم, وهل بعث الله محمداً عبده ورسوله إلى الناس كافة إلا رحمة للعالمين؟
فتعالوا لأخبركم من هم الذين أحل الله لكم من الكافرين دماءهم وأموالهم؟ إنهم الذين يقاتلونكم في الدين ويعتدون على حُرمات المسلمين, فأولئك أمرنا الله بقتالهم وأحل الله لنا أموالهم غنيمة, ولا أعلم في الذكر بالأمر من الله لقتال كافر وسفك دمه ونهب ماله ونسائه بحُجة كفره بالله وبرسوله ولم يعتدِ على المسلمين ولم يحاربهم في دينهم، فمن سفك دمه ونهب ماله وعرضه من المسلمين بحُجة كُفره بالله ورسوله فإن على هذا المسلم المُعتدي لعنة الله وملائكته والناس أجمعين لعناً كبيراً وسيصليه الله ناراً وسعيراً خالداً فيها مُخلداً في نار جهنم وساءت مصيراً, فما بالك يا عبد الملك الحوثي بقتل المسلم الذي يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله؟ أفلا تتقي الله؟
ولا أعلم أن آل البيت الْحَقّ يفعلون ذلك أبداً، فنحن أهل البيت الْحَقّ نُحرم قتل الناس مُسلمهم وكافرهم، أم إنك صاحب فتنة الأحلاس الذي كُلما قال الناس أنها انتهت عادت, وقال محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في ( فتنة الأحلاس):
[قال قائل: يا رسول الله وما فتنة الأحلاس؟ قال: هي هرب وحرب، ثم فتنة السراء، دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني وإنما أوليائي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجلٍ كوركٍ على ضلع، ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحداً من هذه الأمّة إلا لطمته لطمة فإذا قيل انقضت تمادت يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافرا حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه فإذا كان ذلكم فانتظروا الدجال من يومه أو من غده]
وهذا حديثٌ أكثره الْحَقّ وفيه قليل من الإدراج فتذكر قول محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني وإنما أوليائي المتقون] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
فهل ترى من التقوى أن تسفك دماء المسلم اليماني واليمانيون هم أهلي وأوليائي يا عبد الملك الحوثي؟ اتق ِ الله! ألا والله الذي لا إله غيره أني لا أفتي بهذه الفتوى الْحَقّ لكي أنال رضوان علي عبد الله صالح! فلم يجعلني الله بآسف رضوان علي عبد الله صالح ولا رضوان الملك عبد الله ولا حسني مبارك ولا معمر القذافي ولا أيٍّ من قادة البشر جميعاً ولا الناس أجمعين, فلا أداري في الْحَقّ شيئاً ولن أسعى لرضوان الناس العبيد على حساب غضب الربّ المعبود؛ بل رضوان الله أتَّبعُ فهو النّعيم الأعظم من ملكوت الدنيا والآخرة تجدوه في رضوان الرحمن، فلا تهتموا برضوان الناس واعبدوا ربّ الناس إن كنتم به مؤمنين, فإن أطعتم خليفة الله غفر الله لكم وأدخلكم في رحمته في الدُنيا والآخرة، وإن عصيتم فأقسمُ بالله العظيم لن أسفك قطرة دم مُسلم ولا كافر من أجل الوصول إلى الحُكم، وما كان لخليفة الله أن يفسد في الأرض ويسفك الدماء بل سوف يظهرني الله عليكم وعلى الناس أجمعين في ليلة وأنتم صاغرون.
وسلامٌ على المرسلين, والحمد لله ربّ العالمين..
