الإمام ناصر محمد اليماني
12 - 06 - 1430 هـ
06 - 06 - 2009 مـ
10:57 مساءً
ــــــــــــــــــــ
ما خالف لمحكم القرآن العظيم المحفوظ من التحريف قد جاء من عند غير الله..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
أخي الكريم بدر الإسلام وكافة المُسلمين من الذين أظهرهم الله على دعوة الإمام المهديّ المنتظَر إلى كافة البشر بالبيان الحقّ للذكر في عصر الحوار من قبل الظهور، إنَّ سبيل النجاة هو التّصديق بالقرآن العظيم فتكونوا كمثل الذين صدقوا بالحقّ الذي نزل على محمد -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ولم يفتنهم الاسم الذي ورد في الإنجيل لمحمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} صدق الله العظيم [الصف:6].
فعلموا أنّ أحمدَ هو ذاته محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، وعلموا أنه يأتي للنبي في الكتاب أكثر من اسم، وأدركوا أن الله جعل عليهم الحُجة في العلم وليس في الاسم: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴿٨٢﴾ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الحقّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴿٨٣﴾ وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الحقّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ ﴿٨٤﴾ فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٥﴾ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ(86)} صدق الله العظيم [المائدة].
ولربّما يودّ أحد الباحثين عن الحقّ أن يُقاطعني فيقول: "أما القرآن فإننا به مؤمنون من قبل دعوتك يا ناصر محمد اليماني"، ومن ثم يُرد عليه المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: اختلف الذين أوتوا الكتاب في الدين، ثم ابتعث الله محمداً عبده ورسوله إلى الناس كافة وأمر الله رسوله أن يدعو الذين اختلفوا في الدين من أهل الكتاب إلى كتاب الله القُرآن العظيم ليحكمُ بينهم ومن تولى عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله فيُطبق عليهم حُكم الإعراض عن كتاب الله فهل تؤمن بقول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:23]؟
وابتعث الله نبيه موسى إلى بني إسرائيل يدعوهم إلى الإسلام، ولذلك تجدون قول موسى في قول الله تعالى: {وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ}صدق الله العظيم [يونس:84].
ولذلك قال فرعون حين أدركه الغرق: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} صدق الله العظيم [يونس:90].
وكذلك ابتعث الله عبده ونبيه المسيح عيسى ابن مريم إلى بني إسرائيل يدعوهم إلى الإسلام، وقال الله تعالى: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:52].
وقال الله تعالى: {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:111].
وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ ۖ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} صدق الله العظيم [الصف:14].
ثم ابتعث الله خاتم خُلفاء الله أجمعين الإمام المهدي ناصر محمد اليماني يدعو إلى دين الله الإسلام الذي جاء به نبي الله موسى والذي جاء به نبي الله عيسى والذي جاء به خاتم الأنبياء والمُرسلين مُحمد رسول الله صلّى الله عليهم وآلهم الطيبين أجمعين، فأدعو النّصارى واليهود والأميين إلى الإسلام دين الله الحقّ، ولا أُفرق بين أحد من رُسله وأنا من المُسلمين، ولا أدعو إلى أي فرقةٍ في الدين من بين المُختلفين جميعاً، بل إلى دين الإسلام على منهاج النُّبوَّة الأولى على الصراط المُستقيم، وأؤمن بالتوراة والإنجيل والقُرآن العظيم مُعتصماً بالحكم والمُهيمن عليهم أجمعين القرآن العظيم وما خالف لمُحكم القرآن العظيم في التوراة أو الإنجيل أو في السُّنة النّبويَّة فأنا أول كافرٍ به لأن ما خالف لمحكم القرآن العظيم المحفوظ من التحريف قد جاء من عند غير الله وهو باطل مُفترى على الله ورُسله أجمعين؛ أي من عند الشيطان الرجيم على لسان أوليائه من شياطين البشر ألدِّ أعداء الله ورُسله والمهديّ المنتظَر الذي يُحاج الناس بالذكر المحفوظ من التحريف، ذلك القرآن العظيم الذي جعله الله الحكم والمُهيمن على التوراة والإنجيل والسُّنة النّبويَّة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ} صدق الله العظيم [المائدة:48].
ويا معشر النّصارى واليهود والمُسلمين، ها هو خليفة الله الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم قد حضر فيدعوكم جميعاً إلى كتاب الله ليحكمُ بينكم بالحقّ بما أنزل الله ولا ينبغي للحقّ أن يتبع أهواءكم يا فتى الإسلام، فأما الذين قالوا سمعنا وأطعنا فأولئك حقاً على الله أن ينجيهم من العذاب الأليم تصديقاً لقول الله تعالى: {ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [يونس:103].
وأما الذين يزعمون أنهم يؤمنون بالقرآن العظيم من اليهود والنّصارى والمُسلمين ثم يعرضون عن دعوة الإمام المهدي إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن فأولئك اتبعوا القوم الذين قالوا سمعنا وعصينا في قول الله تعالى: {مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} صدق الله العظيم [النساء:46].
أولئك لن يجدوا لهم من دون الله ولياً ولا نصيراً، فهل يُحاجّهم الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم إلا بمُحكم آيات الله في الكتاب يعقلها عالمكم وجاهلكم؟ فكيف لا يُعذب الله الذين يعرضوا عن آيات الله؟ وقال الله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:19].
وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠٠﴾ وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ(101)} صدق الله العظيم [البقرة].
ألا والله لا يُعْرِضُ عن دعوة المهديّ المنتظَر إلى الاحتكام إلى كتاب الله ثم يعرضون فيجعلون كتاب الله وراء ظهورهم إلا الفاسقون من اليهود والذين اتبعوا افتراء اليهود من النّصارى والمُسلمين، وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠٠﴾ وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ(101)} صدق الله العظيم [البقرة].
وكذلك الذين اتبعوا ما خالف لمحكم القُرآن العظيم فلا ولن تعجبهم دعوة الإمام ناصر محمد اليماني حتى يتبع ما لديهم، وهيهات هيهات وأُقسمُ بالله العظيم لو حاورتُكم ألف سنةٍ ما تزحزحتُ عن كتاب الله؛ مُعتصماً بكتاب الله القُرآن العظيم وكافراً بما خالف لمُحكم كتاب الله القرآن العظيم حتى لو اتفق عليهم كافة المُسلمين والنّصارى واليهود والناس أجمعين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ} صدق الله العظيم [المائدة:48].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٥٢﴾ صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ(53)}صدق الله العظيم [الشورى].
ولا ولن يتبع الحقّ إلا الذين يعقلون من الذين يتدبرون القول فتقبله عقولهم وخضعت للحقّ أعناقهم قبل أن يخضعوا للحقّ من ربّهم بآية العذاب بالدُخان المُبين يوم يقولوا ربنا اكشف عناّ العذاب إنا مؤمنون.
و يا معشر العرب، فهل وجدتم ناصر محمد اليماني يحاجكم بلسانٍ أعجمي فلذلك لم تفقهوا دعوة الإمام المهدي الحقّ من ربّكم؟ بل أخاطبكم بقُرآنٍ عربيٍّ مُبينٍ فأحاجكم بآياتٍ بيناتٍ لعلكم تعقلون، وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:99].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {حم ﴿١﴾ وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿٢﴾ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٣﴾ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴿٤﴾ أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ(5)} صدق الله العظيم [الزخرف].
ولكن جريمة المهديّ المنتظَر التي لا تُغتفر في نظرهم هي: لماذا لا يتبع ما وجدهم عليه؟ ثم أردّ عليهم وأقول: يا معشر المُسلمين الأميين والنّصارى، لقد اتبعتم أهواء قومٍ ضلُّوا وأضلّوا كثيراً من الأمم من شياطين البشر. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الحقّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ} صدق الله العظيم [المائدة:77].
وهاهم النّصارى يدعون المسيح عيسى ابن مريم من دون الله فيظنونه شفيعهم عند الله، وهاهم المُسلمون يدعون محمداً رسول الله من دون الله فيزعمون أنهُم سوف يقولون: يا محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، اشفع لنا عند الله. فيقول: أنا لها أنا لها! قاتلكم الله أنى تؤفكون! وهذا الحديث من أكبر البراهين على إشراك المُسلمين بربهم، وقالوا:[فقد أخرج البخاري ومسلم في حديث الشفاعة لمن دخل النار أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول في آخر مرحلة من مراحل الشفاعة: يارب ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله ، فيقول الله: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله. فإنما يعني به المؤمنين بالنبي صلى الله عليه وسلم من أهل لا إله إلا الله، ولذلك قال في الحديث قبل الفقرة التي ذكر السائل: فأقول يا رب أمتي أمتي. وأمته المراد بها أمة الإجابة، وأما من لم يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يتبعه فإنه لا يشفع فيه النبي صلى الله عليه وسلم ولا تنفعه شفاعة أحد كائناً من كان، وإليك نص الحديث المذكور كما في صحيح البخاري، وقال الإمام البخاري: حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد حدثنا معبد بن هلال العنزي قال: اجتمعنا ناس من أهل البصرة فذهبنا إلى أنس بن مالك وذهبنا معنا بثابت البناني إليه يسأله لنا عن حديث الشفاعة فإذا هو في قصره، فوافقناه يصلي الضحى فاستأذنا فأذن لنا وهو قاعد على فراشه فقلنا لثابت: لا تسأله عن شيء أول من حديث الشفاعة، فقال: يا أبا حمزة هؤلاء إخوانك من أهل البصرة جاؤوك يسألونك عن حديث الشفاعة، فقال: حدثنا محمد صلى الله عليه وسلم قال: إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض فيأتون آدم فيقولون اشفع لنا إلى ربك فيقول لست لها ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن، فيأتون إبراهيم فيقول: لست لها، ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله، فيأتون موسى فيقول: لست لها، ولكن عليكم بعيسى فإنه روح الله وكلمته، فيأتون عيسى، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم، فيأتونني فأقول أنا لها، فأستأذن على ربي فيؤذن لي ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن فأحمده بتلك المحامد وأخر له ساجداً، فيقال: يا محمد ارفع رأسك وقل يُسمع لك وسل تعط واشفع تشفع، فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقال: انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان، فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجداً فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقال: انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان، فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمد بتلك المحامد ثم أخر له ساجداً فيقال: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول يا رب أمتي أمتي، فيقول: انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان فأخرجه من النار فأنطلق فأفعل. فلما خرجنا من عند أنس قلت لبعض أصحابنا: لو مررنا بالحسن وهو متوار في منزل أبي خليفة فحدثناه بما حدثنا أنس بن مالك فأتيناه فسلمنا عليه فأذن لنا فقلنا له: يا أبا سعيد جئناك من عند أخيك أنس بن مالك فلم نر مثل ما حدثنا في الشفاعة فقال: هيه فحدثناه بالحديث فانتهى إلى هذا الموضع فقال: هيه فقلنا لم يزد لنا على هذا فقال: لقد حدثني وهو جميع منذ عشرين سنة فلا أدري أنسي أم كره أن تتكلوا، قلنا: يا أبا سعيد فحدثنا فضحك وقال: خلق الإنسان عجولاً، ما ذكرته إلا وأنا أريد أن أحدثكم حدثني كما حدثكم به، وقال: ثم أعود الرابعة فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجداً فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعطى واشفع تشفع فأقول يا رب ائذن لي فيمن قال: لا إله إلا الله، فيقول وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله].. وراجع فتح الباري لابن حجر وشرح النووي لمسلم، وراجع الفتوى رقم: 10268، والفتوى رقم: 57726].
وأنا الإمام المهدي أشهدُ لله أنّ هذا حديثٌ يهوديٌّ مُفترًى يُخالف لمحكم كتاب الله وسنة رسوله الحقّ، وقال الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ ربّهم ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:51].
وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [يا فاطمة بنت محمد اعملي، فان محمدا لا يغني عنك من الله شيئاً. يا عباس عم محمد.. اعمل.. فان محمدا لا يغني عنك من الله شيئاً. يا بني هاشم لا يأتي الناس يوم القيامة بأعمالهم، وتأتوني أنتم بأنسابكم وأحسابكم، فاعملوا فاني لا أغني عنكم من الله شيئاً].
وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [يا فاطمة بنت محمد يا صفية بنت عبد المطلب يا بني عبد المطلب لا أملك لكم من الله شيئاً].
وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [يا معشر قريش اشتروا أنفسكم من الله لا أغني عنكم من الله شيئاً يا بني عبد المطلب لا أغني عنكم من الله شيئاً يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئاً يا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئاً يا فاطمة بنت رسول الله سليني بما شئت لا أغني عنك من الله شيئاً]. صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
فليس له من الأمر شيئاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُوا خَائِبِينَ ﴿١٢٧﴾ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ﴿١٢٨﴾ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ(129)} صدق الله العظيم [آل عمران].
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
أخو الذين قالوا سمعنا وأطعنا الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
12 - 06 - 1430 هـ
06 - 06 - 2009 مـ
10:57 مساءً
ــــــــــــــــــــ
ما خالف لمحكم القرآن العظيم المحفوظ من التحريف قد جاء من عند غير الله..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
أخي الكريم بدر الإسلام وكافة المُسلمين من الذين أظهرهم الله على دعوة الإمام المهديّ المنتظَر إلى كافة البشر بالبيان الحقّ للذكر في عصر الحوار من قبل الظهور، إنَّ سبيل النجاة هو التّصديق بالقرآن العظيم فتكونوا كمثل الذين صدقوا بالحقّ الذي نزل على محمد -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ولم يفتنهم الاسم الذي ورد في الإنجيل لمحمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} صدق الله العظيم [الصف:6].
فعلموا أنّ أحمدَ هو ذاته محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، وعلموا أنه يأتي للنبي في الكتاب أكثر من اسم، وأدركوا أن الله جعل عليهم الحُجة في العلم وليس في الاسم: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴿٨٢﴾ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الحقّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴿٨٣﴾ وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الحقّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ ﴿٨٤﴾ فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٥﴾ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ(86)} صدق الله العظيم [المائدة].
ولربّما يودّ أحد الباحثين عن الحقّ أن يُقاطعني فيقول: "أما القرآن فإننا به مؤمنون من قبل دعوتك يا ناصر محمد اليماني"، ومن ثم يُرد عليه المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: اختلف الذين أوتوا الكتاب في الدين، ثم ابتعث الله محمداً عبده ورسوله إلى الناس كافة وأمر الله رسوله أن يدعو الذين اختلفوا في الدين من أهل الكتاب إلى كتاب الله القُرآن العظيم ليحكمُ بينهم ومن تولى عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله فيُطبق عليهم حُكم الإعراض عن كتاب الله فهل تؤمن بقول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:23]؟
وابتعث الله نبيه موسى إلى بني إسرائيل يدعوهم إلى الإسلام، ولذلك تجدون قول موسى في قول الله تعالى: {وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ}صدق الله العظيم [يونس:84].
ولذلك قال فرعون حين أدركه الغرق: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} صدق الله العظيم [يونس:90].
وكذلك ابتعث الله عبده ونبيه المسيح عيسى ابن مريم إلى بني إسرائيل يدعوهم إلى الإسلام، وقال الله تعالى: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:52].
وقال الله تعالى: {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:111].
وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ ۖ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} صدق الله العظيم [الصف:14].
ثم ابتعث الله خاتم خُلفاء الله أجمعين الإمام المهدي ناصر محمد اليماني يدعو إلى دين الله الإسلام الذي جاء به نبي الله موسى والذي جاء به نبي الله عيسى والذي جاء به خاتم الأنبياء والمُرسلين مُحمد رسول الله صلّى الله عليهم وآلهم الطيبين أجمعين، فأدعو النّصارى واليهود والأميين إلى الإسلام دين الله الحقّ، ولا أُفرق بين أحد من رُسله وأنا من المُسلمين، ولا أدعو إلى أي فرقةٍ في الدين من بين المُختلفين جميعاً، بل إلى دين الإسلام على منهاج النُّبوَّة الأولى على الصراط المُستقيم، وأؤمن بالتوراة والإنجيل والقُرآن العظيم مُعتصماً بالحكم والمُهيمن عليهم أجمعين القرآن العظيم وما خالف لمُحكم القرآن العظيم في التوراة أو الإنجيل أو في السُّنة النّبويَّة فأنا أول كافرٍ به لأن ما خالف لمحكم القرآن العظيم المحفوظ من التحريف قد جاء من عند غير الله وهو باطل مُفترى على الله ورُسله أجمعين؛ أي من عند الشيطان الرجيم على لسان أوليائه من شياطين البشر ألدِّ أعداء الله ورُسله والمهديّ المنتظَر الذي يُحاج الناس بالذكر المحفوظ من التحريف، ذلك القرآن العظيم الذي جعله الله الحكم والمُهيمن على التوراة والإنجيل والسُّنة النّبويَّة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ} صدق الله العظيم [المائدة:48].
ويا معشر النّصارى واليهود والمُسلمين، ها هو خليفة الله الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم قد حضر فيدعوكم جميعاً إلى كتاب الله ليحكمُ بينكم بالحقّ بما أنزل الله ولا ينبغي للحقّ أن يتبع أهواءكم يا فتى الإسلام، فأما الذين قالوا سمعنا وأطعنا فأولئك حقاً على الله أن ينجيهم من العذاب الأليم تصديقاً لقول الله تعالى: {ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [يونس:103].
وأما الذين يزعمون أنهم يؤمنون بالقرآن العظيم من اليهود والنّصارى والمُسلمين ثم يعرضون عن دعوة الإمام المهدي إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن فأولئك اتبعوا القوم الذين قالوا سمعنا وعصينا في قول الله تعالى: {مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} صدق الله العظيم [النساء:46].
أولئك لن يجدوا لهم من دون الله ولياً ولا نصيراً، فهل يُحاجّهم الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم إلا بمُحكم آيات الله في الكتاب يعقلها عالمكم وجاهلكم؟ فكيف لا يُعذب الله الذين يعرضوا عن آيات الله؟ وقال الله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:19].
وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠٠﴾ وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ(101)} صدق الله العظيم [البقرة].
ألا والله لا يُعْرِضُ عن دعوة المهديّ المنتظَر إلى الاحتكام إلى كتاب الله ثم يعرضون فيجعلون كتاب الله وراء ظهورهم إلا الفاسقون من اليهود والذين اتبعوا افتراء اليهود من النّصارى والمُسلمين، وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠٠﴾ وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ(101)} صدق الله العظيم [البقرة].
وكذلك الذين اتبعوا ما خالف لمحكم القُرآن العظيم فلا ولن تعجبهم دعوة الإمام ناصر محمد اليماني حتى يتبع ما لديهم، وهيهات هيهات وأُقسمُ بالله العظيم لو حاورتُكم ألف سنةٍ ما تزحزحتُ عن كتاب الله؛ مُعتصماً بكتاب الله القُرآن العظيم وكافراً بما خالف لمُحكم كتاب الله القرآن العظيم حتى لو اتفق عليهم كافة المُسلمين والنّصارى واليهود والناس أجمعين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ} صدق الله العظيم [المائدة:48].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٥٢﴾ صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ(53)}صدق الله العظيم [الشورى].
ولا ولن يتبع الحقّ إلا الذين يعقلون من الذين يتدبرون القول فتقبله عقولهم وخضعت للحقّ أعناقهم قبل أن يخضعوا للحقّ من ربّهم بآية العذاب بالدُخان المُبين يوم يقولوا ربنا اكشف عناّ العذاب إنا مؤمنون.
و يا معشر العرب، فهل وجدتم ناصر محمد اليماني يحاجكم بلسانٍ أعجمي فلذلك لم تفقهوا دعوة الإمام المهدي الحقّ من ربّكم؟ بل أخاطبكم بقُرآنٍ عربيٍّ مُبينٍ فأحاجكم بآياتٍ بيناتٍ لعلكم تعقلون، وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:99].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {حم ﴿١﴾ وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿٢﴾ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٣﴾ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴿٤﴾ أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ(5)} صدق الله العظيم [الزخرف].
ولكن جريمة المهديّ المنتظَر التي لا تُغتفر في نظرهم هي: لماذا لا يتبع ما وجدهم عليه؟ ثم أردّ عليهم وأقول: يا معشر المُسلمين الأميين والنّصارى، لقد اتبعتم أهواء قومٍ ضلُّوا وأضلّوا كثيراً من الأمم من شياطين البشر. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الحقّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ} صدق الله العظيم [المائدة:77].
وهاهم النّصارى يدعون المسيح عيسى ابن مريم من دون الله فيظنونه شفيعهم عند الله، وهاهم المُسلمون يدعون محمداً رسول الله من دون الله فيزعمون أنهُم سوف يقولون: يا محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، اشفع لنا عند الله. فيقول: أنا لها أنا لها! قاتلكم الله أنى تؤفكون! وهذا الحديث من أكبر البراهين على إشراك المُسلمين بربهم، وقالوا:[فقد أخرج البخاري ومسلم في حديث الشفاعة لمن دخل النار أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول في آخر مرحلة من مراحل الشفاعة: يارب ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله ، فيقول الله: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله. فإنما يعني به المؤمنين بالنبي صلى الله عليه وسلم من أهل لا إله إلا الله، ولذلك قال في الحديث قبل الفقرة التي ذكر السائل: فأقول يا رب أمتي أمتي. وأمته المراد بها أمة الإجابة، وأما من لم يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يتبعه فإنه لا يشفع فيه النبي صلى الله عليه وسلم ولا تنفعه شفاعة أحد كائناً من كان، وإليك نص الحديث المذكور كما في صحيح البخاري، وقال الإمام البخاري: حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد حدثنا معبد بن هلال العنزي قال: اجتمعنا ناس من أهل البصرة فذهبنا إلى أنس بن مالك وذهبنا معنا بثابت البناني إليه يسأله لنا عن حديث الشفاعة فإذا هو في قصره، فوافقناه يصلي الضحى فاستأذنا فأذن لنا وهو قاعد على فراشه فقلنا لثابت: لا تسأله عن شيء أول من حديث الشفاعة، فقال: يا أبا حمزة هؤلاء إخوانك من أهل البصرة جاؤوك يسألونك عن حديث الشفاعة، فقال: حدثنا محمد صلى الله عليه وسلم قال: إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض فيأتون آدم فيقولون اشفع لنا إلى ربك فيقول لست لها ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن، فيأتون إبراهيم فيقول: لست لها، ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله، فيأتون موسى فيقول: لست لها، ولكن عليكم بعيسى فإنه روح الله وكلمته، فيأتون عيسى، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم، فيأتونني فأقول أنا لها، فأستأذن على ربي فيؤذن لي ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن فأحمده بتلك المحامد وأخر له ساجداً، فيقال: يا محمد ارفع رأسك وقل يُسمع لك وسل تعط واشفع تشفع، فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقال: انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان، فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجداً فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقال: انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان، فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمد بتلك المحامد ثم أخر له ساجداً فيقال: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول يا رب أمتي أمتي، فيقول: انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان فأخرجه من النار فأنطلق فأفعل. فلما خرجنا من عند أنس قلت لبعض أصحابنا: لو مررنا بالحسن وهو متوار في منزل أبي خليفة فحدثناه بما حدثنا أنس بن مالك فأتيناه فسلمنا عليه فأذن لنا فقلنا له: يا أبا سعيد جئناك من عند أخيك أنس بن مالك فلم نر مثل ما حدثنا في الشفاعة فقال: هيه فحدثناه بالحديث فانتهى إلى هذا الموضع فقال: هيه فقلنا لم يزد لنا على هذا فقال: لقد حدثني وهو جميع منذ عشرين سنة فلا أدري أنسي أم كره أن تتكلوا، قلنا: يا أبا سعيد فحدثنا فضحك وقال: خلق الإنسان عجولاً، ما ذكرته إلا وأنا أريد أن أحدثكم حدثني كما حدثكم به، وقال: ثم أعود الرابعة فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجداً فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعطى واشفع تشفع فأقول يا رب ائذن لي فيمن قال: لا إله إلا الله، فيقول وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله].. وراجع فتح الباري لابن حجر وشرح النووي لمسلم، وراجع الفتوى رقم: 10268، والفتوى رقم: 57726].
وأنا الإمام المهدي أشهدُ لله أنّ هذا حديثٌ يهوديٌّ مُفترًى يُخالف لمحكم كتاب الله وسنة رسوله الحقّ، وقال الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ ربّهم ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:51].
وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [يا فاطمة بنت محمد اعملي، فان محمدا لا يغني عنك من الله شيئاً. يا عباس عم محمد.. اعمل.. فان محمدا لا يغني عنك من الله شيئاً. يا بني هاشم لا يأتي الناس يوم القيامة بأعمالهم، وتأتوني أنتم بأنسابكم وأحسابكم، فاعملوا فاني لا أغني عنكم من الله شيئاً].
وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [يا فاطمة بنت محمد يا صفية بنت عبد المطلب يا بني عبد المطلب لا أملك لكم من الله شيئاً].
وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [يا معشر قريش اشتروا أنفسكم من الله لا أغني عنكم من الله شيئاً يا بني عبد المطلب لا أغني عنكم من الله شيئاً يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئاً يا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئاً يا فاطمة بنت رسول الله سليني بما شئت لا أغني عنك من الله شيئاً]. صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
فليس له من الأمر شيئاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُوا خَائِبِينَ ﴿١٢٧﴾ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ﴿١٢٨﴾ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ(129)} صدق الله العظيم [آل عمران].
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
أخو الذين قالوا سمعنا وأطعنا الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــ