الإمام ناصر محمد اليماني
26 - 08 - 1430 هـ
18 - 08 - 2009 مـ
11:38 مساءً
ـــــــــــــــــــــ
ردّ الإمام المهدي إلى أبي راشد وكافة علماء أمّة الإسلام..
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [الأحزاب:٥٦]
وقال الله تعالى: { هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا } [الأحزاب:٤٣]
صدق الله العظيم
فقد أمر الله كافة عباده الصالحين من الملائكة والجنّ والإنس بالصلاة على النبي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ويقصد بالصلاة على النبي هي الدُّعاء له أن يغفر الله لهُ ويرحمه فيقيه ناره ويدخله جنته، وأما الصلاة من الله عليه وهي إجابة الدُّعاء، وكذلك صلوات الملائكة على المؤمنين هي الدعاء لهم أن يغفر الله لهم فيدخلهم برحمته ويصرف عنهم عذابه، وصلاة الله على عباده المؤمنين هي إجابة الدُّعاء لهم من ملائكته والصالحين من عباده، تصديقاً لقول الله تعالى: { الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ ربّهم وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ } صدق الله العظيم [غافر:٧]
وتصديقاً لقول الله تعالى: { تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ ربّهم وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } صدق الله العظيم [الشورى:٥]
وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى:
{ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا } صدق الله العظيم [الأحزاب:٤٣]
فتبيَّن لكم أن صلوات الملائكة على المؤمنين هي الدعاء لهم بالغفران والرحمة، وأما صلوات الله على نبيه والمؤمنين هي إجابة الدُّعاء، ومن يغفر الذنوب إلا الله سُبحانه وكان بالمؤمنين رحيماً.
من الإمام المهدي ناصر محمد اليماني إلى فضيلة الشيخ أبي راشد وكافة علماء الأمّة حقيق لا أقول على الله إلا الصدق وقد خاب من افترى على الله كذباً فاتقوا الله وكونوا معي إن تبين لكم أني لمن الصادقين من الذين لا يقولون على الله إلا الحقّ، فإن تبين لكم أن ناصر محمد اليماني لمن الصادقين الذين لا يقولون على الله إلا الصدق فاستجيبوا لأمر الله إليكم في مُحكم كتابه:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتّقوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } صدق الله العظيم [التوبة:١١٩]
ولربّما يودّ أن يُقاطعني أبو راشد فيقول: "ومن هم الصادقون الذين أمرنا الله أن نكون معهم؟" ثم نجيبه بالحقّ: إنهم الذين اصطفاهم الله أئمة للناس من الأنبياء والمرسلين والصالحين الذين لا يقولون على الله إلا الصدق، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ ﴿٣٦﴾ بَلْ جَاءَ بالحقّ وَصَدَّقَ الْمرسلين ﴿٣٧﴾ } صدق الله العظيم [الصافات]
وأما الأئمة الصالحون فهم الذين يأتون بالبرهان بسلطان العلم من كتاب الله إن كانوا صادقين، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ أَمْ لَكُمْ سلطان مُبِينٌ ﴿١٥٦﴾ فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿١٥٧﴾ } صدق الله العظيم [الصافات]
ويا علماء أئمة الإسلام، لقد اصطفاني الله للناس إماماً من الصالحين حقيق لا أقول على الله إلا الصدق وقد خاب من افترى على الله كذباً. ويا معشر علماء الأمّة أشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أن الأئمة من الأنبياء والصالحين يختص باصطفائهم الله وحده من دون عباده أجمعين سواء يكون إماماً للناس من المرسلين أو إماماً للناس من الصالحين، فإن كان من الأئمة المرسلين فلا يصطفيه للناس إماماً إلا الله وحده لا شريك له، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ } صدق الله العظيم [البقرة:١٢٤]
وكذلك الإمام الذي يصطفيه الله للناس من الصالحين شأنه شأن الأنبياء والمرسلين لا يصطفيهم إلا الله وحده لا شريك له غير أن الإمام الذي يصطفيه الله من الصالحين لا يُطلق عليه نبيًا ولا رسولاً بل خليفة لله وإماماً من الصالحين لأنه لن يأتيهم بوحي من الله جديد بل يزيدهم الله بسطة في علم الكتاب على كافة علماء أمتهم ليجعل الله سلطان العلم بُرهاناً لصدق دعوتهم أنهم مُصطفون من الله أئمة للناس ولا ينبغي للأنبياء أن يصطفوا للناس أئمتهم من الصالحين بل الله هو كذلك من يصطفي الأئمة من الصالحين. وقال الله تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كتب عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كتب عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿٢٤٦﴾ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٤٧﴾ } صدق الله العظيم [البقرة]
ولكن للأسف إن المسلمين قد اصطفوا أئمتهم من دون الله وظلموا أنفسهم فأضلوا أمتهم عن الصراط المستقيم، أفلا يعلمون إن شأن اصطفاء الائمة يختص به الله مالك الملك من دون عباده سواء يكون إماماً من المرسلين أو إماماً من الصالحين، وأشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين إن الله اصطفاني للناس إماماً مُبيناً فأيديني بالبرهان لصدق ما أدعيه فزادني على كافة علماء الأمّة بسطةً في العلم وإذا لم آتِهم بالبرهان المُبين لصدق دعوتي فألجم بالحقّ عقولهم فإن لم أفعل فقد أصبح ناصر محمد اليماني كذاباً أشراً وليس المهديّ المنتظَر المُصطفى من الله الواحد القهار، وأقسم بالله العظيم العالم المُعلم لعبده لو اجتمع كافة علماء المسلمين والنّصارى واليهود في طاولة الحوار للمهدي المنتظر لهيمنتُ عليهم بسلطان العلم من الكتاب جميعاً حتى أجعلهم بين خيارين: إما أن يتقوا الله فيتبعوا كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، أو يعرضوا عن كتاب الله ثم يحكم الله بيني وبينهم بالحقّ وهو خير الحاكمين.
ويا أيها الزاهد أبا راشد، إني أراك تُريد أن تجعل الحُجّة عليك هي الرؤيا في المنام! كلا ثم كلا أخي الكريم إذاُ لفسدت الأرض من جرّاء الرؤية الكاذبة وأضغاث أحلام الشياطين، وإنما الرؤيا الصالحة فتوى من الله لصاحبها ولا يُبنى عليه حُكم شرعي للأمّة مُطلقاً، وإنما أفتاني جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لكي أعلم أن الله اصطفاني المهديّ المنتظَر الإمام الثاني عشر من آل البيت المُطهر خليفة الله على البشر فزادني الله بسطةً في العلم بالبيان الحقّ للذّكر ليكون البرهان لصدق الرؤيا، وذلك لأن جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لي:
[ كان مني حرثك وعلياً بذرك أهدى الرايات رايتك وأعظمُ الغايات غايتك ولا يجادلك أحد من القرآن إلا غلبته ]
انتهت الفتوى من الله لعبده عن طريق جده الذي لا يتمثل به الشيطان في الرؤيا الصالحة.