أخو الصالحين الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
وفيمن يفتخرون بأنهم من آل البيت ويتعالون على الناس؟
من الإمام المهدي إلى عبد الملك الحوثي وإلى جميع من يقولون أنهم من آل البيت في كلِّ مكان في العالمين السلام على المتقين منكم أجمعين ولا سلامُ الله على من يسفكون دماء المسلمين ثم يزعمون أنّهم من آل البيت، وسلامُ الله على علماء الأمّة الصالحين الذين لا يخافون في الله لومة لائم ولا يسعون لرضوان الحاكم بغضب الربّ, وسلامُ الله على جميع المسلمين من سَلِمَ الناس من لسانه وشره، وسلامٌ على المرسلين, والحمدُ لله ربّ العالمين، وقال الله تعالى:
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}
صدق الله العظيم [النحل:44]
ألا وإنما السُّنة النّبويّة هي البيان الْحَقّ للقرآن, ولذلك لا ينبغي لقول محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في سُنّة البيان أن يُخالف لقول الله في مُحكم القرآن وإنما جاءت سُنة البيان لتفصيل آيات في القرآن, وكذلك الإمام المهدي الْحَقّ يؤتيه الله البيان الْحَقّ للقرآن، وحتماً تجدون البيان الْحَقّ للقرآن يتفق مع كثيرٍ من الأحاديث النّبويّة الْحَقّ ويُخالف كلمات الإدراج الزائدة في الأحاديث الْحَقّ ويخالف الإدراج الزائد فيها من الباطل ويخالف لأحاديث الطاغوت المُفتراة جُملةً وتفصيلاً التي جاءت من عند غير الله على لسان أوليائه من شياطين البشر ليصدوكم عن الصراط المستقيم.
ويا معشر علماء أمّة الإسلام؛ لقد بدأ الدين بنزول القرآن وكان غريباً بادئ الأمر؛ حتى تبيَّن لمن آمن به أنه الْحَقّ فاتبعه ولكنه سوف يعود غريباً على المسلمين وكأن الإمام المهدي جاءهم بدينٍ جديدٍ وما جاءهم الإمام المهدي بدينٍ جديدٍ ولكنهُ الْحَقّ من ربّهم، ولكن نظراً لأنهم لم يعودوا يتبعوا قرآنه كما كان يتبعه محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - والتابعين له، بل أصبح كثير من المسلمين يتبعون أحاديثاً تُخالف قرآنه وما أكثرها! ولا أعلمُ لكم بسبيلٍ للنجاة من عذاب الله حتى تتبعوا القرآن وبيانه من مُحكم القرآن، ولكن محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لم يكُن مأموراً أن يأتيهم بالبرهان لصحة البيان من القرآن لأن القرآن تمَّ تنزيله على محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ومن أنكر بيانه على لسان رسوله فقد أنكر قرآنه، وأما المهديّ المنتظَر فلم يتنزل عليه كتابٌ جديدٌ لأن خاتم الأنبياء والمرسلين هو محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولكن المهديّ المنتظَر يأتيكم بالبيان الْحَقّ من ذات القرآن وذلك لأنه كتابٌ مثاني يُفسِّر بعضه بعضاً. تصديقاً لقول الله تعالى:
{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ ربّهم ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}
صدق الله العظيم [الزمر:23]
ويا أمّة الإسلام يا حُجاج بيت الله الحرام، لقد تلقينا الأمر ذاته للمرة الرابعة بالرؤيا الْحَقّ على لسان جدي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فأمرني بما أمره الله من قبلي في قول الله تعالى:
{وَقُلِ الْحَقّ مِنْ ربّكم ۖ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا}
صدق الله العظيم [الكهف:29]
انتهى الأمر الذي يخص المهديّ المنتظَر في الرؤيا الحقّ, ولم تأتِ الرؤيا بوحي جديدٍ وإنما تكرار الأمر إلى المهديّ المنتظَر أن يحاجّ بالقرآن وتحذير للذين يتبعون ما خالف القرآن ويحسبون أنهم مُهتدون.
