الإمام ناصر محمد اليماني
13 - 03 - 1430 هـ
10 - 03 - 2009 مـ
02:53 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ
لماذا لم يفسّر القرآن كله في عهد النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم؟
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..
ويا معشر علماء الفلك، إنما يبعث الله الإمام المهديّ بالبيان الحقّ للقرآن ويحاجّ علماء الأمّة بعلوم القرآن في مختلف المجالات العلميّة وكل حسب اختصاصه، ولا ولن يفهم البيان العلميّ إلا أصحابُ الاختصاص في ذلك المجال المُتخصصين فيه، ومثلاً حين أُعلن للبشر أنهم دخلوا في عصر الأشراط الكُبرى للساعة ومنها أن تُدرك الشمس القمر تصديقاً لحدوث أحد أشراط الساعة الكُبَر وآية كونيّة للتصديق بأني الإمام المهديّ المنتظر ومن ثمّ يكون لدى الباحث عن الحقّ احتمالين في شأن ناصر محمد اليماني فإما أن يكون حقاً الإمام المهديّ خليفة الله في الأرض فيزيده الله بسطةً في العلم فيُحاجج العلماء حسب اختصاصاتهم بالبيان العلميّ للقرآن العظيم، ولكُل دعوى بُرهان فإن كان ناصر محمد اليماني من الجاهلين فالبرهان على جهله سوف يفضحه العلم والمنطق الحقّ على الواقع الحقيقي، وإن كان ناصر محمد اليماني الإمام المهديّ فلا بُدّ لبيانه العلميّ للقرآن العظيم يأتي مُصدقاً له العلمُ والمنطقُ.
ويا معشر علماء الفلك، إنّكم طائفة من علماء الأمّة الإسلامية ومجال اختصاصاكم هو في علم الفلك والكون وجريان الشمس والقمر وكيفية ولادة الأهلّة حتى إذا جاء الإمام المهديّ يُنادي الأمّة على مختلف مجالاتهم العلميّة وكُلاً حسب اختصاصه عليه أن يقوم بتطبيق بيان ناصر محمد اليماني تطبيقاً علميّاً على ما أحاطهم الله من العلوم على الواقع الحقيقي بالعلم والمنطق الفيزيائي الدقيق الذي لا يحتمل الشك، وتأويل القرآن العلميّ لم يُبينه محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - للمسلمين في عصر التّنزيل إلا المسائل إلا ما نزل إليهم في المسائل الفقهيّة.
وسبب عدم بيان الآيات العلميّة للكفار في ذلك العصر هو إن الناس لا يحيطون بآيات القرآن العلميّة.
ولذلك قال الله تعالى: { بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ } صدق الله العظيم [يونس:39]
ومن ثمّ وعد الله رسوله أن يُبيِّنَه لقومٍ يحيطون بعلمه فيريهم حقائق آياته على الواقع الحقيقي بالعلم والمنطق، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } صدق الله العظيم [الأنعام:150]
ومن ثمّ يتبيّن لمُنكري شأن الإمام المهديّ إن الذي وكَّله الله بالبيان العلميّ للقرآن بالعلم والمنطق هو الإمام المهديّ الذي يبتعثه الله ناصراً لمحمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ليُبين لهم حقائق آيات القرآن بالبيان العلميّ على الواقع الحقيقي حتى يتبيّن لهم أنَّ محمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- حقاً تلقّى القرآن من لدُن حكيم عليم، الذي أحاط بكُل شيءٍ علماً ومنهم علماء الفلك.
وأقول يا معشر علماء الفلك، ولربَّما يودّ أحد العلماء الذين لا يريدون إلا الاستمساك بالسُّنة وحدها وترك كثيرٍ من آيات القرآن أن يقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني! لقد بيَّن محمدٌ رسولُ الله القرآن لصحابته فهل أنت أعلمُ من محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟". ومن ثمّ يرد عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إن الله قد نهى المسلمين الأولين أن يسألوا عن بيان آيات القرآن العظيم، والأمر الصادر تجدونه في قول الله تعالى:
{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا } صدق الله العظيم [الحشر:7]
وفي هذه الآيات أمرٌ من الله بعدم السؤال لرسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - عن بيان أيَّة آيةٍ في القرآن العظيم حتى يُبينها هو من ذات نفسه، وذلك لأن محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لم يأمره الله ببيان القرآن كُله بل يبين لهم ما يخصّ الشريعة وأمره أن يعرض عن بيان أشياءٍ في الآيات العلميّة حتى لا يكفروا بها فينكروها ومن ثمّ تكون سبب فتنتهم فيكفرون بالحقّ من ربّهم جميعاً فيهلكهم الله، ولذلك أمر الله المؤمنين بعدم السؤال عن أيَّة آيةٍ في القرآن العظيم إن عجزوا عن معرفة بيانها حتى لا يُبيِّنُها الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ومن ثمّ يَسُؤْهُم بيانُها فينكرونها ثمّ يصبحوا بها كافرين، تصديقاً لقول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقرآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101) قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثمّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ (102) } صدقو الله العظيم [المائدة]
وهذه الآيات في طياتها حقائقٌ علميّة يجهلونها وعفا اللهُ عن بيانها محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كما عفا كافة الأنبياء والمرسلين من قبله في كافة الكتب التي ابتعث الله بها الأنبياء عن بيانها، وبعضٌ منهم سأل وأصرّ على الجواب ثمّ بينها الأنبياء ثمّ أصبحوا بها كافرين! وحتى لا تكون هذه الأشياء التي لا يحيطون بعلمها وهي الحقائق العلميّة لآيات الكتاب إن يسألوا عنها حين نزولها تبدو لهم بالبيان الحقّ من محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ومن ثمّ تسؤهم لأنها لم تتقبلها عقولهم لأنهم لا يحيطون بها علماً ومن ثمّ يكفرون بها ومن ثمّ تكون سبب فتنتهم عن الحقّ ولذلك أمرهم الله بعدم السؤال، وقال تعالى:
{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا } صدق الله العظيم [الحشر:7]
ومن خلال هذه الآيات يتبيّن لعلماء الأمّة إن الله قد عفا رُسله عن بيان الآيات العلميّة في الكتاب ولكن الله لن يُنزلها عبثاً سبحانه فلا بُدّ أن يبعث آخر الزمان المكلَّف ببيانها، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } صدق الله العظيم
وتصديقاً لقول الله تعالى: { وَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا } صدق الله العظيم [النمل:93]
وبما إنِّي أعلمُ علم اليقين إنِّي الإمام المهديّ المنتظر المكلَّف بالبيان العلميّ لهذه الأمّة لقومٍ يعلمون منهم ولا ولن يفقه البيان العلميّ إلا أصحابُ الاختصاص في المجال الذي أُحاجُّكم فيه، وبما إنِّي الإمام المكلَّف بالتحدي العلميّ في الكتاب لكافة علماء الأمّة على مختلف مجالاتهم العلميّة، أقول لهم ما أمرني الله به أن أقوله لهم: { فأيَّ آيَاتِ اللهِ تُنْكِرُونَ } صدق الله العظيم [غافر:81]
من الذرة أصغر شيء في علم الكتاب إلى أكبر شيء خلقه الله وهي الشجرة؛ سدرة المُنتهى بأفق الكون العظيم وتحيط بالسماوات والأرض وتحيط بالجنّة التي عَرضُها كعَرضِ السماوات والأرض من كافة الجوانب وهي حجاب الربّ سبحانه الرحمن على العرش استوى، ولذلك أينما تولون وجوهكم فثمّ وجه الله يعلمُ ما يولج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها ولا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وهو بكُل شيء عليم.
ولا أتفكر في ذاته سبحانه فأتبع أمر الشيطان، بل أتبع أمر الرحمن وأتفكر في قدراته إلى السماء كيف رُفعت وإلى الجبال كيف نُصبت وإلى الأرض كيف سُطحت، وأبصرُ في نفسي وما حولي من آيات ربّي، ومن ثمّ أقول: كم أنت عظيم يا إلهي؟ أشهدُ أن لا إله غيرك ولا معبود سواك، سبحانك ربي وتعاليت علواً كبيراً! وأعيني تفيض من الدمع مما عرفتُ من الحقّ.
ويا معشر البشر أفلا تعلمون الفرق بين الأنعام والإنسان أنّه التفكير فيما حولنا من آيات الله؟ وذلك لأن البقر لا تتفكر في السماء كيف رفعت ولا في الجبال كيف نُصبت ولا في الأرض كيف سطحت بل سخرها الله للإنسان وذللها له ويخرج له منها من بين فرثٍ ودمٍ لبناً خالصاً سائغاً للشاربين ومنها يأكلون ومنها يلبسون ومنها ما يحمل أثقالهم لم يكونوا بالغيه إلا بشِق الأنفس، فكيف بنعمة الله على الأمّة اليوم الذي أحاطهم الله بما خلق وصنعوا سياراتٍ وطياراتٍ وقطاراتٍ وأنطق الحديد وقرب البعيد! فاكتملت الأشراط الصُغرى ودخلتم في الكُبرى، فبعث الله الإمام المهديّ بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور بالبيان الحقّ للذكر، وإن الشمس أدركت القمر تصديقاً لأحد أشراط الساعة الكُبر وآية التصديق للمهديّ المنتظر من آل البيت المُطهر؛ الإمام ناصر محمد اليماني الذي لا يأمركم إلا ما أمركم به الله ورسوله، ولا أنهاكم إلا عمَا نهاكم الله عنه ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
ويا معشر علماء الفلك لطالما بيَّنت لكم البيان العلميّ الفلكيّ في القرآن العظيم ولكني أجد إنّكم لا تنكروه شيئاً ومن ثمّ تصمتون عن الحقّ والساكت عن الحقّ شيطاٌن أخرسٌ أصمٌ أبكمٌ أعمى، وشرُّ الدوابِّ عند الله الصمُّ البكمُ العُمي الذين لا يعقلون؛ الذين إن تبين لهم الحقّ لا يعترفون به و لا يتخذونه سبيلاً، أولئك من شياطين البشر فهل ترضون أن تكونوا من شياطين البشر؟ فأولئك من أشد الناس عذاباً في الدنيا والآخرة بل أجدهم في القرآن العظيم هم أولى بالنار صِلِيّاً، تصديقاً لقول الله تعالى: { ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا } صدق الله العظيم [مريم:70]
ألا إنهم الساكتون عن الحقّ بعدما تبين لهم أنه الحقّ من ربّهم، أولئك أشر الدواب في الكتاب وكتب الله لهم أشدّ العذاب لأنهم أعرضوا عن الحقّ وهم يعلمون أنهُ ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم، والعلم أمانة في أعناقكم أحاطكم الله بها وكُل حسب اختصاصه جعله الله من شُهداء البيان الحقّ للإمام المهديّ الذي أوتي علم الكتاب الذي جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، فإن كفر به المسلمون والناس أجمعين فكفى بالله شهيداً والمهديّ المنتظر على البيان الحقّ للكتاب الذي أنزله الله على محمد رسول الله إلى الناس كافة فإن كفر بالبيان الحقّ الكفار والمسلمون فكفى بالله شهيداً والإمام المهديّ الذي آتاه الله علم الكتاب، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مرسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ } صدق الله العظيم [الرعد:43]
فلا تكفروا يا معشر علماء الفلك بالبيان الحقّ من ربّكم الذي سوف يصدقه العلم والمنطق الذي أحاطك الله بعلمه ولم يجعل الله الإمام المهديّ من الجاهلين، فلربّما يظنّ علماء الفلك إن ناصر محمد اليماني يجهل العلم الفلكيّ الفيزيائيّ ولذلك يعلن لأهل مكة وما جاورها أهلّة المستحيل علمياً فيظنون أن ذلك توقعات مني بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً ومن ثمّ يعرضون عن الحقّ من ربّهم، وحتى تعلموا أن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ في كُل مجالات العلوم بدقة متناهية ويأتي بسلطان علمه من كتاب الله القرآن العظيم فتعالوا لأبين لكم علم الفلك القرآني لتعلموا أنني لستُ من الجاهلين بما أحاطكم الله به من علم جريان الشمس والقمر وولادة الأهلّة. وقال الله تعالى:
{ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمستَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } صدق الله العظيم [يس:38]
وتلك آيةٌ مُحكمةٌ لا مجاز فيها كما على الله يفترون، يفتيكم بالحقّ إن الشمس تجري في فلكها المعلوم إلى قدرها المحتوم وقدرها المحتوم هو أجلها المسمى، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } صدق الله العظيم [لقمان:29]
وقد رأيت ردوداً من بعض فطاحلة علماء المسلمين يقول: "يا ناصر محمد اليماني يا من تزعم إنك تحاج الناس بالقرآن وتفتي أن الشمس أدركت القمر، ونسيت قول الله تعالى: { لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) } صدق الله العظيم [يس]".