وأشهدُ لله أن هذه الفتوى في الرؤيا الحقّ تخُصّني وحدي ولن يعذب الله الناس إن كذبوا بها أبداً ولن يغضب عليهم ولن يُحاسبهم شيئاً على التكذيب بها إلا أن يصدقني الله الرؤيا بالحقّ على الواقع الحقيقي فيزيدني بسطةً في العلم على كافة علماء الأمّة من المسلمين والنّصارى واليهود فلا يجادلني عالمٌ إلا غلبته بسلطان العلم الحقّ من كتاب الله القرآن العظيم، ولا ولن آتيكم بسلطان العلم من مُتشابهه بل من مُحكمه الذي يفقهه كُل ذي لسان عربي من الناس أجمعين فأجعل سلطان علمي واضحاً وبيّناً لعالم الأمّة وجاهلها حتى لا يعرض عن الحقّ إلا من كره الحقّ وكره لقاء الله وكره الله لقاءه وأحبط عمله وغضب عليه وأعدّ له عذاباً مهيناً، فهل بعد الحقّ إلا الضلال؟
ويا أيها المُحترم والمُكرم في طاولة الحوار فضيلة الشيخ أبو راشد، إني أراك تطلب لقائي مُباشرةً جهرة وجهاً لوجه لكي تعلم هل أنا المهديّ المنتظَر فتنصرني أم كذابٌ أشر فتعرض عني، فلنفرض أني خالفت أمر الله -وأعوذُ بالله- طمعاً في نُصرتك المادية فهل ترى أنك حين تُقابلني سوف تسمع مني كلاماً آخر يقنعك غير الذي أنطق به في الموقع أم سوف تجد مكتوباً على جبيني المهديّ المنتظَر ولكن صورتي هي بين يديك كما هي والشاهد ربي.
إذاً لم يجعل الله الهدى في مُقابلتي أخي الكريم بل الهدى هو في ما أنطق به من كتاب الله وسنة رسوله الحقّ وليس بيني وبين المؤمنين والناس أجمعين غير ذلك حتى ألقى الله بقلبٍ سليم. ويا أخي الكريم لو كان التصديق في رؤية الشخص ذاته، فكيف صدّقت أن محمداً هو حقاً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأنت لم ترهُ ما لم ترَ أنه جاء بالحقّ وصدّق المُرسلين! ولم يجعل الله الهدى في صورة جدّي ولا في رؤيته ولا في سماع ذات صوته كلا بل الهدى هو فيما يُحاج الناس به من عند ربه، وقال الله تعالى: { وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٢﴾ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ ﴿٤٣﴾ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَٰكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴿٤٤﴾ } صدق الله العظيم [يونس]
ويا أخي الكريم فضيلة الشيخ أبو راشد المُحترم لم يجعلني الله مُبتدعاً بل مُتبعاً لكتاب الله وسنة رسوله الحقّ، وأمر الله المهديّ المنتظَر بذات الأمر الذي أمر به كافة الأنبياء والمرسلين بالاحتكام إلى كتاب الله ربّ العالمين لنحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون في الدين من بعد ما أوتوه من قبل ثم يهدي الله الذين استجابوا لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله ويضل الذين أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله.
وما أرجوه من فضيلتكم هو أن تتدبر ما يلي: فهل تجد ناصر محمد اليماني مُبتدعاً بالدعوة إلى الاحتكام إلى كتاب الله المرجع الحقّ للسنّة النّبوية وللتوراة والإنجيل؟ وسوف نقوم بنسخه لتتدبره فإن صدّقت به فليستمر الحوار، وأبشرك مُقدماً بأنك هُديت إلى صراط مستقيم إذا استجبت لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله، وأما إذا أبيت وكان ناصر محمد اليماني يأتي بالحكم الحقّ من محكم كتاب ومن يحاورني يأتي بالحكم المُختلف من السنَّة فلن يستطيع أن يهديه المهديّ المنتظَر ولا كافة الأنبياء والمرسلين بسبب إعراضه عن حكم الله واتباعه لحكم الطاغوت فأصبح مثله كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت، وذلك لأن الله أمر المؤمنين باتّباع كتاب الله وسنة رسوله ثم أمرهم إذا تخالف شيء مع كتاب الله سواء في السنّة النّبوية أو في التوراة أو في الإنجيل فأمرهم الله بالاعتصام بالبرهان من كتاب الله ونبذ ما خالفه وراء ظهره سواء يكون في السنّة النّبوية أو في التوراة أو في الإنجيل فلم يعدهم الله بحفظهما من التحريف، بل جميعاً، ولم يَعد الناس إلا بحفظ القرآن العظيم، ولذلك جعله الله المهيّمن عليهم والمرجع الحقّ لهم جميعاً، فتدبر البيان الآتي والذي كتبناه من قبل بهذا الخصوص:
26 - 08 - 1430 هـ
18 - 08 - 2009 مـ
11:38 مساءً
ـــــــــــــــــــــ
ردّ الإمام المهدي إلى أبي راشد وكافة علماء أمّة الإسلام..
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [الأحزاب:٥٦]
وقال الله تعالى: { هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا } [الأحزاب:٤٣]
صدق الله العظيم
فقد أمر الله كافة عباده الصالحين من الملائكة والجنّ والإنس بالصلاة على النبي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ويقصد بالصلاة على النبي هي الدُّعاء له أن يغفر الله لهُ ويرحمه فيقيه ناره ويدخله جنته، وأما الصلاة من الله عليه وهي إجابة الدُّعاء، وكذلك صلوات الملائكة على المؤمنين هي الدعاء لهم أن يغفر الله لهم فيدخلهم برحمته ويصرف عنهم عذابه، وصلاة الله على عباده المؤمنين هي إجابة الدُّعاء لهم من ملائكته والصالحين من عباده، تصديقاً لقول الله تعالى: { الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ ربّهم وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ } صدق الله العظيم [غافر:٧]
وتصديقاً لقول الله تعالى: { تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ ربّهم وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } صدق الله العظيم [الشورى:٥]
وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى:
{ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا } صدق الله العظيم [الأحزاب:٤٣]
فتبيَّن لكم أن صلوات الملائكة على المؤمنين هي الدعاء لهم بالغفران والرحمة، وأما صلوات الله على نبيه والمؤمنين هي إجابة الدُّعاء، ومن يغفر الذنوب إلا الله سُبحانه وكان بالمؤمنين رحيماً.
من الإمام المهدي ناصر محمد اليماني إلى فضيلة الشيخ أبي راشد وكافة علماء الأمّة حقيق لا أقول على الله إلا الصدق وقد خاب من افترى على الله كذباً فاتقوا الله وكونوا معي إن تبين لكم أني لمن الصادقين من الذين لا يقولون على الله إلا الحقّ، فإن تبين لكم أن ناصر محمد اليماني لمن الصادقين الذين لا يقولون على الله إلا الصدق فاستجيبوا لأمر الله إليكم في مُحكم كتابه:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتّقوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } صدق الله العظيم [التوبة:١١٩]
ولربّما يودّ أن يُقاطعني أبو راشد فيقول: "ومن هم الصادقون الذين أمرنا الله أن نكون معهم؟" ثم نجيبه بالحقّ: إنهم الذين اصطفاهم الله أئمة للناس من الأنبياء والمرسلين والصالحين الذين لا يقولون على الله إلا الصدق، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ ﴿٣٦﴾ بَلْ جَاءَ بالحقّ وَصَدَّقَ الْمرسلين ﴿٣٧﴾ } صدق الله العظيم [الصافات]
وأما الأئمة الصالحون فهم الذين يأتون بالبرهان بسلطان العلم من كتاب الله إن كانوا صادقين، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ أَمْ لَكُمْ سلطان مُبِينٌ ﴿١٥٦﴾ فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿١٥٧﴾ } صدق الله العظيم [الصافات]
ويا علماء أئمة الإسلام، لقد اصطفاني الله للناس إماماً من الصالحين حقيق لا أقول على الله إلا الصدق وقد خاب من افترى على الله كذباً. ويا معشر علماء الأمّة أشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أن الأئمة من الأنبياء والصالحين يختص باصطفائهم الله وحده من دون عباده أجمعين سواء يكون إماماً للناس من المرسلين أو إماماً للناس من الصالحين، فإن كان من الأئمة المرسلين فلا يصطفيه للناس إماماً إلا الله وحده لا شريك له، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ } صدق الله العظيم [البقرة:١٢٤]
وكذلك الإمام الذي يصطفيه الله للناس من الصالحين شأنه شأن الأنبياء والمرسلين لا يصطفيهم إلا الله وحده لا شريك له غير أن الإمام الذي يصطفيه الله من الصالحين لا يُطلق عليه نبيًا ولا رسولاً بل خليفة لله وإماماً من الصالحين لأنه لن يأتيهم بوحي من الله جديد بل يزيدهم الله بسطة في علم الكتاب على كافة علماء أمتهم ليجعل الله سلطان العلم بُرهاناً لصدق دعوتهم أنهم مُصطفون من الله أئمة للناس ولا ينبغي للأنبياء أن يصطفوا للناس أئمتهم من الصالحين بل الله هو كذلك من يصطفي الأئمة من الصالحين. وقال الله تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كتب عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كتب عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿٢٤٦﴾ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٤٧﴾ } صدق الله العظيم [البقرة]
ولكن للأسف إن المسلمين قد اصطفوا أئمتهم من دون الله وظلموا أنفسهم فأضلوا أمتهم عن الصراط المستقيم، أفلا يعلمون إن شأن اصطفاء الائمة يختص به الله مالك الملك من دون عباده سواء يكون إماماً من المرسلين أو إماماً من الصالحين، وأشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين إن الله اصطفاني للناس إماماً مُبيناً فأيديني بالبرهان لصدق ما أدعيه فزادني على كافة علماء الأمّة بسطةً في العلم وإذا لم آتِهم بالبرهان المُبين لصدق دعوتي فألجم بالحقّ عقولهم فإن لم أفعل فقد أصبح ناصر محمد اليماني كذاباً أشراً وليس المهديّ المنتظَر المُصطفى من الله الواحد القهار، وأقسم بالله العظيم العالم المُعلم لعبده لو اجتمع كافة علماء المسلمين والنّصارى واليهود في طاولة الحوار للمهدي المنتظر لهيمنتُ عليهم بسلطان العلم من الكتاب جميعاً حتى أجعلهم بين خيارين: إما أن يتقوا الله فيتبعوا كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، أو يعرضوا عن كتاب الله ثم يحكم الله بيني وبينهم بالحقّ وهو خير الحاكمين.