ويا أيها الناس، إنّي أُشهِدُ الله وكفى بالله شهيداً أني أدعوكم أجمعين إلى الاعتصام بكتاب الله القرآن العظيم رسالة الله المحفوظة من التحريف إلى الناس كافة لمن شاء منهم أن يتخذ سبيل الصراط المستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ}
صدق الله العظيم [الكهف:29]
وأشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أني الإمام المهدي أهديكم بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد وأُذكّر بالقرآن من يخافُ وعيد، ألا والله لا أستطيع هُداكم ما لم تؤمنوا بهذا القرآن العظيم فإن أبيتم فلا حُجة بيننا وبينكم غير كتاب الله العزيز المحفوظ من تحريف الباطل فلا يأتيه من بين يديه في عصر التنزيل لتحريفه ولا من خلفه من بعد ممات المرسل إليه خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم, ولكن الله حفظ للناس كتابه العزيز من تحريف الباطل إلى يوم الدين ليجعله الله حُجته على العالمين ليحفظ لهم طريق الهُدى الْحَقّ إلى الصراط المستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)}
صدق الله العظيم [فصلت]
وجعله الله البُرهان المُبين للداعي إلى صراط العزيز الحميد, وأمركم الله أن تعتصموا بحبل الله يا معشر المسلمين فتتبعوا آيات الكتاب البينات ولا تفرقوا. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}
صدق الله العظيم [آل عمران:103]
و لربّما يودّ أحد الإخوان العلماء أن يُقاطعني فيقول: "وما هو حبل الله الذي أمرنا الله أن نعتصم به وحده والكفر بما خالفه, فقد تفرق علماء الأمّة من قبلنا إلى شيع ٍ وأحزابٍ ونحن حذونا حذوهم وكلّ طائفةٍ يزعمون أنهُم هم الطائفة الناجية؛ أفلا تُفتِنا ما هو حبل الله الذي أمرنا أن نعتصم به وحده فلا نتفرق؟". ثمّ يردّ عليهم الإمام المهدي بالبُرهان المُبين وأقول: ألا إن حبل النّجاة الذي أمركم الله أن تعتصموا به فإنهُ بُرهان الداعية على الناس إلى صراط العزيز الحميد؛ إنهُ حُجة الله على الداعية وحُجة الداعية على الناس قد جعلهُ الله البُرهان للداعية إلى صراط الرحمن؛ إنه القرآن العظيم من اعتصم بمُحكمه ونبذ ما خالفه فقد اهتدى إلى صراط العزيز الحميد, ومن ابتغى الهُدى في سواه وأبى الاعتصام بحبل الله فقد غوى وهوى وكأنما خرَّ من السماء فتخطَفَه الطير أو تهوي به الريح إلى مكانٍ سحيقٍ في نار جهنم أسفل الأراضين السبع، فمن أراد الاعتصام بالحقّ فإن المهديّ المنتظَر لا يأمركم أن تعتصموا بالمهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني, فما يدريكم أنه المهديّ المنتظَر أم كذاب أشر ما لم يدعُكم للاعتصام بحبل الله القرآن العظيم ثُم يُهيمن عليكم بسُلطان العلم من مُحكم القرآن حتى لا يحاجُّه عالمُكم ولا جاهلكم إلا غلبه بالبرهان المُبين لدعوة الْحَقّ القرآن العظيم حبل الله للنجاة من الضلال؛ من اعتصم به فقد اهتدى إلى صراطٍ مستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن ربّكم وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا}
صدق الله العظيم [النساء:174]
ولربّما يودّ أن يُقاطعني أحد علماء طائفة القرآن فيقول: "الحمدُ لله فنحنُ القرآنيون اعتصمنا بحبل النّجاة والهُدى, فنحن النّاجون ونحنُ المٌهتدون ونحنُ الصافون ونحنُ المسبحون", ثمّ يردّ عليهم الإمام المهدي وأفتيهم بالحقّ: بل ضللتم وأضللتم عن الصراط المستقيم لأنكم تتبعون قرآنه وتذرون بيانه، وسبب ضلالكم عن الهُدى هو أنكم تفسرون آيات الكتاب التي لا تزال بحاجة للتفصيل من ذات الكتاب اجتهاداً منكم كما ترون ظاهر الآية ولكن الآية إما أن تكون مُتشابهة ظاهرها يختلف عن بيانها أو تكون من الآيات التي لا تزال بحاجة للمزيد من التفصيل من كتاب القول الثقيل، ولم يجعل الله المهديّ المنتظَر من طائفة القرآنيين من الذين يفسرون القرآن اجتهاداً منهم من ذات أنفسهم بغير سُلطانٍ من الرحمن.
ولكن المهديّ المنتظَر الْحَقّ من ربّكم لا يجرؤ أن يُفسر القرآن اجتهاداً منه من رأسي من ذات نفسي؛ بل آتيكم بسلطان البيان من ذات القرآن، وذلك لأن القرآن قد جاء فيه البيان لو كنتم تعلمون، ولذلك لن تجدوا المهديّ المنتظَر يفسر القرآن اجتهاداً منه فليس هذا هو الاجتهاد، بل الاجتهاد هو:
البحث عن البيان في ذات القرآن العظيم حتى يؤتيك الله سُلطان البيان من ذات القرآن ومن بعد أن يتبين لك الْحَقّ من ربك بالعلم المُلجم لأي عالم يُخالف حُجتك ومن ثم تدعو علماء الأمّة والناس أجمعين إلى الله على بصيرةٍ من ربّك حتى تجعلهم بين خيارين إما أن يصدقوا فيتبعوا أو يعرضوا عن القرآن العظيم ويبتغوا الهدى في سواه, ومن ابتغى الهُدى في سواه أضلهُ الله.
