الإمام ناصر محمد اليماني
22 - 10 - 1429 هـ
23 - 10 - 2008 مـ
12:02 صباحاً
________
الردّ على المسافر ومحمد حسام:
المرحلة الأولى لخلقنا حدثت يوم خلق الله أبانا آدم..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمد رسول الله صلى الله عليه وآله الطيبين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..
إخواني (المسافر ومحمد الحسام) السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، السلام علينا وعلى جميع إخواننا المسلمين فهل تريدون الحقّ أم الباطل؟ فإن كنتم تريدون الحقّ فإني لا أقول لكم بأني نبيٌّ أو رسولٌ؛ بل إمامٌ عدلٌ وذو قولٍ فصلٍ وما هو بالهزل، فإن كنتم من أولي الألباب من الذين يتدبرون آيات الكتاب فأنا أعِدكم بإقناعكم وهو علينا يسير بإذن الله، وإني أراكم تحاجوني بالحجّة التي جعلها الله لي عليكم (ن) (ص)، فتلك ليست إلا أحرفاً جعلها الله رموزاً للأسماء التي علمها الله لآدم عليه السلام وهم خلفاء الله من ذريته سواء كانوا من الأنبياء والمرسلين أو من الأئمة الصالحين فأسماؤهم قد علّمها الله لآدم عليه الصلاة والسلام كلها وأمر آدم أن يعلمها للملائكة، بمعنى أنّ أسماء خلفاء الله في الأرض قد صارت معلومة لدى الملائكة من قبل أن تلدهم أمهاتهم فانظروا إلى بشرى الله عن طريق الملائكة لنبيه زكريا عليه الصلاة والسلام. قال الله تعالى: {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسمه يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا} صدق الله العظيم [مريم:7].
وكذلك انظروا لبشرى الله للصديقة مريم عليها السلام عن طريق الملائكة. وقال الله تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسمه الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} صدق الله العظيم [آل عمران:45].
ومن خلال ذلك تعلم بأن أسماء خلفاء الله في الأرض قد علّم اللهُ آدمَ بها كلّها، وأمر آدم أن يُعلّمها للملائكة، ومن ثم صار معلوم لدى الملائكة أسماء جميع خلفاء الله في الأرض من أولهم؛ أبانا أدم عليه الصلاة والسلام إلى خاتمهم خليفة الله المهدي.
وأما الأحرف التي تجدها في أوائل السور فما عساها أن تكون إلا رمزاً لأسماء خلفاء الله، فانظر إلى أول سورة مريم تجد جميع أنبياء آل عمران، ولكن عليكم أن تعلموا بأنّ الرمز ليس شرطاً بأن يُستنبط الحرف من أول الاسم بل قد يكون من أوله أو وسطه أو أي حرفٍ من أحرف الاسم الأول، إلا أن الرمز لا يمكن أن يؤخذ من اسم الأب بل أحد أحرف الاسم الأول، وقد بيّن الله لكم في لفظ القرآن بأنه إذا رمز بحرف فإنه يقصد به رمزاً لاسمٍ. وقال الله تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ من الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:87].
وهذا الحرف نون يقصد به الله يونس عليه الصلاة والسلام وقد رمز له الله بأحد حروف اسمه، وذُكر اسم الحرف لفظياً وذلك لأنه جاء الحرف نون وسط السورة ولذلك ذكره باللفظ. أما لو كان في أول السورة لذكر الحرف وليس كتابته لفظياً (نون) ولأن ذكر لفظ هذا الحرف له علاقة باسم نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام. قال تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ من الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:87].
وهذا رمز واضح وجلي {وَذَا النُّونِ} فأنتم تعلمون أنه يقصد به اسم يونس عليه الصلاة والسلام وذلك لكي تعلموا أنه إذا جاء رمزٌ بحرف في القرآن فإنه يقصد به رمز لاسمٍ معلومٍ في الكتاب، فانظر إلى رموز الأحرف في أول سورة مريم تجدها حقاً رموزاً لأسماء أنبياء آل عمران. وقال الله تعالى: {كهيعص ﴿١﴾ ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [مريم].
وسوف تجد فيها رموز لأسماء أنبياء آل عمران وبالترتيب حسب سنِّهم، فأما الرمز (ك) فيقصد الله بها زكريا عليه الصلاة والسلام، وأما الرمز (هـ) فيقصد به هارون بن عمران أخو مريم وقد مات قبل ميلاد أخته مريم، ولذلك قالوا يا أخت هارون لأنه كان معروفاً و نبيّاً من الصالحين، وأما الرمز (ي) فيقصد به يحيا عليه الصلاة والسلام، وأما الرمز (ع) فيقصد به عيسى عليه الصلاة والسلام، وأما الرمز (ص) فيقصد الله به الصدّيقة مريم، ولكن لماذا الرمز لاسم مريم قد أخذه الله من حروف اسم الصفة لمريم وليس من اسمها (مريم) وذلك لأنها ليست نبيّة ولا رسولة ولكن لماذا جاء ذكرها بين رموز أسماء خلفاء الله؟ وذلك لأن اسمها من الأسماء التي علّمها الله لآدم ليُعلمها للملائكة وذلك لأن اسمها له علاقة باسم عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام والملائكة تعلم باسم مريم من قبل لأن له علاقة باسم عيسى ولذلك بشروها بالمسيح عيسى ابن مريم ولكنه لم يأخذ الرمز من الاسم بل من الصفة لمريم عليها الصلاة والسلام. تصديقاً لقول الله تعالى: {ما الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ} صدق الله العظيم [المائدة:75].
إذاً الرمز (ص) يخصُّ مريم وإنما أخذه الله من اسم الصفة (صِدِّيقَةٌ) لأنها ليست نبيّة ولا رسولة؛ فهل تبين لكم المقصود من قول الله تعالى {كهيعص} وأنها حقاً لم يضعها الله عبثاً بل رموز لأسماء خلفاء الله في أرضه من الرُسل والأنبياء والأئمة الصالحين؟ إذاً قول الله تعالى: {ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ}
صدق الله العظيم [القلم:1].
فذلك أول حرف من أحرف الاسم (ناصر) الإنسان الذي سوف يُعلّمه الله البيان الحقّ للقرآن في آخر الزمان نُصرةً لمحمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فيجعل حجته الكتاب المسطور القرآن العظيم وذلك لأن الله وعد بناصر نبيَّه ليُظهر به أمره على العالمين كافة حتى يكون الدين كُله لله في الأرض فيجعلها خلافةً إسلاميّةً تشمل العالم بأسره، وذلك المقصود من القسم بـ (نون) في قول الله تعالى: {ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴿١﴾ مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴿٢﴾ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ ﴿٣﴾ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴿٤﴾ فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ ﴿٥﴾ بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ ﴿٦﴾ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [القلم].
وأنا لا أقول بأنه يُخاطبني أنا؛ بل أنا الذي أقسم الله به لنبيه محمد ليُظهر بي أمره ويتم بي نوره حتى يتبين للناس كافة أن القرآن العظيم الذي جاء به من وصفه كفار قريش بالجنون أنه الحقّ من ربهم وأنه ما كان محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بمجنون كما وصفه الكفار من قومه. تصديقاً لقول الله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحقّ} صدق الله العظيم [فصلت:53].
وأنا (ناصر محمد) وعد الله الحقّ إن الله لا يُخلف الميعاد، وأنا المقصود من قول الله تعالى: {ص ۚ وَالْقرآن ذِي الذِّكْرِ ﴿١﴾ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا في عزةٍ وشقاقٍ ﴿٢﴾ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوا وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [ص].
فأما قوله تعالى {ص وَالْقرآن ذِي الذِّكْرِ} فهذا قسم من الله بصاد وهو يرمز للاسم ( ناصر)، وقد برهنا لكم بأنه يأخذ أحد أحرف الاسم الأول ولكنه لا يتجاوز لاسم الأب، ولربّما يودّ أحدكم أن يُقاطعني فيقول: وما يُدريك أنه رمز لاسمك (ناصر) فلربما أنه يقصد نبي الله صالح ما دمت تقول أن الأحرف هي رموز لأسماء الأنبياء والمرسلين؟" ومن ثم نردّ عليه ونقول: وما علاقة نبي الله صالح بالقرآن وهو نبي قد خلا من قبل محمد رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليهم أجمعين؟ بل الله يُقسم بأحد أحرف اسم الذي سوف يظهره الله بالقرآن العظيم على الكافرين كافة؛ الذين يكونون في عصر الظهور في عزةٍ وشقاقٍ والمسلمون أذلة والهيمنة لأعدائهم في الأرض كما هو حالكم الآن بسبب تفرقكم إلى شيع وأحزاب فتفرقتم فذهبت ريحُكم وجئتكم تصديقاً لوعد الله بالحقّ: {ص ۚ وَالْقرآن ذِي الذِّكْرِ ﴿١﴾ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا في عزةٍ وشقاقٍ ﴿٢﴾ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوا وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [ص].
أفلا تتدبرون أن الله يُقسم بهذا الحرف (ص) والقرآن ذي الذكر؟ والغاية من القسم خفية في هذا الموضع لأنه شيء معروف أنه قسم من الله {ص وَالْقرآن ذِي الذِّكْرِ} والقسم الخفيّ هو الوعد من الله بإظهار{ص والقرآن ذي الذكر} على الذين هم في عزةٍ وشقاقٍ لدينه ببأسِ شديدِ من لدنه في ليلة وهم صاغرون، فتدبروا الحقّ في قوله تعالى : {ص ۚ وَالْقرآن ذِي الذِّكْرِ ﴿١﴾ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا في عزةٍ وشقاقٍ ﴿٢﴾ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوا وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [ص].
وعليه فإني أحذر الناس كافةَ من كوكب العذاب الأليم فإنه قادم إليكم في عصري وعصركم في زمنٍ قريبٍ جداً فيمر بجانب أرضكم فيُهلك الله به من يشاء ويُعذب به من يشاء، ويتسبب في طلوع الشمس من مغربها حتى إذا مرّ ومن ثم تعود الشمس تطلع من مشرقها، وإنما طلوع الشمس من مغربها أحد شروط الساعة الكُبرى، ويتلو ذلك ظهوري لئن أبيتم التصديق حتى ترون كوكب العذاب الأليم.
ولربما يلومني أحد إخواني المسلمين فيقول: "يا ناصر محمد اليماني، ما خطبك لا تكتفي بتهديد الكفار ببأس الله؛ بل كذلك تحذرنا نحن المسلمون المؤمنون بكتاب الله وسنّة رسوله صلّى الله علية وآله وسلّم، فلماذا سوف يُعذبنا الله والله لا يريد ظلماً للعباد؟" . ومن ثمّ أردّ عليه بالحقّ وأقول: ذلك لأني أدعوكم إلى كتاب الله وسنة رسوله الحقّ لأحكم بين علمائكم بالحقّ من محكم كتاب الله وسنة رسوله الحقّ فإذا أنتم تتخذوني هزواً كمثال قول المُسافر:
أرغب بالاستفسار كيف يمكنني الالتحاق بكادر الموظفين لديكم ؟ و كم تعطوني راتباً لقاء التطبيل لناصر اليماني ؟ اعدك يا ناصر اليماني أن أصحح لك جميع الاخطاء الاملائية التي لا يخلو موضوع واحد لك منها يعني مو كويسة بحقك إمام ، وتفسر القرآن على هواك، ولا تجيد الإملاء ..
و كمثال قول محمد الحسام:
من الغريب ان تكون نون والقلم والأغــــــرب ان تُصبح (ص) والقرآن ألا ترى أنك طولتها شوي ألا ترى انك تماديت بتفسير القرآن الكريم واعتبرت انه نزل فيك في اسمك في رسمك في عملك ألا ترى ان كوكب العذاب الذي تدعيه ربما يحل ضيفاً عليك بسبب تطاولك في التفسير وزيادتك في الغلو في نفسك المهم اننا نحمد الله الذي خلق لنا عقول تفهم وتفكر وتفرق بين الكذب والحقيقه في زمن نحن أحوج فيه ان نعرف قدر أنفسنا قبل ان يعرفنا به الآخرون وعليك بالدعاء اللهم كان لنا عقول تفهم وتفرق بين الحقيقة والخيال فلك الحمد على ما اخذت ولك الحمد على ما ابقيت.. تحياتي .
ــــــــــــــــــــــ
انتهى كلام الحسام.
ومن ثمّ أردّ عليكم بالحقّ، وأعدكم وعداً غير مكذوب بأنكم من المعذبين بكوكب العذاب الأليم لأنكم من المستهزئين بالحقّ وتجادلون بغير علمٍ ولا هُدًى ولا كتابٍ مُنيرٍ إلا أن تتوبوا فإن كان لديكم بيان للقرآن خير من تأويل ناصر محمد اليماني وأحسن تفسيراً فأتوا به إن كنتم من الصادقين، فهذا موقعي مفتوح لكم أجمعين ومن وجدناه هو المهيمن بعلم وسلطان منير فهو على نور من ربّه إن كنتم تعقلون! حتى ولو قمتم بنسخ تفاسيرٍ للمفسرين فما جاء مُخالفاً لبيان ناصر محمد اليماني فسوف يجد أولوا الألباب بأن الفرق واضح بين الحقّ والباطل كالفرق بين الظُلمات والنور، فإذا كان لكم عقول كما تقولون فسوف يتبين لكم بأنه حقاً يوجد فرق بين تأويل ناصر محمد اليماني للأسماء التي علّمها الله لآدم وبين تأويل المُفسرين الآخرين والذين قالوا بأن الأسماء التي علّمها الله لآدم أنها أسماء الجبال والشجر والدواب، ويا سُبحان الله! فهل يوجد لهما اسماً موحداً في جميع اللغات حتى توارثها البشر بأن هذه الشجرة الفلانية وهذا جبل وهذا وادي وهذه دجاجة وهذه بطة وهذا حمار وهذا حصان وهذا معز وهذا ضأن أفلا تعقلون؟! وتتبعون الباطل وأنتم تعلمون بأن الشجر والجبال والدواب لهم أسماء مختلفة من لغةٍ إلى أخرى ولم يتوارث هذه الأسماء البشر عن أبيهم آدم بل لو كنتم تتدبرون القرآن حقَّ تدبره لعلمتم علم اليقين أنه لا يقصد ما يقوله المفسرون بغير الحقّ من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون، ولسوف أقول للمستهزئين منكم بأننا سنقوم بالمُقارنة بين بيان ناصر محمد اليماني وبين بيان المُفسرين في بيان أحد الآيات وسوف أنسخ تفسير لآية في القرآن للمفسرين لكي تقوموا بالمقارنة بين بياني وتفسيراتهم .. وما يلي سؤال وجهه أحد السائلين لأحد علماء المسلمين يستفسر عن ما هي الأشياء التي علمها الله لآدم:
السؤال: هل يمكن أن توضح الآية التالية {وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة}[البقرة :31] ما هو المقصود بكلها وماذا كان الله يقصد بالضمير؟
الجواب:الحمد لله قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره (1/256 ت. أبو إسحاق الحويني) عند قوله تعالى: ( وعلم آدم الأسماء كلها ): والصحيح أنه علمه أسماء الأشياء كلها وذواتها وصفاتها وأفعالها حتى الفسوة والفُسية يعني أسماء الذوات والأفعال المكبر والمصغر ولهذا قال البخاري في تفسير هذه الآية في كتاب التفسير من صحيحه فذكر ابن كثير إسناد البخاري عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا فيأتون آدم فيقولون: أنت أبو الناس خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء ... الحديث " ... فدل هذا على أنه علمه أسماء جميع المخلوقات ولهذا قال: " ثم عرضهم على الملائكة " يعني المسميات .ا.هـ.وقد سرد الأقوال في هذه المسألة الحافظ ابن حجر في الفتح (8/10) فقال: واختلف في المراد بالأسماء: فقيل أسماء ذريته وقيل أسماء الملائكة وقيل أسماء الأجناس دون أنواعها وقيل أسماء كل ما في الأرض وقيل أسماء كل شيء حتى القصعة .وقال الإمام الشوكاني في فتح القدير(1/64): والأسماء هي العبارات والمراد أسماء المسميات قال بذلك أكثر العلماء وهو المعنى الحقيقي للاسم والتأكيد بقوله كلها يفيد أنه علمه جميع الأسماء ولم يخرج عن هذا شيء منها كائنا ما كان . أهـ ، والله تعالى أعلم.
____________
انتهى كلام المفسرين لتفسير هذه الآية في قول الله تعالى {وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة} [البقرة:31] صدق الله العظيم، انتهت الإجابة على السؤال من أحد علماء المسلمين من الذين يقفون ما ليس لهم به علمٌ وما ليس له برهان وقد وعظهم الله وحذرهم أن يتبعوا عالماً لا يُثبت علمه بسلطان بيّن وأمرهم أن يستخدموا عقولهم. وقال الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:36].
وفي هذه الآية التي تحضّ جميع طلاب العلم بعدم الاتّباع لعالم لا يثبت علمه بسلطان مبين وأمرهم أن يستخدموا عقولهم وسمعهم وبصرهم وأفئدتهم هل تقبل ما سمعوه أم إنه كلام لا يقبله العقل ولا المنطق الحقّ، فبالله عليكم هل الأسماء المكرمة التي علمها الله لآدم هي الفسوة والضرطة !! أفهو المقصود من قولهم الفسوة والفُسية التي تخرج من الدُّبر؟ أذلك ما يقصدون بقولهم: "قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره (1/256 ت. أبو إسحاق الحويني) عند قوله تعالى: ( وعلم آدم الأسماء كلها ): والصحيح أنه علمه أسماء الأشياء كلها وذواتها وصفاتها وأفعالها حتى الفسوة والفُسية" !!! فإن كنتم من أصحاب العقول كما تقول فهل تقبل هذا العلم بأن الفسوة والفُسية من ضمن الأسماء التي علمها الله لآدم فهل كان موضوع الحوار بين الله وملائكته عن الفسوة والفسية!! ومن ثم نحتكم إلى القرآن فإذا وجدنا بأن الحوار بين الله وملائكته كان في المسميات من الفسوة والفسية التي تخرج من الدُّبر وأسماء الشجر والجبال والدواب فقد أصبح ناصر محمد اليماني كذاباً أشراً كما تزعمون وليس المهديّ المنتظَر الذي لا يقول على الله غير الحقّ وإن وجدنا بأن موضوع الحوار بين الله وملائكته هو في موضوع خلفاء الله في الأرض وليس موضوع الفسوة والفسية والدجاجة والقصعة أفلا تعقلون؟! وأراك تقول بأن لديكم عقول، فإذا كان حقاً لديكم عقول فسوف ترون بأن الأسماء التي علمها الله لآدم هي أسماء خلفاء الله من ذرية آدم وقد خلقنا الله مع أبينا آدم فأوجدنا في صلبه جميعاً. وقال الله تعالى: {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ۖ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ} صدق الله العظيم [النجم:32].
