الإمام ناصر محمد اليماني
11 - 04 - 1929 هـ
18 - 04 - 2008 مـ
10:00 مساءً
ـــــــــــــــــــــ
أعزكم الله ونصركم وطهّركم تطهيراً وأحبّكم وقربّكم أيها الأنصار المُكرمين..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي ونبيّ خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين، وسلام الله على جميع المسلمين, وأكرر بالمزيد بالصلاة والتسليم على الذين يستمعون القول بتمعن وتفكر وتدبر كمثل المُنتصر وأصحاب الفكر من البداية إلى النهاية للبيان المُبين ومن ثم يتبعون أحسنه؛ أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الالباب ثم، أمّا بعد..
يا معشر الأنصار المُكرمين المصدقين بالبيان الحقّ للقرآن العظيم، أحبكم الله وقربّكم وكرّمكم على العالمين فلا يستوون الذين صدَّقوا في زمن الحوار ونصروا قبل مجيء الفتح والنصر المُبين من الذين صدَّقوا بعد مجيء العذاب الأليم، ولسوف أعلمكم بالذين لا يعقلون من المسلمين والناس أجمعين وهم الذين مَنَّ الله عليهم فأظهرهم على البيان الحقّ المُبين للمهديّ المنتظَر الحقّ الإمام ناصر محمد اليماني, ومن ثم يقول في نفسه أنا سوف أتأخر بالتصديق لشأن ناصر محمد اليماني حتى أنظر هل سوف يأتي كوكب العذاب بالعذاب الأليم فيمطر على الأرض حجارة من سجيلٍ منضودٍ فيعكس دوران الأرض وتطلع الشمس من مغربها، فإذا حدث ذلك فسوف أصدقه.
ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر الحقّ الناصر لمحمدٍ رسول الله والقرآن العظيم فأقول له: فهل ترى فرق بين قولك وكفرك بالتأويل وبين الكفار به يوم التنزيل وكان قولك كمثل قولهم: { وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الحقّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } صدق الله العظيم [الأنفال:33]
وذلك لأنهم يقصدون لئن أمطر عليهم الله بحجارة العذاب الأليم بأنهم سوف يُصدقون به حين يرون العذاب الأليم، إذاً قد تشابه قلبك مع قلوب الكفار من قبل أصحاب هذا الدعاء، وكذلك أنت تظنّ بأن الله إذا أمطر على الناس مطر الحجارة بالعذاب الأليم بأنك سوف تؤمن بالحقّ يوم ذلك، ولكنه لا ينفعك إيمانك يومها؛ إذاً لنفع الكفار من قبل فكانوا ينظرون إيمانهم بالحقّ حتى يروا العذاب الأليم حتى إذا ما وقع عليهم آمنوا وقالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين، فهل ترى أن الله تقبّل إيمانهم يومئذ؟ وقال الله تعالى: { وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ (4) فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا إِلاَّ أَن قَالُواْ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (5) } صدق الله العظيم [الأعراف]
فهل تظنّ بأنه نفعهم تصديقهم بالحقّ يومها واعترافهم بأنهم كانوا ظالمين بعدم التصديق للحقّ حتى جاء أمر ربّي بالعذاب الأليم؟ وأفتيك وأقول لك بأن الله لم يقبل منهم التصديق يومئذ؛ بل دمرهم تدميراً. وقال الله تعالى: { وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْماً آخَرِينَ (11) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ (12) لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14) فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ (15) } صدق الله العظيم
إذاً لن ينفعك الإيمان يا من أخّرت إيمانك بالحقّ حتى ترى العذاب الأليم! فلا تتبع دعاء الكافرين وتعال لأعلِّمك دعاءً خيراً من ذلك يهديك الله به وينجيك فتقول:
"اللهم إن كان هذا هو الحقّ من عندك فاهدني إليه واجعلني من السابقين الأنصار الأخيار من العالمين".
شرط أن تكون متألماً في نفسك بعدم التصديق وتخشى أن يكون ناصر اليماني هو المهديّ المنتظَر الحقّ وينطق بالحقّ بالبيان الحقّ للقرآن العظيم وأنت عنه من المعرضين. فإذا وجد الله قلبك يتألم فزعاً أن يكون ناصر اليماني هو المهديّ المنتظَر الحقّ وأنت به لمن المكذبين فذلك هو التقوى وحقّ على الله أن يؤيدك بنور الفرقان ليريك أنه الحقّ من ربّك، وذلك وعد من ربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تَتَّقُواْ اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } صدق الله العظيم [الأنفال:29]
ويا معشر الأنصار إني آمركم أن تنضموا لنشر الدعوة الحقّ عبر وسائل الإعلان إلى جانب ابن عمر لُيقسّم بينكم مهامكم كلاً حسب قدرته. وابن عمر وما أدراك ما ابن عمر؟ إنه حبيب المهديّ المنتظَر، والذي يسمي نفسه (رجُل من أقصى المدينة يسعى)؛ عضو بمواقعي؛ الذي نصرني الله به ليجعل لي مواقع خاصة لنشر دعوة الحقّ للعالمين، وهو المُشرف العام على مواقعنا والمُترجم الذي لا يكلّ ولا يملّ ولم يِهن ولم يستكِن عن التبليغ للعالمين على مختلف لغاتهم فيعمل ليلاً ونهاراً, وأسأل من ربّي ربّ العالمين بحقّ لا إله إلا هو وبحقّ رحمته التي كتب على نفسه، وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسه وعفوه وحلمه أن يغفر له ويحفظه ويمنعه ويزيده من فضله ويعزه وينير قلبه فيزيده هُدًى إلى هُداه، ويؤيده بروح منه روح الرضوان نور من ربّ العالمين ليبصر بنور الله الحقّ حقاً فيرزقه اتباعه والباطل باطلاً فيرزقه اجتنابه، وأن يجعل فيه خيراً كثيراً للإسلام والمسلمين وفي ذُريته أجمعين، ويشفيه وإياهم ويطهره وآل بيته تطهيراً، إن ربّي سميع مُجيب، وكذلك جميع الأنصار الأخيار صفوة هذه الأمّة وإن كانت ذنوبهم كثيرة فقد علموا أن لهم رباً غفوراً رحيماً يغفر لمن تاب وأناب، ولا يمنع ذلك أن لا يكون من المُكرمين فيوسوس لهم الشيطان أو لبعض منهم فيقول: "إن ناصر اليماني يقول إنك لمن المُكرمين صفوة هذه الأمّة ومن أخيارها الأبرار، ولكنك تعلم نفسك أنك ذو ذنوب كثيرة، فكيف يقول إنك لمن الأخيار المُكرمين؟ وهذا يدُل على أن ناصر اليماني ليس المهديّ المنتظَر"، ومن ثم نرد على وسوسة الشيطان الرجيم ونقول: تالله لو صدّق بأمري إبليس (وهو الشيطان الرجيم) واتبع الصراط المستقيم، لهداه الله صراطاً مستقيماً ولكرّمه الله تكريماً ولآتاه من لدنه أجراً عظيماً، وكذلك شياطين البشر من اليهود لو يعترفون بالحقّ فيتبعون الحقّ تائبين منيبين لربّ العالمين لفضّلهم الله على العالمين ولهداهم صراطاً مستقيماً ولكرَّمهم الله تكريماً ولآتاهم من لدنه أجراً عظيماً. وقال الله تعالى جل جلاله عن اليهود ومن أصدق من الله قيلاً:
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ (44) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا (45) مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا (46) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا (47) إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلا (49) انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا (50) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً (51) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (52) أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا (53) أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (54) فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا (55) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (56) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلا ظَلِيلا (57) إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا (59) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالا بَعِيدًا (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (62) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلا بَلِيغًا (63) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا (64) فَلا وَربّك لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65) وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مستقيما (68) وَمَنْ يُطِع اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا (70) } صدق الله العظيم [النساء]
أفلا ترون بأن لو شياطين البشر من اليهود قالوا سمعنا وأطعنا واتبعوا الحقّ لجعلهم الله:
{ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا }
ويا عجبي من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون من أهل التفسير! فكيف يقولون بأن توبة بني إسرائيل أن يقتلوا أنفسهم! ويا سبحان الله! فكيف يأمرهم الله بمنكر قد نهى عنه؟ وفي نفس هذه السورة توَّعد الله أنه من قتل نفسه بأنه سوف يصليه ناراً، فكيف يقول بعد ذلك وفي نفس السورة أن توبة اليهود أن يقتلوا أنفسهم، وأنه لو يفعلوا ذلك لغفر الله لهم؟ فأين الغفران لمن قتل نفسه؟ ألم يقل سبحانه في نفس هذه الآيات أعلاه قال تعالى: { وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) } صدق الله العظيم [النساء]؟
فتعالوا يا من تقولون على الله ما لا تعلمون لأبّين لكم قول الله تعالى: { وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مستقيما (68) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا (70) } صدق الله العظيم [النساء]
فهل تظنون بأن معنى قوله تعالى: { وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ } أي يقتل اليهودي نفسه؟ بل إنكم لخاطئون وتقولون على الله ما لا تعلمون؛ بل يقصد الله اليهود لو يقتل بعضهم بعضاً فيقاتل من تبع الحقّ منهم اليهود الذين يحاربون الله ورسوله فيدافعون مع محمد رسول الله وعن ديار المسلمين من اليهود الآخرين أو يخرجون من ديارهم ليضربوا في سبيل الله لقتال اليهود والخارجين مع الرسول من اليهود؛ خرجوا ليقتلوا أنفسهم أي بني جنسهم وفصيلتهم من اليهود, ولم يقصد أن يقتل اليهودي نفسه؛ بل يقتل أناساً من اليهود من بني جنسه للدفاع عن الحقّ فتعالوا لأبرهن لكم ذلك من القرآن العظيم.
وليس ما سوف يأتي قياس؛ بل لكي تعلموا الحقّ بأن معنى اقتلوا أنفسكم أي يقتل الصالح منهم المُفسد منهم في الأرض، فانظروا لقوله تعالى:
{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ } صدق الله العظيم [التوبة:128]
أي جاءكم رسول من بني جنسكم، وكذلك في قوله تعالى:
{ فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون } صدق الله العظيم [النور:61]
أي تسلموا على أهلها من أنفسكم، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا } صدق الله العظيم [النور:27]
ولكن من المفسرين من يزعم أنه يقصد أن يقتل اليهودي نفسه فلا يتوب الله عليه حتى يقتل نفسه! فهل هذا تأويل حق؟ بل باطل كبير وافتراء بغير الحقّ على ربّ العالمين، ويزعم أنه مجتهد أن يقول على الله ما لا يعلم بالبيان للقرآن! فكم حرّف كثيرٌ من المفسرين هذا القرآن العظيم بقولهم بالبيان للقرآن اجتهاداً من أنفسهم بغير سلطان من الله آتاهم وإنهم كانوا لمن الخاطئين، وأحذّر جميع المٌسلمين أن يفسروا القرآن برأيهم، فذلك عملُ شيطانٍ رجيمٍ يأمركم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون فمن كان يعلم فليفتِ بعلم وسلطان منير وليس برأيه كاجتهاد منه، ومن قال لا أعلم فقد أفتى؛ بمعنى أن الله قد أعطاه كأجر مفتي نظراً لتقواه بقوله لا أعلم ولم يتجرأ أن يقول على الله ما لا يعلم فيتبع أمر شيطان مريد لعنه الله، وقال لأتخذن من عبادك نصيباً مفروضاً.
وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخو المسلمين وحبيب الأنصار الأبرار الأخيار كمثل محمد الحاج والمستنصر وابن عمر، المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر من آل البيت المُطَّهر الإمام ناصر محمد اليماني.
11 - 04 - 1929 هـ
18 - 04 - 2008 مـ
10:00 مساءً
ـــــــــــــــــــــ
أعزكم الله ونصركم وطهّركم تطهيراً وأحبّكم وقربّكم أيها الأنصار المُكرمين..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي ونبيّ خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين، وسلام الله على جميع المسلمين, وأكرر بالمزيد بالصلاة والتسليم على الذين يستمعون القول بتمعن وتفكر وتدبر كمثل المُنتصر وأصحاب الفكر من البداية إلى النهاية للبيان المُبين ومن ثم يتبعون أحسنه؛ أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الالباب ثم، أمّا بعد..
يا معشر الأنصار المُكرمين المصدقين بالبيان الحقّ للقرآن العظيم، أحبكم الله وقربّكم وكرّمكم على العالمين فلا يستوون الذين صدَّقوا في زمن الحوار ونصروا قبل مجيء الفتح والنصر المُبين من الذين صدَّقوا بعد مجيء العذاب الأليم، ولسوف أعلمكم بالذين لا يعقلون من المسلمين والناس أجمعين وهم الذين مَنَّ الله عليهم فأظهرهم على البيان الحقّ المُبين للمهديّ المنتظَر الحقّ الإمام ناصر محمد اليماني, ومن ثم يقول في نفسه أنا سوف أتأخر بالتصديق لشأن ناصر محمد اليماني حتى أنظر هل سوف يأتي كوكب العذاب بالعذاب الأليم فيمطر على الأرض حجارة من سجيلٍ منضودٍ فيعكس دوران الأرض وتطلع الشمس من مغربها، فإذا حدث ذلك فسوف أصدقه.
ومن ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر الحقّ الناصر لمحمدٍ رسول الله والقرآن العظيم فأقول له: فهل ترى فرق بين قولك وكفرك بالتأويل وبين الكفار به يوم التنزيل وكان قولك كمثل قولهم: { وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الحقّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } صدق الله العظيم [الأنفال:33]
وذلك لأنهم يقصدون لئن أمطر عليهم الله بحجارة العذاب الأليم بأنهم سوف يُصدقون به حين يرون العذاب الأليم، إذاً قد تشابه قلبك مع قلوب الكفار من قبل أصحاب هذا الدعاء، وكذلك أنت تظنّ بأن الله إذا أمطر على الناس مطر الحجارة بالعذاب الأليم بأنك سوف تؤمن بالحقّ يوم ذلك، ولكنه لا ينفعك إيمانك يومها؛ إذاً لنفع الكفار من قبل فكانوا ينظرون إيمانهم بالحقّ حتى يروا العذاب الأليم حتى إذا ما وقع عليهم آمنوا وقالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين، فهل ترى أن الله تقبّل إيمانهم يومئذ؟ وقال الله تعالى: { وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ (4) فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا إِلاَّ أَن قَالُواْ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (5) } صدق الله العظيم [الأعراف]
فهل تظنّ بأنه نفعهم تصديقهم بالحقّ يومها واعترافهم بأنهم كانوا ظالمين بعدم التصديق للحقّ حتى جاء أمر ربّي بالعذاب الأليم؟ وأفتيك وأقول لك بأن الله لم يقبل منهم التصديق يومئذ؛ بل دمرهم تدميراً. وقال الله تعالى: { وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْماً آخَرِينَ (11) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ (12) لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14) فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ (15) } صدق الله العظيم
إذاً لن ينفعك الإيمان يا من أخّرت إيمانك بالحقّ حتى ترى العذاب الأليم! فلا تتبع دعاء الكافرين وتعال لأعلِّمك دعاءً خيراً من ذلك يهديك الله به وينجيك فتقول:
"اللهم إن كان هذا هو الحقّ من عندك فاهدني إليه واجعلني من السابقين الأنصار الأخيار من العالمين".