ولكني أراكم تفسرون القرآن حسب هواكم وكذلك الشيعة الاثني عشر الذين يزعمون أنهم هم أنصار المهديّ المنتظَر حتى إذا جاءهم بالبيان الْحَقّ للذكر مُخالفاً لأهوائهم فإذا هم عن الْحَقّ مُعرضون أو اتخذوا بين ذلك سبيلاً فلا كذَّبوا ولا صدقوا. وكذلك أهل السُّنة يظنون أنهم هم أنصار المهديّ المنتظَر حتى إذا جاءهم بالبيان الْحَقّ للذكر مُخالفاً لأهوائهم ومُلجماً لعقولهم فما كان قول قومٍ منهم إلا أن قالوا: "إن المهديّ المنتظَر لا يقول أنهُ المهدي المنتظر؛ بل نحن نعلمهُ ونقول لهُ إنهُ هو المهديّ المنتظَر فنُكرِهُهُ على البيعة وهو صاغر"! ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر ويقول: فهل أنتم تؤمنون أن المهديّ المنتظَر خليفة الله في الأرض سوف يملأ الأرض عدلاً بين الأمم كما مُلئت جوراً وظُلماً؟ ومن ثم يقول أهل السنة: "اللهم نعم"، ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر وأقول: فهل ترون يا معشر الشيعة والسنة أنهُ بالعقل والمنطق أنهُ يحق لكم أنتم أن تصطفوا خليفة الله في الأرض؟ فهل أنتم أعلمُ أم الله يعلمُ حيث يجعل قرآنهُ وبيانه؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا في كلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123) وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ (124) فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (125)}
صدق الله العظيم [الأنعام]
أم إنكم لا تعلمون من هو المقصود بقول الله تعالى:
{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122)}؟ صدق الله العظيم، فذلك هو الإمام المهدي الْحَقّ من ربّكم يصلحه الله من بعد غفلة فيمده بنور البيان الْحَقّ للقرآن ويظهره الله عليكم إن أعرضتم في ليلة واحدة وأنتم صاغرون, وهل تدرون لماذا يظهره الله عليكم في ليلة وأنتم صاغرون إن أبيتم طاعته؟ وذلك لأنه خليفة الله عليكم وما كان لكم ولا لملائكة الرحمن المُقربين الخيرة من الأمر في شأن خليفة الله بل شأن خليفة الله يختص به الله وحده من دون خلقه سُبحانه وتعالى علواً كبيراً ولم يكُن له شريك في الملك فيكون له الْحَقّ في الاختيار لخليفة الله ولا يشرك في حُكمه أحداً. تصديقاً لقول الله تعالى:
{مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا}
صدق الله العظيم [الكهف:26]
وتصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
صدق الله العظيم [آل عمران:26]
فمن الذي آتى الملك خليفة الله آدم, ومن الذي نزعه منه من غير ظُلم؟ إنه الله مالك المُلك الذي يؤتي مُلكه من يشاء وينزع الملك ممن يشاء سواء يكون الخليفة الأصغر أو الأكبر, فالأمر كُله لله وحده ولا يحق حتى للأنبياء أن يصطفوا خليفة ربهم؛ بل الله هو الذي يختار لهم إمامهم من بينهم فيزيده عليهم بسطة في العلم ليجعله البُرهان للإمامة والقيادة.
تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247)}
صدق الله العظيم [البقرة:247]
ويا معشر آل البيت الهاشمي القرشي في كلِّ مكانٍ من ذا الذي أفتاكم أن لكم المُلك على العالمين في كلّ زمانٍ ومكانٍ من دون الناس؟ وترون أنكم أحقّ بالمُلك من كافة البشر على العالمين! وإنكم لكاذبون يا من تزعمون بذلك؛ بل أراكم تُقاتلون الناس فتسفكون دماء المسلمين بحُجة أنكم أحقّ بالمُلك من غيركم وإنكم لكاذبون، إلا من اصطفى الله من آل البيت إماماً كريماً يدعو إلى الْحَقّ ويهدي إلى صراطٍ مُستقيم بالبيان الْحَقّ للقرآن العظيم فيُهيمنوا على كافة علماء الأمّة في عصرهم في كلّ زمانٍ ومكانٍ ليحكموا بين علماء الأمّة فيما كانوا فيه يختلفون فيوحدوا شمل الأمّة فيقودوا المسلمين للجهاد في سبيل الله بالحقّ على الأسس الْحَقّ فيأمرون بالمعروف وينهون عن المُنكر فأولئك هُم الخُلفاء الراشدون؛ أولوا الأمر من آل البيت الذين أمر الله المسلمين بطاعتهم من بعد رسوله من آل بيته من الذين يؤتيهم الله التأويل الْحَقّ لكتابه. تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}
صدق الله العظيم [النساء:59]
أولئك هم أولوا الأمر منكم من بعد رسوله من آل بيته الذين إذا اختلفتم في الأحاديث النّبويّة ثم رديتم الحُكم بينكم إلى أولي الأمر منكم من آل بيت الرسول من الذين آتاهم الله البيان الْحَقّ للقرآن ثم يستنبط لكم حُكم الله بالحقّ من محكم كتابه فيهيمن عليكم بسُلطان العلم فذلك من أولي الأمر من آل بيت محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إن وجد في عالمكم, فاعلموا أن الله اصطفاه عليكم وجعله إماماً لكم وأمركم بطاعته كما أمركم بطاعة محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولكني أرى كثيراً من آل البيت يزعمون أن الله قد اصطفاهم على العالمين فآتاهم ملكوته من دون العالمين ويزعمون أن الله قد أمر الناس بطاعتهم كما أمر المؤمنين بطاعة رسوله وإنكم لكاذبون يا من تزعمون بذلك وتُنازعون الناس في ملكهم فتسفكون دماءً للوصول إلى كُرسيّ الحُكم بحُجة أنكم أحقّ بالملك منهم وترون أنه لا يحقّ لهم أن يجعلهم الله مُلوكاً عليكم حتى كرهكم كثيرٌ من الناس وكرّهتم الناس في آل بيت محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الْحَقّ.
ألا والله الذي لا إله غيره ولا معبود سواه ما خص الله بالملك آل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم, وما عسانا أن نكون نحن آل البيت إلا عبيداً لله مثلنا كمثل الناس الآخرين لا فرق شيئاً بيننا وبين عباد الله من الناس أجمعين إلا بتقوى الله، ولا ولن يُغني عنّا نسبنا إلى بيت رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إذا لم تكونوا من المُتقين لربّ العالمين، والنسب الْحَقّ في الكتاب هو نسب التقوى عند الله في الكتاب للناس جميعاً. تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}
صدق الله العظيم [الحجرات:13]
ولكني أرى أقواماً من آل البيت لا يزوجون الصالحين من المسلمين لأنهم يرون أن لهم فخراً على الناس وأن معدنهم معدن الماس ومعدن الناس النحاس, وإنكم لكاذبون وكسبتم العداوة والبغضاء لكم في قلوب الناس بسبب كبركم على الناس بغير الْحَقّ وإن الله لا يُحب المستكبرين.
وأنا المهديّ المنتظَر الإمام الثاني عشر من آل البيت المُطهر, ولم يأمر الله الناس في مُحكم كتابه و لم يفرض عليهم أن يطيعوا من آل البيت إلا من اصطفاه الله للناس إماماً كريماً فيزيده الله عليهم بسطةً في علم البيان الْحَقّ للقرآن فيهديهم بالكتاب إلى الصراط المستقيم, ولم يورّث لنا نحن آل بيت محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - المُلك؛ بل أورثنا الكتاب ولجميع المسلمين.