فأما المرحلة الأولى لخلقنا، فحدثت يوم خلق الله أبانا آدم فأوجدنا في صلبه وأنطقنا بالحقّ وقال لنا ألست بربكم فقلنا: بلى. فشهدنا بين يدي الله بأنه الحقّ لا إله غيره وحده لا شريك له، وقطعَ الناسُ على أنفسهم عهداً بين يدي ربهم بأنه لا إله غيره ولا معبوداً سواه ولا يشركون به شيئاً. وذلك هو الميثاق الأزلي. وقال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:172].
وقد يستغرب بعضكم ممن ينكرون أمري بغير الحقّ فيقولون: "وما خطبنا لا نتذكر هذا العهد الأزلي ؟" ومن ثمّ نردّ عليه: إن النّاس لا يتذكرون هذا العهد الأزلي إلا يوم القيامة تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكْرَىٰ} صدق الله العظيم [الفجر:23].
ومن ثم يتذكرون كل شيء حتى العهد الأزلي فيقول الإنسان الذي أعرض عن ذكر الرحمن في هذه الحياة الدنيا. وقال الله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ ﴿١٢٤﴾ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا ﴿١٢٥﴾ قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ ﴿١٢٦﴾}صدق الله العظيم [طه].
وهنا السؤال يطرح نفسه ألم يقل الله تعالى: {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} صدق الله العظيم [الإسراء].
إذاً متى كان الإنسان بصيراً يا أولي الألباب، فمتى كان الإنسان بصيراً بالحقّ؟ والجواب تجدونه في الكتاب:
إنه في الأزل القديم يوم أخذ الله الميثاق منا ونحن في ظهر أبينا آدم عليه الصلاة والسلام يوم أنطقنا فنطقنا جميعاً؛ ذرية آدم فشهدنا بالحقّ. وقال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:172].
ويتذكر الإنسان يوم القيامة بأنه كان مبصراً يوم أعطى لربه الميثاق في الأزل القديم، وتذكر الإنسان هذا العهد القديم بين يدي ربّه لأنه كان بصيراً بالحقّ يومئذ يوم أخذ الله الميثاق من ذرية آدم من ظهورهم ولذلك قال الإنسان الذي أعرض عن ذكر ربّه بأنه تذكر أنه كان بصيراً بالحقّ يوم خلق الله أبانا آدم وخلق معه ذريته فتذكر الإنسان عهده الأزلي القديم ولذلك قال: {رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى} صدق الله العظيم. ومن ثم احتج الله عليه بآياته التي بعث بها رسله بقوله تعالى: {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى} صدق الله العظيم. أي كذلك من بعد خروجكم من الجنة بعثت إليكم من يذكركم بآيات ربكم ومن ثم نسيتموها كما نسيتم عهدكم من قبل وكذلك اليوم ننساكم. وقال الله تعالى: {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى} صدق الله العظيم، وذلك لأن الله وعدنا بعد الخروج من الجنة بأنه سوف يبعث إلينا من يذكرنا بالحقّ. وقال الله تعالى: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى (126)} صدق الله العظيم [طه].
فهل تبيّن لكم الآن البيان الحقّ لقول الله تعالى :{وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم، بأنهم أسماء الخلفاء من ذرية آدم والله هو الأعلم حيث يجعل رسالته ولن يختار خليفة له ومن ثم يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء كما ظن ذلك الملائكة بقولهم: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ}، وعلم الله لآدم بأسماء جميع خلفاء الله في ذريته ومن ثم عرض ذرية آدم على الملائكة وقال تعالى: {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم؟
ويا محمد الحسام إنك قُلت: (اننا نحمد الله الذي خلق لنا عقول تفهم وتفكر وتفرق بين الكذب والحقيقه)، فإن كنت يا محمد الحسام من أصحاب العقول حقاً كما تقول، فلماذا قال الله للملائكة قولاً غليظاً قال الله تعالى: {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} ويقصد الله بقوله لملائكته إن كنتم صادقين أي بقولهم {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ}؟ فهل هم أعلم أم الله؟ والله يعلم من يصطفي ويختار ولكن الملائكة لا يعلمون حتى بأسماء خلفاء الله فكيف يعلمون بأنهم سوف يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء بغير الحقّ من بعد الاصطفاء للخلافة؟ بل يصلحهم الله فيعدلون ولا يظلمون شيئاً من بعد أن يأتيهم الله ملكوت الخلافة الراشدة على المنهاج الحقّ ويهدون النّاس إلى صراط العزيز الحميد.
ويا إخواني المحترمين، إني أريد لكم الخير والنجاة ولجميع المسلمين، فبالله عليكم هل تبين لكم حقيقة الأسماء التي علمها الله لآدم بعد أن علمناكم بالبيان الحقّ أم لا تزالون مستمسكين بقول الذين لا يعلمون بأن الأسماء هي الفسوة والفُسية والقصعة وما شابه ذلك؟ فإن كان لكم عقول كما تقولون تالله لتعلموا الحقّ فترون أنه الحقّ من ربِّكم بغض النظر عن الأخطاء الإملائيّة التي فتنتكم عن تدبر الحقّ في البيان، هداكم الله فانظروا إلى مضمون بيان ناصر محمد اليماني ومن ثم تقولون سبحان من علم هذا الرجل بالبيان الحقّ وأحسن تأويلاً للقرآن من جميع المفسرين برغم أنهم يفوقونه في الإملاء فلا بد أن الله هو من علمه الحقّ ولم يتعلمه ببلاغته في النّحو والإملاء؛ إذاً الأخطاء نظراً لعدم فهمه لمادة النحو وحتماً سوف يخطئ في البيان، ومن ثم تتدبروا البيان الحقّ وأتحداكم أن تجدوني أخطأت في البيان بسبب عدم تفوقي في مادة النحو، ومن ثم تخرجون بنتيجة بأني لم أعلم البيان نظراً لبراعتي في النّحو، ومن ثم تعلمون بأن الله هو من علمني البيان الحقّ للقرآن، فانظروا لبياني لآيات التصديق فهل وجدتموه حقاً على الواقع الحقيقي؟
وهذا رابط لبيان بعض آيات التصديق :
http://www.mahdi-alumma.com/vb/showth...E1%DA%D0%C7%C8
و سلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخو الصالحين، الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني.