ويا أيها الزاهد أبا راشد، إني أراك تُريد أن تجعل الحُجّة عليك هي الرؤيا في المنام! كلا ثم كلا أخي الكريم إذاُ لفسدت الأرض من جرّاء الرؤية الكاذبة وأضغاث أحلام الشياطين، وإنما الرؤيا الصالحة فتوى من الله لصاحبها ولا يُبنى عليه حُكم شرعي للأمّة مُطلقاً، وإنما أفتاني جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لكي أعلم أن الله اصطفاني المهديّ المنتظَر الإمام الثاني عشر من آل البيت المُطهر خليفة الله على البشر فزادني الله بسطةً في العلم بالبيان الحقّ للذّكر ليكون البرهان لصدق الرؤيا، وذلك لأن جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال لي:
[ كان مني حرثك وعلياً بذرك أهدى الرايات رايتك وأعظمُ الغايات غايتك ولا يجادلك أحد من القرآن إلا غلبته ]
انتهت الفتوى من الله لعبده عن طريق جده الذي لا يتمثل به الشيطان في الرؤيا الصالحة.
وأشهدُ لله أن هذه الفتوى في الرؤيا الحقّ تخُصّني وحدي ولن يعذب الله الناس إن كذبوا بها أبداً ولن يغضب عليهم ولن يُحاسبهم شيئاً على التكذيب بها إلا أن يصدقني الله الرؤيا بالحقّ على الواقع الحقيقي فيزيدني بسطةً في العلم على كافة علماء الأمّة من المسلمين والنّصارى واليهود فلا يجادلني عالمٌ إلا غلبته بسلطان العلم الحقّ من كتاب الله القرآن العظيم، ولا ولن آتيكم بسلطان العلم من مُتشابهه بل من مُحكمه الذي يفقهه كُل ذي لسان عربي من الناس أجمعين فأجعل سلطان علمي واضحاً وبيّناً لعالم الأمّة وجاهلها حتى لا يعرض عن الحقّ إلا من كره الحقّ وكره لقاء الله وكره الله لقاءه وأحبط عمله وغضب عليه وأعدّ له عذاباً مهيناً، فهل بعد الحقّ إلا الضلال؟
ويا أيها المُحترم والمُكرم في طاولة الحوار فضيلة الشيخ أبو راشد، إني أراك تطلب لقائي مُباشرةً جهرة وجهاً لوجه لكي تعلم هل أنا المهديّ المنتظَر فتنصرني أم كذابٌ أشر فتعرض عني، فلنفرض أني خالفت أمر الله -وأعوذُ بالله- طمعاً في نُصرتك المادية فهل ترى أنك حين تُقابلني سوف تسمع مني كلاماً آخر يقنعك غير الذي أنطق به في الموقع أم سوف تجد مكتوباً على جبيني المهديّ المنتظَر ولكن صورتي هي بين يديك كما هي والشاهد ربي.
إذاً لم يجعل الله الهدى في مُقابلتي أخي الكريم بل الهدى هو في ما أنطق به من كتاب الله وسنة رسوله الحقّ وليس بيني وبين المؤمنين والناس أجمعين غير ذلك حتى ألقى الله بقلبٍ سليم. ويا أخي الكريم لو كان التصديق في رؤية الشخص ذاته، فكيف صدّقت أن محمداً هو حقاً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأنت لم ترهُ ما لم ترَ أنه جاء بالحقّ وصدّق المُرسلين! ولم يجعل الله الهدى في صورة جدّي ولا في رؤيته ولا في سماع ذات صوته كلا بل الهدى هو فيما يُحاج الناس به من عند ربه، وقال الله تعالى: { وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٢﴾ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ ﴿٤٣﴾ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَٰكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴿٤٤﴾ } صدق الله العظيم [يونس]
ويا أخي الكريم فضيلة الشيخ أبو راشد المُحترم لم يجعلني الله مُبتدعاً بل مُتبعاً لكتاب الله وسنة رسوله الحقّ، وأمر الله المهديّ المنتظَر بذات الأمر الذي أمر به كافة الأنبياء والمرسلين بالاحتكام إلى كتاب الله ربّ العالمين لنحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون في الدين من بعد ما أوتوه من قبل ثم يهدي الله الذين استجابوا لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله ويضل الذين أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله.
وما أرجوه من فضيلتكم هو أن تتدبر ما يلي: فهل تجد ناصر محمد اليماني مُبتدعاً بالدعوة إلى الاحتكام إلى كتاب الله المرجع الحقّ للسنّة النّبوية وللتوراة والإنجيل؟ وسوف نقوم بنسخه لتتدبره فإن صدّقت به فليستمر الحوار، وأبشرك مُقدماً بأنك هُديت إلى صراط مستقيم إذا استجبت لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله، وأما إذا أبيت وكان ناصر محمد اليماني يأتي بالحكم الحقّ من محكم كتاب ومن يحاورني يأتي بالحكم المُختلف من السنَّة فلن يستطيع أن يهديه المهديّ المنتظَر ولا كافة الأنبياء والمرسلين بسبب إعراضه عن حكم الله واتباعه لحكم الطاغوت فأصبح مثله كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت، وذلك لأن الله أمر المؤمنين باتّباع كتاب الله وسنة رسوله ثم أمرهم إذا تخالف شيء مع كتاب الله سواء في السنّة النّبوية أو في التوراة أو في الإنجيل فأمرهم الله بالاعتصام بالبرهان من كتاب الله ونبذ ما خالفه وراء ظهره سواء يكون في السنّة النّبوية أو في التوراة أو في الإنجيل فلم يعدهم الله بحفظهما من التحريف، بل جميعاً، ولم يَعد الناس إلا بحفظ القرآن العظيم، ولذلك جعله الله المهيّمن عليهم والمرجع الحقّ لهم جميعاً، فتدبر البيان الآتي والذي كتبناه من قبل بهذا الخصوص:
بسم الله الرحمن الرحيم ، وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
والجواب نعم كُنت أظن أني المهديّ المنتظَر منذ أن بلغت الحُلم، ولكن ذلك كان مُجرد إحساس في نفسي ولكني كُنت أتساءل وكيف يكون ذلك وأنا ليس اسمي محمد بل ناصر محمد، وكيف سيكون ذلك وأنا لستُ بعالم ؟ وكيف سأكون عالم؟ ومن ثم أحاول أن أزيل هذا الإحساس من قلبي فلم أستطع واستمر هذا الإحساس سنين كثيرة حتى أفتاني جدّي محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وجمعني به الله في الرؤيا الحقّ أنا وإحدى عشر إماماً منهم الإمام علي بن أبي طالب فعلمت أني المهديّ المنتظَر الإمام الثاني عشر من آل البيت المُطهّر كما أفتاني بذلك جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وكذلك أفتاني:
[ إن الله سوف يؤتيني علم الكتاب فلا يُجادلني أحدٌ من القرآن إلا غلبته بسلطان العلم ] اِنتهى.