فمن آل البيت سابق بالخيرات كمثل المهدي المنتظر، ومنهم مُقتصد ولم يؤتِه الله علم الكتاب ليجعله حكماً وحاكماً ولم يُنازع الناس في مُلكهم، ومنهم ظالمٌ لنفسه مُبين يضل المسلمين ويقاتل الناس ليس من أجل الدين، بل طمعاً في عرش الملك ويرون أنهم أحق بالملك من جميع المسلمين, ثم نرد على الضّال المُضّل منهم ونقول: فهل آتاك الله المُلك على الناس فاصطفاك لهم ملكاً وإماماً وقائداً كريما؟ قال الله تعالى:
{قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
صدق الله العظيم [البقرة:111]
و أحكمُ بين المختلفين بالحقّ, ونقول: إن الملك لله وليس لآل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم, فلا تسفكوا دماء المسلمين بحُجة أنكم أحقّ بالملك على الناس؛ سُبحان الله العظيم له الملك وحده وهو يؤتي مُلكه من يشاء! فمن قال أيها الناس إني من آل بيت رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - قد ابتعثني الله لكم إماماً وآتاني الملك عليكم بالحقّ فأيدني بالبرهان المُبين فزادني عليكم بسطةً في العلم وأيدني بالحُجة الداحضة، فلا ولن تجدوا عالماً واحداً سواء يكون من آل بيت رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أو من عباد الله الآخرين فلن تجدوا أن أحداً يُهيمن على الإمام المُصطفى بعلمٍ أهدى من علمه الْحَقّ من ربّه ولا كافة علماء العالم في عصره، فلا يُحاجوه من الكتاب إلا هيمن عليهم بسُلطان العلم فأولئك من الذين أمركم الله بطاعتهم أمراً مفروضاً إن وُجِدوا فيكم, فأولئك من الذين أمركم الله بطاعتهم في محكم كتابه من بعد محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولم يأمر الله المسلمين بطاعة آل بيت محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلا من اصطفاه الله لهم إماماً فزاده الله عليهم بسطة في العلم على كافة علماء أمته في عصره, فذلك قد بعثه الله لكم ملِكاً كريماً وأمركم بطاعته كما أمر كم بطاعة محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر. تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}
صدق الله العظيم [النساء:59]
فهل تعلمون بالمقصود من قول الله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}؟ صدق الله العظيم، أي فما اختلفتم فيه يا علماء المسلمين فردّوه إلى الله بالاحتكام إلى ما جاء به رسوله فيستنبط لكم منه الحكم الْحَقّ أولوا الأمر منكم إن وُجِدوا، فيهدوكم بكتاب الله إلى الصراط المستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القرآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا}
صدق الله العظيم [النساء]
ويا عبد الملك الحوثي وأتباعه؛ إني آمرك أن تكفّ عن سفك دماء المسلمين، فلا حاجة لي برضوانك ولا برضوان علي عبد الله صالح! ولم يجعلني الله بآسفك ولا بآسف علي عبد الله صالح! وأنطق بالحقّ لمن أراد أن يتبع الْحَقّ منكم ومن الناس أجمعين، فلم يأمرنا الله نحن آل البيت أن نُقاتل الناس على المُلك بحجة أننا أحقّ بالملك من المسلمين من غير آل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم, وها هو الإمام المهديّ المنتظَر قد حضر في قدره المقدور في الكتاب المسطور في عصر الحوار من قبل الظهور ولم يأمرني الله بأن أقاتل المسلمين، لا عالماً ولا حاكماً بل أنطق بالعلم لمن أراد الهدى من قادة العالم والناس أجمعين, وأقول:
أيها الناس إني خليفة الله عليكم بالحقّ اصطفاني الله عليكم ملكاً وإماماً كريماً وأهديكم بالقرآن العظيم إلى الصراط المستقيم فأيدني بالبرهان للخلافة عليكم بالحقّ فزادني على كافة عُلمائكم على مُختلف دياناتكم ومذاهبكم وشيعكم بسطة في العلم.
فإذا وجدتم المدعو ناصر محمد اليماني حقاً جعله الله مُهيمناً بالحقّ على كافة علماء الأمّة كفارس على جواده في ميدان الفروسية يصول ويجول و يقول هل من مُبارزٍ؟ فإن بارزه أحد هزمه وكذلك الإمام المهدي يدعو كافة علماء الأمّة إلى طاولة الحوار العالمية (موقع الإمام ناصر محمد اليماني) وكتاب الله في يميني وسنة رسوله الْحَقّ في يساري، ولن تجدوا عالماً من علماء الأمّة يُحاج ناصر محمد اليماني إلا ألجمه بالحقّ وهيمن عليه بسُلطان العلم وإنّا لصادقون, فإن وجدتم أني حقاً لا أُبالغُ بغير الْحَقّ وأني حقاً لا يحاجني عالم بالقرآن العظيم إلا هيمنت عليه بسلطان مُبين، فعند ذلك فقد أقمت عليكم الحُجة بالحقّ على عالمكم و جاهلكم لتعلموا أني الإمام المهدي خليفة الله عليكم من أولي الأمر منكم من آل بيت رسول الله المُكرمين من الأئمة الذين أمركم الله بطاعتهم ولم يأمركم الله بطاعة ناصر محمد اليماني ولا غيره من بني هاشم ما لم يُهيمن عليكم بسُلطان العلم المُلجم من القرآن المُحكم فعند ذلك يعلم أهل العلم أن هذا الداعية قد ابتعثه الله إمام الأمّة ليكشف الغُمة فيزيل به الظُلمة فيخرج الناس من الظُلمات إلى النور.