22 - 10 - 1429 هـ
23 - 10 - 2008 مـ
12:02 صباحاً
________
الردّ على المسافر ومحمد حسام:
المرحلة الأولى لخلقنا حدثت يوم خلق الله أبانا آدم..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمد رسول الله صلى الله عليه وآله الطيبين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..
إخواني (المسافر ومحمد الحسام) السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، السلام علينا وعلى جميع إخواننا المسلمين فهل تريدون الحقّ أم الباطل؟ فإن كنتم تريدون الحقّ فإني لا أقول لكم بأني نبيٌّ أو رسولٌ؛ بل إمامٌ عدلٌ وذو قولٍ فصلٍ وما هو بالهزل، فإن كنتم من أولي الألباب من الذين يتدبرون آيات الكتاب فأنا أعِدكم بإقناعكم وهو علينا يسير بإذن الله، وإني أراكم تحاجوني بالحجّة التي جعلها الله لي عليكم (ن) (ص)، فتلك ليست إلا أحرفاً جعلها الله رموزاً للأسماء التي علمها الله لآدم عليه السلام وهم خلفاء الله من ذريته سواء كانوا من الأنبياء والمرسلين أو من الأئمة الصالحين فأسماؤهم قد علّمها الله لآدم عليه الصلاة والسلام كلها وأمر آدم أن يعلمها للملائكة، بمعنى أنّ أسماء خلفاء الله في الأرض قد صارت معلومة لدى الملائكة من قبل أن تلدهم أمهاتهم فانظروا إلى بشرى الله عن طريق الملائكة لنبيه زكريا عليه الصلاة والسلام. قال الله تعالى: {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسمه يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا} صدق الله العظيم [مريم:7].
وكذلك انظروا لبشرى الله للصديقة مريم عليها السلام عن طريق الملائكة. وقال الله تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسمه الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} صدق الله العظيم [آل عمران:45].
ومن خلال ذلك تعلم بأن أسماء خلفاء الله في الأرض قد علّم اللهُ آدمَ بها كلّها، وأمر آدم أن يُعلّمها للملائكة، ومن ثم صار معلوم لدى الملائكة أسماء جميع خلفاء الله في الأرض من أولهم؛ أبانا أدم عليه الصلاة والسلام إلى خاتمهم خليفة الله المهدي.
وأما الأحرف التي تجدها في أوائل السور فما عساها أن تكون إلا رمزاً لأسماء خلفاء الله، فانظر إلى أول سورة مريم تجد جميع أنبياء آل عمران، ولكن عليكم أن تعلموا بأنّ الرمز ليس شرطاً بأن يُستنبط الحرف من أول الاسم بل قد يكون من أوله أو وسطه أو أي حرفٍ من أحرف الاسم الأول، إلا أن الرمز لا يمكن أن يؤخذ من اسم الأب بل أحد أحرف الاسم الأول، وقد بيّن الله لكم في لفظ القرآن بأنه إذا رمز بحرف فإنه يقصد به رمزاً لاسمٍ. وقال الله تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ من الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:87].
وهذا الحرف نون يقصد به الله يونس عليه الصلاة والسلام وقد رمز له الله بأحد حروف اسمه، وذُكر اسم الحرف لفظياً وذلك لأنه جاء الحرف نون وسط السورة ولذلك ذكره باللفظ. أما لو كان في أول السورة لذكر الحرف وليس كتابته لفظياً (نون) ولأن ذكر لفظ هذا الحرف له علاقة باسم نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام. قال تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ من الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:87].
وهذا رمز واضح وجلي {وَذَا النُّونِ} فأنتم تعلمون أنه يقصد به اسم يونس عليه الصلاة والسلام وذلك لكي تعلموا أنه إذا جاء رمزٌ بحرف في القرآن فإنه يقصد به رمز لاسمٍ معلومٍ في الكتاب، فانظر إلى رموز الأحرف في أول سورة مريم تجدها حقاً رموزاً لأسماء أنبياء آل عمران. وقال الله تعالى: {كهيعص ﴿١﴾ ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [مريم].
وسوف تجد فيها رموز لأسماء أنبياء آل عمران وبالترتيب حسب سنِّهم، فأما الرمز (ك) فيقصد الله بها زكريا عليه الصلاة والسلام، وأما الرمز (هـ) فيقصد به هارون بن عمران أخو مريم وقد مات قبل ميلاد أخته مريم، ولذلك قالوا يا أخت هارون لأنه كان معروفاً و نبيّاً من الصالحين، وأما الرمز (ي) فيقصد به يحيا عليه الصلاة والسلام، وأما الرمز (ع) فيقصد به عيسى عليه الصلاة والسلام، وأما الرمز (ص) فيقصد الله به الصدّيقة مريم، ولكن لماذا الرمز لاسم مريم قد أخذه الله من حروف اسم الصفة لمريم وليس من اسمها (مريم) وذلك لأنها ليست نبيّة ولا رسولة ولكن لماذا جاء ذكرها بين رموز أسماء خلفاء الله؟ وذلك لأن اسمها من الأسماء التي علّمها الله لآدم ليُعلمها للملائكة وذلك لأن اسمها له علاقة باسم عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام والملائكة تعلم باسم مريم من قبل لأن له علاقة باسم عيسى ولذلك بشروها بالمسيح عيسى ابن مريم ولكنه لم يأخذ الرمز من الاسم بل من الصفة لمريم عليها الصلاة والسلام. تصديقاً لقول الله تعالى: {ما الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ} صدق الله العظيم [المائدة:75].
إذاً الرمز (ص) يخصُّ مريم وإنما أخذه الله من اسم الصفة (صِدِّيقَةٌ) لأنها ليست نبيّة ولا رسولة؛ فهل تبين لكم المقصود من قول الله تعالى {كهيعص} وأنها حقاً لم يضعها الله عبثاً بل رموز لأسماء خلفاء الله في أرضه من الرُسل والأنبياء والأئمة الصالحين؟ إذاً قول الله تعالى: {ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ}
صدق الله العظيم [القلم:1].