أو يأتي سائل أظهره الله على أمرنا بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور لعله يبحث في هذه الأمور عن الحقّ من ربّه ومن ثمّ يذهب إلى أحد علماء المسلمين ويقول: "يا شيخ، قرأت في كثير من المواقع بالأنترنت العالميّة بيانات لرجلٍ يُدْعى ناصر محمد اليماني يعلن للبشر أن الشمس أدركت القمر تصديقاً لأحد اشراط الساعة الكُبرى"، ومن ثمّ يفتيه من فوره ويقول للسائل: "احذره فذلك كذاب أشِر وليس المهديّ المنتظر والدليل على كذبه، قول الله تعالى: { لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) } صدق الله العظيم". ومن ثمّ يخرج السائل حزيناً من بعد فرحه أنه وجد الإمام المهديّ المنتظر، أولئك من أشر العلماء تحت سقف السماء لأنهم ليسوا من أولي الألباب ولو كانوا من أولي الألباب لاستمعوا القول إلى آخره ومن ثمّ يتبعون أحسنه، وذلك لأن هذه الآية ممكن أن يجادلني بها أي قارئ للقرآن وأنا لا أنكرها بل أثبتها بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي أن الشمس والقمر والأرض، { كلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مسمّى } [الرعد:2]، و { وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) } [يس] صدق الله العظيم، وأما القمر فقدره الله منازل من المحاق المُظلم وكانت الشمس والقمر في نقطتين مُتطابقتين من الأعلى إلى الأدنى فتم الانطلاق وتحرك القمر شرقاً والشمس وراءه شرقاً والأرض تحركت شرقاً والنّهار شرقاً والليل يطلبه حثيثاً ويجري وراءه شرقاً وكُلٌّ في فلك يسبحون! فلا يختل نظام جريان الشمس والقمر والأرض حتى يدخل البشر في عصر أشراط الساعة الكبرى ومنها أن تدرك الشمس القمر قُبيل أن يسبق الليل النّهار بسبب التغيير في حركة الأرض، وذلك لأن الليل والنّهار يتجهون وهم يتطاردون من الغرب إلى الشرق فأين حدود الليل من ناحية الغرب؟ ومعلوم إنه المغرب. وأين أول اليوم؟ فمعروف إنه الفجر، وتحرك الليل شرقاً فيبدأ بالتناقص حتى تدخلوا في الفجر أول اليوم. إذا النّهار يتقدم الليل شرقاً والليل يطلبه حثيثاً من ناحية الغرب، تصديقاً لقول الله تعالى: { يُغْشِي اللَّيْلَ النّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا } [الأعراف:54]
يولج الليل في النّهار من ناحية الشرق ولذلك يظهر الفجر والضياء يزيل الظُلمة نظراً لدخول الليل في منطقة النّهار ويولج النّهار في الليل ولكن من آخر النّهار من جهة الغرب يدخل النّهار في الليل ولكن أول النّهار هو بالفجر والليل يطلبه حثيثاً نحو الشرق ومن ثمّ يتبيّن لكم كيف يسبق الليل النّهار وهو أن يكون الشرق غرباً والغرب شرقاً، وهذا الحدث لا ينبغي له أن يحدث حتى تشرق الشمس من الغرب نتيجة انعكاس دوران الأرض بسبب مرور كوكب النار سقر لواحة للبشر، ويحدث ذلك ليلة ظهور المهديّ المنتظر على كافة البشر إن أبوا أن يتبعوا البيان الحقّ للذكر ويصدقوا بخليفة الله المهديّ المنتظر فيطيعوا أمره سجوداً لأمر ربّهم، وأما إذا صدق البشر بشأن خليفة الله وأطاعوا أمره فإن الله قادر أن يصرف عنهم كوكب النّار المحتوم بحوله وقوته ولن يصرفها عنهم سواه فإن أبوا فلا مفر منها ويهلك الله بها كثيراً ويعذب كثيراً.
وأقسمُ بربّ السماوات والأرض وربّ العرش العظيم إنه لنبأ عظيم أنتم عنه مُعرضون وتصفونني بالجنون! فمن يصرف عنكم عذاب الله إن كنتم صادقين؟
ويا قوم، لقد أدركت الشمس القمر نذيراً للبشر من شرط آخر في يوم عسر يوم يسبق الليل النّهار بسبب مرور كوكب النار يوم يبيض من هولها الشعر وتبلغ القلوب الحناجر، فهل من مُدّكر؟
يا أيها الناس، حرام عليكم والله العلي العظيم حرام عليكم الإعراض عن إنسانٍ بشرٍ مثلكم يريد لكم النّجاة، فتوبوا إلا أن تهلكوا أنفسكم بالإعراض عن الحقّ من ربّكم برغم إنه تبين لعلماء الفضاء منكم أن النار قادمةٌ بلا شكٍ أو ريبٍ ويظنون أنها سوف تمر في يوم الجمعة 21 ديسمبر 2012، فلا تأمنوا مكر الله وترونه بعيداً، تصديقاً لقول الله تعالى: { إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيباً (7) يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاء كَالْمُهْلِ (8) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9) وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً } صدق الله العظيم [المعارج]
إنما ذلك كوكب النار يمطر عليكم بكسفٍ من السماء مليء بالحجارة الكبريتية تشعل الأرض وتحرقكم وتدمركم تدميراً يا معشر الكفار بالبيان الحقّ للذكر أفلا تتقون؟
ويا قوم، والله الذي لا إله إلا هو إني لست من أخبركم بهذا وإنه محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- حذرهم بكسف يسقط عليهم من السماء ولذلك رد الكفار عليه: { أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا } صدق الله العظيم [الإسراء:92]
بل لدرجة إنهم قالوا: { وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الحقّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَآءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } صدق الله العظيم [الأنفال:32]
ومن ثمّ أكد الله لكم سقوط كِسَفُ الحجارة بالدخان المُبين، وقال الله تعالى: { أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سبحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (43) وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاء سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ (44) فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45) يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شيئاً وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (46) وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (47) } صدق الله العظيم [الطور]
وهل تعلمون ما هو العذاب الذي دون؟ ذلك إنه التناوش من مكان بعيد من قبل الاقتراب، ولكن أكثركم لا يعلمون! أفكلما عذب الله طائفةً منكم لعلكم تعتبرون قلتم إنما هي كوارث طبيعية! قاتلكم الله أنّى تؤفكون، أتحسبونها فوضى فينسجر البحر على اليابسة وقتما يشاء! كيفما يشاء! أو تزلزل الارض وقتما تشاء! كيفما تشاء! فاتقوا الله إن السماوات والأرض لا تجرؤ على قتل نفسٍ بغير الحقّ مالم يأمرها الله بذلك. تصديقاً لقول الله تعالى: { فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) } صدق الله العظيم [فصلت]
والسماء تحقد على المعرضين عن عبادة من هي تعبده الله الواحد القهار، والجبال والأرض تحقد على المعرضين عن عبادة من هي تعبده الله الواحد القهار، وكذلك الجبال المسبحة بحمد ربها تحقد على الذين يعرضون عن عبادة من هي تعبده وتسبح له الله الواحد القهار. تصديقاً لقول الله تعالى: { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شيئاً إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) } صدق الله العظيم [مريم]
فانظروا لسبب غضبهم هو، { دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا } صدق الله العظيم. إذاً غضب السماء والأرض والجبال والبحار والأحجار بسبب غضب الربّ الذي تسبح له السماوات والأرض وتريد السماوات أن تقع عليكم والأرض أن تبلعكم والبحر أن يغرقكم والجبال أن تخر عليكم هداً ولكن من الذي يمنعهم؟ إنه الحليم الغفور. تصديقاً لقول الله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا } صدق الله العظيم [فاطر:41]
فانظروا لرحمة الله أن لولاه لانقضت عليكم السماوات من شدة غضبهن لفساد أهل الارض، وقال الله تعالى:
{ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ } صدق الله العظيم [الحج:65]
ولكن الله يُمهِل كثيراً ولكنه لا يهْمِل، فأمهل الله قوم نوح ألف سنة إلا خمسين عاماً وأمهلكم الله أكثر منهم وقد جاء أجل المعرضين عن الذكر؛ رسالة الله إلى العالمين لمن شاء منهم أن يستقيم فأبى وأعرض هذا الزمان المسلمون والكفار سوياً إلا قليلاً وأكثرهم للحقّ كارهون.
ويا أيها الناس، ما بال علماؤكم المُشرفون على منتدياتكم؛ فصول علمكم يقومون بحذف بيان المدعو ناصر محمد اليماني بغير الحقّ؟ ومن أظلم ممن كتم الحقّ في منتداه لأنه خالف هواه أولئك لهم من الله عذابٌ عظيمٌ حتى لو عبدوا الله ألف عام يقومون الليل ويصومون النّهار حتى إذا جاءه الحقّ من ربّه ونظر إليه وعلم أنه يدعو إلى الله ومن ثمّ يخالف بعضه هواه وهو ما كان عليه ومن ثمّ يقوم بإخفائه أو حذفه، ولم يكتفوا بذلك فحسب بل كذلك يقوم بحجب الداعي إلى الله! ويا ويلكم من غضب ربّكم بسبب فعلكم، ويا قوم ألا تقولون كمثل قول مؤمن آل فرعون التقي: { وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ ربّكم وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مسرِفٌ كَذَّابٌ (28) } صدق الله العظيم [غافر:28]
ويا قوم، إن جهنم تتقي الله وعلى الله غيورة وسوف تسمعوا صوت زئيرها وزفيرها يوم تراكم، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا } صدق الله العظيم [الفرقان:12]
وتلك هي نار الله سقر لواحة للبشر، وعندما تظهر ترونها وكأنها نُسخة طبق الأصل لشمسكم كما أراني الله ذلك والله على ما أقول شهيد ووكيل ولعنة الله على ناصر محمد اليماني لعناً كبيرا إن كان من الكاذبين.