فإن كُنت منهم يا عبد الملك الحوثي فعليك الحضور إلى طاولة الحوار للحوار بالعلم حصرياً من القرآن العظيم، فإذا فعلت فقد أثبت أنك من الأئمة المُصطفين من أهل البيت وعلمنا أن الله أمرنا بطاعتك وإذا لم تفعل ولن تفعل فاعلم أن الله شديدُ العقاب، فإن استمرَرْت في سفك دماء المسلمين وأظهرني الله بالاعتراف بالحقّ وأنت لا تزال في ضلالك القديم وتسفك دماء المسلمين اليمانيين! فأقسمُ بالله العظيم لتجدن الإمام المهدي أشدَّ بأساً وأشدَّ تنكيلاً لئن تم تسليم الحُكم إلينا طوعاً, ولم يأمر الله المهديّ المنتظَر أن يتسلم الحُكم بسفك قطرة دم مُسلم، وأنت سفكت نهراً من دماء المسلمين اليمانيين فمن يُنجيك من عذاب الله يا عبد الملك الحوثي ومن اتبعك فإنهم من الضالين ضلوا عن الصراط المستقيم.
أفلا تعلم يا عبد الملك الحوثي أن هدم بيت الله المُعظم أهون عند الله العظيم من سفك دماء مُسلم بغير الْحَقّ! فما تُريد من المُلك؟ يا رجل اتق ِالله، فو الله الذي لا إله غيره ولا معبود سواه أن المهديّ المنتظَر لولا أنهُ يريد أن يحكم العالم بما أنزل الله ليتم الله بعبده نوره ولو كره المُجرمون ظهوره، ما تمنيت أن أصعد على عرش ٍ أبداً ولتمنيت الموت الليلة قبل الغد أن يأخذني وأنا على الصراط المستقيم عاجلاً غير آجل لولا أني أريد البقاء في الحياة من أجل الله حتى يتمّ الله بعبده نوره ولو كره المُجرمون ظُهوره لأنه لا حاجة لنا بملكوت هذه الحياة الفانية ولكنّني مُجبر على قبول أمانة الخلافة الراشدة حتى أحكم العالم بما أنزل الله، فآمر بالمعروف وأنهى عن المُنكر مؤمنٌ بالله وبكتاب الله وبخاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وكافة المرسلين من ربّهم ولا أُفرق بين أحد من رُسله وأنا من المسلمين، ولا أظلم ولا أسفك دماء مُسلم ولا دماء كافرٍ بحُجة عدم الإسلام فلا إكراه في الدين ولم يأمرنا الله أن نُكرِه الناس حتى يكونوا مؤمنين. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ}
صدق الله العظيم [يونس:99]
وذلك لأنه لا إكراه في الدين يا معشر الذين يشوهون دين الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)}
[البقرة]
{وَقُلْ الْحَقّ مِنْ ربّكم فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29)}
[الكهف]
{فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ(21)لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ(22)إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ(23)فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ(24)إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ(25)ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ(26)}
[الغاشية]
{فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتْ الذِّكْرَى(9)سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى(10)وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى(11)الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى(12) ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا(13)قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى(14)وَذَكَرَ اسْمَ ربّه فَصَلَّى(15)بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا(16)وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17)}
[الأعلى]
{نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقرآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ(45)}
[ق]
{إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى ربّه سَبِيلًا(19)}
[المزمل]
وعليكم أن تعلموا أن الحديث الموضوع المُخالف لكافة أوامر الله في محكم كتابه أنه موضوع مُفترًى لتشويه الدين والمسلمين كمثل هذا الحديث الموضوع في صحيح البخاري ومُسلم:
2786 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري حدثنا سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه وحسابه على الله رواه عمر وابن عمر عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم.