فإن جادلتموني من القرآن وهيمنت عليكم بسلطان العلم فلكُل دعوى بُرهان تصديقاً لقول الله تعالى:
{ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } صدق الله العظيم [البقرة:111]
وإن هيّمن علماءُ الأمّة على ناصر محمد اليماني بسلطان العلم من القرآن العظيم فأصبح المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني كذاب أشر وليس المهديّ المنتظَر فهلمّوا للحوار يا معشر علماء الشيعة الاثني عشر ويا معشر علماء السُّنة والجماعة وكافة علماء المسلمين الذين فرقوا دينهم شيعاً وكُل حزبٍ بما لديهم فرحون، وكذلك هلمّوا إلى طاولة الحوار يا معشر علماء النّصارى واليهود وكافة الباحثين عن الحقّ من البشر لتعلموا هل حقاً الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وسلطان العلم من القرآن هو الحكم، وإن أبيتم واتّبعتم روايات وأحاديث جاءت من عند غير الله من الشيطان الرجيم على لسان أوليائه من شياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكُفر والمكر ضد كتاب الله الذكر المحفوظ من التحريف شرط أن يتم تطبيق الناموس في الكتاب أن نحتكم إلى كتاب الله القرآن العظيم، وقد علَّمكم الله أن الأحاديث النبوية الحقّ هي كذلك من عند الله ثم علَّمكم الله أن ما كان من عند غير الله من الأحاديث في السنة فإنكم سوف تجدون بينها وبين مُحكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً، تصديقاً لقول الله تعالى: { مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القُرَآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾ } صدق الله العظيم [النساء]
فكم حذَّركم الله يا معشر الشيعة والسنة أن تتبعوا الأحاديث والروايات المُفتراة على نبيه من عند الطاغوت على لسان أوليائه المنافقين بين صحابة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فكانوا يظهرون الإيمان ليحسبوهم منهم وما هم منهم؛ بل صحابة الشيطان الرجيم مدسوسين بين صحابة رسول الله الحقّ، فكم اتَّبعتم كثيراً من افترائهم يا معشر علماء السُّنة والشيعة وأفتوكم أنكم أنتم من يصطفي خليفة الله في قدره المقدور في الكتاب المسطور وإنكم لكاذبون، وما كان لملائكة الرحمن المُقربين الحقّ أن يصطفوا خليفة الله في الارض، فكيف يكون لكم أنتم الحقّ يا معشر علماء الشيعة والسُّنة؟ فأما الشيعة فاصطفوه قبل أكثر من ألف سنة وأتوه الحُكم صبياً, وأما السنَّة فحَّرموا على المهديّ المنتظَر إذا حضر أن يقول لهم أنه المهديّ المنتظَر خليفة الله اصطفاه الله عليهم وزاده بسطة في علم الكتاب وجعله حكماً بينهم بالحقّ فيما كانوا فيه يختلفون فيدعوهم للاحتكام إلى الذكر المحفوظ من التحريف، وما كان جواب من أظهرهم الله على شأني من الشيعة والسنة في طاولة الحوار العالمية إلا أن يقولوا: "إنك كذابٌ أشر ولست المهدي المنتظر؛ بل نحن من نصطفي المهديّ المنتظَر من بين البشر فنجبره على البيعة وهو صاغر"! ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم وأقول: أقسمُ بالله العظيم؛ الرحمن على العرش استوى أنكم في لفي عصر الحوار للمهدي المُنتظر من قبل الظهور بقدر مقدور في الكتاب المسطور قبل مرور كوكب سقر { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } واصطفوا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم إن كنتم صادقين! شرط أن تؤتوه علم الكتاب ظاهره وباطنه حتى يستطيع أن يحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، فلا تُجادلوه من القرآن إلا غلبكم بالحقّ إن كنتم صادقين، وإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فإني المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم لم يصطفِني جبريل ولا ميكال ولا السنة والشيعة بل اصطفاني خليفة الله في الأرض الذي اصطفى خليفته آدم اللهُ مالك الملك يؤتي مُلكه من يشاء فلستم أنتم من تُقسِّمون رحمة الله يا معشر الشيعة والسنة الذين أضلتهم الأحاديث المُفتراة والروايات ضلالاً كبيراً، واستمسكتم بها وهي من عند غير الله بل من عند الطاغوت ومثلكم كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت، أفلا تتقون؟! بل أمركم الله أن تعتصموا بالعروة الوثقى المحفوظة من التحريف القرآن العظيم الذي أدعوكم للاحتكام إليه الحقّ من ربكم ولكنكم للحقّ كارهون، فما أشبهكم باليهود يا معشر الشيعة والسنَّة! فهل أدلكم متى لا يعجبكم الاحتكام إلى القرآن العظيم؟ وذلك حين تجدون في مسألة أنه مُخالفٌ لأهوائكم، ولكن حين يكون الحقّ لكم فتأتون إليه مُذعنين وتُجادلون به، ولكن حين يخالف في موضع آخر لأهوائكم فعند ذلك تعرضون عنه وتقولون لا يعلم تأويله إلا الله فحسبنا ما وجدنا عليه أسلافنا عن أئمة آل البيت كما يقول الشيعة أو عن صحابة رسول الله كما يقول السنة والجماعة! ومن ثمّ يردّ عليكم المهديّ المنتظَر وأقول: ولكن حين يكون الحقّ معكم في مسألة ما فتأتي آية تكون بُرهان لما معكم، فلماذا تأتون إليه مُذعنين فلا تقولون لا يعلم تأويله إلا الله؟ ولكن حين تأتي آية مُحكمة بيِّنة ظاهرها وباطنها مُخالفة لما معكم فعند ذلك تُعرضون فتقولون لا يعلم تأويله إلا الله! ومن ثم أقيم الحُجّة عليكم بالحقّ وأقول: أليست هذه خصلة في طائفة من الصحابة اليهود يا معشر السّنة والشيعة؟ فلماذا اتَّبعتم صفتهم هذه؟ وقال الله تعالى: { لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مستقيم ﴿٤٦﴾ وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ وَمَا أُولَٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ﴿٤٧﴾ وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ ﴿٤٨﴾ وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الحقّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ ﴿٤٩﴾ أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٥٠﴾ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٥١﴾ } صدق الله العظيم [النور]
فكم سألتكم لماذا لا تجيبون دعوة الاحتكام إلى الكتاب فلم تردوا بالجواب، ومن ثم أقيم الحُجّة عليكم بالحقّ إن المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم جعله الله مُتّبعاً وليس مُبتدعاً فهل دعا محمد رسول الله المختلفين في دينهم من أهل الكتاب إلى كتاب الله القرآن العظيم أم أن ناصر محمد اليماني مُبتدع وليس مُتبعاً كما يزعم إن الله ابتعثه ناصر محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ ولكني من الصادقين ولأني من الصادقين مُتبع لمحمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ولست مُبتدعاً، وآتيكم بالبرهان من مُحكم القرآن العظيم، تصديقاً لقول الله تعالى: { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } صدق الله العظيم
إذاً لكُل دعوى بُرهان إن كنتم تعقلون..
