بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله في كل زمان ومكان إلى يوم الدين..
قال الله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ ﴿١١﴾قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴿١٢﴾ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ﴿١٣﴾ قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤﴾ قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿١٥﴾ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿١٦﴾ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴿١٧﴾ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا ۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿١٨﴾ وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَـٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [الأعراف]
والسؤال الذي يطرح نفسه هو أليس خروجه من الجنة هو لفتنة من تبعه من ذرية آدم بدليل قول الله تعالى {قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا ۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿١٨﴾}صدق الله العظيم
والسؤال هو فكيف يخرج إليهم وآدم وذريته في ظهره وزوجته في الجنة فكيف يخرج إليهم؟ ألم تجدوا خروجه إليهم لفتنتهم؟ تصديقا لقول الله تعالى { قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا ۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ} صدق الله العظيم
فتدبروا قول الله تعالى {لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ}، ولكنهم غير موجودين حيث أنتم حين صدور الأمر فكيف يخرج لفتنتهم؟ ومن ثم تعلمون إن تصديق هذا الأمر من الله بإخراجه يأتي تأويله على الواقع الحقيقي في آخر الزمان سيتم إخراجه مذؤوما مدحورا فيرسل الله عليه ملائكته ليخرجوه منها مذؤوماً مدحوراً حين انتهاء الوقت المعلوم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٣٦﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿٣٧﴾ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الحجر]
فمتى هو الوقت المعلوم والجواب {قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} والوقت المعلوم هو يوم البعث الأول. وسؤال آخر فمتى اليوم المعلوم؟ والجواب في محكم الكتاب:
{وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٩٥﴾ حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ} صدق الله العظيم [الأنبياء:95-96]
وسؤال آخر متى يكون فتح يأجوج ومأجوج؟ والجواب في محكم الكتاب يوم مرور كوكب العذاب نار جهنم يوم يعرضها الله للكافرين المكذبين ليلة مرورها على أرض البشر المرور الأقرب في تاريخ الأرض والبشر. تصديقاً لقول الله تعالى:
{قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ﴿٩٤﴾ قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا ﴿٩٥﴾ آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ﴿٩٦﴾ فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ﴿٩٧﴾قَالَ هَـٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ﴿٩٨﴾ وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ۖ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ﴿٩٩﴾ وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم [الكهف]
ولربما يود أن يقاطعني أحد السائلين فيقول فماهو سلطان علمك للمقصود من قول الله تعالى {وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم
أنه يقصد مرورها أمام أعينهم وهم ينظرون إليها، ومن ثم نرد عليه بالحق ونقول إنما عرض جهنم في هذا الموضع يقصد به مرورها أمام أعينهم كعرض خيول سليمان عليه الصلاة والسلام حين عرض عليه الخيول الصافنات كعرض عسكري وقال الله تعالى:
{وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ ۚ نِعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴿٣٠﴾ إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ﴿٣١﴾ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم. ونستنبط المعنى المقصود لكلمة عرض جهنم {وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم.
يوم تَهَدُّم سد ذي القرنين بسبب مرورها الأقرب في تاريخ خلق الأرض، لذلك تتأثر الأرض التأثر الأكبر في تاريخ مرور كوكب جهنم، ويسبب انعكاس دوران الأرض فيسبق الليل النهار فيصير الشرق غرباً والغرب شرقاً فتطلع الشمس من مغربها. تصديقا لقول الله تعالى:
{قَالَ هَـٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ﴿٩٨﴾ وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ۖ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ﴿٩٩﴾ وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم [الكهف]
وكذلك يحدث في ذلك اليوم البعث الأول للكافرين الأولين والآخرين. تصديقاً لقول الله تعالى {قَالَ هَـٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ﴿٩٨﴾ وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ۖ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ﴿٩٩﴾ وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم
وخروج المسيح الكذاب -إبليس- لفتنة من تبعه من ذرية آدم يحدث في ذلك اليوم المعلوم كونه منظور في الجنة إلى يوم البعث الأول. ولذلك قال الله تعالى:
{قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٣٦﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿٣٧﴾ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الحجر]
وفي ذلك اليوم يرسل الله ملائكته ليخرجوا الشيطان وأولياءه مذؤوماً مدحوراً، فعلم الشيطان أنه جاء الوقت المعلوم للبعث الأول، وأنه انتهى زمن انتظاره في الجنة، فيخرجوه منها مذؤوماً مدحوراً هو وجنده فيخرج إليكم إبليس لفتنة الأحياء والأموات المبعوثين في ذلك اليوم. وذلك هو البيان الحق لقول الله تعالى:
{قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا ۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿١٨﴾ وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَـٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿١٩﴾}صدق الله العظيم [الأعراف]
وليس تصديق أمر إخراجه حَدَثَ يوم عصى الشيطان ربه فأبى السجود لآدم كون الله أنظره إلى يوم يبعثون في البعث الأول، ولم يتم إخراجه من بعد صدور الأمر كونه منظور فيها إلى يوم البعث، بل أبقاه الله في جنته في الأرض إلى يوم البعث الأول ودليل بقاءه في الجنة قول الله تعالى:
{فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} صدق الله العظيم [طه:117]
فهل تبين لكم البيان الحق لبقاء إبليس في جنة الفتنة إلى يوم يبعثون في البعث الأول؟ فيقول أن لديه جنة ونار قد تم عرضها عليكم، ويقول هذا يوم الخلود يوم البعث ولدي جنة ونار كما وعدتكم وأنا الله المسيح عيسى ابن مريم .. بل هو كذاب وما كان ابن مريم. ولذلك يسمى المسيح الكذاب كونه ليس المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وعلى أمه و سلم تسليماً.
ولذلك تبينت لكم الحكمة من عودة رسول الله المسيح عيسى ابن مريم كون الشيطان يريد أن ينتحل شخصية المسيح عيسى ابن مريم فيدعي الربوبية وما كان للمسيح أن يقول قوله بل هو المسيح الكذاب. فاتقوا الله يا أولي الألباب ألا والله لا يحيط أنبياء الله ورسله بتفصيل شأن المسيح الكذاب كون الله اختص بالبيان التفصيلي لفتنة المسيح الكذاب من جعله الله خصماً له، المهدي المنتظر صاحب علم الكتاب العدو اللدود للمسيح الكذاب .. وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين..
خليفة الله وعبده الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المشاركة الرئيسية في موقع الامام المهدي منتديات البشرى الاسلامية.