صحيح البخاري ج 3 ص 1077
_______________
ومن ثم نرد على المُفترين ونقول: وهل من لم يقل لا إله إلا الله محمد رسول الله, فهل أحل الله لكم دمه وماله وعرضه؟ ألا والله ما أمركم بذلك إلا الشيطان الرجيم, ولذلك جاء مُخالفاً لأمر الله في مُحكم القرآن العظيم, وهل بعث الله محمداً عبده ورسوله إلى الناس كافة إلا رحمة للعالمين؟
فتعالوا لأخبركم من هم الذين أحل الله لكم من الكافرين دماءهم وأموالهم؟ إنهم الذين يقاتلونكم في الدين ويعتدون على حُرمات المسلمين, فأولئك أمرنا الله بقتالهم وأحل الله لنا أموالهم غنيمة, ولا أعلم في الذكر بالأمر من الله لقتال كافر وسفك دمه ونهب ماله ونسائه بحُجة كفره بالله وبرسوله ولم يعتدِ على المسلمين ولم يحاربهم في دينهم، فمن سفك دمه ونهب ماله وعرضه من المسلمين بحُجة كُفره بالله ورسوله فإن على هذا المسلم المُعتدي لعنة الله وملائكته والناس أجمعين لعناً كبيراً وسيصليه الله ناراً وسعيراً خالداً فيها مُخلداً في نار جهنم وساءت مصيراً, فما بالك يا عبد الملك الحوثي بقتل المسلم الذي يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله؟ أفلا تتقي الله؟
ولا أعلم أن آل البيت الْحَقّ يفعلون ذلك أبداً، فنحن أهل البيت الْحَقّ نُحرم قتل الناس مُسلمهم وكافرهم، أم إنك صاحب فتنة الأحلاس الذي كُلما قال الناس أنها انتهت عادت, وقال محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في ( فتنة الأحلاس):
[قال قائل: يا رسول الله وما فتنة الأحلاس؟ قال: هي هرب وحرب، ثم فتنة السراء، دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني وإنما أوليائي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجلٍ كوركٍ على ضلع، ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحداً من هذه الأمّة إلا لطمته لطمة فإذا قيل انقضت تمادت يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافرا حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه فإذا كان ذلكم فانتظروا الدجال من يومه أو من غده]
وهذا حديثٌ أكثره الْحَقّ وفيه قليل من الإدراج فتذكر قول محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني وإنما أوليائي المتقون] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
فهل ترى من التقوى أن تسفك دماء المسلم اليماني واليمانيون هم أهلي وأوليائي يا عبد الملك الحوثي؟ اتق ِ الله! ألا والله الذي لا إله غيره أني لا أفتي بهذه الفتوى الْحَقّ لكي أنال رضوان علي عبد الله صالح! فلم يجعلني الله بآسف رضوان علي عبد الله صالح ولا رضوان الملك عبد الله ولا حسني مبارك ولا معمر القذافي ولا أيٍّ من قادة البشر جميعاً ولا الناس أجمعين, فلا أداري في الْحَقّ شيئاً ولن أسعى لرضوان الناس العبيد على حساب غضب الربّ المعبود؛ بل رضوان الله أتَّبعُ فهو النّعيم الأعظم من ملكوت الدنيا والآخرة تجدوه في رضوان الرحمن، فلا تهتموا برضوان الناس واعبدوا ربّ الناس إن كنتم به مؤمنين, فإن أطعتم خليفة الله غفر الله لكم وأدخلكم في رحمته في الدُنيا والآخرة، وإن عصيتم فأقسمُ بالله العظيم لن أسفك قطرة دم مُسلم ولا كافر من أجل الوصول إلى الحُكم، وما كان لخليفة الله أن يفسد في الأرض ويسفك الدماء بل سوف يظهرني الله عليكم وعلى الناس أجمعين في ليلة وأنتم صاغرون.
وسلامٌ على المرسلين, والحمد لله ربّ العالمين..
أخو الصالحين الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
https://www.mahdi-alumma.com/showthread.php?1305-%D8%A5%D9%85%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A8%D9%8A%D8%A8-%D8%A3%D9%81%D8%AA%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D9%87%D8%A4%D9%84%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D9%85%D8%A7-%D9%82%D9%88%D9%84%D9%83%D9%85-%D9%81%D9%8A%D9%87%D9%85%D8%9F