شرط أن تكون متألماً في نفسك بعدم التصديق وتخشى أن يكون ناصر اليماني هو المهديّ المنتظَر الحقّ وينطق بالحقّ بالبيان الحقّ للقرآن العظيم وأنت عنه من المعرضين. فإذا وجد الله قلبك يتألم فزعاً أن يكون ناصر اليماني هو المهديّ المنتظَر الحقّ وأنت به لمن المكذبين فذلك هو التقوى وحقّ على الله أن يؤيدك بنور الفرقان ليريك أنه الحقّ من ربّك، وذلك وعد من ربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تَتَّقُواْ اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } صدق الله العظيم [الأنفال:29]
ويا معشر الأنصار إني آمركم أن تنضموا لنشر الدعوة الحقّ عبر وسائل الإعلان إلى جانب ابن عمر لُيقسّم بينكم مهامكم كلاً حسب قدرته. وابن عمر وما أدراك ما ابن عمر؟ إنه حبيب المهديّ المنتظَر، والذي يسمي نفسه (رجُل من أقصى المدينة يسعى)؛ عضو بمواقعي؛ الذي نصرني الله به ليجعل لي مواقع خاصة لنشر دعوة الحقّ للعالمين، وهو المُشرف العام على مواقعنا والمُترجم الذي لا يكلّ ولا يملّ ولم يِهن ولم يستكِن عن التبليغ للعالمين على مختلف لغاتهم فيعمل ليلاً ونهاراً, وأسأل من ربّي ربّ العالمين بحقّ لا إله إلا هو وبحقّ رحمته التي كتب على نفسه، وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسه وعفوه وحلمه أن يغفر له ويحفظه ويمنعه ويزيده من فضله ويعزه وينير قلبه فيزيده هُدًى إلى هُداه، ويؤيده بروح منه روح الرضوان نور من ربّ العالمين ليبصر بنور الله الحقّ حقاً فيرزقه اتباعه والباطل باطلاً فيرزقه اجتنابه، وأن يجعل فيه خيراً كثيراً للإسلام والمسلمين وفي ذُريته أجمعين، ويشفيه وإياهم ويطهره وآل بيته تطهيراً، إن ربّي سميع مُجيب، وكذلك جميع الأنصار الأخيار صفوة هذه الأمّة وإن كانت ذنوبهم كثيرة فقد علموا أن لهم رباً غفوراً رحيماً يغفر لمن تاب وأناب، ولا يمنع ذلك أن لا يكون من المُكرمين فيوسوس لهم الشيطان أو لبعض منهم فيقول: "إن ناصر اليماني يقول إنك لمن المُكرمين صفوة هذه الأمّة ومن أخيارها الأبرار، ولكنك تعلم نفسك أنك ذو ذنوب كثيرة، فكيف يقول إنك لمن الأخيار المُكرمين؟ وهذا يدُل على أن ناصر اليماني ليس المهديّ المنتظَر"، ومن ثم نرد على وسوسة الشيطان الرجيم ونقول: تالله لو صدّق بأمري إبليس (وهو الشيطان الرجيم) واتبع الصراط المستقيم، لهداه الله صراطاً مستقيماً ولكرّمه الله تكريماً ولآتاه من لدنه أجراً عظيماً، وكذلك شياطين البشر من اليهود لو يعترفون بالحقّ فيتبعون الحقّ تائبين منيبين لربّ العالمين لفضّلهم الله على العالمين ولهداهم صراطاً مستقيماً ولكرَّمهم الله تكريماً ولآتاهم من لدنه أجراً عظيماً. وقال الله تعالى جل جلاله عن اليهود ومن أصدق من الله قيلاً:
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ (44) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا (45) مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا (46) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا (47) إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلا (49) انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا (50) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً (51) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (52) أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا (53) أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (54) فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا (55) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (56) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلا ظَلِيلا (57) إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا (59) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالا بَعِيدًا (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (62) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلا بَلِيغًا (63) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا (64) فَلا وَربّك لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65) وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مستقيما (68) وَمَنْ يُطِع اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا (70) } صدق الله العظيم [النساء]
أفلا ترون بأن لو شياطين البشر من اليهود قالوا سمعنا وأطعنا واتبعوا الحقّ لجعلهم الله:
{ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا }
ويا عجبي من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون من أهل التفسير! فكيف يقولون بأن توبة بني إسرائيل أن يقتلوا أنفسهم! ويا سبحان الله! فكيف يأمرهم الله بمنكر قد نهى عنه؟ وفي نفس هذه السورة توَّعد الله أنه من قتل نفسه بأنه سوف يصليه ناراً، فكيف يقول بعد ذلك وفي نفس السورة أن توبة اليهود أن يقتلوا أنفسهم، وأنه لو يفعلوا ذلك لغفر الله لهم؟ فأين الغفران لمن قتل نفسه؟ ألم يقل سبحانه في نفس هذه الآيات أعلاه قال تعالى: { وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) } صدق الله العظيم [النساء]؟
فتعالوا يا من تقولون على الله ما لا تعلمون لأبّين لكم قول الله تعالى: { وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مستقيما (68) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا (70) } صدق الله العظيم [النساء]
فهل تظنون بأن معنى قوله تعالى: { وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ } أي يقتل اليهودي نفسه؟ بل إنكم لخاطئون وتقولون على الله ما لا تعلمون؛ بل يقصد الله اليهود لو يقتل بعضهم بعضاً فيقاتل من تبع الحقّ منهم اليهود الذين يحاربون الله ورسوله فيدافعون مع محمد رسول الله وعن ديار المسلمين من اليهود الآخرين أو يخرجون من ديارهم ليضربوا في سبيل الله لقتال اليهود والخارجين مع الرسول من اليهود؛ خرجوا ليقتلوا أنفسهم أي بني جنسهم وفصيلتهم من اليهود, ولم يقصد أن يقتل اليهودي نفسه؛ بل يقتل أناساً من اليهود من بني جنسه للدفاع عن الحقّ فتعالوا لأبرهن لكم ذلك من القرآن العظيم.
وليس ما سوف يأتي قياس؛ بل لكي تعلموا الحقّ بأن معنى اقتلوا أنفسكم أي يقتل الصالح منهم المُفسد منهم في الأرض، فانظروا لقوله تعالى:
{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ } صدق الله العظيم [التوبة:128]
أي جاءكم رسول من بني جنسكم، وكذلك في قوله تعالى:
{ فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون } صدق الله العظيم [النور:61]
أي تسلموا على أهلها من أنفسكم، تصديقاً لقول الله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا } صدق الله العظيم [النور:27]
ولكن من المفسرين من يزعم أنه يقصد أن يقتل اليهودي نفسه فلا يتوب الله عليه حتى يقتل نفسه! فهل هذا تأويل حق؟ بل باطل كبير وافتراء بغير الحقّ على ربّ العالمين، ويزعم أنه مجتهد أن يقول على الله ما لا يعلم بالبيان للقرآن! فكم حرّف كثيرٌ من المفسرين هذا القرآن العظيم بقولهم بالبيان للقرآن اجتهاداً من أنفسهم بغير سلطان من الله آتاهم وإنهم كانوا لمن الخاطئين، وأحذّر جميع المٌسلمين أن يفسروا القرآن برأيهم، فذلك عملُ شيطانٍ رجيمٍ يأمركم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون فمن كان يعلم فليفتِ بعلم وسلطان منير وليس برأيه كاجتهاد منه، ومن قال لا أعلم فقد أفتى؛ بمعنى أن الله قد أعطاه كأجر مفتي نظراً لتقواه بقوله لا أعلم ولم يتجرأ أن يقول على الله ما لا يعلم فيتبع أمر شيطان مريد لعنه الله، وقال لأتخذن من عبادك نصيباً مفروضاً.
وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخو المسلمين وحبيب الأنصار الأبرار الأخيار كمثل محمد الحاج والمستنصر وابن عمر، المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر من آل البيت المُطَّهر الإمام ناصر محمد اليماني.