ويا قوم، إني لستُ جاهلاً أقول على الله ما لم أعلم ذلك لأني أعلم جزاء الذين يقولون على الله مالا يعلمون، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مسوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ (60) } صدق الله العظيم [الزمر]
ويا قوم، إن نار جهنم قادمةٌ، ثمّ ظهور الإمام المهديّ من بعد التصديق، ثمّ خروج الدابة وأصحاب الكهف، ثمّ خروج يأجوج ومأجوج بقيادة المسيح الدجال الذي يريد أن يقول إنه المسيح عيسى ابن مريم ويقول إنه الله وما كان لابن مريم أن يقول ذلك بل هو كذاب ولذلك يُسمى المسيح الكذاب، ولكن أكثركم لا يعلمون؛ بل جميع علماءكم لا يعلمون، وإنما أخبركم الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم لماذا يُسمى المسيح الكذاب بالمسيح الكذاب وذلك لأنه سوف يقول إنه المسيح عيسى ابن مريم ويقول إنه الله ولذلك يُسمى المسيح الكذاب، ويريد أن يقول لكم فقد رأيتم النار وأما الجنة فاتبعوني أدخلكم جنتي وهي من تحت الثرى، وهي لله وليست لعدو الله فاتقوا الله يا معشر هيئة كُبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة وقولوا:
"يا أيها الناس لقد تبين لنا إن هذا الرجل يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ، وأما بالنسبة هل هو الإمام المهديّ أم غيره فلا نعلم والمهم إنه يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ ويخوفنا بكوكب العذاب ويفتينا إنها جهنم ذاتها ونخشى أن يكون من الصادقين، ونقول لكم نحن معشر هيئة كُبار العلماء قول مؤمن آل فرعون الحكيم: { وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ ربّكم وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مسرِفٌ كَذَّابٌ (28) } صدق الله العظيم"
ومن ثمّ تنادون مُفتي الديار الإسلامية للاجتماع في المملكة العربيّة السعوديّة ثمّ نتدبر بيانات المدعو ناصر محمد اليماني ثمّ نفتي الناس في شأنه جميعاً سواء تبين لنا إنه يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ فسوف نقول له اظهر أيها الإمام ناصر محمد اليماني فنحن كافة مُفتي الديار الإسلاميّة بانتظارك عند البيت العتيق كما وعدتنا إنه من التصديق تظهر لنا عند البيت العتيق للمُبايعة على الحقّ، وإن وجدنا هذا الرجل المدعو ناصر محمد اليماني يحاج بغير علمٍ ولا هُدىً ولا كتابٍ منير، فكذلك سوف نفتي في شأنه سوياً للناس أجمعين حتى لا يضل أحد من المسلمين عن الصراط المستقيم وذلك لأننا قد وجدنا له أتباع ومصدقين من مختلف دول العالم فإن كان على ضلال وتركنا الفتوى في شأن ناصر محمد اليماني فإن أمره سوف يستفحل وهذا خطيرٌ على الإسلام والمسلمين إن كان المدعو ناصر محمد اليماني على ضلال مبين وإن كان هو الإمام المهديّ الحقّ من ربّ العالمين فكيف نعرض عن الحقّ حتى نرى العذاب الأليم وذلك لأنه لا يحاجنا بغير كتاب الله وسنة رسوله الحقّ كما يفتينا بذلك، فهلموا يا معشر علماء الأمّة إلى جانب هيئة كبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة سويا نتدبر شأن هذا الرجل عسى أن يكون مبعوث خيرٍ لنا من الله وعزاً لنا ونحن عنه معرضون، وإن تبين لنا إنه من الضالين المُضلين كفينا الناس شره وأفتينا الناس في قتله وحتى ولو اعتدينا عليه بغير الحقّ فإذا كان الإمام المهديّ الحقّ من ربّ العالمين فلن يستطيع أن يقتله أحدٌ وحقٌّ على الله أن يُدافع عن خليفته بما يشاء كيفما يشاء، وذلك لأن الله مُتمٌ بعبده نوره ولو كره المجرمون ظهوره والله بالغ أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون."
وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله رب العالمين.
الإمام المهديّ الداعي إلى الصراط المستقيم ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
13 - 03 - 1430 هـ
10 - 03 - 2009 مـ
02:53 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ
لماذا لم يفسّر القرآن كله في عهد النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم؟
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..
ويا معشر علماء الفلك، إنما يبعث الله الإمام المهديّ بالبيان الحقّ للقرآن ويحاجّ علماء الأمّة بعلوم القرآن في مختلف المجالات العلميّة وكل حسب اختصاصه، ولا ولن يفهم البيان العلميّ إلا أصحابُ الاختصاص في ذلك المجال المُتخصصين فيه، ومثلاً حين أُعلن للبشر أنهم دخلوا في عصر الأشراط الكُبرى للساعة ومنها أن تُدرك الشمس القمر تصديقاً لحدوث أحد أشراط الساعة الكُبَر وآية كونيّة للتصديق بأني الإمام المهديّ المنتظر ومن ثمّ يكون لدى الباحث عن الحقّ احتمالين في شأن ناصر محمد اليماني فإما أن يكون حقاً الإمام المهديّ خليفة الله في الأرض فيزيده الله بسطةً في العلم فيُحاجج العلماء حسب اختصاصاتهم بالبيان العلميّ للقرآن العظيم، ولكُل دعوى بُرهان فإن كان ناصر محمد اليماني من الجاهلين فالبرهان على جهله سوف يفضحه العلم والمنطق الحقّ على الواقع الحقيقي، وإن كان ناصر محمد اليماني الإمام المهديّ فلا بُدّ لبيانه العلميّ للقرآن العظيم يأتي مُصدقاً له العلمُ والمنطقُ.
ويا معشر علماء الفلك، إنّكم طائفة من علماء الأمّة الإسلامية ومجال اختصاصاكم هو في علم الفلك والكون وجريان الشمس والقمر وكيفية ولادة الأهلّة حتى إذا جاء الإمام المهديّ يُنادي الأمّة على مختلف مجالاتهم العلميّة وكُلاً حسب اختصاصه عليه أن يقوم بتطبيق بيان ناصر محمد اليماني تطبيقاً علميّاً على ما أحاطهم الله من العلوم على الواقع الحقيقي بالعلم والمنطق الفيزيائي الدقيق الذي لا يحتمل الشك، وتأويل القرآن العلميّ لم يُبينه محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - للمسلمين في عصر التّنزيل إلا المسائل إلا ما نزل إليهم في المسائل الفقهيّة.
وسبب عدم بيان الآيات العلميّة للكفار في ذلك العصر هو إن الناس لا يحيطون بآيات القرآن العلميّة.
ولذلك قال الله تعالى: { بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ } صدق الله العظيم [يونس:39]
ومن ثمّ وعد الله رسوله أن يُبيِّنَه لقومٍ يحيطون بعلمه فيريهم حقائق آياته على الواقع الحقيقي بالعلم والمنطق، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } صدق الله العظيم [الأنعام:150]
ومن ثمّ يتبيّن لمُنكري شأن الإمام المهديّ إن الذي وكَّله الله بالبيان العلميّ للقرآن بالعلم والمنطق هو الإمام المهديّ الذي يبتعثه الله ناصراً لمحمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ليُبين لهم حقائق آيات القرآن بالبيان العلميّ على الواقع الحقيقي حتى يتبيّن لهم أنَّ محمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- حقاً تلقّى القرآن من لدُن حكيم عليم، الذي أحاط بكُل شيءٍ علماً ومنهم علماء الفلك.
وأقول يا معشر علماء الفلك، ولربَّما يودّ أحد العلماء الذين لا يريدون إلا الاستمساك بالسُّنة وحدها وترك كثيرٍ من آيات القرآن أن يقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني! لقد بيَّن محمدٌ رسولُ الله القرآن لصحابته فهل أنت أعلمُ من محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟". ومن ثمّ يرد عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إن الله قد نهى المسلمين الأولين أن يسألوا عن بيان آيات القرآن العظيم، والأمر الصادر تجدونه في قول الله تعالى:
{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا } صدق الله العظيم [الحشر:7]
وفي هذه الآيات أمرٌ من الله بعدم السؤال لرسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - عن بيان أيَّة آيةٍ في القرآن العظيم حتى يُبينها هو من ذات نفسه، وذلك لأن محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لم يأمره الله ببيان القرآن كُله بل يبين لهم ما يخصّ الشريعة وأمره أن يعرض عن بيان أشياءٍ في الآيات العلميّة حتى لا يكفروا بها فينكروها ومن ثمّ تكون سبب فتنتهم فيكفرون بالحقّ من ربّهم جميعاً فيهلكهم الله، ولذلك أمر الله المؤمنين بعدم السؤال عن أيَّة آيةٍ في القرآن العظيم إن عجزوا عن معرفة بيانها حتى لا يُبيِّنُها الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ومن ثمّ يَسُؤْهُم بيانُها فينكرونها ثمّ يصبحوا بها كافرين، تصديقاً لقول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقرآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101) قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثمّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ (102) } صدقو الله العظيم [المائدة]
وهذه الآيات في طياتها حقائقٌ علميّة يجهلونها وعفا اللهُ عن بيانها محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كما عفا كافة الأنبياء والمرسلين من قبله في كافة الكتب التي ابتعث الله بها الأنبياء عن بيانها، وبعضٌ منهم سأل وأصرّ على الجواب ثمّ بينها الأنبياء ثمّ أصبحوا بها كافرين! وحتى لا تكون هذه الأشياء التي لا يحيطون بعلمها وهي الحقائق العلميّة لآيات الكتاب إن يسألوا عنها حين نزولها تبدو لهم بالبيان الحقّ من محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ومن ثمّ تسؤهم لأنها لم تتقبلها عقولهم لأنهم لا يحيطون بها علماً ومن ثمّ يكفرون بها ومن ثمّ تكون سبب فتنتهم عن الحقّ ولذلك أمرهم الله بعدم السؤال، وقال تعالى:
{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا } صدق الله العظيم [الحشر:7]
ومن خلال هذه الآيات يتبيّن لعلماء الأمّة إن الله قد عفا رُسله عن بيان الآيات العلميّة في الكتاب ولكن الله لن يُنزلها عبثاً سبحانه فلا بُدّ أن يبعث آخر الزمان المكلَّف ببيانها، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } صدق الله العظيم
وتصديقاً لقول الله تعالى: { وَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا } صدق الله العظيم [النمل:93]
وبما إنِّي أعلمُ علم اليقين إنِّي الإمام المهديّ المنتظر المكلَّف بالبيان العلميّ لهذه الأمّة لقومٍ يعلمون منهم ولا ولن يفقه البيان العلميّ إلا أصحابُ الاختصاص في المجال الذي أُحاجُّكم فيه، وبما إنِّي الإمام المكلَّف بالتحدي العلميّ في الكتاب لكافة علماء الأمّة على مختلف مجالاتهم العلميّة، أقول لهم ما أمرني الله به أن أقوله لهم: { فأيَّ آيَاتِ اللهِ تُنْكِرُونَ } صدق الله العظيم [غافر:81]
من الذرة أصغر شيء في علم الكتاب إلى أكبر شيء خلقه الله وهي الشجرة؛ سدرة المُنتهى بأفق الكون العظيم وتحيط بالسماوات والأرض وتحيط بالجنّة التي عَرضُها كعَرضِ السماوات والأرض من كافة الجوانب وهي حجاب الربّ سبحانه الرحمن على العرش استوى، ولذلك أينما تولون وجوهكم فثمّ وجه الله يعلمُ ما يولج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها ولا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وهو بكُل شيء عليم.
ولا أتفكر في ذاته سبحانه فأتبع أمر الشيطان، بل أتبع أمر الرحمن وأتفكر في قدراته إلى السماء كيف رُفعت وإلى الجبال كيف نُصبت وإلى الأرض كيف سُطحت، وأبصرُ في نفسي وما حولي من آيات ربّي، ومن ثمّ أقول: كم أنت عظيم يا إلهي؟ أشهدُ أن لا إله غيرك ولا معبود سواك، سبحانك ربي وتعاليت علواً كبيراً! وأعيني تفيض من الدمع مما عرفتُ من الحقّ.
ويا معشر البشر أفلا تعلمون الفرق بين الأنعام والإنسان أنّه التفكير فيما حولنا من آيات الله؟ وذلك لأن البقر لا تتفكر في السماء كيف رفعت ولا في الجبال كيف نُصبت ولا في الأرض كيف سطحت بل سخرها الله للإنسان وذللها له ويخرج له منها من بين فرثٍ ودمٍ لبناً خالصاً سائغاً للشاربين ومنها يأكلون ومنها يلبسون ومنها ما يحمل أثقالهم لم يكونوا بالغيه إلا بشِق الأنفس، فكيف بنعمة الله على الأمّة اليوم الذي أحاطهم الله بما خلق وصنعوا سياراتٍ وطياراتٍ وقطاراتٍ وأنطق الحديد وقرب البعيد! فاكتملت الأشراط الصُغرى ودخلتم في الكُبرى، فبعث الله الإمام المهديّ بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور بالبيان الحقّ للذكر، وإن الشمس أدركت القمر تصديقاً لأحد أشراط الساعة الكُبر وآية التصديق للمهديّ المنتظر من آل البيت المُطهر؛ الإمام ناصر محمد اليماني الذي لا يأمركم إلا ما أمركم به الله ورسوله، ولا أنهاكم إلا عمَا نهاكم الله عنه ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
ويا معشر علماء الفلك لطالما بيَّنت لكم البيان العلميّ الفلكيّ في القرآن العظيم ولكني أجد إنّكم لا تنكروه شيئاً ومن ثمّ تصمتون عن الحقّ والساكت عن الحقّ شيطاٌن أخرسٌ أصمٌ أبكمٌ أعمى، وشرُّ الدوابِّ عند الله الصمُّ البكمُ العُمي الذين لا يعقلون؛ الذين إن تبين لهم الحقّ لا يعترفون به و لا يتخذونه سبيلاً، أولئك من شياطين البشر فهل ترضون أن تكونوا من شياطين البشر؟ فأولئك من أشد الناس عذاباً في الدنيا والآخرة بل أجدهم في القرآن العظيم هم أولى بالنار صِلِيّاً، تصديقاً لقول الله تعالى: { ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا } صدق الله العظيم [مريم:70]
ألا إنهم الساكتون عن الحقّ بعدما تبين لهم أنه الحقّ من ربّهم، أولئك أشر الدواب في الكتاب وكتب الله لهم أشدّ العذاب لأنهم أعرضوا عن الحقّ وهم يعلمون أنهُ ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم، والعلم أمانة في أعناقكم أحاطكم الله بها وكُل حسب اختصاصه جعله الله من شُهداء البيان الحقّ للإمام المهديّ الذي أوتي علم الكتاب الذي جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، فإن كفر به المسلمون والناس أجمعين فكفى بالله شهيداً والمهديّ المنتظر على البيان الحقّ للكتاب الذي أنزله الله على محمد رسول الله إلى الناس كافة فإن كفر بالبيان الحقّ الكفار والمسلمون فكفى بالله شهيداً والإمام المهديّ الذي آتاه الله علم الكتاب، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مرسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ } صدق الله العظيم [الرعد:43]
فلا تكفروا يا معشر علماء الفلك بالبيان الحقّ من ربّكم الذي سوف يصدقه العلم والمنطق الذي أحاطك الله بعلمه ولم يجعل الله الإمام المهديّ من الجاهلين، فلربّما يظنّ علماء الفلك إن ناصر محمد اليماني يجهل العلم الفلكيّ الفيزيائيّ ولذلك يعلن لأهل مكة وما جاورها أهلّة المستحيل علمياً فيظنون أن ذلك توقعات مني بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً ومن ثمّ يعرضون عن الحقّ من ربّهم، وحتى تعلموا أن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ في كُل مجالات العلوم بدقة متناهية ويأتي بسلطان علمه من كتاب الله القرآن العظيم فتعالوا لأبين لكم علم الفلك القرآني لتعلموا أنني لستُ من الجاهلين بما أحاطكم الله به من علم جريان الشمس والقمر وولادة الأهلّة. وقال الله تعالى:
{ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمستَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } صدق الله العظيم [يس:38]
وتلك آيةٌ مُحكمةٌ لا مجاز فيها كما على الله يفترون، يفتيكم بالحقّ إن الشمس تجري في فلكها المعلوم إلى قدرها المحتوم وقدرها المحتوم هو أجلها المسمى، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } صدق الله العظيم [لقمان:29]
وقد رأيت ردوداً من بعض فطاحلة علماء المسلمين يقول: "يا ناصر محمد اليماني يا من تزعم إنك تحاج الناس بالقرآن وتفتي أن الشمس أدركت القمر، ونسيت قول الله تعالى: { لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) } صدق الله العظيم [يس]".
أو يأتي سائل أظهره الله على أمرنا بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور لعله يبحث في هذه الأمور عن الحقّ من ربّه ومن ثمّ يذهب إلى أحد علماء المسلمين ويقول: "يا شيخ، قرأت في كثير من المواقع بالأنترنت العالميّة بيانات لرجلٍ يُدْعى ناصر محمد اليماني يعلن للبشر أن الشمس أدركت القمر تصديقاً لأحد اشراط الساعة الكُبرى"، ومن ثمّ يفتيه من فوره ويقول للسائل: "احذره فذلك كذاب أشِر وليس المهديّ المنتظر والدليل على كذبه، قول الله تعالى: { لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) } صدق الله العظيم". ومن ثمّ يخرج السائل حزيناً من بعد فرحه أنه وجد الإمام المهديّ المنتظر، أولئك من أشر العلماء تحت سقف السماء لأنهم ليسوا من أولي الألباب ولو كانوا من أولي الألباب لاستمعوا القول إلى آخره ومن ثمّ يتبعون أحسنه، وذلك لأن هذه الآية ممكن أن يجادلني بها أي قارئ للقرآن وأنا لا أنكرها بل أثبتها بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي أن الشمس والقمر والأرض، { كلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مسمّى } [الرعد:2]، و { وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) } [يس] صدق الله العظيم، وأما القمر فقدره الله منازل من المحاق المُظلم وكانت الشمس والقمر في نقطتين مُتطابقتين من الأعلى إلى الأدنى فتم الانطلاق وتحرك القمر شرقاً والشمس وراءه شرقاً والأرض تحركت شرقاً والنّهار شرقاً والليل يطلبه حثيثاً ويجري وراءه شرقاً وكُلٌّ في فلك يسبحون! فلا يختل نظام جريان الشمس والقمر والأرض حتى يدخل البشر في عصر أشراط الساعة الكبرى ومنها أن تدرك الشمس القمر قُبيل أن يسبق الليل النّهار بسبب التغيير في حركة الأرض، وذلك لأن الليل والنّهار يتجهون وهم يتطاردون من الغرب إلى الشرق فأين حدود الليل من ناحية الغرب؟ ومعلوم إنه المغرب. وأين أول اليوم؟ فمعروف إنه الفجر، وتحرك الليل شرقاً فيبدأ بالتناقص حتى تدخلوا في الفجر أول اليوم. إذا النّهار يتقدم الليل شرقاً والليل يطلبه حثيثاً من ناحية الغرب، تصديقاً لقول الله تعالى: { يُغْشِي اللَّيْلَ النّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا } [الأعراف:54]
يولج الليل في النّهار من ناحية الشرق ولذلك يظهر الفجر والضياء يزيل الظُلمة نظراً لدخول الليل في منطقة النّهار ويولج النّهار في الليل ولكن من آخر النّهار من جهة الغرب يدخل النّهار في الليل ولكن أول النّهار هو بالفجر والليل يطلبه حثيثاً نحو الشرق ومن ثمّ يتبيّن لكم كيف يسبق الليل النّهار وهو أن يكون الشرق غرباً والغرب شرقاً، وهذا الحدث لا ينبغي له أن يحدث حتى تشرق الشمس من الغرب نتيجة انعكاس دوران الأرض بسبب مرور كوكب النار سقر لواحة للبشر، ويحدث ذلك ليلة ظهور المهديّ المنتظر على كافة البشر إن أبوا أن يتبعوا البيان الحقّ للذكر ويصدقوا بخليفة الله المهديّ المنتظر فيطيعوا أمره سجوداً لأمر ربّهم، وأما إذا صدق البشر بشأن خليفة الله وأطاعوا أمره فإن الله قادر أن يصرف عنهم كوكب النّار المحتوم بحوله وقوته ولن يصرفها عنهم سواه فإن أبوا فلا مفر منها ويهلك الله بها كثيراً ويعذب كثيراً.
وأقسمُ بربّ السماوات والأرض وربّ العرش العظيم إنه لنبأ عظيم أنتم عنه مُعرضون وتصفونني بالجنون! فمن يصرف عنكم عذاب الله إن كنتم صادقين؟
ويا قوم، لقد أدركت الشمس القمر نذيراً للبشر من شرط آخر في يوم عسر يوم يسبق الليل النّهار بسبب مرور كوكب النار يوم يبيض من هولها الشعر وتبلغ القلوب الحناجر، فهل من مُدّكر؟
يا أيها الناس، حرام عليكم والله العلي العظيم حرام عليكم الإعراض عن إنسانٍ بشرٍ مثلكم يريد لكم النّجاة، فتوبوا إلا أن تهلكوا أنفسكم بالإعراض عن الحقّ من ربّكم برغم إنه تبين لعلماء الفضاء منكم أن النار قادمةٌ بلا شكٍ أو ريبٍ ويظنون أنها سوف تمر في يوم الجمعة 21 ديسمبر 2012، فلا تأمنوا مكر الله وترونه بعيداً، تصديقاً لقول الله تعالى: { إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيباً (7) يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاء كَالْمُهْلِ (8) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9) وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً } صدق الله العظيم [المعارج]
إنما ذلك كوكب النار يمطر عليكم بكسفٍ من السماء مليء بالحجارة الكبريتية تشعل الأرض وتحرقكم وتدمركم تدميراً يا معشر الكفار بالبيان الحقّ للذكر أفلا تتقون؟
ويا قوم، والله الذي لا إله إلا هو إني لست من أخبركم بهذا وإنه محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- حذرهم بكسف يسقط عليهم من السماء ولذلك رد الكفار عليه: { أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا } صدق الله العظيم [الإسراء:92]
بل لدرجة إنهم قالوا: { وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الحقّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَآءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } صدق الله العظيم [الأنفال:32]
ومن ثمّ أكد الله لكم سقوط كِسَفُ الحجارة بالدخان المُبين، وقال الله تعالى: { أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سبحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (43) وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاء سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ (44) فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45) يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شيئاً وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (46) وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (47) } صدق الله العظيم [الطور]
وهل تعلمون ما هو العذاب الذي دون؟ ذلك إنه التناوش من مكان بعيد من قبل الاقتراب، ولكن أكثركم لا يعلمون! أفكلما عذب الله طائفةً منكم لعلكم تعتبرون قلتم إنما هي كوارث طبيعية! قاتلكم الله أنّى تؤفكون، أتحسبونها فوضى فينسجر البحر على اليابسة وقتما يشاء! كيفما يشاء! أو تزلزل الارض وقتما تشاء! كيفما تشاء! فاتقوا الله إن السماوات والأرض لا تجرؤ على قتل نفسٍ بغير الحقّ مالم يأمرها الله بذلك. تصديقاً لقول الله تعالى: { فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) } صدق الله العظيم [فصلت]
والسماء تحقد على المعرضين عن عبادة من هي تعبده الله الواحد القهار، والجبال والأرض تحقد على المعرضين عن عبادة من هي تعبده الله الواحد القهار، وكذلك الجبال المسبحة بحمد ربها تحقد على الذين يعرضون عن عبادة من هي تعبده وتسبح له الله الواحد القهار. تصديقاً لقول الله تعالى: { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شيئاً إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) } صدق الله العظيم [مريم]
فانظروا لسبب غضبهم هو، { دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا } صدق الله العظيم. إذاً غضب السماء والأرض والجبال والبحار والأحجار بسبب غضب الربّ الذي تسبح له السماوات والأرض وتريد السماوات أن تقع عليكم والأرض أن تبلعكم والبحر أن يغرقكم والجبال أن تخر عليكم هداً ولكن من الذي يمنعهم؟ إنه الحليم الغفور. تصديقاً لقول الله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا } صدق الله العظيم [فاطر:41]
فانظروا لرحمة الله أن لولاه لانقضت عليكم السماوات من شدة غضبهن لفساد أهل الارض، وقال الله تعالى:
{ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ } صدق الله العظيم [الحج:65]
ولكن الله يُمهِل كثيراً ولكنه لا يهْمِل، فأمهل الله قوم نوح ألف سنة إلا خمسين عاماً وأمهلكم الله أكثر منهم وقد جاء أجل المعرضين عن الذكر؛ رسالة الله إلى العالمين لمن شاء منهم أن يستقيم فأبى وأعرض هذا الزمان المسلمون والكفار سوياً إلا قليلاً وأكثرهم للحقّ كارهون.
ويا أيها الناس، ما بال علماؤكم المُشرفون على منتدياتكم؛ فصول علمكم يقومون بحذف بيان المدعو ناصر محمد اليماني بغير الحقّ؟ ومن أظلم ممن كتم الحقّ في منتداه لأنه خالف هواه أولئك لهم من الله عذابٌ عظيمٌ حتى لو عبدوا الله ألف عام يقومون الليل ويصومون النّهار حتى إذا جاءه الحقّ من ربّه ونظر إليه وعلم أنه يدعو إلى الله ومن ثمّ يخالف بعضه هواه وهو ما كان عليه ومن ثمّ يقوم بإخفائه أو حذفه، ولم يكتفوا بذلك فحسب بل كذلك يقوم بحجب الداعي إلى الله! ويا ويلكم من غضب ربّكم بسبب فعلكم، ويا قوم ألا تقولون كمثل قول مؤمن آل فرعون التقي: { وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ ربّكم وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مسرِفٌ كَذَّابٌ (28) } صدق الله العظيم [غافر:28]
ويا قوم، إن جهنم تتقي الله وعلى الله غيورة وسوف تسمعوا صوت زئيرها وزفيرها يوم تراكم، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا } صدق الله العظيم [الفرقان:12]
وتلك هي نار الله سقر لواحة للبشر، وعندما تظهر ترونها وكأنها نُسخة طبق الأصل لشمسكم كما أراني الله ذلك والله على ما أقول شهيد ووكيل ولعنة الله على ناصر محمد اليماني لعناً كبيرا إن كان من الكاذبين.
ويا قوم، إني لستُ جاهلاً أقول على الله ما لم أعلم ذلك لأني أعلم جزاء الذين يقولون على الله مالا يعلمون، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مسوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ (60) } صدق الله العظيم [الزمر]
ويا قوم، إن نار جهنم قادمةٌ، ثمّ ظهور الإمام المهديّ من بعد التصديق، ثمّ خروج الدابة وأصحاب الكهف، ثمّ خروج يأجوج ومأجوج بقيادة المسيح الدجال الذي يريد أن يقول إنه المسيح عيسى ابن مريم ويقول إنه الله وما كان لابن مريم أن يقول ذلك بل هو كذاب ولذلك يُسمى المسيح الكذاب، ولكن أكثركم لا يعلمون؛ بل جميع علماءكم لا يعلمون، وإنما أخبركم الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم لماذا يُسمى المسيح الكذاب بالمسيح الكذاب وذلك لأنه سوف يقول إنه المسيح عيسى ابن مريم ويقول إنه الله ولذلك يُسمى المسيح الكذاب، ويريد أن يقول لكم فقد رأيتم النار وأما الجنة فاتبعوني أدخلكم جنتي وهي من تحت الثرى، وهي لله وليست لعدو الله فاتقوا الله يا معشر هيئة كُبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة وقولوا:
"يا أيها الناس لقد تبين لنا إن هذا الرجل يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ، وأما بالنسبة هل هو الإمام المهديّ أم غيره فلا نعلم والمهم إنه يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ ويخوفنا بكوكب العذاب ويفتينا إنها جهنم ذاتها ونخشى أن يكون من الصادقين، ونقول لكم نحن معشر هيئة كُبار العلماء قول مؤمن آل فرعون الحكيم: { وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ ربّكم وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مسرِفٌ كَذَّابٌ (28) } صدق الله العظيم"
ومن ثمّ تنادون مُفتي الديار الإسلامية للاجتماع في المملكة العربيّة السعوديّة ثمّ نتدبر بيانات المدعو ناصر محمد اليماني ثمّ نفتي الناس في شأنه جميعاً سواء تبين لنا إنه يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ فسوف نقول له اظهر أيها الإمام ناصر محمد اليماني فنحن كافة مُفتي الديار الإسلاميّة بانتظارك عند البيت العتيق كما وعدتنا إنه من التصديق تظهر لنا عند البيت العتيق للمُبايعة على الحقّ، وإن وجدنا هذا الرجل المدعو ناصر محمد اليماني يحاج بغير علمٍ ولا هُدىً ولا كتابٍ منير، فكذلك سوف نفتي في شأنه سوياً للناس أجمعين حتى لا يضل أحد من المسلمين عن الصراط المستقيم وذلك لأننا قد وجدنا له أتباع ومصدقين من مختلف دول العالم فإن كان على ضلال وتركنا الفتوى في شأن ناصر محمد اليماني فإن أمره سوف يستفحل وهذا خطيرٌ على الإسلام والمسلمين إن كان المدعو ناصر محمد اليماني على ضلال مبين وإن كان هو الإمام المهديّ الحقّ من ربّ العالمين فكيف نعرض عن الحقّ حتى نرى العذاب الأليم وذلك لأنه لا يحاجنا بغير كتاب الله وسنة رسوله الحقّ كما يفتينا بذلك، فهلموا يا معشر علماء الأمّة إلى جانب هيئة كبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة سويا نتدبر شأن هذا الرجل عسى أن يكون مبعوث خيرٍ لنا من الله وعزاً لنا ونحن عنه معرضون، وإن تبين لنا إنه من الضالين المُضلين كفينا الناس شره وأفتينا الناس في قتله وحتى ولو اعتدينا عليه بغير الحقّ فإذا كان الإمام المهديّ الحقّ من ربّ العالمين فلن يستطيع أن يقتله أحدٌ وحقٌّ على الله أن يُدافع عن خليفته بما يشاء كيفما يشاء، وذلك لأن الله مُتمٌ بعبده نوره ولو كره المجرمون ظهوره والله بالغ أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون."
وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله رب العالمين.
الإمام المهديّ الداعي إلى الصراط المستقيم ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رجل من أقصى المدينة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة من الناس غريب
الإمام ناصر محمد اليماني
ذلك هو العبد المجهول صاحب الدرجة العالية الرفيعة ولا يحيط الناس به ولا باسمه علماً..
قال الله تعالى:
{ وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) } صدق الله العظيم [النمل]
فالذي اسْتُثنَى عليه من الفزع هو الداعي إلى صراطٍ مستقيمٍ لا عوج في دعوته، ذلك خليفة الله وعبده على ملكوت كلّ شيءٍ، صاحب الدرجة العالية التي لا ينبغي أن يفوز بها إلا عبداً واحداً من عباد الله وهو عبدٌ مجهولٌ كما أعلمكم به محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ويرجو أن يكون هو، وصاحبه مجهول لدى كافة أهل السماء والأرض وهو الوحيد، ويوم القيامة هو الوحيد الذي يأذن الله له أن يُخاطبه، تصديقاُ لقول الله تعالى: { يوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108) يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ علماً (110) وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (111) } صدق الله العظيم [طه]
ذلك هو العبد المجهول صاحب الدرجة العالية الرفيعة ولا يحيط الناس به ولا باسمه علماً فهو عبدٌ مجهولٌ، لذلك قال الله تعالى: { يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ علماً (110) } صدق الله العظيم [طه]
ويقصد العبد المجهول صاحب الشفاعة، ولكني لا أعلمُ إن عبداً يتجرأ على الشفاعة حسب ما تعتقدون بالباطل أن يقول شفِّعني إلهي في الناس! وإنما يُحاج الله في تحقيق النّعيم الأعظم وهو أن يكون الله راضياً في نفسه برغم إن الله قد جعله خليفته على ملكوت كلّ شيءٍ، ومعنى ذلك لم يرضَ حتى يكون الله راضياً في نفسه وليس غضبان، وكيف يكون الله راضياً في نفسه؟ حتى يُدخِل عباده في رحمته وفي ذلك يكمن سر الشفاعة وليس حسب عقيدتكم إن العبد يقف بين يدي الله طالباً الشفاعة سبحان الله وتعالى علواً كبيراً! فهل هذا العبد هو أرحم بعباد الله من ربّهم؟ أليس الله هو أرحم الراحمين؟ فلماذا تلتمسون الرحمة والشفاعة من الذين هم أقل رحمة من الله، أفلا تعقِلون؟ فاستغنوا برحمة الله عن المسيح عيسى ابن مريم وعن محمدٍ رسول الله صلّى الله عليهم وسلّم تسليماً وعن الإمام المهديّ المنتظر وعن كافة عباد الله إن كنتم تعلمون أن الله هو أرحم بعباده من عبيده، فاعلموا إن الله أرحم الراحمين ولن تجدوا في خلق الله أجمعين من هو أرحم بكم من الله أرحم الراحمين، وإن اعتقدتم بغير ذلك والتمستم الشفاعة ممن هم أدنى رحمة من الله فلن يغنوا عنكم من الله شيئاً، واعلموا بأنّكم قد أشركتم بالله. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى ربّهم لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } صدق الله العظيم [الأنعام:51]
وجميع المقربين كلّ منهم يرجو أن يكون هو صاحب درجة الشفاعة؛ درجة الخلافة على البعوضة فما فوقها ذلك يوم البعث الأول ولكن أكثرهم يجهلون، ولو يتنزل الأمر إلى ملكوت كلّ شيءٍ من البعوضة فما فوقها جميع الأمم كلّ ما يدب أو يطير فيحشرهم الله عليكم ليطيعوا أمر خليفة الله عبد نعيم رضوان نفس الله الذي جعله الله خليفةً على ملكوت كلّ شيء لأنه يعبد نعيم رضوان نفس ربّه من دون الدنيا والآخرة ومن ثمّ يأتيه الله ملكوت الدُنيا والآخرة. تصديقاً لقول الله تعالى: { أَمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّى(24) فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى (25) } صدق الله العظيم [النجم]
وهذا عبدٌ مجهولٌ كما علمكم الله ورسوله وحين يؤتيه الله درجة الخلافة سوف نعلمه جميعاً، ولو يأتي الله هذا العبد المجهول هذه الدرجة وهي درجة الخلافة على الملكوت لكان أول من يكفر وينكر أمره المسلمون والكفار من بعدهم. تصديقاً لقول الله تعالى: { وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمْ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمْ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كلّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ } صدق الله العظيم [الأنعام:111]
وذلك لأنهم قد كفروا بكافة آيات الله في الكتاب وفتنهم اليهود عن الحقّ بما لم يقُله الله ولا رسوله وبما يُخالف لكتاب الله وسنة رسوله الحقّ فاتبعوهم وأشركوا بربّهم وصدقوا إن المسيح الدجال يؤيده الله بالمُعجزات الكونيّة والأرضية ويحيي الموتى فيأتي بالبرهان على ذلك فيقطع رجل إلى نصفين ثمّ يمر بين الفلقتين ومن ثمّ يعيده إلى الحياة! وأقسمُ بالله الواحد القهار الذي خلق الجانّ من مارجٍ من نار والإنسان من صلصال كالفخار إن مَنْ صدَّق بهذا الافتراء العظيم فقد كفر بما أُنزِل على محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم وأنه لن يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً سواءً كان جاهلاً أو عالماً لأن حُجة الله عليه هو كفره بما أنزل الله في الآيات المُحكمات التي جعلهن أمّ الكتاب وأساس العقيدة الحقّ للمؤمن بالحقّ أنه لا يستطيع الباطل وأوليائه الذين يدعونهم من دون الله أن يعيد روح ميت من بعد خروجها ولا ينزل المطر ولا ينبت الشجر، وقال الله تعالى إنهم أن يفعلوا ذلك مع أنهم يدعون لغير الله فاستطاع الباطل أن يجيب دعوتهم فيأتي ببرهان التصديق فقد صدقوا إن الله ليس وحده لا شريك له وإن معه من شاركه في خلقه وجعل الله هذا التحدي واضح وجلي في القرآن العظيم: { نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ ﴿57﴾ أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ ﴿58﴾ أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ ﴿59﴾ نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ﴿60﴾ عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿61﴾ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَىٰ فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ ﴿62﴾ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ ﴿63﴾ أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ﴿64﴾ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ﴿65﴾ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ ﴿66﴾ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ﴿67﴾ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ﴿68﴾ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ﴿69﴾ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴿70﴾ أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ ﴿71﴾ أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ ﴿72﴾ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمقوِينَ ﴿73﴾ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴿74﴾ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴿75﴾ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴿76﴾ إِنَّهُ لَقرآنٌ كَرِيمٌ ﴿77﴾ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ ﴿78﴾ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ﴿79﴾ تَنزِيلٌ مِّن ربّ العالمين ﴿80﴾ أَفَبِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ﴿81﴾ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ إنّكم تُكَذِّبُونَ ﴿82﴾ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿83﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿84﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿85﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿86﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿87﴾ فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمقرَّبِينَ ﴿88﴾ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴿89﴾ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿90﴾ فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿91﴾ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ﴿92﴾ فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ ﴿93﴾ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ﴿94﴾ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ﴿95﴾ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴿96﴾ } صدق الله العظيم [الواقعة]
فكيف تعتقدون يا معشر المؤمنين أنّ المسيح الدجال يستطيع أن يفعل ذلك مع أنه يدّعي الربوبيّة فيدعو الناس إلى عبادته؟ أفلا ترون أنكم قد كفرتم بالآيات المُحكمات في القرآن العظيم التي تنفي ذلك جملةً وتفصيلاً أنّه لا يستطيعُ أن يأتي الباطلُ بآيات الله الدالة على قدرته ووحدانيته وهو يدّعي الربوبيّة. تصديقاً لقول الله تعالى: { قُلْ جَاء الحقّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (49) قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ } صدق الله العظيم [سبأ:49-50]
ولذلك قال الله تعالى: { هذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } صدق الله العظيم [لقمان:11]
حتى أن يخلقوا ذُباباً وذلك لأن الباطل الذي من دون الله لن يستطيع أن يأتي ولو بآيةٍ واحدةٍ فقط من آيات الله الدالة على قُدرته ووحدانيته فلا يقدر عليها سواه فإن استطاع الذين من دونه من الذين يدعون الناس إلى عبادتهم أن يأتوا بآيةٍ واحدةٍ فقط فقد صدقوا في شركهم بالله، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُون الله لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوْ اِجْتَمَعُوا } صدق الله العظيم [الحج:73]
ولكن فطاحلة علماء المسلمين قد صدقوا إن الباطل الذي يدّعي الربوبيّة من دون الله أن يفعل أكبر من خلق الذباب فيبعث الإنسان من بعد قتله فيعيده حياً مع أنه يدّعي الربوبيّة ثم صدقوا هذا الافتراء مع أنه جاء من عند غير الله! ولذلك يجدون بينه وبين مُحكم القرآن اختلافاً كثيراً؛ بل عكسه تماماً، تصديقاً لقول الله تعالى: { قُلْ جَاء الحقّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (49) قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ } صدق الله العظيم [سبأ:49-50]
وهذا نفي أن يستطيع الباطل أن يبعث ميتاً فيعيد روح الميت إلى الحياة من بعد مغادرة روحه جسده مع أنه يدّعي الربوبيّة، وأعلن الله لهم بالتحدي وقال لهم فلئن فعلتم ذلك فقد صدقتم في عقيدة الباطل من دون الله، وقال الله تعالى: { أَفَبِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ﴿81﴾ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴿82﴾ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿83﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿84﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿85﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿86﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿87﴾ } صدق الله العظيم [الواقعة]
فكيف تتبعون ما ليس لكم به علم في كتاب الله؟ ولن تستطيعوا أن تأتوا ببرهانٍ واحدٍ فقط من القرآن العظيم بأنّ الله يؤيّد بآيات قدرته للباطل وأوليائه، قل هاتوا بُرهانكم إن كنتم صادقين؟ أفلا تعلمون أن آيات الله التي لا يستطيع أن يفعلها سواه قد جعلها الله حُجة لأوليائه على الذين يدعون الربوبيّة كمثل النمرود ابن كنعان الذي آتاه الله الملك كما آتى فرعون ومن ثم ادعوا الربوبيّة من دونه، وقال النمرود ابن كنعان، قال تعالى: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } صدق الله العظيم [البقرة:258]
فانظروا إلى قول إبراهيم الذي يحاج النمرود بالعقيدة الحقّ لأنه يعلم أنه لا يستطيع أن يفعلها أو يؤيده الله بها وهو يدّعي الربوبيّة ولن يستطيع أن يفعل ذلك إلا الله وحده أو يؤيّد بتلك المعجزة الذين يدعون إلى الله فيؤيدهم تصديقاً لدعوتهم إلى الحقّ أما أن يدّعي الباطل الربوبيّة ثم يأتي بإثبات القدرة أمام الناس لحقيقة دعوته أنه إله ولكنه لن يستطيع أن يثبت ذلك على الواقع الحقيقي فيحيي ميت ولذلك تجدون إبراهيم يحاجه بالعقيدة الحقّ، وقال: { إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ } ثم أتى باثنين وقال: "والآن سوف أقتل هذا وأطلق الآخر في الحياة". ولذلك أعرض إبراهيم عن الجدل في إحياء الموتى حتى لا يقتل النمرود الرجل بغير الحقّ، ومن ثم حاجه بآيةٍ أخرى وهي كذلك من آيات الله الدالة على قدرته ولا ينبغي أن يأتي بها الباطل الذي يدّعي الربوبيّة، وقال إبراهيم: { قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } صدق الله العظيم [البقرة:258]
وذلك لأنه حتى يأتي بالشمس من مغربها يلزمه أن يغير حركة الأرض فيعكس دورانها ومن ثم تأتي الشمس من مغربها فبهت الذي كفر! ثم انظروا لقول الله تعالى ومن حُجج إبراهيم التي حاج بها هي: { إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ } صدق الله العظيم
وذلك لأنه يعلم إن الرجل يدّعي الربوبيّة من دون الله فطلب منه إثبات آية لا يأتي بها إلا الله ولا ينبغي أن يؤيّد بها الله عدوه لإثبات حقيقة الباطل الذي يدعون من دونه، وذلك لأنه إن فعل فأحيا ميتاً إذاً فقد صدق في ادّعائه الربوبيّة من دون الله وذلك ما يقصده إبراهيم فهو يعلم أن المدعي للربوبيّة لن يستطيع، فانظروا إلى تحدي إبراهيم تجدوه نفس تحدي الله لأهل الباطل إن يفعل ذلك فيحيي ميتاً فقد صدقوا إن فعلوا، تصديقاً لقول الله تعالى: { أَفَبِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ﴿81﴾ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴿82﴾فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿83﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿84﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿85﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿86﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿87﴾ } صدق الله العظيم
فانظروا إنها ذات حُجة إبراهيم على الذي ادعى الربوبيّة: { فَلَوْلا إِنْ كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ } صدق الله العظيم
إذا يا معشر علماء الأمّة قد فُتنتم عن الحقّ عقائدياً، ولربَّما يودّ أحد علماء الأمّة أن يقول: "نحن نعلم إنه الله من أحيا الميت للمسيح الدجال وإنما ذلك فتنة من الله". ومن ثمّ أرد عليهم وأقول: ومنذ متى يفتن الله عباده بالمُعجزات لتصديق الباطل؟ فكيف يؤيد الله دعوة الباطل بمعجزة للتصديق كما يؤيد دعوة الحقّ بمعجزة للتصديق؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين وسوف آتيكم بألف دليل من محكم القرآن ينفي هذه العقيدة الباطلة والمُنكر والزور الكبير على الله ورسوله وإن استطعتم أن تأتوا بدليل واحدٍ فقط من القرآن بأن الله يؤيد بمعجزات قُدرته للباطل كما يؤيد بها الداعي إلى الحقّ، ولا أطلب إلا دليلاً واحداً فإن أتيتم به فقد أصبحتم أنتم على الحقّ وناصر محمد اليماني كذاب أشر وليس المهديّ المنتظر فأتوني به إن كنتم صادقين، برغم أننا قد علمناكم من قبل بالقاعدة والناموس لكشف الأحاديث المكذوبة والتي لا يقبلها العقل والمنطق، ومن ثمّ تتدبرون محكم القرآن وإذا كان الحديث المختلفين عليه في السُّنة النّبويّة جاء من عند غير الله فحتماً سوف تجدون بينه وبين الآيات المُحكمات من أمّ الكتاب في القرآن العظيم اختلافاً كثيراً كما ترون إن الآيات المُحكمات بينهن وبين روايات معجزات المسيح الدجال اختلافاً كثيراً؛ بل وجدنا في القرآن العكس لذلك والتحدي لفعل ذلك من الباطل وأهله: { أَفَبِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ﴿81﴾ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴿82﴾ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿83﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿84﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿85﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿86﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿87﴾ } صدق الله العظيم
فكيف آسى على أمّةٍ يرون الحقّ باطلاً والباطلَ حقاً؟ ويا قوم، لو لم تزالوا على الهدى لما جاء قدر المهديّ المنتظر ليهديكم إلى صراطٍ مستقيمٍ بكتاب الله وسنة رسوله الحقّ التي لا تُخالف لمحكم القرآن وما خالف منها لمحكم القرآن فأفركه بنعل قدمي لأني أعلمُ إنه حديث مُفترىً جاء من عند غير الله من عند الطاغوت وأوليائه ليفتنوكم عقائدياً فيصدوكم عن التمسك بمحكم القرآن العظيم آيات أمّ الكتاب التي لا يزيغ عنهن فيتبع ما خالفهن إلا من في قلبه زيغٌ عن الحقّ فأشركَ بالله وغوى وهوى وكأنما خرَّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح إلى مكانٍ سحيقٍ.
ويا معشر المسلمين كلّ من قد بلغ رشده، لئن أعرض علماًؤكم وأخذتهم العزة بالإثم واتبعوا أحاديث الفتنة التي تفتنكم عن محكم القرآن العظيم ومن ثمّ تعرضون عن الحقّ من ربّكم الذي لن تجد عقولكم إلا أن تُسلموا للحقّ تسليماً إن كنتم تعقلون ومن ثمّ تتبعون المعرضين عن دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الذي يدعو للحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ فلن تجدوا لكم من دون الله ولياً ولا نصيراً وأصبح القرآن لا قيمة له بين أيدكم ولا تفقهون في شأنه إلا الغُنة والقلقلة والتجويد ومخارج الحروف وذلك مبلغكم من العلم ونسيتم التدبر والتفكر في آيات الكتاب كما أمركم الله بذلك وذلك حُجة الله عليكم. تصديقاً لقول الله تعالى: { كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ } صدق الله العظيم [ص:29]
ومن كان من أولي الألباب من كافة المسلمين سواء كان عالماً أو جاهلاً فسوف يجد أن المدعو ناصر محمد اليماني يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم ومن ثمّ لا يجدون في صدورهم حرج مما قضينا بينهم بالحقّ ويُسلمون تسليماً، وأما الذين لا يعقلون فسوف يتبعون ما يُخالف للعقل والمنطق جُملةً وتفصيلاً، فهل جُنّ ربّ العالمين سبحانه وتعالى علواُ كبيراً حتى يؤيد بمعجزات قدرته وآياته الدالة على وحدانيته فيؤيد بها الذي يدعي الباطل من دونه ليأتي لكم بالبرهان على صدق ما يدعو إليه؟؟؟ فأي افتراء اتبعتم وعلمتم به أجيال الأمّة يا معشر العلماء برغم أن هذا ينكره العقل والمنطق؟ أم لم يأمركم الله أن لا تتبعوا ما ليس لكم به علم في الكتاب وآمركم أن تستخدموا أبصاركم هل تقبله وتعقله أم تفتيكم إنه غير معقول إن كنتم تعقلون؟ وقال الله تعالى: { وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كلّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } صدق الله العظيم [الإسراء:36]
والذين لا يستخدمون عقولهم في هذه الحياة لذلك تجدونهم قد حكموا على أنفسهم حين أدخلهم الله النار ومن ثمّ قالوا:
{ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ(11) } صدق الله العظيم [الملك]
وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخو المسلمين خليفة الله الذليل عليهم تواضعاً لله العزيز على الكافرين، الإمام ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
ذلك هو العبد المجهول صاحب الدرجة العالية الرفيعة ولا يحيط الناس به ولا باسمه علماً..
قال الله تعالى:
{ وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) } صدق الله العظيم [النمل]
فالذي اسْتُثنَى عليه من الفزع هو الداعي إلى صراطٍ مستقيمٍ لا عوج في دعوته، ذلك خليفة الله وعبده على ملكوت كلّ شيءٍ، صاحب الدرجة العالية التي لا ينبغي أن يفوز بها إلا عبداً واحداً من عباد الله وهو عبدٌ مجهولٌ كما أعلمكم به محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ويرجو أن يكون هو، وصاحبه مجهول لدى كافة أهل السماء والأرض وهو الوحيد، ويوم القيامة هو الوحيد الذي يأذن الله له أن يُخاطبه، تصديقاُ لقول الله تعالى: { يوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108) يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ علماً (110) وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (111) } صدق الله العظيم [طه]
ذلك هو العبد المجهول صاحب الدرجة العالية الرفيعة ولا يحيط الناس به ولا باسمه علماً فهو عبدٌ مجهولٌ، لذلك قال الله تعالى: { يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ علماً (110) } صدق الله العظيم [طه]
ويقصد العبد المجهول صاحب الشفاعة، ولكني لا أعلمُ إن عبداً يتجرأ على الشفاعة حسب ما تعتقدون بالباطل أن يقول شفِّعني إلهي في الناس! وإنما يُحاج الله في تحقيق النّعيم الأعظم وهو أن يكون الله راضياً في نفسه برغم إن الله قد جعله خليفته على ملكوت كلّ شيءٍ، ومعنى ذلك لم يرضَ حتى يكون الله راضياً في نفسه وليس غضبان، وكيف يكون الله راضياً في نفسه؟ حتى يُدخِل عباده في رحمته وفي ذلك يكمن سر الشفاعة وليس حسب عقيدتكم إن العبد يقف بين يدي الله طالباً الشفاعة سبحان الله وتعالى علواً كبيراً! فهل هذا العبد هو أرحم بعباد الله من ربّهم؟ أليس الله هو أرحم الراحمين؟ فلماذا تلتمسون الرحمة والشفاعة من الذين هم أقل رحمة من الله، أفلا تعقِلون؟ فاستغنوا برحمة الله عن المسيح عيسى ابن مريم وعن محمدٍ رسول الله صلّى الله عليهم وسلّم تسليماً وعن الإمام المهديّ المنتظر وعن كافة عباد الله إن كنتم تعلمون أن الله هو أرحم بعباده من عبيده، فاعلموا إن الله أرحم الراحمين ولن تجدوا في خلق الله أجمعين من هو أرحم بكم من الله أرحم الراحمين، وإن اعتقدتم بغير ذلك والتمستم الشفاعة ممن هم أدنى رحمة من الله فلن يغنوا عنكم من الله شيئاً، واعلموا بأنّكم قد أشركتم بالله. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى ربّهم لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } صدق الله العظيم [الأنعام:51]
وجميع المقربين كلّ منهم يرجو أن يكون هو صاحب درجة الشفاعة؛ درجة الخلافة على البعوضة فما فوقها ذلك يوم البعث الأول ولكن أكثرهم يجهلون، ولو يتنزل الأمر إلى ملكوت كلّ شيءٍ من البعوضة فما فوقها جميع الأمم كلّ ما يدب أو يطير فيحشرهم الله عليكم ليطيعوا أمر خليفة الله عبد نعيم رضوان نفس الله الذي جعله الله خليفةً على ملكوت كلّ شيء لأنه يعبد نعيم رضوان نفس ربّه من دون الدنيا والآخرة ومن ثمّ يأتيه الله ملكوت الدُنيا والآخرة. تصديقاً لقول الله تعالى: { أَمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّى(24) فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى (25) } صدق الله العظيم [النجم]
وهذا عبدٌ مجهولٌ كما علمكم الله ورسوله وحين يؤتيه الله درجة الخلافة سوف نعلمه جميعاً، ولو يأتي الله هذا العبد المجهول هذه الدرجة وهي درجة الخلافة على الملكوت لكان أول من يكفر وينكر أمره المسلمون والكفار من بعدهم. تصديقاً لقول الله تعالى: { وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمْ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمْ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كلّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ } صدق الله العظيم [الأنعام:111]
وذلك لأنهم قد كفروا بكافة آيات الله في الكتاب وفتنهم اليهود عن الحقّ بما لم يقُله الله ولا رسوله وبما يُخالف لكتاب الله وسنة رسوله الحقّ فاتبعوهم وأشركوا بربّهم وصدقوا إن المسيح الدجال يؤيده الله بالمُعجزات الكونيّة والأرضية ويحيي الموتى فيأتي بالبرهان على ذلك فيقطع رجل إلى نصفين ثمّ يمر بين الفلقتين ومن ثمّ يعيده إلى الحياة! وأقسمُ بالله الواحد القهار الذي خلق الجانّ من مارجٍ من نار والإنسان من صلصال كالفخار إن مَنْ صدَّق بهذا الافتراء العظيم فقد كفر بما أُنزِل على محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم وأنه لن يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً سواءً كان جاهلاً أو عالماً لأن حُجة الله عليه هو كفره بما أنزل الله في الآيات المُحكمات التي جعلهن أمّ الكتاب وأساس العقيدة الحقّ للمؤمن بالحقّ أنه لا يستطيع الباطل وأوليائه الذين يدعونهم من دون الله أن يعيد روح ميت من بعد خروجها ولا ينزل المطر ولا ينبت الشجر، وقال الله تعالى إنهم أن يفعلوا ذلك مع أنهم يدعون لغير الله فاستطاع الباطل أن يجيب دعوتهم فيأتي ببرهان التصديق فقد صدقوا إن الله ليس وحده لا شريك له وإن معه من شاركه في خلقه وجعل الله هذا التحدي واضح وجلي في القرآن العظيم: { نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ ﴿57﴾ أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ ﴿58﴾ أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ ﴿59﴾ نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ﴿60﴾ عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿61﴾ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَىٰ فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ ﴿62﴾ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ ﴿63﴾ أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ﴿64﴾ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ﴿65﴾ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ ﴿66﴾ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ﴿67﴾ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ﴿68﴾ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ﴿69﴾ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴿70﴾ أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ ﴿71﴾ أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ ﴿72﴾ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمقوِينَ ﴿73﴾ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴿74﴾ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴿75﴾ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴿76﴾ إِنَّهُ لَقرآنٌ كَرِيمٌ ﴿77﴾ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ ﴿78﴾ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ﴿79﴾ تَنزِيلٌ مِّن ربّ العالمين ﴿80﴾ أَفَبِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ﴿81﴾ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ إنّكم تُكَذِّبُونَ ﴿82﴾ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿83﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿84﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿85﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿86﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿87﴾ فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمقرَّبِينَ ﴿88﴾ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴿89﴾ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿90﴾ فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿91﴾ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ﴿92﴾ فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ ﴿93﴾ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ﴿94﴾ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ﴿95﴾ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴿96﴾ } صدق الله العظيم [الواقعة]
فكيف تعتقدون يا معشر المؤمنين أنّ المسيح الدجال يستطيع أن يفعل ذلك مع أنه يدّعي الربوبيّة فيدعو الناس إلى عبادته؟ أفلا ترون أنكم قد كفرتم بالآيات المُحكمات في القرآن العظيم التي تنفي ذلك جملةً وتفصيلاً أنّه لا يستطيعُ أن يأتي الباطلُ بآيات الله الدالة على قدرته ووحدانيته وهو يدّعي الربوبيّة. تصديقاً لقول الله تعالى: { قُلْ جَاء الحقّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (49) قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ } صدق الله العظيم [سبأ:49-50]
ولذلك قال الله تعالى: { هذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } صدق الله العظيم [لقمان:11]
حتى أن يخلقوا ذُباباً وذلك لأن الباطل الذي من دون الله لن يستطيع أن يأتي ولو بآيةٍ واحدةٍ فقط من آيات الله الدالة على قُدرته ووحدانيته فلا يقدر عليها سواه فإن استطاع الذين من دونه من الذين يدعون الناس إلى عبادتهم أن يأتوا بآيةٍ واحدةٍ فقط فقد صدقوا في شركهم بالله، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُون الله لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوْ اِجْتَمَعُوا } صدق الله العظيم [الحج:73]
ولكن فطاحلة علماء المسلمين قد صدقوا إن الباطل الذي يدّعي الربوبيّة من دون الله أن يفعل أكبر من خلق الذباب فيبعث الإنسان من بعد قتله فيعيده حياً مع أنه يدّعي الربوبيّة ثم صدقوا هذا الافتراء مع أنه جاء من عند غير الله! ولذلك يجدون بينه وبين مُحكم القرآن اختلافاً كثيراً؛ بل عكسه تماماً، تصديقاً لقول الله تعالى: { قُلْ جَاء الحقّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (49) قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ } صدق الله العظيم [سبأ:49-50]
وهذا نفي أن يستطيع الباطل أن يبعث ميتاً فيعيد روح الميت إلى الحياة من بعد مغادرة روحه جسده مع أنه يدّعي الربوبيّة، وأعلن الله لهم بالتحدي وقال لهم فلئن فعلتم ذلك فقد صدقتم في عقيدة الباطل من دون الله، وقال الله تعالى: { أَفَبِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ﴿81﴾ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴿82﴾ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿83﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿84﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿85﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿86﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿87﴾ } صدق الله العظيم [الواقعة]
فكيف تتبعون ما ليس لكم به علم في كتاب الله؟ ولن تستطيعوا أن تأتوا ببرهانٍ واحدٍ فقط من القرآن العظيم بأنّ الله يؤيّد بآيات قدرته للباطل وأوليائه، قل هاتوا بُرهانكم إن كنتم صادقين؟ أفلا تعلمون أن آيات الله التي لا يستطيع أن يفعلها سواه قد جعلها الله حُجة لأوليائه على الذين يدعون الربوبيّة كمثل النمرود ابن كنعان الذي آتاه الله الملك كما آتى فرعون ومن ثم ادعوا الربوبيّة من دونه، وقال النمرود ابن كنعان، قال تعالى: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } صدق الله العظيم [البقرة:258]
فانظروا إلى قول إبراهيم الذي يحاج النمرود بالعقيدة الحقّ لأنه يعلم أنه لا يستطيع أن يفعلها أو يؤيده الله بها وهو يدّعي الربوبيّة ولن يستطيع أن يفعل ذلك إلا الله وحده أو يؤيّد بتلك المعجزة الذين يدعون إلى الله فيؤيدهم تصديقاً لدعوتهم إلى الحقّ أما أن يدّعي الباطل الربوبيّة ثم يأتي بإثبات القدرة أمام الناس لحقيقة دعوته أنه إله ولكنه لن يستطيع أن يثبت ذلك على الواقع الحقيقي فيحيي ميت ولذلك تجدون إبراهيم يحاجه بالعقيدة الحقّ، وقال: { إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ } ثم أتى باثنين وقال: "والآن سوف أقتل هذا وأطلق الآخر في الحياة". ولذلك أعرض إبراهيم عن الجدل في إحياء الموتى حتى لا يقتل النمرود الرجل بغير الحقّ، ومن ثم حاجه بآيةٍ أخرى وهي كذلك من آيات الله الدالة على قدرته ولا ينبغي أن يأتي بها الباطل الذي يدّعي الربوبيّة، وقال إبراهيم: { قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } صدق الله العظيم [البقرة:258]
وذلك لأنه حتى يأتي بالشمس من مغربها يلزمه أن يغير حركة الأرض فيعكس دورانها ومن ثم تأتي الشمس من مغربها فبهت الذي كفر! ثم انظروا لقول الله تعالى ومن حُجج إبراهيم التي حاج بها هي: { إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ } صدق الله العظيم
وذلك لأنه يعلم إن الرجل يدّعي الربوبيّة من دون الله فطلب منه إثبات آية لا يأتي بها إلا الله ولا ينبغي أن يؤيّد بها الله عدوه لإثبات حقيقة الباطل الذي يدعون من دونه، وذلك لأنه إن فعل فأحيا ميتاً إذاً فقد صدق في ادّعائه الربوبيّة من دون الله وذلك ما يقصده إبراهيم فهو يعلم أن المدعي للربوبيّة لن يستطيع، فانظروا إلى تحدي إبراهيم تجدوه نفس تحدي الله لأهل الباطل إن يفعل ذلك فيحيي ميتاً فقد صدقوا إن فعلوا، تصديقاً لقول الله تعالى: { أَفَبِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ﴿81﴾ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴿82﴾فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿83﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿84﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿85﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿86﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿87﴾ } صدق الله العظيم
فانظروا إنها ذات حُجة إبراهيم على الذي ادعى الربوبيّة: { فَلَوْلا إِنْ كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ } صدق الله العظيم
إذا يا معشر علماء الأمّة قد فُتنتم عن الحقّ عقائدياً، ولربَّما يودّ أحد علماء الأمّة أن يقول: "نحن نعلم إنه الله من أحيا الميت للمسيح الدجال وإنما ذلك فتنة من الله". ومن ثمّ أرد عليهم وأقول: ومنذ متى يفتن الله عباده بالمُعجزات لتصديق الباطل؟ فكيف يؤيد الله دعوة الباطل بمعجزة للتصديق كما يؤيد دعوة الحقّ بمعجزة للتصديق؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين وسوف آتيكم بألف دليل من محكم القرآن ينفي هذه العقيدة الباطلة والمُنكر والزور الكبير على الله ورسوله وإن استطعتم أن تأتوا بدليل واحدٍ فقط من القرآن بأن الله يؤيد بمعجزات قُدرته للباطل كما يؤيد بها الداعي إلى الحقّ، ولا أطلب إلا دليلاً واحداً فإن أتيتم به فقد أصبحتم أنتم على الحقّ وناصر محمد اليماني كذاب أشر وليس المهديّ المنتظر فأتوني به إن كنتم صادقين، برغم أننا قد علمناكم من قبل بالقاعدة والناموس لكشف الأحاديث المكذوبة والتي لا يقبلها العقل والمنطق، ومن ثمّ تتدبرون محكم القرآن وإذا كان الحديث المختلفين عليه في السُّنة النّبويّة جاء من عند غير الله فحتماً سوف تجدون بينه وبين الآيات المُحكمات من أمّ الكتاب في القرآن العظيم اختلافاً كثيراً كما ترون إن الآيات المُحكمات بينهن وبين روايات معجزات المسيح الدجال اختلافاً كثيراً؛ بل وجدنا في القرآن العكس لذلك والتحدي لفعل ذلك من الباطل وأهله: { أَفَبِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ﴿81﴾ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴿82﴾ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿83﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿84﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿85﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿86﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿87﴾ } صدق الله العظيم
فكيف آسى على أمّةٍ يرون الحقّ باطلاً والباطلَ حقاً؟ ويا قوم، لو لم تزالوا على الهدى لما جاء قدر المهديّ المنتظر ليهديكم إلى صراطٍ مستقيمٍ بكتاب الله وسنة رسوله الحقّ التي لا تُخالف لمحكم القرآن وما خالف منها لمحكم القرآن فأفركه بنعل قدمي لأني أعلمُ إنه حديث مُفترىً جاء من عند غير الله من عند الطاغوت وأوليائه ليفتنوكم عقائدياً فيصدوكم عن التمسك بمحكم القرآن العظيم آيات أمّ الكتاب التي لا يزيغ عنهن فيتبع ما خالفهن إلا من في قلبه زيغٌ عن الحقّ فأشركَ بالله وغوى وهوى وكأنما خرَّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح إلى مكانٍ سحيقٍ.
ويا معشر المسلمين كلّ من قد بلغ رشده، لئن أعرض علماًؤكم وأخذتهم العزة بالإثم واتبعوا أحاديث الفتنة التي تفتنكم عن محكم القرآن العظيم ومن ثمّ تعرضون عن الحقّ من ربّكم الذي لن تجد عقولكم إلا أن تُسلموا للحقّ تسليماً إن كنتم تعقلون ومن ثمّ تتبعون المعرضين عن دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الذي يدعو للحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ فلن تجدوا لكم من دون الله ولياً ولا نصيراً وأصبح القرآن لا قيمة له بين أيدكم ولا تفقهون في شأنه إلا الغُنة والقلقلة والتجويد ومخارج الحروف وذلك مبلغكم من العلم ونسيتم التدبر والتفكر في آيات الكتاب كما أمركم الله بذلك وذلك حُجة الله عليكم. تصديقاً لقول الله تعالى: { كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ } صدق الله العظيم [ص:29]
ومن كان من أولي الألباب من كافة المسلمين سواء كان عالماً أو جاهلاً فسوف يجد أن المدعو ناصر محمد اليماني يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم ومن ثمّ لا يجدون في صدورهم حرج مما قضينا بينهم بالحقّ ويُسلمون تسليماً، وأما الذين لا يعقلون فسوف يتبعون ما يُخالف للعقل والمنطق جُملةً وتفصيلاً، فهل جُنّ ربّ العالمين سبحانه وتعالى علواُ كبيراً حتى يؤيد بمعجزات قدرته وآياته الدالة على وحدانيته فيؤيد بها الذي يدعي الباطل من دونه ليأتي لكم بالبرهان على صدق ما يدعو إليه؟؟؟ فأي افتراء اتبعتم وعلمتم به أجيال الأمّة يا معشر العلماء برغم أن هذا ينكره العقل والمنطق؟ أم لم يأمركم الله أن لا تتبعوا ما ليس لكم به علم في الكتاب وآمركم أن تستخدموا أبصاركم هل تقبله وتعقله أم تفتيكم إنه غير معقول إن كنتم تعقلون؟ وقال الله تعالى: { وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كلّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } صدق الله العظيم [الإسراء:36]
والذين لا يستخدمون عقولهم في هذه الحياة لذلك تجدونهم قد حكموا على أنفسهم حين أدخلهم الله النار ومن ثمّ قالوا:
{ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ(11) } صدق الله العظيم [الملك]
وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخو المسلمين خليفة الله الذليل عليهم تواضعاً لله العزيز على الكافرين، الإمام ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قومٌ آخرون
الإمام ناصر محمد اليماني
تعريف مواقع النجوم العُظماء بالفضاء..
تعريف مواقع النجوم العُظماء بالفضاء..
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..
أخي عمران، إن مواقع النّجوم هو ما تشغله من حيزٍ من الفراغ بالفضاء الكوني، وبما إن مواقعها عظيمة كما أقسم الله بعظمتها ليعلمكم بضخامة حجم النّجم وليس كما نراه صغيراً حقيراً وتلك من حقائق الآيات العلميّة للقرآن العظيم، ويشهد على ذلك البيان أهل العلم أن النّجم الواحد حقاً يعدل ملايين حجم هذه الأرض التي نعيش عليها، إذاً تبين لكم إنما ذلك إشارة لضخامة مواقع النّجوم العظماء بالفضاء، ولو سألتم الأولين قبل غزو الفضاء والمجهر المُكبر هل تعلمون أن النّجم الواحد من هذه النّجوم يعدل ملايين حجم أرضنا؟ لما صدق ذلك وقال: "كيف يكون ذلك ونحن نراها بلايين النّجوم فكيف يكون النّجم يعدل ملايين أرضنا الكبرى فهذا شيءٌ لا يُصدق؟ ولو كان ذلك صحيحاً لرأيناها كبرى". وذلك لأنه لا يعلم كم بينه وبينها من آلاف السنين الضوئية وبصره حسير قصير لا يدرك ضخامة ما يراه بعيداً، ولذلك بيَّن لهم الله بأن مواقعهن عظيمة وليس كما نراهن بالبصر الحسير، ولذلك قال الله تعالى: { فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ } صدق الله العظيم [الواقعة:75]
وهذه إشارةٌ لعظمة ما يشغله النّجم من حيزٍ من الفراغ فيعلمكم الله إنه أقسم بشيءٍ عظيمٍ وليس كما نراهُنّ بالنّظر الحسير صغاراً، ولذلك قال الله تعالى:
{ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ }
وما أقسم به هو النّجوم وإنما مواقعها إشارة لضخامتها.
وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله رب العالمين..
الإمام ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــــ ـ
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قومٌ آخرون
الإمام ناصر محمد اليماني
يا عمران سبق وأن فصّلنا فتنته من القرآن أم لم تتدبر البيان؟
بسم الله الرحمن الرحيم وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..
يا عمران سبق وأن فصلنا فتنته من القرآن أم لم تتدبر البيان وفصلنا لكم جنة الفتنة تفصيلاً في الأرض ذات المشرقين قصورها من الفضة والأبواب من الذهب، ويريد المسيح الدجال أن يعطيهم هذه القصور في جنّة الفتنة مقابل الكفر بالله، ولولا رحمة الله ببعث الإمام المهديّ لافتتن النّاس جميعاً بجنة الفتنة وأصبحوا أمّة كفرٍ واحدةٍ. وقال الله تعالى: { وَلَوْلا أَن يَكُونَ النّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34) } صدق الله العظيم [الزخرف]
وهذا المُلك في الأرض ذات المشرقين وفيها اليهود من يأجوج ومأجوج أي من ذرياتهم كما علمناكم من قبل كيف استكثر الجنّ من الإنس وهم في هذه الأرض ولم تطَئْها قدم أحدٍّ من أمّة محمدٍ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلى حدِّ الساعة، وقد وعد الله أمّة محمدٍ بذلك ولكن في عصر المهديّ المنتظر وفيها مُلك وقصور وسوف يرثنا الله أرضهم وقصورهم تصديقاً لوعده الحقّ في قول الله تعالى: { وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كلّ شَيْءٍ قَدِيرًا } صدق الله العظيم [الأحزاب:27]
فأما قول الله تعالى: { وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ } فذلك وعدٌ قد مضى وانقضى في عهد النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وأورثه وأصحابه أرض اليهود وأموالهم وقصورهم وهي خيبر، وأما الأرض ذات المشرقين فلم تطأها قدم مسلمٍ من أمّة محمد -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فيورثها المهديّ المنتظر وأوليائه من أمة محمد ومن البشر جميعاً. تصديقاً لقول الله تعالى: { وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كلّ شَيْءٍ قَدِيرًا } صدق الله العظيم
وتلك هي فتنة كبرى، ولكنها فتنة مادية وليست معجزات ربانيّة لتصديق المسيح الدجال، وكيف تصدق ذلك عقولكم فهل ترون أنه معقولٌ ومنطقيٌّ أن يؤيد الله بمعجزاته تصديقاً لدعوة الحقّ وتصديقاً لدعوة الباطل أفلا تعقلون؟ وإنما يتذكر أولوا الألباب.
وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوك الإمام ناصر محمد اليماني.
يا عمران سبق وأن فصّلنا فتنته من القرآن أم لم تتدبر البيان؟
بسم الله الرحمن الرحيم وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..
يا عمران سبق وأن فصلنا فتنته من القرآن أم لم تتدبر البيان وفصلنا لكم جنة الفتنة تفصيلاً في الأرض ذات المشرقين قصورها من الفضة والأبواب من الذهب، ويريد المسيح الدجال أن يعطيهم هذه القصور في جنّة الفتنة مقابل الكفر بالله، ولولا رحمة الله ببعث الإمام المهديّ لافتتن النّاس جميعاً بجنة الفتنة وأصبحوا أمّة كفرٍ واحدةٍ. وقال الله تعالى: { وَلَوْلا أَن يَكُونَ النّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34) } صدق الله العظيم [الزخرف]
وهذا المُلك في الأرض ذات المشرقين وفيها اليهود من يأجوج ومأجوج أي من ذرياتهم كما علمناكم من قبل كيف استكثر الجنّ من الإنس وهم في هذه الأرض ولم تطَئْها قدم أحدٍّ من أمّة محمدٍ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلى حدِّ الساعة، وقد وعد الله أمّة محمدٍ بذلك ولكن في عصر المهديّ المنتظر وفيها مُلك وقصور وسوف يرثنا الله أرضهم وقصورهم تصديقاً لوعده الحقّ في قول الله تعالى: { وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كلّ شَيْءٍ قَدِيرًا } صدق الله العظيم [الأحزاب:27]
فأما قول الله تعالى: { وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ } فذلك وعدٌ قد مضى وانقضى في عهد النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وأورثه وأصحابه أرض اليهود وأموالهم وقصورهم وهي خيبر، وأما الأرض ذات المشرقين فلم تطأها قدم مسلمٍ من أمّة محمد -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فيورثها المهديّ المنتظر وأوليائه من أمة محمد ومن البشر جميعاً. تصديقاً لقول الله تعالى: { وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كلّ شَيْءٍ قَدِيرًا } صدق الله العظيم
وتلك هي فتنة كبرى، ولكنها فتنة مادية وليست معجزات ربانيّة لتصديق المسيح الدجال، وكيف تصدق ذلك عقولكم فهل ترون أنه معقولٌ ومنطقيٌّ أن يؤيد الله بمعجزاته تصديقاً لدعوة الحقّ وتصديقاً لدعوة الباطل أفلا تعقلون؟ وإنما يتذكر أولوا الألباب.
وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوك الإمام ناصر محمد اليماني.