بيان الإمام المهدي إلى كافة قادة العرب والمُسلمين.

Unknown 1:20 ص

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين، 
وسلام الله على أولياء الله الذين إن مكنّهم الله في الأرض أمروا بالمعروف ونهوا عن المُنكر..
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فمن هم المسؤولون بين يدي الله عن الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر؟ وسوف تجدون الجواب من الله في مُحكم الكتاب في قول الله تعالى:

{وَلَيَنصُرَنَّ اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿
٤٠﴾ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّـهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴿٤١﴾}
صدق الله العظيم [الحج]

فما دام قد تبين لكم الفتوى من الله يا معشر الذين مكنّهم الله في الأرض من رؤساء وملوك المُسلمين أنه سوف يسألكم أنتم عن الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر كونه قدر الله لكم أن مكنكم في الأرض فجعلكم قادة لأمة الإسلام فحملكم الله مسؤولية الدفاع عن المُسلمين فإذا لم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المُنكر فأنتم لم تنصروا الله، فمن يجيركم من الله؟ فهل اليهود وأولياؤهم المُفسدون في الأرض هم أشدُّ رهبة في صدوركم من الله؟ وقال الله تعالى:

فَاللَّـهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿
١٣﴾قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّـهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ ﴿١٤﴾ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ ۗ وَيَتُوبُ اللَّـهُ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿١٥﴾ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّـهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ۚ وَاللَّـهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿١٦﴾ }
صدق الله العظيم [التوبة]

ويا قادة المُسلمين المسؤولين بين يدي رب العالمين، تذكروا ما هو جوابكم إلى ربكم وما هي حُجتكم وما هو عُذركم، فهل رضيتم بالحياة الدُنيا فحرصتم على مناصبكم لعلكم تخلدون فيها؟ ولكنكم تعلمون أن الموت سيدرككم ولو كُنتم في بروج مشيدة، فهل تذكرتم من بعد الموت بأي وجه تلاقون ربكم؟ فهل بوجوه مسودة كأنما أغشيت قطعاً من الليل مُظلماً؟ أم لن يخزيكم الله فيجعل وجوهكم تشرق بالنور فيسعى نوركم بين أيديكم؟ فيا عجبي الشديد من أمركم يا قادة المُسلمين فما أحقر ما رضيتم به ولن يغني عنكم ملككم وسلطانكم من الله شيئاً. وقال الله تعالى:

{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ ﴿
٢٥﴾ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ ﴿٢٦﴾ يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ ﴿٢٧﴾ مَا أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ ۜ ﴿٢٨﴾ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ ﴿٢٩﴾ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ﴿٣٠﴾ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ﴿٣١﴾ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ ﴿٣٢﴾ إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ الْعَظِيمِ ﴿٣٣﴾ وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ ﴿٣٤﴾فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ ﴿٣٥﴾ وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ ﴿٣٦﴾ لَّا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ﴿٣٧﴾}
صدق الله العظيم [الحاقة]

فماذا تريدون بالمال والمُلك والسُلطان؟ فبئس ما رضيتم به وبئس ما حرصتم عليه، فوالله أن المال والمُلك والسلطان لن يغني عنكم من عذاب الله شيئاً، أفلا تتخيلوا كيف حالكم حين تسمعون الحكم من الله على الذين مكّنهم الله في الأرض ولم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المُنكر، فكيف حالهم يوم يسمعون حكم الله عليهم بالسجن الخالد إلى مالا نهاية؟ ولكن فهل سجن الله فيه ظِلٌّ وفيه مراوح ومكيفات؟ إذاً لكان الأمر هين، بل سجن الله نار مؤصدة في عمد ممددة بالجحيم كلما خبت زادهم سعيراً، فتخيلوا عذاب الحريق، فهل في قلوبكم صبر عليه؟ ولا تظنوها كناركم التي تطبخوا عليها طعامكم بل نار وقودها الحجارة، فتصوروا كيف سيكون عذاب نار وقودها الحجارة، أم إنكم لا تصدقون بكلام الله؟ أفلا تتقون؟ فإلى متى سيكون جهادكم هو فقط الاستنكار يا قوم إلى متى إلى متى إلى متى؟ فوالله إن الاستنكار فقط لن يجيركم من عذاب الله، وما يزيدكم في نفس الله إلا مقتاً لأنه قول من غير فعل على الواقع الحقيقي. وقال الله تعالى: 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴿
٢﴾ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴿٣﴾ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ ﴿٤﴾}
صدق الله العظيم [الصف]

أم إنكم لا تعلمون ما يقصد الله بقوله 
{لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ}؟ وذلك هو قولكم نحنُ نستنكر ما يفعل المُجرمون المفسدون في الأرض بإخواننا المُسلمين وحسبكم ذلك، فمن ذا الذي أفتاكم أن ذلك هو الجهاد؟ ولذلك فلن تنالوا بحُب الله ونعيم رضوانه. ولذلك قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ}.

وقال الله تعالى:

{إِنَّ اللَّـهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ﴿
٣٨﴾أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ﴿٣٩﴾ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّـهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿٤٠﴾ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّـهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴿٤١﴾}
[الحج]

{وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}

صدق الله العظيم [الروم:47]

اللهم انصر من حماس رجال حول الأقصى ودافع عنهم واحفظهم وامنعهم برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم واخذل من خذل حماس والعنه لعناً كبيراً، فما أجبنكم يا قادة العرب والمُسلمين قتلتم أمتكم وأذليتم المُسلمين وجعلتم العزة لأولياء الطاغوت والذلة لكم وللمؤمنين، قاتلكم الله.. فمن يُجيركم من بأس الله الشديد؟

ألا والله لو كنت مكان أحدكم لسعيت إلى قتال الذين يفسدون في الأرض المباركة وعلوا علواً كبيراً، وأنتم تعلمون ويا عُلماء أمة الإسلام فهل رضيتم بالحياة الدُنيا كمثل ولاة أموركم فكنتم لهم تبعاً؟ فوالله لن يغنوا عنكم من الله شيئاً.

وصار للإمام المهدي ست سنوات وهو يدعوكم إلى العزة وإقامة الخلافة العالمية في الأرض فأبيتم إلا الذل لأنكم رضيتم بالحياة الدُنيا فمسكم الوهن فلم تستجيبوا لما يُحييكم لأن قلوبكم أنتم وقادتكم ميتة من حُب الله والاشتياق إلى لقاء الله ولذلك فلن تتمنوا الموت أبداً، فلو كنتم تحبون الله فتتمنوا لقاء الله لتمنيتم الموت إن كنتم صادقين إلا في حالة واحدة فقط هو لو لم يتحقق هدفكم في إعلاء كلمة الله في العالمين فأردتم البقاء من أجل الله فقد أصبحت حياتكم لله ومماتكم لو كنتم صادقين.
ويا قوم لقد نفد الصبر في قلب المهدي المنتظر وضاق الصدر من عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر في عصر فساد بني إسرائيل الآخر، فإلى متى الانتظار للتصديق؟ لنظهر لكم عند البيت العتيق للمُبايعة على الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر لرفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان حتى تُمتلئ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً وظُلماً من أعدائكم ومنكم لأنكم لا تحكمون بما أنزل الله فتطبقون حدود الله على الظالمين، ولذلك ظلمتم أنفسكم وظُلمتم أمتكم.

ويا معشر المُسلمين عامة كونوا شُهداء على أنفسكم وعلى عُلمائكم أني أدعوكم إلى كتاب الله لنحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، فنوحد صفكم من بعد تفرقكم إلى شيع وأحزاب وذهبت ريحكم ففشلتم كما هو حالكم اليوم الذلة لكم والعزة لأعدائكم وذلك لأنكم هجرتم كتاب الله القرآن العظيم فاتبعتم ما يخالف لمحكم كتاب الله وتحسبون أنكم مهتدون.
ولربما يود أحد علمائكم أن يقاطعني فيقول: "لا تفتري علينا يا ناصر محمد اليماني، فنحن معتصمون بكتاب الله وبسنة محمد رسول الله الحق" . ثم يرد عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: بل معتصمون بما جاء من عند الطاغوت على لسان أوليائه من شياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكُفر حتى ردوكم من بعد إيمانكم كافرين، ولو لم تكونوا كافرين بما أنزل على محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - إذاً لأجبتم دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم الذي جعله الله الحُجة لعلمائكم عليكم والحجة لكم على عُلمائكم إن كنتم مؤمنين، فقد نفد الصبر وطال الانتظار فلا تظنوا أن الله مخلف وعده، فاتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة، واعلموا أن الله لشديد العقاب. تصديقاً لقول الله تعالى:

{إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّـهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴿
٢٢﴾ وَلَوْ عَلِمَ اللَّـهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ۖ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّـهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿٢٤﴾ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿٢٥﴾}
[الأنفال]

وقال الله تعالى:

{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً}

[الفرقان:30]

وكذلك الإمام المهدي يشكو إلى الله ما شكاه إليه جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأقول:

{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً}


فها أنا الإمام المهدي أدعوهم إلى الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله الحق إلا ما خالف منها لمحكم القرآن فأعرضوا واعتصموا بما خالف لمحكم كتاب الله ويحسبون أنهم مهتدون! وهم ليسوا على شيء حتى يقيموا هذا القرآن العظيم الذي اتخذتموه مهجوراً، فلا تظنوا أن الله مخلف وعده، وأقسم برب العالمين إذا لم تستجيبوا لما يحيي قلوبكم ليظهرني الله عليكم وعلى عدوكم وأنتم وهم صاغرون بآية من السماء تظل أعناقكم من هولها لخليفته خاضعين، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..

خليفة الله وعبده الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الموضوع الرئيسي في موقع الامام المهدي منتديات البشرى الاسلامية
تعليقات فيسبوك
0 تعليقات بلوجر

0 التعليقات لــ "بيان الإمام المهدي إلى كافة قادة العرب والمُسلمين."