ومن ثم أوجّه إليكم سؤالاً آخراً أريد الإجابة عليه من أحاديث السنّة النّبوية الحقّ، فهل أخبركم محمد رسول الله كما علمه الله أنكم سوف تختلفون كما اختلف أهل الكتاب؟ وجوابكم معلوم وسوف تقولون قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الذي لا ينطق عن الهوى: [ افترقت اليهود على إحدى و سبعين فرقة، افترقت النّصارى على اثنتين و سبعين فرقة وستفترق أمتى على ثلاث و سبعين فرقة، كلهم فى النار إلا واحدة ] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم
ومن ثم أقول لكم نعم إن الاختلاف واردٌ بين جميع المسلمين في كافة أمم الأنبياء من أولهم إلى خاتمهم النّبي الأميّ محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم فكُل أمة يتبعون نبيهم فيهديهم إلى الصراط المستقيم فيتركهم وهم على الصراط المستقيم، ولكن الله جعل لكُل نبي عدواً شياطين الجنّ والإنس يضلونهم من بعد ذلك بالتزوير على الله ورُسله من تأليف الشيطان الأكبر الطاغوت، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ والجنّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢﴾ وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ ﴿١١٣﴾ أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بالحقّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿١١٤﴾ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١١٥﴾ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿١١٦﴾ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿١١٧﴾ } صدق الله العظيم [الأنعام]
ومن ثم يوجّه المهديّ المنتظَر سؤالاً آخر: أفلا تفتوني حين يبعث الله النبي من بعد اختلاف أمّة النّبي الذين من قبله فإلى ماذا يدعوهم للاحتكام إليه، فهل يدعوهم إلى الاحتكام إلى الطاغوت أم يدعوهم إلى الاحتكام إلى الله وحده؟ وليس على نبيه المبعوث إلا أن يستنبط لهم حُكم الله الحقّ من مُحكم الكتاب الذي أنزله الله عليه، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ والجنّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢﴾ وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ ﴿١١٣﴾ أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بالحقّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿١١٤﴾ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١١٥﴾ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿١١٦﴾ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿١١٧﴾ } صدق الله العظيم [الأنعام]
فانظروا لفتوى الله لكم عن مكر الشياطين لتضليل المسلمين من اتباع الرسل جميعاً أنهم يفتروا على الله ورُسله فيأتي بالقول الذي من عند الطاغوت من عند غير الله افتراءً على الله ورُسله في كُل زمان ومكان فتدبروا يا أولي الألباب قول الله تعالى: { وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ والجنّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢﴾ وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ ﴿١١٣﴾ أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بالحقّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿١١٤﴾ } صدق الله العظيم
ومن خلال التدبر تعلمون كيف مكر شياطين الجنّ والإنس ضد المسلمين من اتباع الرُسل حتى يختلفوا فيما بينهم فيفرقوا دينهم شيعاً وكُل حزب بما لديهم فرحون ثم يبعث الله نبياً جديداً فيؤتيه الكتاب ليحكم بين أمّة النبي من قبله المختلفين في دينهم فيدعوهم إلى كتاب الله ليحكم الله بينهم بالحقّ وما عليه إلا أن يستنبط لهم حُكم الله من الكتاب المُنزل عليه، تصديقاً لقول الله تعالى: { كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بالحقّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الحقّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مستقيم } صدق الله العظيم [البقرة:٢١٣]
وهكذا الاختلاف مُستمر بين الأمم من أتباع الرُسل حتى وصل الأمر إلى أهل الكتاب فتركهم أنبياؤهم على الصراط المستقيم ثم تقوم شياطين الجنّ والإنس بتطبيق المكر المُستمر بوحي من الطاغوت الأكبر إبليس إلى شياطين الجنّ ليوحوا إلى أوليائهم من شياطين الإنس بكذا وكذا افتراءً على الله ورُسله ليكون ضدّ الحقّ الذي أتى من عند الله على لسان أنبيائه ثم أخرجوا أهل الكتاب عن الحقّ وفرقوا دينهم شيعاً ونبذوا كتاب الله التوراة والإنجيل وراء ظهورهم واتبعوا الافتراء الذي أتى من عند غير الله من عند الطاغوت الشيطان الرجيم، ومن ثم ابتعث الله خاتم الأنبياء والمرسلين النبي الأمي الأمين بكتاب الله القرآن العظيم موسوعة كتب الأنبياء والمُرسلين، تصديقاً لقول الله تعالى: { أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَٰذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الحقّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ } صدق الله العظيم [الأنبياء:٢٤]
ومن ثم أمر الله نبيّه بتطبيق النّاموس للحُكم في الاختلاف أن يجعلوا الله حكماً بينهم، فيأمر نبيّه أن يستنبط لهم الحُكم الحقّ من مُحكم كتابه فيما كانوا فيه يختلفون، ومن ثم قام محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بتطبيق الناموس بدعوة المختلفين إلى كتاب الله ليحكم بينهم لأن الله هو الحكم بين المختلفين، وإنما يستنبط لهم الأنبياء حكم الله بينهم بالحقّ من مُحكم كتابه، تصديقاً لقول الله تعالى: { كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بالحقّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الحقّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مستقيم } صدق الله العظيم [البقرة:٢١٣]
إذاً تبيّن لكم أن الله هو الحكم وما على محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم والمهديّ المنتظَر إلا أن نستنبط حُكم الله بين المختلفين من مُحكم كتابه ذلك لأن الله هو الحكم بينهم، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا } صدق الله العظيم [الأنعام:١١٤]
ومن ثم طبّق محمد رسول الله الناموس لجميع الأنبياء والمهديّ المنتظَر بدعوة المختلفين إلى كتاب الله ليحكم بينهم، فمن أعرض عن الاحتكام إلى كتاب الله فقد كفر بما أُنزل على محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم.
وقال الله تعالى: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ } [آل عمران:٢٣]
وقال الله تعالى: { إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا } [النساء:١٠٥]
وقال الله تعالى: { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ﴿١٥﴾ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مستقيم ﴿١٦﴾ } [المائدة]
وقال الله تعالى: { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الحقّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٤٨﴾ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴿٤٩﴾ } [المائدة]
وقال الله تعالى: { وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿١٥٥﴾ أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴿١٥٦﴾ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧﴾ } [الأنعام]
وقال الله تعالى: { كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ } [الأعراف:2-3]
وقال الله تعالى: { وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [الأعراف:٥٢]
وقال الله تعالى: { وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ } [الأعراف:١٧٠]
وقال الله تعالى: { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الحقّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ } [يونس:١٠٨]
وقال الله تعالى: { أَفَمَنْ كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الحقّ مِنْ رَبِّكَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ } [هود:١٧]
وقال الله تعالى: { وَكَذَٰلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ } [الرعد:٣٧]
وقال الله تعالى: { إِنَّ هَٰذَا القرآن يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا } [الإسراء:٩]
وقال الله تعالى: { وَأَنْ أَتْلُوَ القرآن فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ ﴿٩٢﴾ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٩٣﴾ } [النمل]
وقال الله تعالى: { قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا القرآن لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ } [الأنعام:١٩]
وقال الله تعالى: { كَذَٰلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ﴿٢٠٠﴾ لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴿٢٠١﴾ فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿٢٠٢﴾ } [الشعراء]
وقال الله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿٤٠﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ﴿٤١﴾ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ(42) } [فصلت]
وقال الله تعالى: { قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ } [فصلت:٤٤]
وقال الله تعالى: { تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بالحقّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾ وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٧﴾ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٨﴾ وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴿٩﴾ مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠﴾ هَٰذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ ربّهم لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ } [الجاثية]
وقال الله تعالى: { وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَىٰ } [طه:١٣٤]
وقال الله تعالى: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ } [لقمان:٢١]
وقال الله تعالى: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ } [البقرة:١٧٠]
وقال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا } [النساء:١٣٦]
وقال الله تعالى: { أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ } [الأنعام:١٥٧]
وقال الله تعالى: { الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [التوبة:٩٧]
وقال الله تعالى: { وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ } [يونس:٢٠]
وقال الله تعالى: { إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ } [الشعراء]
وقال الله تعالى: { فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾ } [الدخان]
وقال الله تعالى: { إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنْتَقِمُونَ ﴿١٦﴾ } [الدخان]
وقال الله تعالى: { وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا القرآن مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ } [الروم:٥٨]
وقال الله تعالى: { تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٢﴾ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٣﴾ بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴿٤﴾ } [فصلت]
صدق الله العظيم
فلماذا تعرضون عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله يا معشر علماء المسلمين إن كنت به مؤمنين؟ فلماذا تعرضون عن دعوة الاحتكام إليه إن كنتم صادقين؟! وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــ
والجواب نعم كُنت أظن أني المهديّ المنتظَر منذ أن بلغت الحُلم، ولكن ذلك كان مُجرد إحساس في نفسي ولكني كُنت أتساءل وكيف يكون ذلك وأنا ليس اسمي محمد بل ناصر محمد، وكيف سيكون ذلك وأنا لستُ بعالم ؟ وكيف سأكون عالم؟ ومن ثم أحاول أن أزيل هذا الإحساس من قلبي فلم أستطع واستمر هذا الإحساس سنين كثيرة حتى أفتاني جدّي محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وجمعني به الله في الرؤيا الحقّ أنا وإحدى عشر إماماً منهم الإمام علي بن أبي طالب فعلمت أني المهديّ المنتظَر الإمام الثاني عشر من آل البيت المُطهّر كما أفتاني بذلك جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وكذلك أفتاني:
[ إن الله سوف يؤتيني علم الكتاب فلا يُجادلني أحدٌ من القرآن إلا غلبته بسلطان العلم ] اِنتهى.
فإن جادلتموني من القرآن وهيمنت عليكم بسلطان العلم فلكُل دعوى بُرهان تصديقاً لقول الله تعالى:
{ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } صدق الله العظيم [البقرة:111]
وإن هيّمن علماءُ الأمّة على ناصر محمد اليماني بسلطان العلم من القرآن العظيم فأصبح المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني كذاب أشر وليس المهديّ المنتظَر فهلمّوا للحوار يا معشر علماء الشيعة الاثني عشر ويا معشر علماء السُّنة والجماعة وكافة علماء المسلمين الذين فرقوا دينهم شيعاً وكُل حزبٍ بما لديهم فرحون، وكذلك هلمّوا إلى طاولة الحوار يا معشر علماء النّصارى واليهود وكافة الباحثين عن الحقّ من البشر لتعلموا هل حقاً الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وسلطان العلم من القرآن هو الحكم، وإن أبيتم واتّبعتم روايات وأحاديث جاءت من عند غير الله من الشيطان الرجيم على لسان أوليائه من شياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكُفر والمكر ضد كتاب الله الذكر المحفوظ من التحريف شرط أن يتم تطبيق الناموس في الكتاب أن نحتكم إلى كتاب الله القرآن العظيم، وقد علَّمكم الله أن الأحاديث النبوية الحقّ هي كذلك من عند الله ثم علَّمكم الله أن ما كان من عند غير الله من الأحاديث في السنة فإنكم سوف تجدون بينها وبين مُحكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً، تصديقاً لقول الله تعالى: { مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القُرَآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾ } صدق الله العظيم [النساء]
فكم حذَّركم الله يا معشر الشيعة والسنة أن تتبعوا الأحاديث والروايات المُفتراة على نبيه من عند الطاغوت على لسان أوليائه المنافقين بين صحابة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فكانوا يظهرون الإيمان ليحسبوهم منهم وما هم منهم؛ بل صحابة الشيطان الرجيم مدسوسين بين صحابة رسول الله الحقّ، فكم اتَّبعتم كثيراً من افترائهم يا معشر علماء السُّنة والشيعة وأفتوكم أنكم أنتم من يصطفي خليفة الله في قدره المقدور في الكتاب المسطور وإنكم لكاذبون، وما كان لملائكة الرحمن المُقربين الحقّ أن يصطفوا خليفة الله في الارض، فكيف يكون لكم أنتم الحقّ يا معشر علماء الشيعة والسُّنة؟ فأما الشيعة فاصطفوه قبل أكثر من ألف سنة وأتوه الحُكم صبياً, وأما السنَّة فحَّرموا على المهديّ المنتظَر إذا حضر أن يقول لهم أنه المهديّ المنتظَر خليفة الله اصطفاه الله عليهم وزاده بسطة في علم الكتاب وجعله حكماً بينهم بالحقّ فيما كانوا فيه يختلفون فيدعوهم للاحتكام إلى الذكر المحفوظ من التحريف، وما كان جواب من أظهرهم الله على شأني من الشيعة والسنة في طاولة الحوار العالمية إلا أن يقولوا: "إنك كذابٌ أشر ولست المهدي المنتظر؛ بل نحن من نصطفي المهديّ المنتظَر من بين البشر فنجبره على البيعة وهو صاغر"! ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم وأقول: أقسمُ بالله العظيم؛ الرحمن على العرش استوى أنكم في لفي عصر الحوار للمهدي المُنتظر من قبل الظهور بقدر مقدور في الكتاب المسطور قبل مرور كوكب سقر { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } واصطفوا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم إن كنتم صادقين! شرط أن تؤتوه علم الكتاب ظاهره وباطنه حتى يستطيع أن يحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، فلا تُجادلوه من القرآن إلا غلبكم بالحقّ إن كنتم صادقين، وإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فإني المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم لم يصطفِني جبريل ولا ميكال ولا السنة والشيعة بل اصطفاني خليفة الله في الأرض الذي اصطفى خليفته آدم اللهُ مالك الملك يؤتي مُلكه من يشاء فلستم أنتم من تُقسِّمون رحمة الله يا معشر الشيعة والسنة الذين أضلتهم الأحاديث المُفتراة والروايات ضلالاً كبيراً، واستمسكتم بها وهي من عند غير الله بل من عند الطاغوت ومثلكم كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت، أفلا تتقون؟! بل أمركم الله أن تعتصموا بالعروة الوثقى المحفوظة من التحريف القرآن العظيم الذي أدعوكم للاحتكام إليه الحقّ من ربكم ولكنكم للحقّ كارهون، فما أشبهكم باليهود يا معشر الشيعة والسنَّة! فهل أدلكم متى لا يعجبكم الاحتكام إلى القرآن العظيم؟ وذلك حين تجدون في مسألة أنه مُخالفٌ لأهوائكم، ولكن حين يكون الحقّ لكم فتأتون إليه مُذعنين وتُجادلون به، ولكن حين يخالف في موضع آخر لأهوائكم فعند ذلك تعرضون عنه وتقولون لا يعلم تأويله إلا الله فحسبنا ما وجدنا عليه أسلافنا عن أئمة آل البيت كما يقول الشيعة أو عن صحابة رسول الله كما يقول السنة والجماعة! ومن ثمّ يردّ عليكم المهديّ المنتظَر وأقول: ولكن حين يكون الحقّ معكم في مسألة ما فتأتي آية تكون بُرهان لما معكم، فلماذا تأتون إليه مُذعنين فلا تقولون لا يعلم تأويله إلا الله؟ ولكن حين تأتي آية مُحكمة بيِّنة ظاهرها وباطنها مُخالفة لما معكم فعند ذلك تُعرضون فتقولون لا يعلم تأويله إلا الله! ومن ثم أقيم الحُجّة عليكم بالحقّ وأقول: أليست هذه خصلة في طائفة من الصحابة اليهود يا معشر السّنة والشيعة؟ فلماذا اتَّبعتم صفتهم هذه؟ وقال الله تعالى: { لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مستقيم ﴿٤٦﴾ وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ وَمَا أُولَٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ﴿٤٧﴾ وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ ﴿٤٨﴾ وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الحقّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ ﴿٤٩﴾ أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٥٠﴾ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٥١﴾ } صدق الله العظيم [النور]
فكم سألتكم لماذا لا تجيبون دعوة الاحتكام إلى الكتاب فلم تردوا بالجواب، ومن ثم أقيم الحُجّة عليكم بالحقّ إن المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم جعله الله مُتّبعاً وليس مُبتدعاً فهل دعا محمد رسول الله المختلفين في دينهم من أهل الكتاب إلى كتاب الله القرآن العظيم أم أن ناصر محمد اليماني مُبتدع وليس مُتبعاً كما يزعم إن الله ابتعثه ناصر محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ ولكني من الصادقين ولأني من الصادقين مُتبع لمحمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ولست مُبتدعاً، وآتيكم بالبرهان من مُحكم القرآن العظيم، تصديقاً لقول الله تعالى: { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } صدق الله العظيم
إذاً لكُل دعوى بُرهان إن كنتم تعقلون..
ومن ثم أوجّه إليكم سؤالاً آخراً أريد الإجابة عليه من أحاديث السنّة النّبوية الحقّ، فهل أخبركم محمد رسول الله كما علمه الله أنكم سوف تختلفون كما اختلف أهل الكتاب؟ وجوابكم معلوم وسوف تقولون قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الذي لا ينطق عن الهوى: [ افترقت اليهود على إحدى و سبعين فرقة، افترقت النّصارى على اثنتين و سبعين فرقة وستفترق أمتى على ثلاث و سبعين فرقة، كلهم فى النار إلا واحدة ] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم
ومن ثم أقول لكم نعم إن الاختلاف واردٌ بين جميع المسلمين في كافة أمم الأنبياء من أولهم إلى خاتمهم النّبي الأميّ محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم فكُل أمة يتبعون نبيهم فيهديهم إلى الصراط المستقيم فيتركهم وهم على الصراط المستقيم، ولكن الله جعل لكُل نبي عدواً شياطين الجنّ والإنس يضلونهم من بعد ذلك بالتزوير على الله ورُسله من تأليف الشيطان الأكبر الطاغوت، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ والجنّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢﴾ وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ ﴿١١٣﴾ أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بالحقّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿١١٤﴾ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١١٥﴾ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿١١٦﴾ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿١١٧﴾ } صدق الله العظيم [الأنعام]
ومن ثم يوجّه المهديّ المنتظَر سؤالاً آخر: أفلا تفتوني حين يبعث الله النبي من بعد اختلاف أمّة النّبي الذين من قبله فإلى ماذا يدعوهم للاحتكام إليه، فهل يدعوهم إلى الاحتكام إلى الطاغوت أم يدعوهم إلى الاحتكام إلى الله وحده؟ وليس على نبيه المبعوث إلا أن يستنبط لهم حُكم الله الحقّ من مُحكم الكتاب الذي أنزله الله عليه، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ والجنّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢﴾ وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ ﴿١١٣﴾ أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بالحقّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿١١٤﴾ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١١٥﴾ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿١١٦﴾ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿١١٧﴾ } صدق الله العظيم [الأنعام]
فانظروا لفتوى الله لكم عن مكر الشياطين لتضليل المسلمين من اتباع الرسل جميعاً أنهم يفتروا على الله ورُسله فيأتي بالقول الذي من عند الطاغوت من عند غير الله افتراءً على الله ورُسله في كُل زمان ومكان فتدبروا يا أولي الألباب قول الله تعالى: { وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ والجنّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢﴾ وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ ﴿١١٣﴾ أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بالحقّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿١١٤﴾ } صدق الله العظيم
ومن خلال التدبر تعلمون كيف مكر شياطين الجنّ والإنس ضد المسلمين من اتباع الرُسل حتى يختلفوا فيما بينهم فيفرقوا دينهم شيعاً وكُل حزب بما لديهم فرحون ثم يبعث الله نبياً جديداً فيؤتيه الكتاب ليحكم بين أمّة النبي من قبله المختلفين في دينهم فيدعوهم إلى كتاب الله ليحكم الله بينهم بالحقّ وما عليه إلا أن يستنبط لهم حُكم الله من الكتاب المُنزل عليه، تصديقاً لقول الله تعالى: { كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بالحقّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الحقّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مستقيم } صدق الله العظيم [البقرة:٢١٣]
وهكذا الاختلاف مُستمر بين الأمم من أتباع الرُسل حتى وصل الأمر إلى أهل الكتاب فتركهم أنبياؤهم على الصراط المستقيم ثم تقوم شياطين الجنّ والإنس بتطبيق المكر المُستمر بوحي من الطاغوت الأكبر إبليس إلى شياطين الجنّ ليوحوا إلى أوليائهم من شياطين الإنس بكذا وكذا افتراءً على الله ورُسله ليكون ضدّ الحقّ الذي أتى من عند الله على لسان أنبيائه ثم أخرجوا أهل الكتاب عن الحقّ وفرقوا دينهم شيعاً ونبذوا كتاب الله التوراة والإنجيل وراء ظهورهم واتبعوا الافتراء الذي أتى من عند غير الله من عند الطاغوت الشيطان الرجيم، ومن ثم ابتعث الله خاتم الأنبياء والمرسلين النبي الأمي الأمين بكتاب الله القرآن العظيم موسوعة كتب الأنبياء والمُرسلين، تصديقاً لقول الله تعالى: { أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَٰذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الحقّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ } صدق الله العظيم [الأنبياء:٢٤]
ومن ثم أمر الله نبيّه بتطبيق النّاموس للحُكم في الاختلاف أن يجعلوا الله حكماً بينهم، فيأمر نبيّه أن يستنبط لهم الحُكم الحقّ من مُحكم كتابه فيما كانوا فيه يختلفون، ومن ثم قام محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بتطبيق الناموس بدعوة المختلفين إلى كتاب الله ليحكم بينهم لأن الله هو الحكم بين المختلفين، وإنما يستنبط لهم الأنبياء حكم الله بينهم بالحقّ من مُحكم كتابه، تصديقاً لقول الله تعالى: { كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بالحقّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الحقّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مستقيم } صدق الله العظيم [البقرة:٢١٣]
إذاً تبيّن لكم أن الله هو الحكم وما على محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم والمهديّ المنتظَر إلا أن نستنبط حُكم الله بين المختلفين من مُحكم كتابه ذلك لأن الله هو الحكم بينهم، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا } صدق الله العظيم [الأنعام:١١٤]
ومن ثم طبّق محمد رسول الله الناموس لجميع الأنبياء والمهديّ المنتظَر بدعوة المختلفين إلى كتاب الله ليحكم بينهم، فمن أعرض عن الاحتكام إلى كتاب الله فقد كفر بما أُنزل على محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم.
وقال الله تعالى: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ } [آل عمران:٢٣]
وقال الله تعالى: { إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا } [النساء:١٠٥]
وقال الله تعالى: { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ﴿١٥﴾ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مستقيم ﴿١٦﴾ } [المائدة]
وقال الله تعالى: { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الحقّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٤٨﴾ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴿٤٩﴾ } [المائدة]
وقال الله تعالى: { وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿١٥٥﴾ أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴿١٥٦﴾ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧﴾ } [الأنعام]
وقال الله تعالى: { كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ } [الأعراف:2-3]
وقال الله تعالى: { وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [الأعراف:٥٢]
وقال الله تعالى: { وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ } [الأعراف:١٧٠]
وقال الله تعالى: { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الحقّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ } [يونس:١٠٨]
وقال الله تعالى: { أَفَمَنْ كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الحقّ مِنْ رَبِّكَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ } [هود:١٧]
وقال الله تعالى: { وَكَذَٰلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ } [الرعد:٣٧]
وقال الله تعالى: { إِنَّ هَٰذَا القرآن يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا } [الإسراء:٩]
وقال الله تعالى: { وَأَنْ أَتْلُوَ القرآن فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ ﴿٩٢﴾ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٩٣﴾ } [النمل]
وقال الله تعالى: { قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا القرآن لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ } [الأنعام:١٩]
وقال الله تعالى: { كَذَٰلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ﴿٢٠٠﴾ لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴿٢٠١﴾ فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿٢٠٢﴾ } [الشعراء]
وقال الله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿٤٠﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ﴿٤١﴾ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ(42) } [فصلت]
وقال الله تعالى: { قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ } [فصلت:٤٤]
وقال الله تعالى: { تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بالحقّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾ وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٧﴾ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٨﴾ وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴿٩﴾ مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٠﴾ هَٰذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ ربّهم لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ } [الجاثية]
وقال الله تعالى: { وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَىٰ } [طه:١٣٤]
وقال الله تعالى: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ } [لقمان:٢١]
وقال الله تعالى: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ } [البقرة:١٧٠]
وقال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا } [النساء:١٣٦]
وقال الله تعالى: { أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ } [الأنعام:١٥٧]
وقال الله تعالى: { الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [التوبة:٩٧]
وقال الله تعالى: { وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ } [يونس:٢٠]
وقال الله تعالى: { إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ } [الشعراء]
وقال الله تعالى: { فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾ } [الدخان]
وقال الله تعالى: { إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنْتَقِمُونَ ﴿١٦﴾ } [الدخان]
وقال الله تعالى: { وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا القرآن مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ } [الروم:٥٨]
وقال الله تعالى: { تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٢﴾ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٣﴾ بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴿٤﴾ } [فصلت]
صدق الله العظيم
فلماذا تعرضون عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله يا معشر علماء المسلمين إن كنت به مؤمنين؟ فلماذا تعرضون عن دعوة الاحتكام إليه إن كنتم صادقين؟! وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــ
وأما بالنسبة للرؤيا الحقّ كيف تدرك الشمس القمر؟ فسوف ألبي طلبك ولو أنها لا تكن حُجة عليك حتى يصدقني الله بالحقّ على الواقع الحقيقي، وأقسمُ بالله العظيم يا أخي الكريم أني لم أعلم كيف تدرك الشمس القمر، وأراني الله الشمس والقمر وهن بأفق الجبل الغربي الذي بجانب قريتنا فإذا بالقمر هلال ولكنه إلى الغرب من الشمس والشمس إلى الشرق من القمر وجميعهن بأفق الغروب وأنا كنت أنظر إليهم وهن بأفق الغروب، وأراني الله القمر يغرب قبل غروب الشمس برغم أني أراه هلالاً ثم تغرب الشمس بعده وأنا أنظر إليهم من على سطح قصر أبي ثم استدرت ونزلت السُلم وأنا مُسرع، وأنا أنادي أدركت الشمس القمر يا معشر البشر.. وانتهت الرؤيا.
فأدهشتني تلك الرؤيا وتفكرت فيها بعد صلاة الفجر وأقول: يا رب كيف تدرك الشمس وأنت قلت وقولك الحقّ { لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ } [يس:40]؟ فلم أفهم ما أقصد من قولي هذا غير أني أعلمُ أنها رؤيا حقّ من ربّي يريدني أن أنذر الناس بها، ولكن كيف أنذرهم بشيء لم أفهمه؟
وفي الليلة التي تليها أراني الله في رؤيا أخرى القمر وهو بأفق الشرق، وفي الرؤيا أن الوقت بعد صلاة الفجر في ميقات الظل وقبل طلوع الشمس فإذا الهلال بدأ من طرف قرص القمر من أعلى وكان صغيراً جداً، فقلت يا أيها الناس أفلا ترون أن القمر ولد من قبل الكسوف والشمس إلى الشرق منه فاجتمعت به وقد هو هلال؟!
وكذلك لم أفهم الخبر كيف تدرك الشمس القمر، وماهي الحكمة من ذلك في الكتاب؟ ثم أراني الله رؤيا أخرى فإذا الهلال بأفق الشرق، وكذلك ولد وبدأ الضياء من أعلى قرص القمر الذي إلى جهة السماء للناظر فإذا أنا أقول أفلا ترون أن القمر ولد وغاب شرقاً، غير أني نطقت ذلك باللغة العامية فقلت هاذي تشوفوا أن القمر ولد وغاب شرقاً، فتبين لي كيف تدرك الشمس القمر ولكني لم أفهم ماهي الحكمة من هذا الحدث ؟
ثم أراني الله رؤيا أخرى وانا أنطق وأقول أن الشمس أدركت القمر تصديقاً لأحد أشراط الساعة الكُبر وآية التصديق للمهدي المنتظر ناصر محمد، فإذا أنا أقسمُ للناس أني لمن الصادقين وانتهت الرؤيا.
وآخر رؤيا في هذا المجال كانت بالضبط في تاريخ يوم الأحد 2 شعبان 1429 من بعد صلاة الفجر نمت وبعد نومي مُباشرة وإذا أنا أقول في مثل هذا اليوم يوم الأحد ستدرك الشمس القمر تصديقاً لأحد اشراط الساعة الكُبر وآية التصديق للمهدي المنتظر بعد أن يبلغ تسعة آلاف درجة.
انتهت الرؤيا
ثم زادني الله علماً من الكتاب فعلَّمني كيف تدرك الشمس القمر، وكيف أحاج الناس بتلك الآية الكونية قبل أن يسبق الليل النهار بسبب طلوع الشمس من مغربها، وسبق وأن فصَّل الله لعبده عن طريق الرؤيا الحقّ كيف يسبق الليل النهار، فأراني كوكب العذاب يقترب من الأرض فتسبب في طلوع الشمس من مغربها، وإذا أنا أقول الآن علمتم أني المهدي المنتظر! وهذا ما يخيفني أنكم لن تصدقوا حتى يسبق الليل النهار، ولكن لعلَّ المقصود البشر بشكل عام وليس المسلمون علهم يصدقوا بالحقّ قبل أن يسبق الليل النهار، فكم الأمر خطير بل نبأ عظيم والناس عنه معرضون! لا قوة إلا بالله العلي العظيم، إنا لله وإنا إليه لراجعون.
وأقسمُ بالله ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أن غرة صيام رمضان العالمية هي ليلة الجمعة المباركة إلا ان ينكر أولياء المسجد الحرام أن الشمس أدركت القمر فيردُّوا شهداء الرؤية فيتبعون علماء الفلك الذين هم موقنين أنه لن يرى هلال رمضان بسبب غروبه قبل غروب شمس الخميس ليلة الجمعة، أفلا يعلمون أن الوضع الذي يعلمون به سوف يحدث في يوم الخميس قد حدث مسبقاً يوم الأربعاء ولكن أكثرهم يجهلون، وإنا لله وإنا إليه لراجعون..
وسلامٌ على المُرسلين، والحمد لله رب العالمين.
أخو المؤمنين الذليل عليهم والعزيز على عدوهم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.