فذلك أول حرف من أحرف الاسم (ناصر) الإنسان الذي سوف يُعلّمه الله البيان الحقّ للقرآن في آخر الزمان نُصرةً لمحمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فيجعل حجته الكتاب المسطور القرآن العظيم وذلك لأن الله وعد بناصر نبيَّه ليُظهر به أمره على العالمين كافة حتى يكون الدين كُله لله في الأرض فيجعلها خلافةً إسلاميّةً تشمل العالم بأسره، وذلك المقصود من القسم بـ (نون) في قول الله تعالى: {ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴿١﴾ مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴿٢﴾ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ ﴿٣﴾ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴿٤﴾ فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ ﴿٥﴾ بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ ﴿٦﴾ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [القلم].
وأنا لا أقول بأنه يُخاطبني أنا؛ بل أنا الذي أقسم الله به لنبيه محمد ليُظهر بي أمره ويتم بي نوره حتى يتبين للناس كافة أن القرآن العظيم الذي جاء به من وصفه كفار قريش بالجنون أنه الحقّ من ربهم وأنه ما كان محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بمجنون كما وصفه الكفار من قومه. تصديقاً لقول الله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحقّ} صدق الله العظيم [فصلت:53].
وأنا (ناصر محمد) وعد الله الحقّ إن الله لا يُخلف الميعاد، وأنا المقصود من قول الله تعالى: {ص ۚ وَالْقرآن ذِي الذِّكْرِ ﴿١﴾ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا في عزةٍ وشقاقٍ ﴿٢﴾ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوا وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [ص].
فأما قوله تعالى {ص وَالْقرآن ذِي الذِّكْرِ} فهذا قسم من الله بصاد وهو يرمز للاسم ( ناصر)، وقد برهنا لكم بأنه يأخذ أحد أحرف الاسم الأول ولكنه لا يتجاوز لاسم الأب، ولربّما يودّ أحدكم أن يُقاطعني فيقول: وما يُدريك أنه رمز لاسمك (ناصر) فلربما أنه يقصد نبي الله صالح ما دمت تقول أن الأحرف هي رموز لأسماء الأنبياء والمرسلين؟" ومن ثم نردّ عليه ونقول: وما علاقة نبي الله صالح بالقرآن وهو نبي قد خلا من قبل محمد رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليهم أجمعين؟ بل الله يُقسم بأحد أحرف اسم الذي سوف يظهره الله بالقرآن العظيم على الكافرين كافة؛ الذين يكونون في عصر الظهور في عزةٍ وشقاقٍ والمسلمون أذلة والهيمنة لأعدائهم في الأرض كما هو حالكم الآن بسبب تفرقكم إلى شيع وأحزاب فتفرقتم فذهبت ريحُكم وجئتكم تصديقاً لوعد الله بالحقّ: {ص ۚ وَالْقرآن ذِي الذِّكْرِ ﴿١﴾ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا في عزةٍ وشقاقٍ ﴿٢﴾ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوا وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [ص].
أفلا تتدبرون أن الله يُقسم بهذا الحرف (ص) والقرآن ذي الذكر؟ والغاية من القسم خفية في هذا الموضع لأنه شيء معروف أنه قسم من الله {ص وَالْقرآن ذِي الذِّكْرِ} والقسم الخفيّ هو الوعد من الله بإظهار{ص والقرآن ذي الذكر} على الذين هم في عزةٍ وشقاقٍ لدينه ببأسِ شديدِ من لدنه في ليلة وهم صاغرون، فتدبروا الحقّ في قوله تعالى : {ص ۚ وَالْقرآن ذِي الذِّكْرِ ﴿١﴾ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا في عزةٍ وشقاقٍ ﴿٢﴾ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوا وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [ص].
وعليه فإني أحذر الناس كافةَ من كوكب العذاب الأليم فإنه قادم إليكم في عصري وعصركم في زمنٍ قريبٍ جداً فيمر بجانب أرضكم فيُهلك الله به من يشاء ويُعذب به من يشاء، ويتسبب في طلوع الشمس من مغربها حتى إذا مرّ ومن ثم تعود الشمس تطلع من مشرقها، وإنما طلوع الشمس من مغربها أحد شروط الساعة الكُبرى، ويتلو ذلك ظهوري لئن أبيتم التصديق حتى ترون كوكب العذاب الأليم.
ولربما يلومني أحد إخواني المسلمين فيقول: "يا ناصر محمد اليماني، ما خطبك لا تكتفي بتهديد الكفار ببأس الله؛ بل كذلك تحذرنا نحن المسلمون المؤمنون بكتاب الله وسنّة رسوله صلّى الله علية وآله وسلّم، فلماذا سوف يُعذبنا الله والله لا يريد ظلماً للعباد؟" . ومن ثمّ أردّ عليه بالحقّ وأقول: ذلك لأني أدعوكم إلى كتاب الله وسنة رسوله الحقّ لأحكم بين علمائكم بالحقّ من محكم كتاب الله وسنة رسوله الحقّ فإذا أنتم تتخذوني هزواً كمثال قول المُسافر:
أرغب بالاستفسار كيف يمكنني الالتحاق بكادر الموظفين لديكم ؟ و كم تعطوني راتباً لقاء التطبيل لناصر اليماني ؟ اعدك يا ناصر اليماني أن أصحح لك جميع الاخطاء الاملائية التي لا يخلو موضوع واحد لك منها يعني مو كويسة بحقك إمام ، وتفسر القرآن على هواك، ولا تجيد الإملاء ..
و كمثال قول محمد الحسام:
من الغريب ان تكون نون والقلم والأغــــــرب ان تُصبح (ص) والقرآن ألا ترى أنك طولتها شوي ألا ترى انك تماديت بتفسير القرآن الكريم واعتبرت انه نزل فيك في اسمك في رسمك في عملك ألا ترى ان كوكب العذاب الذي تدعيه ربما يحل ضيفاً عليك بسبب تطاولك في التفسير وزيادتك في الغلو في نفسك المهم اننا نحمد الله الذي خلق لنا عقول تفهم وتفكر وتفرق بين الكذب والحقيقه في زمن نحن أحوج فيه ان نعرف قدر أنفسنا قبل ان يعرفنا به الآخرون وعليك بالدعاء اللهم كان لنا عقول تفهم وتفرق بين الحقيقة والخيال فلك الحمد على ما اخذت ولك الحمد على ما ابقيت.. تحياتي .
ــــــــــــــــــــــ
انتهى كلام الحسام.
ومن ثمّ أردّ عليكم بالحقّ، وأعدكم وعداً غير مكذوب بأنكم من المعذبين بكوكب العذاب الأليم لأنكم من المستهزئين بالحقّ وتجادلون بغير علمٍ ولا هُدًى ولا كتابٍ مُنيرٍ إلا أن تتوبوا فإن كان لديكم بيان للقرآن خير من تأويل ناصر محمد اليماني وأحسن تفسيراً فأتوا به إن كنتم من الصادقين، فهذا موقعي مفتوح لكم أجمعين ومن وجدناه هو المهيمن بعلم وسلطان منير فهو على نور من ربّه إن كنتم تعقلون! حتى ولو قمتم بنسخ تفاسيرٍ للمفسرين فما جاء مُخالفاً لبيان ناصر محمد اليماني فسوف يجد أولوا الألباب بأن الفرق واضح بين الحقّ والباطل كالفرق بين الظُلمات والنور، فإذا كان لكم عقول كما تقولون فسوف يتبين لكم بأنه حقاً يوجد فرق بين تأويل ناصر محمد اليماني للأسماء التي علّمها الله لآدم وبين تأويل المُفسرين الآخرين والذين قالوا بأن الأسماء التي علّمها الله لآدم أنها أسماء الجبال والشجر والدواب، ويا سُبحان الله! فهل يوجد لهما اسماً موحداً في جميع اللغات حتى توارثها البشر بأن هذه الشجرة الفلانية وهذا جبل وهذا وادي وهذه دجاجة وهذه بطة وهذا حمار وهذا حصان وهذا معز وهذا ضأن أفلا تعقلون؟! وتتبعون الباطل وأنتم تعلمون بأن الشجر والجبال والدواب لهم أسماء مختلفة من لغةٍ إلى أخرى ولم يتوارث هذه الأسماء البشر عن أبيهم آدم بل لو كنتم تتدبرون القرآن حقَّ تدبره لعلمتم علم اليقين أنه لا يقصد ما يقوله المفسرون بغير الحقّ من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون، ولسوف أقول للمستهزئين منكم بأننا سنقوم بالمُقارنة بين بيان ناصر محمد اليماني وبين بيان المُفسرين في بيان أحد الآيات وسوف أنسخ تفسير لآية في القرآن للمفسرين لكي تقوموا بالمقارنة بين بياني وتفسيراتهم .. وما يلي سؤال وجهه أحد السائلين لأحد علماء المسلمين يستفسر عن ما هي الأشياء التي علمها الله لآدم:
السؤال: هل يمكن أن توضح الآية التالية {وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة}[البقرة :31] ما هو المقصود بكلها وماذا كان الله يقصد بالضمير؟
الجواب:الحمد لله قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره (1/256 ت. أبو إسحاق الحويني) عند قوله تعالى: ( وعلم آدم الأسماء كلها ): والصحيح أنه علمه أسماء الأشياء كلها وذواتها وصفاتها وأفعالها حتى الفسوة والفُسية يعني أسماء الذوات والأفعال المكبر والمصغر ولهذا قال البخاري في تفسير هذه الآية في كتاب التفسير من صحيحه فذكر ابن كثير إسناد البخاري عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا فيأتون آدم فيقولون: أنت أبو الناس خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء ... الحديث " ... فدل هذا على أنه علمه أسماء جميع المخلوقات ولهذا قال: " ثم عرضهم على الملائكة " يعني المسميات .ا.هـ.وقد سرد الأقوال في هذه المسألة الحافظ ابن حجر في الفتح (8/10) فقال: واختلف في المراد بالأسماء: فقيل أسماء ذريته وقيل أسماء الملائكة وقيل أسماء الأجناس دون أنواعها وقيل أسماء كل ما في الأرض وقيل أسماء كل شيء حتى القصعة .وقال الإمام الشوكاني في فتح القدير(1/64): والأسماء هي العبارات والمراد أسماء المسميات قال بذلك أكثر العلماء وهو المعنى الحقيقي للاسم والتأكيد بقوله كلها يفيد أنه علمه جميع الأسماء ولم يخرج عن هذا شيء منها كائنا ما كان . أهـ ، والله تعالى أعلم.
____________
انتهى كلام المفسرين لتفسير هذه الآية في قول الله تعالى {وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة} [البقرة:31] صدق الله العظيم، انتهت الإجابة على السؤال من أحد علماء المسلمين من الذين يقفون ما ليس لهم به علمٌ وما ليس له برهان وقد وعظهم الله وحذرهم أن يتبعوا عالماً لا يُثبت علمه بسلطان بيّن وأمرهم أن يستخدموا عقولهم. وقال الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:36].
وفي هذه الآية التي تحضّ جميع طلاب العلم بعدم الاتّباع لعالم لا يثبت علمه بسلطان مبين وأمرهم أن يستخدموا عقولهم وسمعهم وبصرهم وأفئدتهم هل تقبل ما سمعوه أم إنه كلام لا يقبله العقل ولا المنطق الحقّ، فبالله عليكم هل الأسماء المكرمة التي علمها الله لآدم هي الفسوة والضرطة !! أفهو المقصود من قولهم الفسوة والفُسية التي تخرج من الدُّبر؟ أذلك ما يقصدون بقولهم: "قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره (1/256 ت. أبو إسحاق الحويني) عند قوله تعالى: ( وعلم آدم الأسماء كلها ): والصحيح أنه علمه أسماء الأشياء كلها وذواتها وصفاتها وأفعالها حتى الفسوة والفُسية" !!! فإن كنتم من أصحاب العقول كما تقول فهل تقبل هذا العلم بأن الفسوة والفُسية من ضمن الأسماء التي علمها الله لآدم فهل كان موضوع الحوار بين الله وملائكته عن الفسوة والفسية!! ومن ثم نحتكم إلى القرآن فإذا وجدنا بأن الحوار بين الله وملائكته كان في المسميات من الفسوة والفسية التي تخرج من الدُّبر وأسماء الشجر والجبال والدواب فقد أصبح ناصر محمد اليماني كذاباً أشراً كما تزعمون وليس المهديّ المنتظَر الذي لا يقول على الله غير الحقّ وإن وجدنا بأن موضوع الحوار بين الله وملائكته هو في موضوع خلفاء الله في الأرض وليس موضوع الفسوة والفسية والدجاجة والقصعة أفلا تعقلون؟! وأراك تقول بأن لديكم عقول، فإذا كان حقاً لديكم عقول فسوف ترون بأن الأسماء التي علمها الله لآدم هي أسماء خلفاء الله من ذرية آدم وقد خلقنا الله مع أبينا آدم فأوجدنا في صلبه جميعاً. وقال الله تعالى: {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ۖ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ} صدق الله العظيم [النجم:32].
فأما المرحلة الأولى لخلقنا، فحدثت يوم خلق الله أبانا آدم فأوجدنا في صلبه وأنطقنا بالحقّ وقال لنا ألست بربكم فقلنا: بلى. فشهدنا بين يدي الله بأنه الحقّ لا إله غيره وحده لا شريك له، وقطعَ الناسُ على أنفسهم عهداً بين يدي ربهم بأنه لا إله غيره ولا معبوداً سواه ولا يشركون به شيئاً. وذلك هو الميثاق الأزلي. وقال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:172].
وقد يستغرب بعضكم ممن ينكرون أمري بغير الحقّ فيقولون: "وما خطبنا لا نتذكر هذا العهد الأزلي ؟" ومن ثمّ نردّ عليه: إن النّاس لا يتذكرون هذا العهد الأزلي إلا يوم القيامة تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكْرَىٰ} صدق الله العظيم [الفجر:23].
ومن ثم يتذكرون كل شيء حتى العهد الأزلي فيقول الإنسان الذي أعرض عن ذكر الرحمن في هذه الحياة الدنيا. وقال الله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ ﴿١٢٤﴾ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا ﴿١٢٥﴾ قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ ﴿١٢٦﴾}صدق الله العظيم [طه].
وهنا السؤال يطرح نفسه ألم يقل الله تعالى: {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} صدق الله العظيم [الإسراء].
إذاً متى كان الإنسان بصيراً يا أولي الألباب، فمتى كان الإنسان بصيراً بالحقّ؟ والجواب تجدونه في الكتاب:
إنه في الأزل القديم يوم أخذ الله الميثاق منا ونحن في ظهر أبينا آدم عليه الصلاة والسلام يوم أنطقنا فنطقنا جميعاً؛ ذرية آدم فشهدنا بالحقّ. وقال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:172].
ويتذكر الإنسان يوم القيامة بأنه كان مبصراً يوم أعطى لربه الميثاق في الأزل القديم، وتذكر الإنسان هذا العهد القديم بين يدي ربّه لأنه كان بصيراً بالحقّ يومئذ يوم أخذ الله الميثاق من ذرية آدم من ظهورهم ولذلك قال الإنسان الذي أعرض عن ذكر ربّه بأنه تذكر أنه كان بصيراً بالحقّ يوم خلق الله أبانا آدم وخلق معه ذريته فتذكر الإنسان عهده الأزلي القديم ولذلك قال: {رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى} صدق الله العظيم. ومن ثم احتج الله عليه بآياته التي بعث بها رسله بقوله تعالى: {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى} صدق الله العظيم. أي كذلك من بعد خروجكم من الجنة بعثت إليكم من يذكركم بآيات ربكم ومن ثم نسيتموها كما نسيتم عهدكم من قبل وكذلك اليوم ننساكم. وقال الله تعالى: {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى} صدق الله العظيم، وذلك لأن الله وعدنا بعد الخروج من الجنة بأنه سوف يبعث إلينا من يذكرنا بالحقّ. وقال الله تعالى: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى (126)} صدق الله العظيم [طه].
فهل تبيّن لكم الآن البيان الحقّ لقول الله تعالى :{وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم، بأنهم أسماء الخلفاء من ذرية آدم والله هو الأعلم حيث يجعل رسالته ولن يختار خليفة له ومن ثم يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء كما ظن ذلك الملائكة بقولهم: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ}، وعلم الله لآدم بأسماء جميع خلفاء الله في ذريته ومن ثم عرض ذرية آدم على الملائكة وقال تعالى: {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم؟
ويا محمد الحسام إنك قُلت: (اننا نحمد الله الذي خلق لنا عقول تفهم وتفكر وتفرق بين الكذب والحقيقه)، فإن كنت يا محمد الحسام من أصحاب العقول حقاً كما تقول، فلماذا قال الله للملائكة قولاً غليظاً قال الله تعالى: {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} ويقصد الله بقوله لملائكته إن كنتم صادقين أي بقولهم {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ}؟ فهل هم أعلم أم الله؟ والله يعلم من يصطفي ويختار ولكن الملائكة لا يعلمون حتى بأسماء خلفاء الله فكيف يعلمون بأنهم سوف يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء بغير الحقّ من بعد الاصطفاء للخلافة؟ بل يصلحهم الله فيعدلون ولا يظلمون شيئاً من بعد أن يأتيهم الله ملكوت الخلافة الراشدة على المنهاج الحقّ ويهدون النّاس إلى صراط العزيز الحميد.
ويا إخواني المحترمين، إني أريد لكم الخير والنجاة ولجميع المسلمين، فبالله عليكم هل تبين لكم حقيقة الأسماء التي علمها الله لآدم بعد أن علمناكم بالبيان الحقّ أم لا تزالون مستمسكين بقول الذين لا يعلمون بأن الأسماء هي الفسوة والفُسية والقصعة وما شابه ذلك؟ فإن كان لكم عقول كما تقولون تالله لتعلموا الحقّ فترون أنه الحقّ من ربِّكم بغض النظر عن الأخطاء الإملائيّة التي فتنتكم عن تدبر الحقّ في البيان، هداكم الله فانظروا إلى مضمون بيان ناصر محمد اليماني ومن ثم تقولون سبحان من علم هذا الرجل بالبيان الحقّ وأحسن تأويلاً للقرآن من جميع المفسرين برغم أنهم يفوقونه في الإملاء فلا بد أن الله هو من علمه الحقّ ولم يتعلمه ببلاغته في النّحو والإملاء؛ إذاً الأخطاء نظراً لعدم فهمه لمادة النحو وحتماً سوف يخطئ في البيان، ومن ثم تتدبروا البيان الحقّ وأتحداكم أن تجدوني أخطأت في البيان بسبب عدم تفوقي في مادة النحو، ومن ثم تخرجون بنتيجة بأني لم أعلم البيان نظراً لبراعتي في النّحو، ومن ثم تعلمون بأن الله هو من علمني البيان الحقّ للقرآن، فانظروا لبياني لآيات التصديق فهل وجدتموه حقاً على الواقع الحقيقي؟
وهذا رابط لبيان بعض آيات التصديق :
http://www.mahdi-alumma.com/vb/showth...E1%DA%D0%C7%C8
و سلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخو الصالحين، الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني.