رد المهدي المنتظر على أبي راشد..

Asma Arc 0 تعليق 12:32 ص
الإمام ناصر محمد اليماني
24- 08 - 1430 هـ
16 - 08 - 2009 م
11:55 مساءً
ــــــــــــــــــــ

رد المهدي المنتظر على أبي راشد..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي النّبي الأمي الأمين وآله الطيبين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين وعلى أبو راشد وجميع المسلمين، وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

ويا أيها الأواب وكافة الأنصار السابقين الأخيار لقد توصّاكم الله بالصبر والغُفران وعلَّمكم أن ذلك لمن عزم الأمور تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ } صدق الله العظيم [٤٣:الشورى]

ولسوف أفتيك يا أبا راشد ما هو السبب بالحقّ الذي جعل الأواب يقول لك ما قال إنه المقت الذي حدث في قلبه تجاه أبي راشد وحدث نفس وذات المقت في قلوب الأنصار الموقنين بالبيان الحقّ للقرآن العظيم، ولكني أقسمُ بالله العلي العظيم أن ما حدث في نفس الله من المقت لأبي راشد لهو أكبر مقتاً من مقت الذين آمنوا، وكيف أني علمت بما في نفس ربي تجاه أبي راشد؟ وذلك من خلال قول الله تعالى:
{ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سلطان أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا } صدق الله العظيم [غافر:٣٥]

فكيف تقسم بالله العظيم يا أبا راشد فتقول إن المهدي المنتظر لا ينبغي أن يقول أيها الناس أني المهدي المنتظر فاستغفر الله العظيم، ولكن المهدي المُنتظر يقسم بالله الواحد الأحد الذي خلق أبا راشد أنّ قسمَك على الباطل! فتب إلى الله يا أبا راشد وبيني وبينك الاحتكام إلى القرآن المجيد يا أبا راشد، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ } صدق الله العظيم [ق:٤٥]

ولكن يا أبا راشد إنَّ الإمام المهدي يقسمُ بالله العظيم القسم البار؛ وما كان قسم كافرٍ ولا فاجرٍ وما كان قسماً بالظن الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً، أن جميع الأنبياء والمرسلين والمهدي المنتظر لن يستطيعوا أن يهدوا إلى الحقّ إلا الدواب العاقلة من البشر جميعاً وهم الذين يستخدمون العقل من قبل الحُكم على الداعية فيتدبروا منطقه هل جاء بالحقّ الذي يقبله العقل والمنطق أم كان من المُضلّين الذين يقولون على الله مالا يعلمون؟ فإذا لم تستخدم عقلك أخي الكريم أبو راشد فأقسمُ بالله العظيم لا يستطيع أن يهديك إلى الحقّ كافة الأنبياء والمرسلين لو عاصرهم أبو راشد جميعاً لكذّبهم جميعاً، ولَمَا اتبعهم أبداً ما دام لا يستخدم عقله الذي ميَّز الله به الإنسان عن الحيوان، ذلك لأني أجد في الكتاب إن الله لا يهدي إلا أولي الألباب الذين يستخدمون عقولهم فيتفكرون ويتدبرون بمنطق الداعية فيستخدمون عقولهم هل تقبل قولهم أم يتنافى مع عقولهم، وأولئك أبشرهم بالهدى إلى الحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾ } صدق الله العظيم [الزمر]

وأولئك هم خير الدّواب في الكتاب الذين يستخدمون عقولهم فيستمعون القول بالتدبر والتفكر ثم يتبعون أحسنه إذا قبلته عقولهم فإنها لا تعمى الأبصار يا أبا راشد ولكنها تعمى القلوب التي في الصدور، ولذلك أمر الله أبا راشد أن لا يَقفُ فيتبع ما ليس لهُ به علم وأمره أن يستخدم سمعه وبصره وفؤاده، فإن اتبع الباطل الذي لا يقبله عقل أبو راشد فحتماً سوف يسأل الله أبا راشد: ولماذا لم تستخدم عقلك الذي أنعمت به عليك؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا } صدق الله العظيم [الإسراء:٣٦]

إذا ً خير الدواب في الكتاب هم الذين يعقلون, وأما أشر الدواب في الكتاب فهم الذين لا يستخدمون عقولهم شيئاُ، تصديقاً لفتوى الله في محكم كتابه:
{ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ } صدق الله العظيم [الأنفال:٢٢]

وأعلم عن سبب قسم أبي راشد بغير الحقّ أن المهدي المنتظر لا يقول أنه المهدي المنتظر ولا ينبغي لهُ أن يعلم أنه المهدي المنتظر بل العلماء من يعرفون المهدي المنتظر من بين البشر فيقولون لهُ إنّك أنت المهدي المنتظر، ثم ينكر إذا كان من المتقين فحتماً سوف ينكر لأنه يعلم أن الله لم يبعثه للبشر، فكيف يوافقهم على أنه المهدي المنتظر وهو لا يعلم أن الله ابتعثه المهدي المنتظر ليهدي البشر إلى صراط العزيز الحميد، وأما إذا كان من المفترين فسوف يوافقهم على افترائهم على ربّهم بغير الحقّ.

وهذه الراوية أقسمُ بالله العظيم ربّ الملكوت أنها لمن روايات الطاغوت جاءت من عند غير الله يا أبا راشد ولم يقل لكم محمد رسول الله إن الله لن يبعث المهدي المنتظر بل أخبركم محمد رسول الله بأن الله هو من يصطفي المهدي المنتظر من بين البشر في قدره المُقدر فيبعثه إلى البشر على اختلاف بين علماء المسلمين ليحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون ليوحِّد صفّهم ويلمّ فرقتهم بعد ان خالفوا أمر ربّهم وتفرقوا وفشلوا وذهبت ريحهم، ولكن محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم بشَّركم يا أبا راشد أنّ الله سوف يبعث إليكم المهدي المنتظر ليعرِّفكم على شأنه فيكم أنه المهدي المنتظر مبعوثاُ من الله الذي اختاره واصطفاه. وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

1- قال رسول الله: لن تنقضي الأيام والليالي حتى يبعث الله رجلاً من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، يملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
2- أخرج أحمد والترمذي وأبو داود وابن ماجة عن الرسول: لو لم يبق من الدنيا الا يوم لبعث الله فيه رجلاً من أهل بيتي يملأها عدلاً كما ملئت جوراً.
3- عن المعلى بن زياد عن العلاء قال: قال رسول الله: أبشركم بالمهدي يُبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل فيملأ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلما، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الارض، يقسم المال صفاحاً.


ويا سُبحان الله يا أبا راشد! كيف أنكم ترون الحقّ باطلاً والباطل حقاً أو تؤمنون بالحقّ والباطل معاً جميعاً؟ فكيف يجتمع الحقّ والباطل؟ فهل يجتمع النور والظُلمات يا أبا راشد؟! وذلك لأني أعلم أنك مُصدقٌ بهذه الأحاديث الحقّ ويؤمن بها أبو راشد أنها من عند الله ورسوله ثم يجعلها أهل السنة والشيعة وراء ظهورهم فيقول: كلا ثم كلا، فلن يبعث الله المهدي المنتظر بل نحن من يصطفي المهدي المنتظر من بين البشر في قدره المقدور في الكتاب المسطور فنُعرِّفه بشأنه أنه المهدي المنتظر وعليه أن يبايعنا وهو صاغر! ويا سُبحان الله الواحد القهار أن يصطفي البشر خليفة ربّهم من دونه! والله لا يُصَدّق بهذا الافتراء عقل ثور من الأنعام فينكره، ولكن الذين صدَّقوا بهذا الافتراء هم أضل من الأنعام سبيلاً مع احترامي لأبي راشد وعُلماء الأمّة، ولكنَّ هذه هي الحقيقة لأن هذا الافتراء أقسم بربي لو يرده أبو راشد إلى عقله لما قبله عقل أبي راشد أبداً فيأتيه عقله بالمنطق فيقول له: إنَّ هذه الرواية مًخالفة للعقل والمنطق لأسباب عده وهي:

1- إن بعث المهدي المنتظر في علم الغيب، فما يدري البشر بأن المهدي المنتظر قد بعثه الله ما لم يعرفهم بنفسه إذا بعثه الله في قدره المقدور في الكتاب المسطور، وذلك لأن البشر لا يعلمون العصر والأمة بالتحديد الذي يبعث الله فيها المهدي المنتظر, بل ذلك في علم الغيب وعلماء الأمّة من البشر لا يعلمون الغيب، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ } صدق الله العظيم [النمل:٦٥]

فما يدريهم بأي أمّةٍ المهدي المنتظر وبأيٍّ عصرٍ وما يدريهم أنه بين البشر إذا حضر ومثله كمثل الأنبياء، ولم يجعله الله نبياً ولا رسولاً ولكنه يُعرّف نفسه للناس كما فعل الأنبياء فيخبرهم إن الله ابتعثه إليهم وجعله خليفته عليهم وآتاه برهان القيادة لصدق دعوته فزاده بسطة في العلم على كافة علمائهم وأمر رسوله أن يقول للناس:
{ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا } صدق الله العظيم [الأعراف:١٥٨]

وكذلك المهدي المنتظر حين يصطفيه الله خليفته على الناس يقول يا أيها الناس إني خليفة الله عليكم، فإن لم يقل ذلك فما يدريهم بأن الله بعث إليهم المهدي المنتظر، وما يدريهم هل هو صادق أم كاذب مالم يؤيده الله بالبرهان لِصدقه فيُلجم بالعلم من يحاجه في أمره كما سوف يفعل المهدي المنتظر مع أبي راشد فيلجمه بالعلم والسلطان حتى يتبع الحقّ؟ أو يقيم عليه المهدي المنتظر بالحجّة ثم تأخذه العزة بالإثم فلا يتبع الحقّ بعدما تبين لهُ أنهُ الحقّ ثم يحكم الله بيني وبينه وجميع المعرضين عن كتاب الله وهو خير الحاكمين, وليس لي طلب من أبي راشد إلا أن يصدّق بكتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ ويستخدم العقل ولا أريد منه غير ذلك شيئاً.

ولي سؤال إلى أبي راشد وجميع الذين يقولون أنهم هم من يصطفي المهدي المنتظر في قدره المقدور في الكتاب المسطور، فهل أنتم أعلمُ أم الله يا أبا راشد ؟ فما يدريكم هل هو المهدي المنتظر الحق، وما يدريكم أنه سوف يعدل إذا سلّموه الحكم فلن يظلم ويبغي ويطغي ويتجبر ويفسد في الأرض ويسفك الدماء؟ فكيف تزكونه وأنتم لا تعلمون غيب أفعاله؟ فهل أنتم أعلم من الله بالغيب وأعلمُ من الله ببعضكم بعضاً؟ ألم يقل الله تعالى لكم يا أبا راشد في مُحكم القرآن المجيد:

{ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ }
صدق الله العظيم [النجم:٣٢]

وأراد الله أن يثبت لملائكته الحقّ أنه هو أعلم منهم بشأن خليفته في الأرض ثم علَّم آدم أسماء الخلفاء من ذُريته في ظهره ومن ثم عرضهم على الملائكة وقال الله تعالى:
{ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } صدق الله العظيم [البقرة:٣١]

والسؤال إلى أبي راشد: فمن هم هؤلاء الموجودون مع أبينا آدم؟ ويفتيك الله بقوله الحقّ:
{ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ } صدق الله العظيم [النجم:٣٢]

إذا قد أنشأنا الله مع أبينا آدم وعلم غيب أعمالنا من قبل أن نكون أجنَّةً في بطون أمهاتنا، وعلَّم آدم أسماء خلفاء الله الذين اصطفاهم من ذريته وهم موجودون في ظهر أبينا آدم ثم عرضهم على الملائكة، وقال الله لملائكته:
{ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } صدق الله العظيم [البقرة:٣١]

فإذا الملائكة لم يعلموا حتى بأسماء خُلفاء الله المُصطفين في الكتاب الذي علَّم الله أسماءهم لآدم في ذريته وعرضهم على الملائكة فلم يعلموا ولا اسماً واحداً منهم برغم وجودهم في ظهر أبينا آدم حاضرين! فكيف إذاً علموا غيب عملهم أنهم سيفسدون في الأرض ويسفكون الدماء، ثم علم الملائكة أنه صار في نفس ربّهم شيءٌ وأن شأن اصطفاء خليفة الله في الأرض يختص به الله وحده علام الغيوب ثم تابوا وأنابوا إلى ربّهم معترفين بخطئهم فسبحوا ربّهم علَّام الغيوب وقالوا:
{ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ } صدق الله العظيم [البقرة:٣٢]

وبعد أن أقام الله عليهم الحجة أنهم ليسوا بأعلم من ربّهم حتى يصطفوا خليفته من دونه ثم قال لهم:
{ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ } صدق الله العظيم [البقرة:٣٣]

ولماذا يا أبا راشد قال الله لهم :
{ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } صدق الله العظيم؟ وذلك لأنه سبحانه قال لهم حين:
{ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ } صدق الله العظيم [البقرة:٣٠]

فأقام الله عليهم بالحجة أنه أعلم منهم وليسوا هم أعلم من الله حتى يقولوا
{ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ }، قال: { قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ }، حتى إذا عجزوا عن معرفة أسماء خلفاء الله قال الله لهم:
{ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ } صدق الله العظيم [البقرة:٣٣]

ثم أراد الله أن يزيدهم ويزيد الإنس والجنّ علماً في برهان خليفة الله المُصطفى أنهُ يزيده عليهم بسطةً في العلم، وأمر الله آدم أن يقيم عليهم بالحُجة أنه أعلم منهم فيُعلمهم بأسماء خلفاء الله من ذريته، فأقام آدم عليهم الحجة بالعلم وعلمهم بأسمائهم، ومُعلمه هو الله ولم يعلّمه جبريل ولا ميكال بل علّمه الله الذي اصطفاه خليفته عليهم فزاده بسطةً في العلم ثم قال:
{ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ } صدق الله العظيم [البقرة:٣٣]، ثم علمهم آدم بأسماء الخلفاء من ذريته فأقام البرهان عليهم أنهُ أعلم منهم.

وكذلك الإمام المهدي خليفة الله مُعلمه هو الله، ولكل دعوى برهان وأقسم بمُعلمي الرحمن لو اجتمع كافة علماء الإنس والجان فنحتكم إلى القرآن لهيمنتُ عليهم جميعاً بالعلم والسلطان وليس بالبيان المُلفق كما تصف الحقّ يا أبا راشد! أقسم بالله العظيم أنك قلت علينا زوراً ومنكراً وبهتاناً كبيراً سوف تحاسب عليه بين يدي من زادني عليكم بسطةً في العلم، فأنا لا أجادلكم ومن ثم أقول والله أعلم قد أكون مُخطئاً وقد أكون مُصيباً! أعوذُ بالله من غضب الله أن أقول مثل قولكم كما تقولون على الله مالا تعلمون. ثم يقول عالمكم والله أعلم إن أخطأت فمن نفسي! اتّقوا الله فلا قول النسبية في الدين حرمه الله عليكم في محكم القرآن العظيم أن تقولوا على الله مالا تعلمون, وإن ذلك من أمر الشيطان عليكم عن طريق أوليائه
{ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ } ولكنَّ الله حرَّم عليكم أن تقولوا على الله مالا تعلمون، ويا أبا راشد كُن من الشاكرين، فأقسم بمن رفع السبع الشداد وثبت الأرض بالأوتاد وأهلك ثموداً وعاد وأغرق الفراعنة الشداد أنك تُحاج المهدي المنتظر الحقّ من ربكم وأني ما قلت لكم إني المهدي المنتظر من ذات نفسي بالظن الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، وكيف أتجرأ أن أقول ذلك وأنا أعلم أن من أعظم ظلم الإنسان لنفسه أن يقول على الله ما لا يعلم، ومن افترى على الله كذباً فمن أظلم منه يا أبا راشد في الكتاب؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ } صدق الله العظيم [الأنعام :٩٣]

ولم يأتِني جبريل بوحي جديدٍ بل علمني الله بالفتوى عن طريق جدّي مرةً تلو الأخرى، وأفتاني أن ربي سوف يؤتيني علم الكتاب القرآن العظيم وأخبرني أنه لن يجادلني أحدٌ من القرآن إلا غلبته بالحقّ إلا أن يغلبني أبو راشد من القرآن العظيم فيأتي بالبيان الذي يجده الباحثون العاقلون أنهُ أهدى من بيان ناصر محمد اليماني للقرآن وأقوم قيلاً، فإن فعل ولن يفعل لا أبو راشد ولا كافة علماء الإنس والجنّ وإن فعلوا ولن يفعلوا فإن على ناصر محمد اليماني لعنة الله إلى يوم يقوم الناس لرب العالمين أو على من كذب بالبيان الحقّ للقرآن بعدما تبين لهُ أن ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراط مستقيم.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
عبد الله وخليفته الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.


تعليقات فيسبوك
0 تعليقات بلوجر

0 التعليقات لــ "رد المهدي المنتظر على أبي راشد.."